إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع نائب فاعل بمعنى : لتعادون إلى الحياة بعد موتكم.

(ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ) : حرف عطف. لتنبؤن : معطوفة على جملة «لتبعثن» وتعرب إعرابها بمعنى لتخبرن. الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتنبؤن .. والجملة الفعلية «عملتم» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما عملتموه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «عملتم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : بعملكم والجار والمجرور متعلق بتنبؤن.

(وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) : الواو استئنافية. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى : وذلك البعث. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيسير. يسير : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : سهل لا يصرفه عنه صارف.

(فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٨)

(فَآمِنُوا بِاللهِ) : الفاء استئنافية. آمنوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بآمنوا بمعنى فصدقوا بالله.

(وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ) : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والواو حرف عطف ـ واو ورسوله ـ الواو حرف عطف. النور : معطوف على «الرسول» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى : وصدقوا برسوله والنور وعنى سبحانه بهما محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والقرآن الكريم.

١٦١

(الَّذِي أَنْزَلْنا) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للنور. أنزلنا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : أنزلناه بمعنى والقرآن الذي أنزلناه على محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) : أعرب في الآية الكريمة الثانية بمعنى والله خبير بأعمالكم.

(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩)

(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة والعامل فيه لتنبؤن أو كلمة خبير لما فيه من معنى الوعيد بمعنى : والله معاقبكم يوم يجمعكم أو يكون مفعولا به بفعل محذوف تقديره اذكر يا محمد وكل مخاطب .. يجمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى يوم يجمعكم الله.

(لِيَوْمِ الْجَمْعِ) : جار ومجرور متعلق بيجمع. الجمع : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والجملة الفعلية «يجمعكم ليوم الجمع» في محل جر مضاف إليه بمعنى : ليوم القيامة الذي تجمع فيه الخلائق جميعا أي في يوم القيامة يوم يجمع فيه الأولون والآخرون للجزاء والحساب بمعنى للمكافأة والفوز والحساب والعقاب.

(ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. يوم : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة وهو مضاف. التغابن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو يكون «يوم»

١٦٢

خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسمية «هو يوم التغابن» في محل رفع خبر «ذلك» بمعنى ذلك يوم الذهول ويوم الندم والغبن.

(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يؤمن : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيؤمن.

(وَيَعْمَلْ صالِحاً) : معطوف بالواو على «يؤمن» وتعرب إعرابها. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون صفة لمصدر موصوف محذوف أو نائبا عنه بمعنى : ويعمل عملا صالحا وهو ما أمر الله به.

(يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه بمعنى : يمح .. عنه : جار ومجرور متعلق بيكفر. سيئاته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : ذنوبه.

(وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ) : معطوف بالواو على جملة «يكفر سيئاته» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به أول و «جنات» مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» التقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة أي تجري من تحت غرفها ..

١٦٣

(خالِدِينَ فِيها) : حال من الضمير ـ الهاء ـ في «يدخله» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين.

(أَبَداً) : ظرف زمان للتأكيد في المستقبل يدل على الاستمرار منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بخالدين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : يعرب إعراب «ذلك يوم» العظيم : صفة ـ نعت ـ للفوز مرفوع بالضمة.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٠)

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) : معطوفة بالواو على «كفروا» وتعرب إعرابها. بآيات : جار ومجرور متعلق بكذبوا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى كفروا بالقرآن وأنكروا وجود الله وتوحيده.

(أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين». أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. أصحاب : خبر «أولئك» مرفوع بالضمة وهو مضاف. النار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو يكون «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم أصحاب النار» في محل رفع خبر أولئك.

١٦٤

(خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. الواو استئنافية. بئس : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. المصير : فاعل مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي بئس المرجع مرجعهم في الآخرة.

(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١١)

(ما أَصابَ) : نافية لا عمل لها. أصاب : فعل ماض مبني على الفتح وحذف مفعوله اختصارا لأنه معلوم بمعنى : ما أصاب أحدا.

(مِنْ مُصِيبَةٍ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. مصيبة : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل «أصاب» وحذف المفعول به وهو بتقدير : ما أصابت الإنسان مصيبة. وقد ذكر الفعل لأنه فصل عن فاعله بفاصل. أو بمعنى مصاب.

(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) : أداة حصر لا عمل لها. بإذن : جار ومجرور متعلق بأصاب. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة بمعنى : إلا بتقدير منه سبحانه وبعلمه ومشيئته وقدره.

(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة وعلامة جزم «يهد» حذف آخره ـ حرف العلة ـ الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليه. بمعنى : يهد في قلبه أو إن الكافر ضال عن قلبه والمؤمن مهتد إليه.

(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. بكل : جار ومجرور متعلق بعليم و «شيء» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (١٢)

١٦٥

(وَأَطِيعُوا اللهَ) : الواو استئنافية. أطيعوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ) : الواو عاطفة. أطيعوا الرسول : يعرب إعرابه «أطيعوا الله» الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم.

(تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والفعل «تولى» فعل الشرط في محل جزم بإن بمعنى : فإن أعرضتم الفاء واقعة في جواب الشرط. إنما : كافة ومكفوفة. والجملة الاسمية «فإنما على رسولنا البلاغ» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمعنى : فإن أعرضتم عن الطاعة.

(عَلى رَسُولِنَا) : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل جر مضاف إليه.

(الْبَلاغُ الْمُبِينُ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. المبين : صفة ـ نعت ـ للبلاغ مرفوع بالضمة بمعنى : إن أعرضتم فلا عليه لأنه لم يكتب عليه طاعتكم إنما كتب التبليغ والتبيين.

(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٣)

(اللهُ لا إِلهَ) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. و «لا» وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب اسم «لا» وخبرها محذوف وجوبا تقديره معبود.

(إِلَّا هُوَ) : أداة استثناء. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلا إياه.

١٦٦

(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) : الواو استئنافية. على الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيتوكل. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ اللام لام الأمر. يتوكل : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٤)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أي». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. من أزواج : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المقدم. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أي أن بعض زوجاتكم.

(وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) : معطوف بالواو على «أزواجكم» ويعرب مثله. عدوا : اسم «إن» المؤخر منصوب بالفتحة المنونة. لكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عدوا» والميم علامة جمع الذكور بمعنى : إن من زوجاتكم وأولادكم أعداء لكم يلهونكم عن طاعة دينه أو يعادين بعولتهن ويخاصمنهم ومن الأولاد أولادا يعادون آباءهم ويعقونهم.

(فَاحْذَرُوهُمْ) : الفاء سببية. احذروا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

١٦٧

(وَإِنْ تَعْفُوا) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تعفوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : وإن تعفوا عن ذنوبهم بترك المعاقبة.

(وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «تعفوا» وتعربان إعرابها وحذف الجار اختصارا لأنه معلوم بمعنى : وإن تعفوا عنهم إذا اطلعتم منهم على عداوة ولم تقابلوهم بمثلها وتصفحوا عنهم طالبين إصلاحهم وتغفروا عن ذنوبهم أي وتستروا مخازيهم.

(فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : الجملة المؤولة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. غفور رحيم : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة. والصفح : أبلغ من العفو.

(إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (١٥)

(إِنَّما أَمْوالُكُمْ) : كافة ومكفوفة. أموال : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أي إن أموالكم وأولادكم اختبار لكم ليعلم الله من منكم يؤثر طاعته الله على محبة أولاده.

(وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) : معطوف بالواو على «أموالكم» ويعرب مثله. فتنة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى فتنة لكم.

(وَاللهُ عِنْدَهُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عنده : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بخبر مقدم محذوف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

١٦٨

(أَجْرٌ عَظِيمٌ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ لأجر مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة الاسمية «عنده أجر عظيم» في محل رفع خبر المبتدأ ـ لفظ الجلالة.

(فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١٦)

(فَاتَّقُوا اللهَ) : الفاء استئنافية. اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة.

(مَا اسْتَطَعْتُمْ) : مصدرية ظرفية. استطعتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «استطعتم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب على نيابة الظرفية متعلق باتقوا بمعنى ما استطعتم جهدكم ووسعكم أي ابذلوا فيها استطاعتكم بمعنى بقدر جهدكم وطاقتكم.

(وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا) : الجمل الثلاث معطوفات بواوات العطف على جملة «اتقوا» وتعرب مثلها وحذفت مفاعيلها اختصارا لأنها معلومة بمعنى : واسمعوا ما توعظون به وأطيعوا ما تؤمرون به وتنهون عنه وأنفقوا أموالكم في وجوه البر خالصة لوجه الله.

(خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : ائتوا خيرا وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وافعلوا ما هو خير لها وأنفع أو تكون صفة مصدر محذوف ـ مفعول مطلق ـ تقديره وأنفقوا إنفاقا خيرا. لأنفس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «خيرا» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أو بمعنى : يكن خبرا لأنفسكم.

١٦٩

(وَمَنْ يُوقَ شُحَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يوق : فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. شح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

(نَفْسِهِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان وقد أضيف الشح إلى النفس لأنه غريزة فيها بمعنى : ومن غلب ما أمرته به بمعونة الله.

(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط و «أولاء» اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان وحرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ المفلحون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم المفلحون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك».

(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (١٧)

(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ) : حرف شرط جازم. تقرضوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(قَرْضاً حَسَناً) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. حسنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرضا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى أن تسلفوا الله وذكر القرض تلطف به في الاستدعاء.

١٧٠

(يُضاعِفْهُ لَكُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لكم : جار ومجرور متعلق بيضاعف والميم علامة جمع الذكور بمعنى : يضاعف لكم الثواب أضعافا كثيرة.

(وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ) : معطوفة بالواو على «يضاعفه لكم» وتعرب إعرابها. الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة.

(شَكُورٌ حَلِيمٌ) : خبران للفظ الجلالة على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١٨)

(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع بالضمة. الغيب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والشهادة : معطوفة بالواو على «الغيب» مجرورة مثله بالكسرة والجملة الاسمية «هو عالم الغيب والشهادة» في محل رفع خبر ثالث للفظ الجلالة ويجوز أن تكون بدلا من «شكور حليم».

(الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : يعرب إعراب «عالم الغيب والشهادة» أي وهو العزيز الحكيم : صفة ـ نعت ـ للعزيز أو خبر ثان للمبتدإ «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

***

١٧١

سورة الطلاق

معنى السورة : الطلاق : هو تخلية المرأة عن قيد الزواج أي الانفصال بين الزوجين. والطلاق : يأتي اسما ومصدرا .. نحو : طلقت المرأة من زوجها .. من باب «قتل» فهي طالق بغير هاء. قال الأزهري : وكلهم يقول : طالق بغير هاء قال وأما الأعشى في هذا البيت من الشعر :

أيا جارتا بيني فإنك طالقه

كذاك أمور الناس غاد وطارقه

فقال الليث : أراد طالقة غدا وإنما اجترأ عليه لأنه يقال : طلقت فحمل النعت على الفعل. وقال ابن فارس : امرأة طالق : أي طلقها زوجها وطالقة غدا فصرح بالفرق لأن الصفة غير واقعة. وقال ابن الأنباري : إذا كان النعت منفردا به الأنثى دون الذكر لم تدخله الهاء نحو : طالق .. طامث وحائض لأنه لا يحتاج إلى فارق لاختصاص الأنثى به. وقال الجوهري : يقال : طالق وطالقة وأنشد بيت الأعشى. وقال البصريون : إنما حذفت العلامة لأنه أريد به النسب والمعنى : امرأة ذات طلاق وذات حيض أي هي موصوفة بذلك حقيقة ولم يجروه على الفعل ويحكى عنه سيبويه : أن هذه نعوت مذكرة وصف بهن الإناث كما يوصف لمذكر بالصفة المؤنثة نحو : علامة ونسابة وهو سماعي .. ويقال : طلق الرجل امرأته تطليقا فالمرأة مطلقة ـ اسم مفعول ـ وطلق الرجل فهو مطلق ـ اسم فاعل .. وبتخفيف اللام أي طلقت المرأة من زوجها تطلق طلاقا بمعنى : انقطعت عن زوجها وتركته أو فارقته. وجاء الفعل «طلق» بتشديد اللام في القرآن الكريم.

تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم باسم مصدر الفعل المخفف «طلق» أي طلاقا وليس «تطليقا» نظرا لأهمية معنى اللفظة في بناء الأسرة ثم تفككها ولهذا قيل : إن أبغض الحلال عند الله الطلاق. وقد تصدرت هذه اللفظة الآية الكريمة الأولى من هذه السورة الشريفة في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ..) صدق الله العظيم.

١٧٢

خص سبحانه وتعالى النبي الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالنداء وعم بالخطاب لأن النبي إمام أمته وقدوتهم .. كما يقال لرئيس القوم وكبيرهم : يا فلان افعلوا كيت وكيت .. إظهارا لتقدمه واعتبارا لترؤسه وأنه مدره قومه ـ أي زعيم قومه وسيدهم والمتكلم عنهم ولسانهم.

فضل قراءة السورة : قال الرسول الصالح محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الطلاق» مات على سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

إعراب آياتها

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (١)

(يا أَيُّهَا النَّبِيُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. النبي : صفة ـ نعت ـ لأي لأنه غير مشتق كونه غير مهموز مرفوع بالضمة على لفظ «أي» لا محله.

(إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط. طلقتم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصال بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ النساء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. طلقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. لعدة : جار ومجرور متعلق بطلقوا. «هن» : ضمير

١٧٣

الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه واللام بمعنى : في أي في عدتهن أو لوقت عدتهن.

(وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «طلقوا» وتعرب إعرابها والألف فارقة. العدة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : واضبطوها بالحفظ وأكملوها ويكون ذلك بعد ثلاثة أقراء ـ حيضات ـ.

(وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ) : تعرب إعراب «وأحصوا». الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. ربكم : بدل من لفظ الجلالة أو صفة ـ نعت ـ له سبحانه منصوب بالفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : وأطيعوا الله أيها الأزواج في تطبيق أحكامه.

(لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ) : ناهية جازمة. تخرجوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» أعرب في «طلقوهن» بمعنى لا تخرجوهن حتى تنقضي عدتهن. من بيوت : جار ومجرور متعلق بتخرجوا و «هن» أعرب في «عدتهن» بمعنى قبل العدة أي ما دمن في عدتهن.

(وَلا يَخْرُجْنَ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يخرجن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم بلا الناهية والنون ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل أي من بيوتهن.

(إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ) : أداة استثناء. أن : حرف مصدري ناصب. يأتين : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب بأن والنون نون النسوة الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يأتين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مستثنى من الظرف أو المفعول لأجله .. المعنى والتقدير : ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن بأنفسهن إن أردن

١٧٤

ذلك إلا وقت أن يأتين أو لا تخرجوهن في جميع الأوقات إلا وقت إتيانهن أو إلا لإتيانهن أو إلا حين إتيانهن ويجوز أن يتعلق المصدر بحال من ضمير الغائبات بتقدير : إلا آتيات ..

(بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) : جار ومجرور متعلق بيأتين. مبينة : صفة ـ نعت ـ لفاحشة مجرور مثلها وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة الكسرة المنونة بمعنى : إلا أن يأتين بفاحشة محققة فلكم إخراجهن لإقامة الحد عليهن.

(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) : الواو استئنافية. تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. حدود : خبر «تلك» مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَمَنْ يَتَعَدَّ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يتعد : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي يتجاوز.

(حُدُودُ اللهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط و «قد» حرف تحقيق. ظلم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. نفسه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه.

(لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ) : نافية لا عمل لها. تدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ويجوز أن يكون ضميرا مستتر جوازا تقديره هي أي النفس. لعل : حرف مشبه

١٧٥

بالفعل من أخوات «إن» يفيد الترجي مسبوق بنفي وفيه تلميح عن استفهام. الله لفظ الجلالة اسم «لعل» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(يُحْدِثُ بَعْدَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة .. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بعد : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحدث وهو مضاف.

(ذلِكَ أَمْراً) : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد ـ زائدة ـ والكاف حرف خطاب. و «أمرا» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لعل الله يقلب قلبه من بغضها إلى محبتها أو من عزيمة الطلاق إلى الندم عليه والإشارة إلى الطلاق أي بعد ذلك التطليق.

** (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الأولى وفيه خص سبحانه وتعالى النبي محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالنداء وعم بالخطاب لأن النبي إمام أمته وقدوتهم .. والمخاطبة للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بمخاطبة الجمع على الإجلال .. كما يقال للرجل الجليل المقام : أنتم قلتم وكما يقال لرئيس القوم وكبيرهم : يا فلان .. افعلوا كيت وكيت إظهارا لتقدمه واعتبارا لترؤسه وأنه مدره قومه ـ أي زعيم قومه وسيدهم والمتكلم عنهم ولسانهم والذي يصدرون عن رأيه ولا يستبدون بأمر دونه فكان هو وحده في حكم كلهم وسادا مسد جميعهم. و «لعدتهن» بمعنى : لوقت عدتهن .. وهو الطهر الذي لا جماع فيه.

** (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) : أي وتلك الأحكام المذكورة أي أحكام الله وشرائعه لعباده هي أحكام الله فحذف المشار إليه الصفة أو النعت «الأحكام» لأن ما قبله دال عليه.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر عن أنس قال : طلق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حفصة فأتت أهلها فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ..) فقيل له : راجعها فإنها صوامة قوامة وهي من أزواجك ونسائك في الجنة.

** (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية .. المعنى : فإذا قاربن انقضاء عدتهن فراجعوهن بحسن معاشرة من غير أذية أو فارقوهن حتى تنقضي عدتهن وأوفوهن حقوقهن واتقوا الإضرار ـ الأذية ـ بهن بالمراجعة كأن يراجعها ثم يطلقها تطويلا لعدتها. و «المعروف» : ضد المنكر كما أن العرف ضد النكر .. ومن معاني «المعروف» الخير .. الإحسان .. الرزق .. وقيل عن المعروف أيضا : هو كل أمر وافق طاعة لله أو أمر عرف حسنه شرعا وعقلا .. كترك النواح وتمزيق الثياب وجز الشعر وشق الجيب وغير ذلك من تقاليد الجاهلية.

١٧٦

** (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. المعنى : اسكنوهن مكانا من مسكنكم مما تطيقونه أي مكانا من الدار التي تسكنون فيها ولو قال : أسكنوهن حيث سكنتم ـ أي من غير «من» ـ لكان معناه : أسكنوهن في الغرف المخصصة لسكناكم .. كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا دخل البيت قال : بسم الله دخلنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا. قيل للنبي نوح ـ عليه‌السلام ـ كيف وجدت الدنيا؟ قال : وجدتها ذات بابين دخلت أحدهما وخرجت من الآخر. ويروى أن رجلا قال لعلي ـ كرم الله وجهه ـ : يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا؟ قال : ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء حلالها حساب وحرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر حزن.

** (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة السابعة .. المعنى : سيبدل الله تعالى بالعسر يسرا عاجلا أو آجلا. و «العسر» بسكون السين وضمها : ضد اليسر .. جاء في الصحاح : قال عيسى بن عمر : كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يخففه ومنهم من يثقله .. مثل : عسر وعسر وحلم وحلم .. وقد عسر الأمر ـ بضم السين. عسرا .. مثل : قرب قربا فهو عسير : أي صعب شديد. وعسر الأمر ـ يعسر ـ عسرا .. فهو عسر ـ من باب «تعب» وتعسر الأمر واستعسر .. مثله .. ويقال هذا رجل أعسر : أي بين العسر ـ بفتح العين والسين ـ وهو الذي يعمل بيساره .. وأما الذي يعمل بكلتا يديه فهو أعسر يسر ولا يقال : أعسر أيسر .. والعسرى : ضد «اليسرى» ومن الأخطاء الشائعة إطلاق بعضهم لفظة «الأشول» على الشخص الذي يعمل بشماله ـ يساره ـ أي بيده اليسرى والأصح أن تطلق على هذا الرجل صفة «الأعسر» لأن لفظة «الأشول» لا تؤدي الصفة المطلوبة وإنما لها معان أخرى لا صلة لها بمن يسمى «الأعسر» لأنه يقال : شال الرجل يده : أي رفعها يسأل بها فهو شائل وليس أشول .. وقد أطلقت على «الفقر» لفظة «عسر» ومنه : أعسر الرجل : أي افتقر. وقال الصحاح كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أعسر يسرا : أي يعمل بكلتا يديه.

** (وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة .. المراد : حساب الآخرة وعذابها. وجيء بالفعل «حاسب» و «عذب» وما يذوقون فيها من الوبال ويلقون من الخسر على لفظ الماضي لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملاقى في الحقيقة.

** (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى وخلق من الأرض مثلهن في العدد أي سبع أرضين .. و «مثل» شأنها شأن «غير» يوصف بهما الاثنان والجمع والمذكر والمؤنث نحو : إنكم إذا مثلهم .. وكما في الآية الكريمة المذكورة .. ويقال أيضا : هما مثلاه وهم أمثاله كقوله تعالى في سورة «الأعراف» : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) و «الأمثال» كما هو معروف : أقوال محكية سائرة يقصد بها تشبيه أحوال الذين حكيت فيهم .. ويقال : هذا مثل هذا : أي نظيره. و «المثل» و «المثال» في معنى واحد .. وربما قيل : مثيل .. كشبيه .. أما المثل المضروب فمأخوذ من هذا. ولا يغيب عن الذهن أن الله تعالى قد ضرب الأمثال : في كتابه العزيز .. وهذا دليل على أهميتها وقيمتها .. ويرى ابن عبد ربه أن الأمثال : هي أجل الكلام وهي وشي الكلام : أي منمنم منمق محسن وجوهر اللفظ وحلي المعاني. وقيل : هي أجل الكلام بعد القرآن الكريم وأنبله وأشرفه وأفضله لقلة ألفاظها وكثرة معانيها ..

١٧٧

وعرف المبرد المثل بقوله : المثل مأخوذ من المثال وهو قول سائر يشبه به حال الثاني بالأول والأصل فيه : التشبيه. وقيل : ما في القرآن الكريم آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه .. وقيل : بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام .. والأرضون : مثل «السموات» وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «إن نافع بن الأزرق سأله : هل تحت الأرضين خلق؟ قال : نعم. قال : فما الخلق؟ قال : إما ملائكة أو جن» والأرضون : جمع أرض. وقيل : في كل سماء وفي كل أرض يوجد خلق من خلقه سبحانه وأمر من أمره وقضاء من قضائه.

** (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) : في هذا القول الكريم قال عزوجل : «وأن الله قد أحاط ..» ولم يقل : وأنه .. لأن في التكرار تفخيما .. وقد استند إلى هذا القول الكريم وهو إن التكرار يفيد التفخيم أحد الشعراء الذي كرر اللفظة لهذا السبب في قوله :

لا أدري الموت يسبق الموت شيء

نغص الموت ذا الغنى والفقيرا

الشاعر هنا أظهر لفظة «الموت» الثانية في صدر البيت .. ولم يقل : «يسبقه شيء» لأن في التكرار تفخيما للموت .. وعلى ذكر «الفقير» فقد قيل : الفقير : هو من لا مال له ولا كسب يقع موقعا في حاجته .. مشتق من «الفقار» وهو سلسلة الظهر كأنه أصيب فقاره .. أما «المسكين» فهو من له كسب ولا يكفيه .. مشتق من السكون .. كأن العجز أسكنه .. وقيل العكس .. كما سمي السكين بذلك لأنه يسكن حركة المذبوح.

(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (٢)

(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) : الفاء استئنافية. إذا بلغن : تعرب إعراب «إذا طلقتم» في الآية الكريمة السابقة والنون ضمير متصل ـ ضمير النسوة الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أجل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هن» ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى : إذا شارفن انقضاء العدة.

(فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. أمسكوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجار والمجرور «بمعروف» متعلق بأمسكوا أما «هن» فهو ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ في محل نصب مفعول به مبني على الفتح بمعنى : فراجعوهن بحسن معاشرة إن شئتم.

١٧٨

(أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بحرفي العطف على جملة «أمسكوهن بمعروف» وتعربان إعرابها والجار والمجرور متعلق بفارقوا أي أو فارقوهن حتى تنقضي عدتهم وأشهدوا.

(ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى «ذو» وهو من الأسماء الخمسة وهو مضاف. عدل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. منكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذوي عدل» والميم علامة جمع الذكور بمعنى : شاهدين عدلين على الطلاق أو الرجعة.

(وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) : معطوفة بالواو على «اشهدوا» وتعرب مثلها. الشهادة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال محذوفة من «الشهادة» بمعنى : خالصة لوجه الله دون تحيز ..

(ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبره .. اللام للبعد. الكاف حرف خطاب والميم دالة على الجمع. يوعظ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة. به : جار ومجرور متعلق بيوعظ بمعنى ذلك المأمور به.

(مَنْ كانَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «كان يؤمن بالله» صلة الموصول لا محل لها.

(يُؤْمِنُ بِاللهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيؤمن.

(وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) : الواو عاطفة. اليوم : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وحذف حرف الجر ـ الباء ـ اكتفاء بذكره أول مرة والجار والمجرور «باليوم» متعلق بيؤمن. الآخر : صفة ـ نعت ـ لليوم مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

١٧٩

(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يتق : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بتطبيق أحكامه فيما أمر وفيما نهى.

(يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وهي فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. له : جار ومجرور متعلق بيجعل. مخرجا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (٣)

(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ) : معطوفة بالواو على «يجعل» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من : حرف جر. حيث : اسم مبني على الضم في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيرزق.

(لا يَحْتَسِبُ) : الجملة في محل جر بالإضافة. لا : نافية لا عمل لها. يحتسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يتوكل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيتوكل. الفاء واقعة في جواب الشرط. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حسبه : خبر «هو» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير

١٨٠