إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

(ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٣٥)

الآية الكريمة معطوفة بحرف العطف «ثم» على الآية الكريمة السابقة وتعرب مثلها. أي ثم أولاك الله ما تكرهه. والآية الكريمة تأكيد للآية الكريمة السابقة وفيها دعاء عليه وتحذير من فعله.

(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (٣٦)

(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. أن : حرف مصدرية ونصب بمعنى : أيظن الإنسان الكافر.

(يُتْرَكَ سُدىً) : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. سدى : حال من الضمير في «يترك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها ونونت لأنها أي الكلمة اسم مقصور نكرة بمعنى مهملا لا يؤمر ولا يعاقب والجملة الفعلية «يترك» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي «يحسب».

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) (٣٧)

(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً) : الهمزة همزة إنكار دخلت على المنفي فرجع إلى معنى التقرير أو هو استفهام إنكار للنفي مبالغة في الإثبات. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يك : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره «النون» المحذوفة جوازا اختصارا وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين ـ أصله : «يكون» وبقيت الضمة دالة على الواو المحذوفة واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو. نطفة : خبر «يك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة .. المراد بها : ماء الرجل يراق أو يصب في رحم المرأة.

(مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نطفة» و «من» حرف جر بياني. يمنى : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لمني

٤٢١

وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو بمعنى : يصب.

(ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) (٣٨)

(ثُمَّ كانَ عَلَقَةً) : حرف عطف. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. علقة : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ثم كان أي صار دما متجمدا.

(فَخَلَقَ فَسَوَّى) : الفاء عاطفة تفيد هنا الترتيب. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الله سبحانه. وحذف المفعول به اختصارا لأن ما قبله دال عليه بمعنى : فخلقه الله أي فخلق الله الإنسان. فسوى : معطوفة بالفاء على جملة «خلق» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : فعدل من الإنسان. أي فسواه بمعنى : فأوجده الله فسواه كامل الأعضاء.

(فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣٩)

(فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ) : معطوفة بالفاء على جملة «فسوى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة على آخره. منه : جار ومجرور متعلق بجعل بمعنى : فجعل من الإنسان على معنى «فخلق» منه ولهذا تعدى إلى مفعول واحد أما إذا أريد معنى «فصير» فيكون الجار والمجرور «منه» في مقام المفعول الثاني للفعل «جعل». الزوجين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : الصنفين.

(الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) : بدل من «الزوجين» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. والأنثى : معطوفة بالواو على «الذكر» وتعرب إعرابه وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : الرجل والمرأة.

(أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠)

٤٢٢

(أَلَيْسَ ذلِكَ) : الهمزة همزة إنكار دخلت على المنفي فرجع إلى معنى التقرير أو استفهام إنكار للنفي مبالغة في الإثبات. ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح من أخوات «كان». ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «ليس» اللام للبعد والكاف حرف خطاب والمشار إليه الذي أنشأ وهو الله سبحانه.

(بِقادِرٍ عَلى أَنْ) : الباء حرف جر زائد. قادر : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر «ليس». على : حرف جر. أن : حرف مصدري ناصب والجملة الفعلية بعده «يحيي الموتى» صلة حرف مصدري لا محل لها. الجواب : بلى قادر.

(يُحْيِيَ الْمَوْتى) : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الموتى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «قادر» على تأويل فعله .. بمعنى : أليس الله قادرا على الإعادة أي على إحياء الموتى؟ روي أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان إذا قرأ الآية الكريمة المذكورة قال : سبحانك بلى. أي نعم أنت قادر على إحياء الموتى.

***

٤٢٣

سورة الإنسان

معنى السورة : الإنسان : لفظة تطلق على الذكر والأنثى من البشر وجمعه : أناسي .. أناسية وآناس .. ويطلق على أفراد الجنس البشري .. كما تطلق لفظة «الإنس» على البشر أيضا ومفرده : إنسي وأنسي ـ بكسر الهمزة وسكون النون وبفتح الهمزة والنون قال تعالى في سورة «الفرقان» : (وَأَناسِيَّ كَثِيراً) ويقال للمرأة : إنسان ولا يقال : إنسانة وإن وردت هذه اللفظة في الشعر .. قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : «إنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي» وقال الفيومي : الإنسان من الناس : اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع واختلف في اشتقاقه مع اتفاقهم على زيادة النون الأخيرة .. وقال : الناس : اسم وضع للجمع كالقوم والرهط وواحده : إنسان من غير لفظه مشتق من ناس ـ ينوس : إذا تدلى وتحرك فيطلق على الجن والإنس قال تعالى في سورة «الناس» : (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) ثم فسر الناس بالجن والإنس فقال (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) وسمي الجن ناسا كما سموا رجالا قال تعالى في سورة «الجن» : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) وكانت العرب تقول : رأيت ناسا من الجن.

تسمية السورة : سميت سورة «الإنسان» في بعض المصاحف : سورة «الدهر» وكرم الله تعالى هذه اللفظة فسمى إحدى سور القرآن الكريم بسورة الدهر. عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا تسبوا الدهر فإن الله وحده هو الدهر» بمعنى : لا تسبوا فاعل النوازل بكم أو التي تحل بكم لأن الله سبحانه هو الآتي بالحوادث لا الدهر وهو فاعلها سبحانه لحكمة مقتضاة والنوازل : هي الشدائد : جمع «نازلة» وهي المصيبة الشديدة. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : قال الله عزوجل : «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار» بمعنى : يخاطبني من القول بما يتأذى به من يجوز التأذي عليه فالله تعالى

٤٢٤

منزه عن أن يصير في حقه الأذى إذ هو سبحانه محال عليه. والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله عزوجل وقوله «يسب الدهر وأنا الدهر» بمعنى : إذا أصابه مكروه يقول : بؤسا للدهر وتبا له. أما قوله سبحانه «بيدي الأمر» فمعناه : بيدي الذي ينسبونه إلى الدهر.

فضل قراءة السورة : قال النبي الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «هل أتى» أي سورة «الإنسان» كان جزاؤه على الله جنة وحريرا» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ و «هل أتى» هو مطلع الآية الكريمة الأولى من سورة «الإنسان .. الدهر».

إعراب آياتها

(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١)

(هَلْ أَتى) : حرف استفهام بمعنى : قد في الاستفهام والأصل : أهل. والمعنى : قد أتى .. على التقرير والتقريب جميعا ولا يجوز أن يجعل «هل» استفهاما لأن الهمزة للاستفهام. أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.

(عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ) : جار ومجرور متعلق بأتى. حين : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. والمراد بالإنسان جنس بني آدم.

(مِنَ الدَّهْرِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حين» بمعنى قبل زمان قريب طائفة من الزمن الطويل الممتد.

(لَمْ يَكُنْ) : حرف نفي وجزم وقلب. يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله يكون ـ وحذفت الواو تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي لم يكن فيه.

(شَيْئاً مَذْكُوراً) : خبر «يكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مذكورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «شيئا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٤٢٥

بمعنى : كان شيئا منسيا : غير مذكور أي كان نطفة في الأصلاب. وجملة «لم يكن شيئا مذكورا» في محل نصب حال من «الإنسان» بمعنى : هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكورين أو تكون في محل رفع صفة ـ نعتا ـ لحين.

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (٢)

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الإنسان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «خلقنا الإنسان ..» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : إنا خلقنا آدم ..

(مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من «الإنسان» التقدير : حالة كونه من نطفة أي من ماء قليل و «من» حرف جر بياني. أمشاج : صفة ـ نعت ـ لنطفة مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة أي امتزج فيها ماء الرجل وماء المرأة. أي الماءان. وبمعنى : أخرجنا منه ذريته من ماء قليل مجموع من عناصر مختلطة.

(نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «خلقنا» بمعنى : مبتلين أي مريدين ابتلاءه وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به. فجعلناه : معطوفة بالفاء على «خلقنا الإنسان» وتعرب إعرابها والهاء أعرب في «نبتليه».

(سَمِيعاً بَصِيراً) : مفعول به ثان منصوب بجعلنا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بصيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «سميعا» منصوب بالفتحة المنونة.

** (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : قد أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان الطويل الممتد

٤٢٦

لم يكن فيه شيئا يمكن ذكره بمعنى : كان عدما. والأصل : أهل أي قد أتى .. على التقرير والتقريب جميعا ولا يجوز أن يجعل «هل» استفهاما لأن الهمزة للاستفهام وحرف الاستفهام لا يدخل على مثله والمراد بالإنسان هنا : آدم ـ أي الجنس الآدمي ـ وأخرجنا منه ذريته بعد أن كان نطفة. عن أبي عيينة : الدهر عند الله يومان : أحدهما : اليوم الذي هو مدة عمر الدنيا والآخر : هو يوم القيامة .. والدهر : هو مرور الأيام وجمعه : أدهر ودهور. وفي سورة «الجاثية» : (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) بمعنى : وما يفنينا إلا مر الزمان وطول العمر واختلاف الليل والنهار .. وقوله «شيئا مذكورا» معناه : كان شيئا منسيا غير مذكور أي كان نطفة في الأصلاب ومن أقوالهم : لا نفعل هذا الشيء آخر الدهر .. بمعنى : لا نفعله أبدا.

** (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. المعنى : إنا أعددنا أي هيأنا ـ مأخوذة من العتاد ـ للكافرين بالله سلاسل وقيودا للعتق ونارا متأججة. و «سلاسل» : جمع : سلسلة .. ومنه القول : هذا شيء مسلسل : بمعنى متصل بعضه ببعض. ومنه : سلسلة الحديد : وهي دائرة من حديد ونحوه تتصل أجزاؤها أو حلقاتها بعضها ببعض .. يقال : سلسل الرجل الشيء بالشيء ـ يسلسله ـ سلسلة : بمعنى : أوصله فالشيء مسلسل ـ اسم مفعول ـ وسلاسل الكتاب : هي سطوره. وقيل : إن «سلاسل» في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة بالألف .. وقراءة أهل المدينة وأهل الكوفة ما عدا حمزة «سلاسلا» وحجة أبي عمرو وحمزة أن «سلاسل» ممنوع من الصرف لأنه جمع لا نظير له في المفرد وهو نهاية منتهى الجموع فثقل فمنع من الصرف والوقوف عليه بالألف. وقيل : إن «حمزة» كان يقف «سلاسلا» بالألف اتباعا للسواد ؛ أي عامة الناس. وحكى الرؤاسي والكسائي عن العرب : الوقوف على ما لا ينصرف بالألف لبيان الفتحة .. والحجة لمن نون هي ما ذكره الكسائي وغيره من الكوفيين أن العرب تصرف كل ما لا ينصرف إلا «أفعل» أي صيغة التفضيل. وقال بعضهم : كل ما يجوز في الشعر فهو جائز في الكلام ؛ لأن الشعر أصل كلام العرب فكيف نتحكم بكلامهم ونخرج الشعر منه؟ إلا أن كتاب الله الكريم المعجزة يبقى هو المرجع وهو سيد الكلام وأصل البلاغة بكل فروعها وإن كان خط القرآن سنة تتبع وقيل : إن قراءة «سلاسلا» بالتنوين فيه وجهان : أحدهما : أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق «الألف» ويجري الوصل مجرى الوقف. والوجه الثاني : أن يكون صاحب القراءة به ممن ضري ـ أي تعود وأولع ـ برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف .. وقيل : إن التنوين جاء على لغة من يصرف في نثر الكلام جميع ما لا ينصرف إلا «أفعل» والقراءات مشتملة على اللغات المختلفة. وقيل : بما أن ما كان إلى جانبه جمع ينصرف فقد أتبع الأول الثاني. أما «الأغلال» فهي جمع «غل» بضم الغين : وهو طوق من حديد يجعل في العنق. والغل ـ بكسر الغين ـ هو الحقد والغش أيضا. يقال : فلان في رقبته غل من حديد. وغل فلان فهو مغلول ـ اسم مفعول ـ ويقال .. غلله : أي وضع في يده أو عنقه الغل : أي القيد أو طوقا من الحديد أو الجلد.

** (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. و «العباد» : جمع «عبد» وهو ضد «الحر» أو هو الإنسان حرا كان أو رقيقا وجمعه الصحيح هو عبيد .. وقيل : العباد : خاص بالله أي بعباد الله الخاضعين المطيعين. وقيل : العبد عكس الحر يجمع على «عبيد» وهو جمع نادر ويجمع على «أعبد» و «عباد» و «عبدان» بضم

٤٢٧

العين وكسرها والفعل «عبد» معناه : انقاد وخضع نحو : عبدت الله ـ أعبده ـ عبادة : أي وحدته وخضعت له سبحانه وطعته .. والعبادة : هي الانقياد والخضوع واسم الفاعل «عابد» وجمعه : عباد وعبدة ثم استعمل فيمن اتخذ إلها غير الله وتقرب إليه فقيل : هذا عابد الوثن وهذا عابد الشمس وغير ذلك و «العبادلة» لفظة تطلق على عبد الله بن عباس .. عبد الله بن عمر .. عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير.

** (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة المعنى : إنا نخاف من ربنا يوما مكفهرا أو نخاف عذاب يوم فحذف المفعول المضاف «عذاب» وأقيم المضاف إليه «يوم» مقامه فانتصب انتصابه على المفعولية .. أي تكفهر فيه الوجوه وتعبس لهوله وقد وصف اليوم بالعبوس مجازا أي وصف بصفة أهله من الأشقياء أي إنهم يخافون نفس اليوم و «قمطريرا» بمعنى : مكفهرا شديد العبوس ـ الكلوح ـ والفعلان «عبس» و «قطب» إذا كانا من باب واحد وهو باب «ضرب» اختلف معناهما ومصدراهما .. وإذا شدد الثاني أديا معنى واحدا. فالفعل «عبس» مصدره : عبوسا. ومعناه : قطب وجهه وقطب الرجل بين عينيه قطبا معناه : جمع. أما «قطب» وجهه فمعناه : زوى ـ قبض ـ ما بين عينيه وكلح : أي أفرط في تعبسه. ويجوز أن يقال : قطب الرجل ـ دون ذكر الوجه ـ ولكن لا يجوز أن يقال : تقطب وجهه والقول : قطب الرجل وجهه تقطيبا : أي عبس أفصح من قولنا : قطب الرجل قطبا وقطوبا : أي زوى ما بين عينيه. قال الشاعر :

وكنت دون رجال جعلتهم

دوني إذا ما رأوني مقبلا قطبوا

إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا

شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا

** (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : وأعطاهم الله بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلب .. و «نضرة» بمعنى : حسنا وبهاء .. يقال : نضرة : بمعنى : رونقا أيضا ويقال : نضر وجهه ـ ينضر ـ نضرة : أي حسن. ونضر الله وجهه أيضا فيكون الفعل لازما ومتعديا ونضر من باب «ظرف» لغة فيه. وحكى أبو عبيد «نضر» من باب «طرب» والنضر ـ بفتح النون وكسر الضاد ـ اسم فاعل ـ فعل بمعنى فاعل ـ ومثله «النضير» فعيل بمعنى : فاعل. ويقال : تعرف في وجوههم نضرة النعيم : أي بريقه ورونقه. قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمع فرب مبلغ أوعى من سامع».

** (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة. المعنى : جالسين في الجنة على الأسرة لا يرون فيها شمسا تلفح وجوههم ولا بردا يجمد أطرافهم .. وقيل : ولا قمرا ـ في لغة طيئ ـ أي إن الجنة ضياء ونور فلا يحتاج فيها إلى شمس وقمر. قال عبيد :

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

الشهاب : شعلة نار ساطع .. و «يحور» بمعنى : يرجع. يقول الشاعر : ليس المرء في حالة الشباب إلا كمثل الشهاب الساطع .. وكما أن آخر النار الرماد كذلك عاقبة الإنسان يرجع بالموت رمادا وفي معناه قول المعري :

وكالنار الحياة فمن دخان

أوائلها وآخرها رماد

٤٢٨

** (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : ويسقون في الجنة خمرا ممزوجا بالزنجبيل و «الزنجبيل» كما جاء في المنجد .. هو : الخمر وهو أيضا نبات عشبي هندي الأصل له عروق تسري في الأرض ويتولد فيها عقد حريفة الطعم ـ أي تلذع اللسان ـ وتتفرع هذه العروق من نبت كالقصب. وعلى ذكر «الكأس» فقد ورد ذكر لها في هذا البيت :

وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم

بكأس حياض الموت قبل التهدد

يقول الشاعر طرقة بن العبد : وإن أساءوا ـ أي أساء الأعداء ـ القول فيك وأفحشوا الكلام أوردتهم حياض الموت قبل أن أهددهم .. يريد أن يبيدهم قبل تهديدهم بإهلاكهم أو لا يشتغل بتهديدهم بإهلاكهم. و «العرض» هو موضع المدح والذم من الإنسان .. قاله ابن دريد .. وقد يفسر بالحسب .. و «العرض» أيضا : النفس. و «القذع» هو الفحش. وإذا مزجت الخمر بالماء علت الكأس نفاخات تسمى : فقاقيع ومفردها : فقاعة. قال أبو نواس ـ بضم النون ـ وتخفيف الواو ـ واسمه الحسن بن هاني :

كأن صغرى وكبرى من فقاقعها

حصباء در على أرض من الذهب

ساع بكأس إلى ناش من الطرب

كلاهما عجب في منظر عجب

وقد لحنوا لعروضيين في قولهم : فاصلة كبرى وفاصلة صغرى .. ولحنوا ـ أخطئوا أو خطئوا ـ أبا نواس في قوله : كأن صغرى وكبرى .. لأن كل واحدة من هاتين الكلمتين أفعل تفضيل. لأن من حق «أفعل» التفضيل إذا كان مجردا من «أل» والإضافة أن يكون مفردا مهما يكن من أمر الموصوف به فكان عليه أن يقول : كأن أصغر وأكبر من فقاقعها .. أو يقول كأن الكبرى والصغرى. قال تعالى في سورة «المدثر» : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) جاء هنا افعل التفضيل مضافا. وقيل : إن الشاعر لم يلحن وإنه لم يأت إلا بالقياس المطرد لأنه لم يرد معنى التفضيل وإنما أراد معنى الصفة المشبهة أي كأن الفقاعة الصغيرة والفقاعة الكبيرة من فقاقع هذه الخمر ومثل هذا الكلام يصح أن يقال في توجيه قول العروضيين : فاصلة كبرى وفاصلة صغرى فهم يريدون : الفاصلة الكبيرة والصغيرة ولا يريدون معنى أصغر وأكبر.

** (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : هو آت من عين هناك أو ممزوجة من ماء عين تسمى سلسبيلا لسهولة مساغها وسلاسة انحدارها في الحلق. قال الأخفش : هي معرفة ولكن لما كانت رأس آية وكانت مفتوحة زيدت فيها الألف أي هي اسم عين في الجنة ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث.

** (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. المعى : شرابا طاهرا من شراب الجنة ليس رجسا كخمر الدنيا أي كثير الطهر ـ فعول بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة.

** (إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين وحذف النعت أو البدل المشار إليه لأن ما قبله دال عليه أي إن هذا العطاء ـ عطاء الله لهم ـ كان جزاء لهم على ما أدوه من جميل الأعمال وقد شكر الله تعالى لهم سعيهم في مرضاته والشكر هنا : كلمة مجازية أي مقبولا.

٤٢٩

** (إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين. وقد استعير الثقل ليوم القيامة لشدته وهوله وحذفت الصفة المشار إليها لأن ما قبلها دال عليه أي إن هؤلاء الكفرة كما حذف المفعول الموصوف أي يحبون الفائدة العاجلة وأقيمت الصفة مقامه.

** (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. واتخاذ السبيل إلى الله تعالى هو كناية أو عبارة عن التقرب إليه سبحانه والتوسل بالطاعة.

(إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٣)

(إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) : يعرب إعراب «إنا خلقنا» في الآية الكريمة السابقة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به أول. السبيل : مفعول به ثان منصوب بهدينا وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : سبيل الحق.

(إِمَّا شاكِراً) : حرف تفصيل للتخيير بمعنى : أو لا عمل له. شاكرا : حال من ضمير الغائب في «هديناه» منصوب بالفتحة المنونة.

(وَإِمَّا كَفُوراً) : معطوف بالواو على «إما شاكرا» ويعرب إعرابه. وهو من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ أي كثير الكفران. بمعنى : هديناه طريق الحق وله أن يختار «إما شاكرا» ويعرب إعرابه. وهو من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ أي كثير الكفران. بمعنى : هديناه طريق الحق وله أن يختار إما أن يكون شاكرا نعم الله وإما أن يكون جامدا بها.

(إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً) (٤)

(إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ) : يعرب إعراب «إنا خلقنا» في الآية الكريمة الثانية. للكافرين : جار ومجرور متعلق بأعتدنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : إنا أعددنا للكافرين.

(سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف والألف زائدة وضعت مراعاة لكلمتي «أغلالا وسعيرا». وأغلالا وسعيرا : معطوفتان بواوي العطف على «سلاسل» منصوبتان مثلها وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

٤٣٠

(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) (٥)

(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الأبرار : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. يشربون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يشربون ..» في محل رفع خبر «إن».

(مِنْ كَأْسٍ) : جار ومجرور متعلق بيشربون و «من» حرف جر للابتداء والغاية بمعنى : من خمر أي يشربون في الجنة ..

(كانَ مِزاجُها كافُوراً) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لكأس. وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح. مزاج : اسم «كان» مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. كافورا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ما يخرج به كان ماء كافور وهو اسم عين في الجنة. وقيل : هو اسم نبات طيب الرائحة.

(عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) (٦)

(عَيْناً يَشْرَبُ بِها) : بدل من «كافورا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مفعولا به منصوبا على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : أعني. أو تكون مفعول «يشربون». يشرب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. بها : جار ومجرور متعلق بيشرب والجملة الفعلية «يشرب بها عباد الله» في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «عينا».

(عِبادُ اللهِ) : فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة والباء في «بها» هنا للإلصاق بمعنى «من» أي يشرب منها عباد الله لأنها موافقة «من» التبعيضية. أي يشربون من عين في الجنة.

(يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) : الجملة الفعلية في محل نصب حال بمعنى : يشرب منها في حال تفجيرها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني

٤٣١

على السكون في محل نصب مفعول به. تفجيرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى سهلا لا يمتنع عليهم.

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (٧)

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) : تعرب إعراب «يشربون من كأس» في الآية الكريمة الخامسة. والجملة استئنافية. لا محل لها .. كأنها جواب عن سؤال : ما لهم يرزقون ذلك؟ والجار والمجرور «بالنذر» متعلق بيوفون.

(وَيَخافُونَ يَوْماً) : معطوفة بالواو على «يوفون» وتعرب إعرابها. يوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «يوما» وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح. شره : اسم «كان» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. مستطيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فاشيا منتشرا.

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (٨)

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) : الواو عاطفة. يطعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الطعام : مفعول به منصوب بالفتحة.

(عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الضمير في «يطعمون» بمعنى : مع اشتهاء الطعام .. والحاجة إليه أي تكون «على» بمعنى «مع» أو متعلق بمفعول لأجله أي على حب الله أو لأجل حب الله أو لأجل حب الطعام والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. مسكينا : مفعول به ثان منصوب بيطعمون وعلامة نصبه الفتحة.

(وَيَتِيماً وَأَسِيراً) : معطوفان بواوي العطف على «مسكينا» ويعربان مثله منصوبان مثله بالفتحة المنونة.

(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) (٩)

٤٣٢

(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ) : كافة ومكفوفة. نطعمكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(لِوَجْهِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بمفعول لأجله محذوف بتقدير : ابتغاء وجه الله أي من أجل وجه الله بمعنى : رضوانه سبحانه. واللام للتعليل. الله : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة والجملة الفعلية .. «نطعمكم لوجه الله» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي يقولون لهم ذلك أو يقولون ذلك في أنفسهم.

(لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «نطعم». لا : نافية لا عمل لها. نريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. منكم : جار ومجرور متعلق بنريد والميم علامة جمع الذكور. جزاء : مفعول به منصوب بنريد وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مكافأة على إطعامكم.

(وَلا شُكُوراً) : معطوف بالواو على «جزاء» ويعرب إعرابه و «لا» زائدة لتأكيد النفي. أو يكون التقدير : ولا نريد شكورا فحذف الفعل «نريد» اختصارا لأن ما قبله دال عليه أو حذف اكتفاء بذكره أول مرة. و «شكورا» مصدر بمعنى : شكرا بمعنى : ولا نريد شكورا فتكون «لا» غير زائدة وإنما حذف الفعل «نريد» اختصارا لأن ما قبله دال عليه واكتفاء بذكره أول مرة.

(إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (١٠)

(إِنَّا نَخافُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بنون «إن» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». نخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(مِنْ رَبِّنا يَوْماً) : جار ومجرور متعلق بنخاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. يوما : مفعول به

٤٣٣

منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وجملة «نخاف من ربنا يوما» في محل رفع خبر «إن».

(عَبُوساً قَمْطَرِيراً) : صفتان ـ نعتان ـ للموصوف «يوما» منصوبان مثله وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

(فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) (١١)

(فَوَقاهُمُ اللهُ) : الفاء سببية. وقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) : مفعول به ثان منصوب بوقى وعلامة نصبه الفتحة. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اليوم : بدل من اسم الإشارة مجرور مثله وعلامة جره الكسرة ويجوز أن يكون صفة ـ نعتا ـ لاسم الإشارة.

(وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) : معطوفة بالواو على جملة «وقاهم الله شر» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وسرورا : معطوف على «نضرة» بواو العطف ويعرب مثله بمعنى : وأعطاهم الله بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب.

(وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً) (١٢)

الآية الكريمة معطوفة بواو العطف على الآية الكريمة السابقة «لقاهم نضرة وسرورا» وتعرب إعرابها الباء حرف جر. ما : مصدرية. صبروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «صبروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بجزى. بمعنى وجزاهم الله بصبرهم على الإيثار لأنهم آثروا

٤٣٤

المساكين واليتامى على أنفسهم بستانا فيه مأكل هني وحريرا فيه ملبس بهي أو بسبب صبرهم.

(مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (١٣)

(مُتَّكِئِينَ فِيها) : حال من ضمير الغائبين في «جزاهم» منصوب بجزى وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بمتكئين بمعنى جالسين في الجنة.

(عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ) : جار ومجرور متعلق بمتكئين وجملة «لا يرون ..» في محل نصب حال من الضمير في فعل اسم الفاعلين «متكئين».

(فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) : جار ومجرور متعلق بيرون. شمسا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. زمهريرا : معطوف على «شمسا» ويعرب مثله.

(وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) (١٤)

(وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ) : معطوفة بالواو على «لا يرون» الحالية وهي حال أيضا لأن جملة «لا يرون» في حكم مفرد تقديره : غير رائين. وذلك لرجوع منها إليهم في «عليهم» ودخلت الواو على تقدير : وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والقر ودنو الظلال عليهم .. ويجوز أن تكون «متكئين» وجملة «لا يرون» و «دانية» كلها صفات لجنة ويجوز أيضا أن تكون «دانية» معطوفة بالواو على «جنة» بمعنى : وجنة أخرى دانية عليهم ظلالها أي قريبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بدانية ـ بتأويل فعلها.

(ظِلالُها وَذُلِّلَتْ) : فاعل لاسم الفاعل «دانية» مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : وتدنو عليهم ظلال أشجارها. الواو حالية والجملة الفعلية «ذللت قطوفها» في محل نصب حال. ذللت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفعل ونائب فاعل جملة معطوفة على «دانية» بمعنى :

٤٣٥

وتدنو ظلالها عليهم وتذلل قطوفها لهم أو تكون في محل نصب حالا من «جنة» في حالة جعل «دانية» صفة لجنة بتقدير : جنة قريبة ذللت قطوفها.

(قُطُوفُها تَذْلِيلاً) : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل في محل جر بالإضافة. تذليلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهي جمع «قطف» أي ما يقطف من الثمر .. وبمعنى : سويت عناقيدها ودليت وصارت في متناول المتنعمين ..

(وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا) (١٥)

(وَيُطافُ عَلَيْهِمْ) : الواو عاطفة. يطاف : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى : ويطوف السقاة عليهم.

(بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ) : جار ومجرور متعلق بيطاف وهي جمع «إناء». من فضة : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من آنية. ومن : حرف جر بياني.

(وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا) : معطوفة بالواو على «آنية» وتعرب مثلها. بمعنى وبأكواب وحذف الجار اكتفاء بذكره أول مرة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي. قوارير : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والألف زائدة جيء به مراعاة لرءوس ـ فواصل ـ الآيات والكلمة ممنوعة من الصرف وجملة «كانت قوارير» في محل جر صفة ـ نعت ـ لأكواب.

(قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً) (١٦)

(قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) : بدل من «قوارير» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. من فضة : أعربت أي جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قوارير» بمعنى : مصنوعة من فضة.

(قَدَّرُوها تَقْدِيراً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ أي صفة ثانية لقوارير من فضة وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

٤٣٦

الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تقديرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : قدروها في أنفسهم وتمنوها.

(وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً) (١٧)

(وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً) : الواو عاطفة. يسقون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيسقون. كأسا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والجملة الفعلية في محل نصب صفة للموصوف «كأسا».

(عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) (١٨)

(عَيْناً فِيها) : بدل من «زنجبيلا» منصوبة مثله وعلامة نصبها الفتحة المنونة أو بدل من «كأسا» على معنى : تمزج كأسهم بالزنجبيل بعينه أو يخلق الله طعمه فيها بتقدير : ويسقون فيها كأسا كأس عين أو تكون منصوبة على المفعولية ـ على الاختصاص ـ بفعل محذوف تقديره أعني عينا. فيها : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من عينا.

(تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «عينا» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. سلسبيلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لسهولة مساغها وسلاسة انحدارها في الحلق.

(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) (١٩)

(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) : الواو عاطفة. يطوف : فعل مضارع مرفوع بالضمة. عليهم : جار ومجرور متعلق بيطوف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى.

٤٣٧

(وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. مخلدون : صفة ـ نعت ـ لولدان مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ) : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. رأيتهم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. حسبتهم : تعرب إعراب «رأيتهم».

(لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) : مفعول به ثان منصوب بحسب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. منثورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «لؤلؤا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «حسبتهم لؤلؤا منثورا» جواب شرط غير جازم فلا محل لها من الإعراب بمعنى خيل إليك أنهم لآلئ منثورة لوسامة وجوههم وصفاء ألوانهم.

(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) (٢٠)

(وَإِذا رَأَيْتَ) : معطوفة بالواو على مثيله في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. وحذف مفعول «رأيت» اختصارا أو ليس هناك مفعول ظاهر ولا مقدر ليشيع ويعم كأنه قال وإذا وجدت الرؤية ومعناه : إن بصر الرائي أينما وقع لم يتعلق إدراكه إلا بنعيم كثير وملك كبير.

(ثَمَّ رَأَيْتَ) : ظرف للمكان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية متعلق برأيت الأولى وفيه معنى الإشارة بمعنى هناك أي في الجنة. رأيت : أعربت. وجملة «رأيت نعيما» جواب شرط غير جازم فلا محل لها.

(نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وملكا : معطوف بالواو على «نعيما» ويعرب مثله. كبيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ملكا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٤٣٨

(عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) (٢١)

(عالِيَهُمْ ثِيابُ) : حال من الضمير في «يطوف عليهم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى يطوف عليهم ولدان عاليا للمطوف عليهم ثياب و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. ثياب : فاعل لاسم الفاعل «عالي» مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف بمعنى يعلو أهل الجنة ..

(سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة وهو مارق من ثياب الحرير. خضر : صفة ـ نعت ـ لثياب مرفوعة بالضمة المنونة. وإستبرق : معطوف بالواو على «ثياب» مرفوع مثلها بالضمة المنونة وهو ما غلظ من الحرير.

(وَحُلُّوا أَساوِرَ) : الواو عاطفة : حلوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. والفعل معطوف على «يطوف عليهم». أساور : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» أي حليت معاصمهم بأسورة.

(مِنْ فِضَّةٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أساور» لأن «من» حرف جر بياني بمعنى حليت معاصمهم أي سورت بأساور فضية وهي جمع «سوار».

(وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ) : الواو عاطفة. سقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. رب : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(شَراباً طَهُوراً) : مفعول به ثان منصوب بسقى وعلامة نصبه الفتحة المنونة. طهورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «شرابا» منصوب بالفتحة.

٤٣٩

(إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) (٢٢)

(إِنَّ هذا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(كانَ لَكُمْ جَزاءً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو .. يعود على اسم الإشارة الدال على ما تقدم من عطاء الله لهم. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «كان». جزاء : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والميم في «لكم» علامة جمع الذكور و «إن» وما بعدها من اسمها وخبرها في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : يقال لهم : إن هذا ..

(وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) : الواو عاطفة. كان : أعرب. سعيكم : اسم «كان» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. مشكورا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والشكر هنا كلمة مجازية. أي تجزون على ما قمتم به من الأعمال الحسنة.

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (٢٣)

(إِنَّا نَحْنُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». نحن : ضمير منفصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل نصب توكيد للضمير «نا» وهو بتكريره تأكيد على تأكيد لمعنى اختصاص الله بالتنزيل.

(نَزَّلْنا عَلَيْكَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. عليك : جار ومجرور متعلق بنزل بمعنى : نزلنا عليك يا محمد. ويجوز أن يكون «نحن» في محل رفع مبتدأ وجملة «نزلنا ..» في محل رفع خبر «نحن» فتكون الجملة «نحن نزلنا ..» في محل رفع خبر «إن».

٤٤٠