إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

والجملة الاسمية «هو اليوم» في محل رفع خبر «ذلك». الحق : صفة ـ نعت ـ لليوم .. مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة أو يكون «اليوم» بدلا من «ذلك» ويكون خبر «ذلك» محذوفا تقديره كائن.

(فَمَنْ شاءَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وحذف مفعول «شاء» اختصارا وجملة «شاء» صلة الموصول لا محل لها.

(اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها من الإعراب. اتخذ : تعرب إعراب «شاء». إلى ربه : جار ومجرور متعلق باتخذ والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه. مآبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :

مرجعا بالتوبة والتقدير : إلى ثواب ربه ..

(إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (٤٠)

(إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أنذرنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(عَذاباً قَرِيباً) : مفعول به ثان منصوب بأنذر وعلامة نصبه الفتحة المنونة. قريبا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : حذرناكم عذابا قريب الوقوع.

٤٨١

(يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بأنذرنا. ينظر : فعل مضارع مرفوع بالضمة. المرء : فاعل مرفوع بالضمة وجملة «ينظر المرء» في محل جر بالإضافة بمعنى يوم القيامة يرى.

(ما قَدَّمَتْ يَداهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل «ينظر» يقال : نظرته : بمعنى : نظرت إليه ويجوز أن يكون «ما» في محل جر بحرف جر محذوف تقديره إلى ما قدمت يداه. قدمت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يداه : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه وحذفت النون للإضافة لأن أصله «يدان» والجملة الفعلية «قدمت يداه» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما قدمته يداه. أو تكون «ما» اسم استفهام في محل نصب مفعولا به مقدما للفعل «قدمت» أي يوم ينظر المرء أي شيء قدمت يداه من الشر والخير.

(وَيَقُولُ الْكافِرُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ينظر المرء» وتعرب إعرابها.

(يا لَيْتَنِي) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يا : حرف تنبيه لا عمل له أو يكون حرف نداء ويكون المنادى به محذوفا والتقدير : يا هؤلاء .. مثلا. ليت : حرف تمن ونصب من أخوات «إن» النون نون الوقاية ـ تقي الحرف من الكسر ـ لوجود الياء. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «ليت».

(كُنْتُ تُراباً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «ليت» وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان». ترابا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يتمنى أن يكون غير مخلوق في الدنيا أو في هذا اليوم فلم يبعث يوم القيامة ليعذب هذا العذاب.

٤٨٢

سورة النازعات

معنى السورة : النازعات : جمع «النازعة» وهي اسم فاعلة للفعل «نزع ـ ينزع ـ نزعا من باب «ضرب» نحو : نزع الشيء من مكانه ـ ينزعه ـ نزعا .. بمعنى : قلعه ومنه القول هذا المحتضر ـ بفتح الضاد لأنه اسم مفعول أي من حضرته الوفاة أو من حضره ملك الموت ـ في النزع الأخير ـ بسكون الزاي ـ بمعنى : في قلع الحياة. فمعنى «النازعات» في السورة الكريمة هو الملائكة النازعات ـ وأنث «النازعات» على اللفظ ـ أي جماعة الملائكة ـ لا المعنى لأن المعنى : الملائكة النازعون الذي ينزعون أرواح الكافرين .. فالنازعات بمعنى : القالعات وهي جمع «القالعة» وهو اسم فاعل أيضا من قلع الشيء يقلعه قلعا ـ من باب «قطع» ويقال أقلع عن الأمر أي كف عنه واسم الفاعل «النازع» للمذكر و «القالع» أيضا يتعدى إلى المفعول لأنه يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول والمفعول هنا محذوف وتقديره : أرواح الكافرين.

تسمية السورة : سمى الله تعالى إحدى سور القرآن الكريم باسم «النازعات» تشريفا وتكريما للملائكة الأطهار وقد وردت هذه اللفظة مرة واحدة سميت بها السورة الشريفة .. وقد استهلت بالآية الكريمة الأولى (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) وهي مثل (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) إلا أن الفرق بين اللفظتين هو أن «المرسلات» اسم مفعول و «النازعات» اسم فاعل وهي مؤنث «النازعين» أقسم سبحانه بحق أو بطوائف الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين إغراقا : أي مبالغة في النزع .. من أغرق النازع في القوس : أي استوفى مدها ونحوه : أغرق في الأمر : بمعنى : بالغ فيه وأطنب .. يقال : أطنب الرجل في الوصف : أي بالغ وأطنب الشاعر أو الخطيب في الكلام : بمعنى : أتى بالبلاغة في الوصف. وقال سبحانه : النازعات ويعني الملائكة وهي لفظة مؤنثة لأن المراد اللفظ وتذكر «الملائكة» على المعنى نحو قوله تعالى على لسان الملائكة في سورة «الصافات» : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥)

٤٨٣

وقوله : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) أي الملائكة المصطفون في أداء الطاعة لله وتنفيذ أوامره والمسبحون الله. ومثل هذه اللفظة تذكيرا على المعنى وتأنيثا على اللفظ لفظة «الرسل» لأن مفردها : رسول وهو لفظ مذكر.

فضل قراءة السورة : قال النذير والداعي إلى صراط الله المستقيم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «والنازعات» كان ممن حبسه الله في القبر والقيامة حتى يدخل الجنة قدر الصلاة المكتوبة» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

إعراب آياتها

(وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) (١)

(وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) : الواو واو القسم حرف جر. النازعات : مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف أي أقسم سبحانه بطوائف الملائكة. غرقا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وجواب القسم محذوف لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة. التقدير : لتبعثن. أي يخرجون أرواح الكفرة وينزعونها بقسوة مبالغ فيها.

(وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) (٢)

هذه الآية الكريمة معطوفة بواو العطف على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها بمعنى : الملائكة الذين يخرجون الأرواح من الأجساد برفق وقيل : النجوم : تنشط من برج إلى برج. أو الذين يخرجون أرواح المؤمنين بسهولة.

(وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) (٣)

تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة بمعنى : التي تسبح في مضيها : أي تسرع. أو تنزل من السماء بأمر الله إلى الأرض لنزع الأرواح كما يخرج الغواص الأشياء من البحر.

٤٨٤

(فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٤)

تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة .. المعنى : التي تسبق إلى ما أمروا به. أو فالملائكة الذين يسبقون بأرواح الكافرين إلى مستقرها في النار وأرواح المؤمنين إلى الجنة.

(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٥)

(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) : تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة. أمرا : مفعول به منصوب باسم الفاعلات «المدبرات» أي بفعله العامل المتعدي إلى المفعول وعلامة نصبه الفتحة المنونة. المعنى : المدبرات أمرا من أمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم. أي أمر عقابهم أو ثوابهم.

(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦)

(يَوْمَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصب الفتحة. متعلق بجواب القسم المحذوف «لتبعثن» ويجوز أن يكون منتصبا بما دل عليه قوله تعالى (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) وجملة «ترجف الراجفة» في محل جر بالإضافة.

(تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الراجفة : فاعل مرفوع بالضمة. والراجفة : هي الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي النفخة الأولى وصفت بما يحدث بحدوثها.

** (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى المعنى : وحق الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين إغراقا أي مبالغة في النزع ـ نزع الأرواح من الجسد فحذف المقسم به اختصارا وهو «وحق» أو و «رب» كما حذف المضاف إليه الموصول «الملائكة» وحلت الصفة «النازعات» محله. و «غرقا» مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : تغرق غرقا : أي إغراقا في النزع.

** (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة .. وقد ذكره الله تعالى على لسان الكفرة الجاحدين بالبعث متسائلين : هل نحن عائدون ـ أو معادون ـ بعد الموت بعد تحلل أجسادنا في التراب إلى الحياة مرة أخرى!؟ أو إلى الطريقة الأولى .. يقال : رجع فلان في حافرته : بمعنى : في طريقه التي جاء فيها فحفرها .. أي أثر فيها بمشيه فيها ـ جعل أثر قدميه حفرا كما قيل : حفرت أسنانه حفرا : إذا أثر الأكال في أسناخها ـ أي في منبتها ـ والخط المحفور في الصخر .. وقيل : حافرة .. كما قيل : عيشة راضية : أي منسوبة إلى الحفر والرضا أو كقولهم : نهارك صائم .. ثم قيل لمن كان في أمر فخرج منه

٤٨٥

ثم عاد إليه : رجع إلى حافرته : أي إلى طريقته أو حالته الأولى .. والحافرة : اسم فاعلة واسم الفاعل هو حافر يقال : حفر الفلاح الأرض يحفرها ـ حفرا .. من باب «ضرب» ومثله : احتفرها. والاسم منه : الحفرة. وقيل المعنى في الآية الكريمة أمعادون في أول أمرنا؟!

** (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة .. المعنى لا تستغربوا ولا تستصعبوها أي لا تحسبوا تلك الكرة ـ الرجعة ـ صعبة على الله ـ جلت قدرته ـ فإنها سهلة في قدرته ما هي إلا صيحة واحدة أي النفخة الأولى أو النفخة الثانية التي يطلقها إسرافيل في الصور ـ البوق ـ فيبعث الناس جميعا من قبورهم وتأتي «الزجرة» بمعنى «النفخة» أو «الصيحة» يقال : في ذلك اليوم المهول ينفخ إسرافيل في الصور وينادي : أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وقيل : إن إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي بالحشر من مكان قريب من صخرة بيت المقدس وهي أقرب الأرض من السماء وهي وسط الأرض .. وقيل : من تحت أقدامهم تأتي الصيحة. ورد في الحديث : أنه قال عليه الصلاة والسلام للعباس بن عبد المطلب لما انهزم الناس يوم حنين : «اصرخ بالناس» وكان العباس أجهر الناس صوتا. يروى أن غارة أتتهم يوما فصاح العباس : يا صباحاه فأسقطت الحوامل لشدة صوته. وزعمت الرواة أنه كان يزجر السباع عن الغنم فيفتق مرارة السبع في جوفه.

** (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. وجاءت لفظة «طوى» بدلا من «الوادي» لأنها اسم الوادي وقد نونت هذه اللفظة لأنها اسم مكان وهي نكرة. وقيل : إن المقدس طوى : معناه : طوي مرتين بمعنى : قدس مرتين أي ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين .. هذا ما ذكره الحسن وقاله وورد أيضا في مختار الصحاح. وقال «التفسير الوجيز» هو واد بأسفل جبل طور سيناء.

** (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى .. فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى .. وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى) : هذا القول الكريم ورد في الآيات الكريمة السابعة عشرة .. الثامنة عشرة .. والتاسعة عشرة .. وهو أمر الله تعالى إلى موسى الذي أمره أن يذهب إلى فرعون ـ طاغية مصر ـ ويقول له : هل لك ميل إلى أن تتطهر من الشرك وأرشدك إلى معرفة بربك لتؤمن به سبحانه فتخافه وتتقيه .. بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا .. وأردفه الكلام الرقيق .. أي اللطيف ليستدعيه بالتلطف في القول ويستتر له بالمداراة من عتوه ـ أي من جبروته واستكباره ـ كما أمر بذلك سبحانه في قوله في سورة «طه» : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) وقيل : من خشي الله ـ أي من خافه واتقاه ـ أتى منه كل خير ومن أمن ـ أي اطمأن ـ اجترأ أي أقدم ـ على كل شر ..

** (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : لما رأى فرعون معجزة موسى الكبرى وهي قلب العصا حية أدبر مرعوبا يسعى .. أو ولى هاربا مذعورا .. ويسعى : بمعنى : يسرع في مشيته. قال الحسن : كان رجلا طياشا خفيفا. أو تكون الآية الكريمة بمعنى : تولى عن موسى يسعى ويجتهد في مكايدته وفي إبطال أمر موسى ورسالته ويسعى في الأرض بالفساد أو أريد ثم أقبل يسعى .. كما تقول : أقبل فلان يفعل كذا : بمعنى : أنشأ يفعل فوضع «أدبر» موضع «أقبل» لئلا يوصف بالإقبال إلا أن الوجه الأول من التفسير حسن ولطيف.

٤٨٦

(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (٧)

(تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الراجفة» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. الرادفة : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : الواقعة التي تردف الأولى وهي النفخة الثانية أي ترجف تابعتها الرادفة.

(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) (٨)

(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والجملة «الاسمية «أبصارها خاشعة» في الآية الكريمة التالية في محل رفع خبر المبتدأ وجاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت بواجفة. يوم : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بترجف وهو مضاف. إذ : اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر مضاف إليه وهو مضاف أيضا والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين «أي ترجف الراجفة» في محل جر بالإضافة التقدير : يومئذ ترجف الراجفة تخشع الأبصار. واجفة : صفة ـ نعت ـ لقلوب مرفوعة بالضمة المنونة.

(أَبْصارُها خاشِعَةٌ) (٩)

(أَبْصارُها خاشِعَةٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة يعود على «قلوب» أي أبصار أصحاب القلوب المضطربة. خاشعة : خبر مرفوع بالضمة أي ذليلة.

(يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) (١٠)

(يَقُولُونَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يقول الكافرون.

(أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة إنكار وتعجب بلفظ استفهام. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مدغم بنون «إن» مبني

٤٨٧

على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ مردودون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : أإنا لعائدون بعد الموت أي لمعادون.

(فِي الْحافِرَةِ) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «مردودون» بتأويل فعله بمعنى في الحالة الأولى أي الحياة بعد الموت.

(أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) (١١)

(أَإِذا كُنَّا) : الهمزة همزة إنكار وتعجب بلفظ استفهام. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه وجواب الشرط محذوف تقديره : نرد أو نبعث. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».

(عِظاماً نَخِرَةً) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. نخرة : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عظاما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : بالية والجملة الفعلية «كنا عظاما ..» في محل جر بالإضافة. بمعنى : أإذا صرنا عظاما بالية سنبعث مرة أخرى!؟

(قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) (١٢)

(قالُوا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(تِلْكَ إِذاً) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. إذا : حرف جواب مهمل لا عمل له.

(كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) : خبر «تلك» مرفوع بالضمة المنونة. خاسرة : صفة ـ لكرة مرفوعة مثلها بالضمة المنونة. المعنى : إنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها وهذا استهزاء منهم أي رجعة خاسرة.

٤٨٨

(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) (١٣)

(فَإِنَّما هِيَ) : الفاء استئنافية أو سببية متعلقة بمحذوف معناه : لا تستصعبوها أي لا تحسبوا تلك الكرة صعبة على الله عزوجل فإنها سهلة في قدرته. إنما : كافة ومكفوفة. هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

(زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. واحدة : صفة ـ نعت ـ لزجرة مرفوعة مثلها بالضمة المنونة بمعنى ما هي إلا صيحة واحدة.

(فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤)

(فَإِذا هُمْ) : الفاء استئنافية تفيد التسبيب. إذا : فجائية ـ حرف فجاءة ـ لا محل له. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها. أي فإذا كل الخلائق.

(بِالسَّاهِرَةِ) : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» المحذوف بمعنى أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا في جوفها و «الساهرة» هي الأرض البيضاء المستوية. وقيل : فإذا هم في جهنم.

(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (١٥)

(هَلْ أَتاكَ) : حرف استفهام لا عمل له ويجوز أن يكون بمعنى «قد». أتاك : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم والمخاطب هو النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(حَدِيثُ مُوسى) : فاعل مرفوع بالضمة. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة بمعنى : هل بلغك يا محمد خبر موسى الذي كذبه قومه أو يكون «هل» هنا بمعنى : قد .. أي وقد أتاك يا محمد حديث موسى أي قصته.

(إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٦)

٤٨٩

(إِذْ ناداهُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بأتى. ناداه : الجملة الفعلية مع الفاعل في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم.

(رَبُّهُ بِالْوادِ) : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. بالواد : جار ومجرور متعلق بنادى وأصله : الوادي .. حذفت الياء خطا واختصارا ووصلا وبقيت الكسرة دالة عليها.

(الْمُقَدَّسِ طُوىً) : صفة ـ نعت ـ للوادي مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. طوى : بدل من «الوادي» لأنه اسم الوادي مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها ونونت ـ صرفت ـ الكلمة لأنها اسم مكان غير معرف بالألف واللام أو بالإضافة.

(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (١٧)

(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن في قوله «ناداه» معنى القول. وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إلى فرعون : جار ومجرور متعلق باذهب وعلامة جر «فرعون» الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة أي فرعون مصر.

(إِنَّهُ طَغى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل هنا والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». طغى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : تجاوز الحد في الكفر والفساد والتكبر.

(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) (١٨)

٤٩٠

(فَقُلْ هَلْ لَكَ) : معطوفة بالفاء على «اذهب» وتعرب إعرابها وأصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين. والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هل : حرف استفهام بمعنى العرض لا محل له. لك : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : أدعوك ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور بخبر مقدم محذوف كما حذف المبتدأ اختصارا. التقدير والمعنى : هل لك ميل أو رغبة إلى التطهر من الشرك؟

(إِلى أَنْ تَزَكَّى) : حرف جر. أن : حرف مصدري ناصب. تزكى : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وأصله : تتزكى حذفت إحدى التاءين تخفيفا. وقيل : إلى هنا بمعنى : في أو تبقى على أصلها لأننا نقول : هل لك في كذا وهل لك إلى كذا كما نقول : هل ترغب في الشيء وهل ترغب إلى الشيء. والجملة الفعلية «تزكى» أي تتطهر وقيل : تسلم .. صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر متعلق بالفعل «أدعوك» المقدر أو متعلق بالمبتدإ المؤخر المحذوف «رغبة» التقدير إلى التطهر من الشرك.

(وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى) (١٩)

(وَأَهْدِيَكَ) : معطوفة بالواو على جملة «تزكى» وتعرب إعرابها وعلامة نصب الفعل الفتحة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(إِلى رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بأهدي والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. بمعنى : وأرشدك إلى معرفة الله سبحانه وأنبهك عليه فتخافه.

(فَتَخْشى) : معطوفة بفاء السببية على جملة «أهديك» وتعرب مثلها وعلامة نصب الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وحذف المفعول به اختصارا لأن سياق القول الكريم دال عليه بمعنى : فتخاف عقاب ربك بترك الشرك.

٤٩١

(فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) (٢٠)

(فَأَراهُ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف. أراه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول.

(الْآيَةَ الْكُبْرى) : مفعول به ثان منصوب بأرى وعلامة نصبه الفتحة. الكبرى : صفة ـ نعت ـ للآية منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : المعجزة الكبرى وهي قلب العصا حية. والفعل «أرى» معطوف على فعل محذوف تقديره : فذهب فأراه أي أرى موسى فرعون ..

(فَكَذَّبَ وَعَصى) (٢١)

(فَكَذَّبَ وَعَصى) : الفاء استئنافية تفيد التسبيب لأن «فرعون» سمى «موسى» ساحرا والآية الكبرى سحرا. كذب : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وعصى : معطوفة بالواو على «كذب» وتعرب مثلها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى فكذب بموسى والآية الكبرى وعصى الله تعالى.

(ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى) (٢٢)

(ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى) : حرف عطف. أدبر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يسعى» في محل نصب حال من ضمير «أدبر» بمعنى : ولى يسرع في مشيته أو تولى عن موسى ـ عليه‌السلام ـ.

(فَحَشَرَ فَنادى) (٢٣)

(فَحَشَرَ فَنادى) : معطوفة بالفاء على جملة «أدبر» وتعرب إعرابها وحذف المفعول به اختصارا بمعنى : فجمع السحرة. فنادى : معطوفة بالفاء على «حشر» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : فنادى في الاجتماع أو أمر مناديا فنادى في الناس بذلك.

٤٩٢

(فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) (٢٤)

(فَقالَ أَنَا) : معطوفة على «نادى» وتعرب مثلها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة على آخره. أنا : ضمير منفصل .. ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية «أنا ربكم ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(رَبُّكُمُ الْأَعْلى) : خبر «أنا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. الأعلى : صفة ـ نعت ـ لربكم مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. أي لا رب غيري فوقكم.

(فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) (٢٥)

(فَأَخَذَهُ اللهُ) : الفاء سببية. أخذه : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : فعاقبه الله.

(نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) : مصدر مؤكد مقدرا بفعله مثل «وعد الله» و «صبغة الله» التقدير : نكل به الله نكال الآخرة والأولى. والنكال بمعنى : التنكيل وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو بتقدير : فأخذه الله أخذا نكالا أو أخذا منكلا يعني الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة. الآخرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأولى : معطوفة بالواو على «الآخرة» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : نكال كلمتيه الآخرة وهي قوله «أنا ربكم الأعلى» والأولى وهي قوله «ما علمت لكم من إله غيري» وعلى هذا التقدير : يكون الموصوف محذوفا وحلت الصفة محله.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٢٦)

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وقد فصل بينها وبين اسمها المؤكد باللام بجار ومجرور منعا لتوالي حرفي التوكيد أو أدخلت

٤٩٣

لام الابتداء على اسم «إن» لزيادة التوكيد. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور متعلق بخبر «إن» المقدم المحذوف.

(لَعِبْرَةً) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. عبرة : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى لموعظة.

(لِمَنْ يَخْشى) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «عبرة». يخشى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى : لمن يخاف الله أي عذابه سبحانه. والإشارة إلى العقاب .. أي إن في ذلك العقاب لعبرة أي لموعظة.

(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها) (٢٧)

(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً) : الهمزة همزة توبيخ .. بلفظ استفهام. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والمخاطبون هم منكرو البعث. أشد : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. خلقا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.

(أَمِ السَّماءُ بَناها) : حرف عطف وهم «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. السماء : مبتدأ مرفوع بالضمة وحذف خبره اختصارا لدلالة الأول عليه بمعنى : أأنتم أصعب خلقا أم السماء أصعب إنشاء وخلقا فحذف التمييز أيضا لأن ما قبله دال عليه والجملة الاسمية «السماء أصعب إنشاء» معطوفة بأم على الجملة الابتدائية «أنتم أشد خلقا» لا محل لها وكسر آخر «أم» لالتقاء الساكنين. بنى : الجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به وجاءت الجملة تفسيرية أي إن الله سبحانه بين كيف خلقها.

٤٩٤

(رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها) (٢٨)

(رَفَعَ سَمْكَها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. سمك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية تفسيرية لا محل لها بمعنى : جعل مقدار ذهابها في العلو مديدا رفيعا.

(فَسَوَّاها) : معطوفة بالفاء على جملة «رفع سمكها» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : فعدلها مستوية ملساء أو فتممها أو يكون المعنى : فجعلها غطاء للأرض.

(وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها) (٢٩)

(وَأَغْطَشَ لَيْلَها) : معطوفة بالواو على «رفع سمكها» وتعرب إعرابها بمعنى : وأظلم ليلها أي ليل السماء وأضيف الليل إلى السماء لأن الليل ظلها.

(وَأَخْرَجَ ضُحاها) : معطوفة بالواو على جملة «أغطش ليلها» وتعرب إعرابها وعلامة نصب «ضحى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : وأبرز ضوء شمسها وأضيف الضحى إلى السماء لأن الشمس هي السراج المثقب في جوها.

(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠)

(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) : الواو عاطفة. الأرض : مفعول به منصوب بفعل محذوف يدل عليه ما بعده بمعنى : ودحا الأرض وعلامة نصبه الفتحة. بعد : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالفعل المضمر وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه اللام للبعد والكاف للخطاب.

(دَحاها) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : بسطها لتكون صالحة للعيش.

٤٩٥

(أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) (٣١)

(أَخْرَجَ مِنْها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. منها : جار ومجرور متعلق بأخرج.

(ماءَها وَمَرْعاها) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ومرعاها : معطوف بالواو على «ماءها» ويعرب إعرابه وعلامة نصب «مرعى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : أخرج من الأرض عيونها المتفجرة بالماء وأخرج منها أي أنبت رعيها وهو في الأصل موضع الرعي.

(وَالْجِبالَ أَرْساها) (٣٢)

الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة الثلاثين وتعرب إعرابها بمعنى وأرسى الجبال أي ثبتها في الأرض بإحكام لئلا تميد .. أي تتحرك.

(مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٣)

(مَتاعاً لَكُمْ) : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والعامل فيه محذوف تقديره : فعل ذلك أو خلقه متاعا أي تمتيعا. لكم : جار ومجرور متعلق بالمصدر «متاعا» أو بصفة محذوفة منه أي منفعة لكم.

(وَلِأَنْعامِكُمْ) : الجار والمجرور معطوف بالواو على «لكم» ويعرب إعرابه. وعلامة جر الاسم الكسرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم في «أنعامكم» و «لكم» علامة جمع الذكور.

(فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى) (٣٤)

(فَإِذا جاءَتِ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين.

٤٩٦

(الطَّامَّةُ الْكُبْرى) : فاعل مرفوع بالضمة. الكبرى : صفة ـ نعت ـ للطامة مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والجملة الفعلية «جاءت الطامة الكبرى» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وجواب الشرط في الآية الكريمة السابعة والثلاثين بمعنى فإذا حلت الداهية أي يوم القيامة وسميت «الطامة» لأنها تطم كل شيء وتغمره وتغلبه وتعلوه.

(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) (٣٥)

(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ) : ظرف زمان منصوب لأنه بدل من «إذا جاءت» وعلامة نصبه الفتحة. يتذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «يتذكر الإنسان» في محل جر بالإضافة بمعنى : إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها.

(الْإِنْسانُ ما سَعى) : فاعل مرفوع بالضمة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. سعى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «سعى» صلة الموصول لا محل لها أو «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به في حالة اعتبار أو إعراب «ما» مصدرية. التقدير : سعيه. وتكون جملة «سعى» صلة حرف مصدري لا محل لها. وعلى الوجه الأول يكون المعنى : ما عمل في دنياه من خير أو شر.

(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) (٣٦)

(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ) : الواو عاطفة. برزت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وكسر آخر «برزت» أي حركت التاء بالكسر لالتقاء الساكنين والفعل «برزت» مبني للمجهول. الجحيم : نائب فاعل مرفوع بالضمة. والجحيم من أسماء جهنم أو هي بمعناها وهي النار العظيمة بمعنى المكان الشديد الحر وأنث الفعل على معنى «جهنم» أو «النار» وبرزت : أي وأظهرت ..

٤٩٧

(لِمَنْ يَرى) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق ببرزت. يرى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى للرائين جميعا : أي لكل أحد يرى.

(فَأَمَّا مَنْ طَغى) (٣٧)

(فَأَمَّا مَنْ طَغى) : الفاء واقعة في جواب «إذا» في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين. أما : حرف شرط وتفصيل بمعنى فإذا جاءت الطامة فإن الأمر كذلك. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. طغى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وطغى : بمعنى : تكبر وتجاوز الحد في طغيانه.

(وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (٣٨)

(وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) : معطوفة بالواو على جملة «طغى» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة على آخره. الحياة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى واختار. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى وفضل الدنيا على الآخرة ..

(فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) (٣٩)

(فَإِنَّ الْجَحِيمَ) : الفاء واقعة في جواب «أما». إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الجحيم : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «إن» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها في محل رفع خبر «من» في الآية الكريمة السابعة والثلاثين.

(هِيَ الْمَأْوى) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن». هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. المأوى : خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى فإن الجحيم مأواه أو يكون

٤٩٨

المعنى : هي المأوى له أي للطاغي ويجوز أن تكون «هي» ضمير فصل ـ «عمادا» لا محل له فيكون المأوى خبر «إن».

(وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) (٤٠)

(وَأَمَّا مَنْ خافَ) : معطوفة بالواو على «أما من طغى» في الآية الكريمة السابعة والثلاثين وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «خاف» الفتحة الظاهرة على آخره.

(مَقامَ رَبِّهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى موقفه من الله سبحانه.

(وَنَهَى النَّفْسَ) : معطوفة بالواو على «خاف مقام» وتعرب مثلها وعلامة بناء الفعل «نهى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى النفس الأمارة بالسوء عن اتباع الشهوات وزجرها عنه وضبطها بالصبر.

(عَنِ الْهَوى) : جار ومجرور متعلق بنهى وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين أي عن هوى النفس .. أي كفها عن اتباع شهواتها.

(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) (٤١)

تعرب إعراب الآية الكريمة التاسعة والثلاثين مع الفرق بين المعنيين.

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (٤٢)

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. عن الساعة : جار ومجرور متعلق بيسألون أي الكفرة.

(أَيَّانَ مُرْساها) : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بخبر مقدم محذوف. مرسى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة

٤٩٩

على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه أي متى إرساؤها؟ بمعنى : إقامتها وقيل : المعنى : أيان منتهاها ومستقرها. والجملة الاسمية «أيان مرساها» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : قائلين متى حدوث القيامة؟

(فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) (٤٣)

(فِيمَ أَنْتَ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي وسقطت ألف «ما» الاستفهامية طلبا للفصاحة بعد جرها بحرف جر والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر بمعنى : في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمهم به وقيل : «فيم» إنكار لسؤالهم : بمعنى : فيم هذا السؤال؟ ثم قيل : أنت من ذكراها وعلى هذا التقدير يكون «أنت» في محل رفع مبتدأ وشبه الجملة «من ذكراها» في محل رفع خبر «أنت» والجملة الاسمية «أنت من ذكراها» استئنافية لا محل لها.

(مِنْ ذِكْراها) : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : إرسالك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها. وعلى هذا يكون الجار والمجرور «فيم» إنكارا لسؤالهم.

(إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (٤٤)

(إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. منتهى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «ها» ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) (٤٥)

٥٠٠