إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٠)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة بمعنى : فعذاب وهلاك يوم القيامة للكاذبين الذين يكذبون بالله ورسله وكتبه وبيوم الحساب.

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) (٤١)

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المتقين : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وهي جمع «المتقي» وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله المتعدي إلى مفعول «اتقى» وحذف مفعوله اختصارا بمعنى : المتقين الله لأنهم مؤمنون أو المتجنبين الشرك والمعصية.

(فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المحذوف بتقدير : ينعمون في ظلال الأشجار وبعد حذف المضاف إليه «الأشجار» عوض المضاف «ظلال» بالألف واللام. وعيون : معطوف بالواو على «في ظلال» ويعرب إعرابه بمعنى : ويستمتعون بعيون الماء العذبة وهم في الجنة.

(وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (٤٢)

(وَفَواكِهَ مِمَّا) : معطوفة بالواو على «ظلال وعيون» مجرورة مثلهما وعلامة جرها الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعل» من : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن ويتمتعون بفواكه.

(يَشْتَهُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما يشتهونه.

(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤٣)

(كُلُوا وَاشْرَبُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة

٤٦١

الفعلية «كلوا ..» في محل نصب حال من ضمير «المتقين» في الظرف الذي هو في ظلال : أي هم مستقرون في ظلال مقولا لهم : كلوا .. واشربوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كلوا» وتعرب إعرابها.

(هَنِيئاً) : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. بتقدير : أكلا وشربا هنيئا بمعنى : سائغا .. ويجوز أن تكون حالا من مفعول «كلوا» الضمير أي كلوه واشربوه وهو هنيء.

(بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكلوا .. إذا كان التقدير : هنأ الأكل والشرب أي بسبب ما كنتم .. فحذف المضاف المجرور «سبب» وأقيم المضاف إليه «ما» مقامه. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «كنتم تعملون» صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : بما كنتم تعملونه ويجوز أن تكون الباء حرف جر زائدا وتكون «ما» في محل رفع فاعلا بمعنى : هنأكم ما كنتم تعملون أي هنأكم الأكل والشرب.

(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (٤٤)

(إِنَّا كَذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ لمصدر محذوف بتقدير : إنا نجزي جزاء كذلك الجزاء أي مثل ذلك الجزاء الذي جزينا به المتقين. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

٤٦٢

(نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. المحسنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : نجزيهم في أعمالهم.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٥)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة بمعنى : عذاب وهلاك يوم القيامة للمكذبين بهذا الجزاء للمحسنين.

(كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) (٤٦)

(كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والأربعين. والجملة الفعلية في محل نصب حال من المكذبين بمعنى : الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم في الآخرة كلوا وتمتعوا تذكيرا بحالهم من إيثار المتاع القليل على النعيم الخالد. ويجوز أن تكون الجملة استئنافية لا محل لها أو هي خطاب للكافرين في الدنيا أي كلوا أيها الكافرون وتمتعوا في دنياكم تمتعا قليلا وهو بصيغة تهديد لهم وعلى هذا التفسير والمعنى تكون الجملة في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : يقال لهم : كلوا ..

(إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل دلالة على أن كل مجرم ما له إلا الأكل والتمتع أياما قلائل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. مجرمون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٧)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. بمعنى : العذاب والهلاك يوم القيامة للمكذبين باليوم الآخر.

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) (٤٨)

٤٦٣

(وَإِذا قِيلَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ خافض لشرطه متعلق بجوابه. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.

(لَهُمُ ارْكَعُوا) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل. اركعوا : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل» وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى :

اخشعوا لله وتواضعوا له باتباع دينه أي صلوا .. لأن المراد بالركوع أيضا : صلوا وكثيرا ما عبر سبحانه عن الصلاة بأحد أركانها والجملة الفعلية «قيل لهم اركعوا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا».

(لا يَرْكَعُونَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يركعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى لا يصلون عنادا منهم واستكبارا.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٩)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. وفي هذا التكرير زيادة في توبيخ المكذبين بالله ورسله وكتبه.

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (٥٠)

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ) : الفاء استئنافية. أو تكون واقعة في جواب شرط محذوف بتقدير : إذا لم يؤمنوا بالقرآن وهو من الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة فبأي حديث بعد هذا القرآن يؤمنون أي يصدقون؟ الباء حرف جر. أي : اسم استفهام مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلق بيؤمنون. حديث : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيؤمنون وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه يعود على الحديث أي القرآن. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٤٦٤

سورة النبأ

معنى السورة : النبأ : بمعنى : الخبر وجمعه : أنباء .. يقال : أنبأته الخبر وبالخبر ونبأته به بمعنى : أعلمته. والنبي ـ فعيل بمعنى فاعل ـ هو الذي ينبئ .. وأبدلت الهمزة وحصل الإدغام فقيل : النبي : وهو الذي أنبأ عن الله تعالى أي أخبر عنه سبحانه .. ويقال : نبأ ـ ينبأ ـ أيضا بمعنى خرج من أرض إلى أرض وأنبأه غيره : أي أخرجه فهو نبيء ـ فعيل بمعنى مفعول ـ أما «الخبر» فهو ما ينقل ويتحدث به وجمعه : أخبار نحو خبرت الشيء ـ أخبره ـ خبرا. من باب «قتل» أي علمته فأنا خبير به وأخبرني فلان به فخبرته .. ولفظة «النبأ» وردت كثيرا في آيات الله البينات .. وقوله تعالى على لسان هدهد سليمان في سورة «النمل» : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) معناه : جئتك من بني سبأ بخبر يقين .. وهذا القول الكريم من جنس الكلام الذي سماه المحدثون : البديع .. وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ بشرط أن يجيء مطبوعا أو يصنعه عالم بجوهر الكلام يحفظ معه صحة المعنى وسداده.

تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بلفظة النبأ لشأنه العظيم وهوله الذي أريد به وهو الانبعاث ويوم النشور فهو الخبر الهام ـ الأفصح المهم ـ وما يؤكد أهميته هو ما جاء في صدر السورة الشريفة : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) صدق الله العظيم .. المعنى : عن أي شيء يتساءل مشركو قريش على وجه التحديد؟ الجواب : يتساءلون أي يسأل بعضهم بعضا عن الخبر الهائل ذي الشأن العظيم .. كان بعضهم يسأل بعضا عن يوم الانبعاث ويسألون عنه الرسول الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين بعث ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهم يستهزءون فزجرهم الله تعالى عن ذلك التصرف الشائن.

فضل قراءة السورة : قال الرسول الأمين المؤتمن محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «عم يتساءلون» سقاه الله برد الشراب يوم القيامة» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

٤٦٥

إعراب آياتها

(عَمَّ يَتَساءَلُونَ) (١)

(عَمَ) : أصله : عما .. مؤلف من «عن» حرف جر دخل على «ما» الاستفهامية والاستعمال الكثير على حذف الألف طلبا للفصاحة والأصل قليل وهو مثل «لما» فصارت : لم؟. و «بما» فصارت : بم؟ و «فيما» فصارت : فيم؟ و «علاما» فصارت : علام؟ ومعنى الاستفهامية في هذه الآية الكريمة تفخيم الشأن أي عن أي شيء يتساءلون؟ فهي مؤلفة من «عن» حرف جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بيتساءلون. فأدغمت الميم بالنون وحصل تشديد الميم.

(يَتَساءَلُونَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها بمعنى : يسأل بعضهم بعضا والضمير للمسلمين ليزدادوا خشية والكافرين وسؤالهم عن البعث بزيادة الاستهزاء والكفر.

(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٢)

(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) : جار ومجرور متعلق بيتساءلون وهو بيان للشأن المفخم ويجوز أن يوقف على «يتساءلون» ويبتدأ بيتساءلون عن النبأ العظيم على أن يضمر الفعل «يتساءلون» لأن ما بعده يفسره كشيء مبهم ثم يفسر. العظيم : صفة ـ نعت ـ للنبإ مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى عن الخبر العظيم. وقيل : المتساءل عنه هو القرآن .. وقيل : نبوة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣)

(الَّذِي هُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ثانية للنبإ. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين في محل رفع مبتدأ.

(فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «هم». مختلفون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته

٤٦٦

والجملة الاسمية «هم فيه مختلفون» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : مترددون.

(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) (٤)

(كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) : حرف ردع وزجر لا محل له أي ردع للمتسائلين عن البعث هزؤا. السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعوله اختصارا بمعنى : سيعلمون أن ما يتساءلون عنه ويضحكون منه حق لأنه واقع لا ريب فيه. وفي القول الكريم وعيد للكفرة.

** (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : عن أي شيء يتساءل المشركون أي مشركو مكة وغيرها أي عن أي شيء يسأل بعضهم بعضهم أو بعضا والضمير يعود على المسلمين والكافرين فسؤال المسلمين ليزدادوا خشية وإنما سؤال الكفار عن البعث بزيادة الاستهزاء والكفر ومعنى الاستفهام هنا تفخيم الشأن أو الشيء المتساءل عنه.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال : لما بعث النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جعلوا يتساءلون بينهم .. أي كان بعضهم يسأل بعضا عن البعث ويسألون عنه الرسول الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ استهزاء واستخفافا فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وأجيبوا إنهم يتساءلون عن النبأ العظيم أي عن الخبر العظيم الهائل وهو يوم البعث وقيل : المتساءل عنه هو القرآن وقيل : نبوة الرسول الأمين ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

و «عم» أصله : عن ما .. وحذفت الألف طلبا للفصاحة لأن «ما» الاستفهامية إذا سبقت بحرف جر حذفت ألفها. قال الشاعر :

إلام الخلف بينكم إلام

وهذه الضجة الكبرى علام

** (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ .. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نصا الآيتين الكريمتين الرابعة والخامسة وهو حرف زجر وردع أي زجرهم الله تعالى قائلا إن المتسائلين عن البعث هزؤا سيعلمون أن ما يتساءلون عنه ويضحكون منه حق لأنه واقع لا ريب فيه وسيعلمون ما يحل بهم من البعث والحساب. وتكرير الردع مع الوعيد تشديد في ذلك و «ثم» معناه الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الأول وأشد.

** (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة .. المعنى : وجعلنا منامكم راحة لأجسامكم من عناء العمل. ويقال : ليل نائم : بمعنى ينام فيه كقولهم : يوم عاصف .. وهم ناصب وهو فاعل بمعنى : مفعول فيه. ويقال : نام الرجل ـ ينام ـ نوما ومناما .. من باب «تعب» فهو نائم اسم فاعل وهم نوم على الأصل ونيم على لفظ الواحد ونيام أيضا. قال الفيومي : النوم : غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء ولهذا قيل : هو آفة لأن النوم أخو الموت وقيل : النوم : مزيل للقوة والعقل وأما

٤٦٧

«السنة» ففي الرأس و «النعاس» في العين». وقيل : السنة هي النعاس وقيل : السنة : ريح تبدو في الوجه ثم تنبعث إلى القلب فينعس الإنسان فينام ويقال : نام عن حاجته : بمعنى لم يهتم لها. وتناوم فلان : بمعنى : أرى أنه نائم وليس به. وقيل : يسمى النوم الثقيل : سباتا .. وأصله : الراحة ويقال أصله : سبت الرجل ـ يسبت ـ سبتا .. من باب «قتل» أو «نصر» و «السبت» بمعنى : الراحة .. الدهر .. حلق الرأس .. ضرب العنق ومنه جاءت تسمية «يوم السبت» لانقطاع الأيام عنده وجمعه : أسبت وسبوت وأفعال هذه التسميات الأربع من باب «ضرب» والمسبوت ـ اسم مفعول ـ بمعنى : الميت أو المغشي عليه. وفي الآية الكريمة بمعنى : الراحة أي وجعلنا منامكم إراحة لكم ولأجسامكم من عناء أعمال اليوم أو بمعنى «موتا» من «السبت» وهو القطع لأنه مقطوع عن الحركة ولما جعل النوم موتا لأنه أحد التوفيين جعل اليقظة معاشا : أي حياة في قوله تعالى في آية تالية : (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) أي وقت معاش تستيقظون فيه وتتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم. ووردت لفظة «النوم» أيضا في أذان المؤذن : الصلاة خير من النوم. بمعنى : هي ذات خير وفضل أي جامعة لذلك. فلفظة «خير» هنا : اسم فاعل لا يراد به التفضيل. وتأتي كلمتا «خير» و «شر» اسمي تفضيل على وزن «أفعل» حيث إن أصلهما : أخير وأشر وهما شاذان من القاعدة وأسقطت همزتهما لكثرة الاستعمال بل الأفصح : حذف ألفهما فيقال : هذا خير من هذا أي يفضله وسائر العرب تسقط الألف منهما طلبا للفصاحة ويقال : إن بني عامر يقولون : هذا أخير من هذا وهذا أشر منه. ويقال : خيرته بين الشيئين : أي فوضت إليه الاختيار فاختار أحدهما وتخيره. قال الشاعر :

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل

والناس من يلق خيرا قائلون له

ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل

والهبل : أي الثكل .. من هبلته أمه : بمعنى : ثكلته أي فقدته. وقد ضربت العرب الأمثال الكثيرة حول كلمتي «الخير» و «الشر» فقيل : غبار العمل خير من زعفران العطلة. وقيل : الدال على الخير كفاعله. يروى أن المأمون قال لرجل اغتاب رجلا في مجلسه : دع الشر يعبر. وقال بعضهم : إذا أتاك سائلك فلا ترده إلا بعطية قليلة أو كثيرة تقطع بها عنك لسانه فلا يذمك. وقال آخر : ادفع بالشر بما تقدر عليه. وقيل : خير أهلك من كفاك. وقيل : إذا فاتك خير فأدركه وإن أدركك شر فاسبقه وقيل : اعمل الخير لأهله فإن لم تجد أهله فأنت أهله.

** (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى وبنينا فوقكم سبع سماوات قوية الخلق محكمة البنيان وبعد حذف المضاف إليه «سماوات» نون آخر المضاف «سبع» فصار : سبعا وشدادا : جمع «شديدة» و «سبع» بسكون الباء وهو عدد و «السبع» بضم الباء وإسكانها لغة حكاها الأخفش وغيره وهي الشائعة كقوله تعالى في سورة «المائدة» : (وَما أَكَلَ السَّبُعُ) يجمع في لفظة ضم الباء على «سباع» وعلى سكون الباء على «أسبع» شأنه في ذلك شأن «الضبع» عند جمعه ـ في ضم الباء ـ على «ضباع» وفي سكون الباء على أضبع .. والسبع : يقع على كل ما له ناب يعدو به ويفترس كالذئب والفهد والنمر ما عدا «الثعلب» فليس بسبع وإن كان له ناب لأنه لا يعدو به ولا يفترس وكذلك الضبع ويقال : سبع الذئب الغنم : أي افترسها. وتسمى «السباع» كالأسد والنمر : ضواري .. وهي جمع «ضاري» وهو اسم فاعل للفعل «ضري ـ يضرى ـ ضراوة بالصيد :

٤٦٨

بمعنى : تعوده وأولع به وبمعنى : تطعم بلحم الفريسة ودمها ومؤنثه : ضارية وفي استعمال المحدثين قولهم : عانينا من ضراوة الحرب .. وكانت هذه الحرب ضارية .. أي عانينا من شدتها وكانت شديدة وقيل : قيل للأسد سبع .. كأنه ضوعفت قوته سبع مرات .. والعرب تبالغ في السبع والسبعين وقال القاضي : قد شاع استعمال السبع والسبعين والسبعمائة ونحوها في الكثير لاشتمال السبعة على جملة أقسام العدد فكأنه العدد بأسره. وقال صاحب الإيجاز : السبعة : أكمل الأعداد لجمعها معاني الأعداد ولأن الستة أول عدد تام لأنها تعادل أفرادها إذ نصفها : ثلاثة وثلثها : اثنان .. وسدسها : واحد .. وجملتها : ستة وهي سبع بالواحد فكانت كاملة إذ ليس بعد التمام إلا الكمال ثم السبعون غاية .. إذ الآحاد غاياتها العشرات.

يقال : فرس الأسد فريسته وافترسها : بمعنى : دق عنقها بعد أن يصطادها .. وكل ما يفترسه الأسد يسمى فريسة .. ويقال : أفرس فلان الأسد حماره .. بمعنى : تركه ليفترسه وينجو هو. فالفعل «أفرس» تعدى إلى مفعولين هنا.

** (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة والنفخ في الصور : هو كناية عن الدعوة للموت أو للحياة وقيل : إن إسرافيل ينفخ يوم القيامة في بوق فيموت الأحياء جميعا ثم يحيون ويبعثون من القبور عند النفخة الثانية فيأتون جماعات مختلفة وكلمة «يوم» بدل من «يوم الفصل» في الآية الكريمة السابقة والمراد به يوم القيامة الذي يفصل فيكم بحكم الله بين الخلائق وكان ذلك اليوم ميقاتا : أي حدا توقت به الدنيا أو حدا للخلائق ينتهون إليه للثواب والعقاب .. وسمي يوم القيامة : يوم الفصل وقد ورد بمسميات أخرى في كتاب الله الكريم من هذه المسميات : اليوم الموعود .. يوم الانبعاث من الموت .. اليوم المرعب .. اليوم العظيم ذو المعارج .. يوم الجمع .. الواقعة .. يوم التلاقي .. يوم الآزفة .. القارعة .. الصاخة .. يوم الزحام .. المحشر .. إلخ.

** (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والعشرين .. المعنى : وكذبوا بآيات الله في القرآن الكريم تكذيبا شديدا .. و «كذابا» من صيغ المبالغة .. وهو مصدر صيغة «فعال بمعنى تفعيل» أي أحد مصادر «فعل» من كذبه وأكذبه ومثله من صيغ المبالغة كلمة «الكذوب» وهو فعول بمعنى : فاعل. أي كثير الكذب. وقيل في الأمثال : فلان عنده كذب قليل : أي هو الصادق الذي لا يكذب .. وإذا قالوا : عنده صدق فهو الكذوب .. وعن الكذب قال الشاعر :

يا كاذبا أصبح في كذبه

أعجوبة أية أعجوبه

وناطقا ينطق في لفظة

واحدة سبعين أكذوبه

شبهك الناس بعرقوبهم

لما رأوا أخذك أسلوبه

فقلت : كلا! إنه كاذب

عرقوب لا يبلغ عرقوبه

** (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : يوم يقف الروح والملائكة مصطفين صفوفا لا يستطيعون الكلام إلا من أذن له الرحمن في الكلام أو بالشفاعة وقال أي ونطق صوابا أي حقا وصدقا .. أما المراد بكلمة «الروح» فهو ملك موكل على الأرواح .. أو يراد به : الأرواح العليا أو جنس الأرواح .. وقيل : هو جبريل ـ عليه‌السلام ـ أو هو خلق أعظم من

٤٦٩

الملائكة. وقيل : الروح : هو أعظم خلقا من الملائكة وأقرب من رب العالمين .. وقيل : هو ملك عظيم ما خلق الله بعد البشر خلقا أعظم منه. هذه المعاني خاصة بكلمة «الروح» الواردة في الآية الكريمة المذكورة آنفا .. أما بالنسبة لمعنى الكلمة اللغوي فلها معان منها : النفس .. أو ما به حياة الأنفس .. أو الجسد أو شخص الإنسان و «النفس» لفظة مؤنثة إن أريد بها : الروح .. ومذكرة إن أريد بها الشخص نحو قولنا : جاء أحد عشر نفسا : أي شخصا. وقيل : الروح والنفس بمعنى واحد. غير أن العرب تذكر الروح وتؤنث النفس وقال الأزهري : الروح : مذكر وقال بعضهم : الروح هي النفس فإذا انقطع عن الحيوان فارقته الحياة وقالت الحكماء : الروح : هو الدم ولهذا تنقطع الحياة بنزفه .. وصلاح البدن وفساده بصلاح هذا الروح وفساده وجمعه : أرواح. والنسبة إلى الملائكة والجن : روحاني ـ بضم الراء ـ وكذا كل شيء فيه روح .. أما «الروحاني» بفتح الراء نحو هذا مكان روحاني فمعناه : طيب. والروح ـ بفتح الراء ـ مأخوذ من الاستراحة وكذلك «الراحة» يقال : سار الرجل مدة من الزمن فقعد ليستريح ولا يقال : ليرتاح لأن الفعل «ارتاح» له معان مخالفة منها : ارتاح الرجل لعمل الخير ارتياحا : بمعنى : مال إليه وأحبه وارتاح الله له برحمته : أي أنقذه من البلية. وقيل في الأمثال صبر ساعة أطول للراحة. وقيل : استراح من لا عقل له .. المعنى : إن العاقل كثير الهموم والتفكر في الأمور ولا يكاد يتهنأ بشيء .. أما الأحمق فإنه لا يفكر في شيء فيهتم أو فيغتم.

(ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) (٥)

(ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) : حرف عطف والجملة بعدها معطوفة على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى كلا سيعلمون ذلك. وتكرار الآية الكريمة للمبالغة. أي سيعلمون بعد موتهم صدق هذا الخبر.

(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) (٦)

(أَلَمْ نَجْعَلِ) : الهمزة همزة إنكار دخلت على المنفي فرجع إلى معنى التقرير أو استفهام إنكار للنفي مبالغة في الإثبات. لم : حرف نفي وجزم وقلب. نجعل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن أي ألم نجعل لكم ..

(الْأَرْضَ مِهاداً) : مفعولا «نجعل» منصوبان وعلامة نصب الأول الفتحة والثاني الفتحة المنونة بمعنى : فراشا.

(وَالْجِبالَ أَوْتاداً) (٧)

٤٧٠

الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى أرسينا الأرض بالجبال كما يرسى البيت بالأوتاد لتثبيتها خشية اضطرابها وميدها بكم. وذلك بحفظ توازنها.

(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) (٨)

(وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) : الواو عاطفة. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. أزواجا : حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أصنافا من الذكور والإناث. أي ذكرا وأنثى.

(وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) (٩)

(وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) : تعرب إعراب «وخلقنا». نومكم سباتا : مفعولا «جعلنا» منصوبان وعلامة نصبهما : الفتحة والفتحة المنونة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : راحة لأجسامكم من عناء الأعمال بمعنى منامكم إراحة لكم.

(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) (١٠)

الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : غطاء يستركم عن العيون. أو غطاء يستتر بظلمته من أراد التخفي والتغطية.

(وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) (١١)

معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى جعلنا النهار حياة لابتغاء العيش أو وقت معاش وقيل : حياة تنبعثون فيها من نومكم. أو سببا لحياتكم.

(وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) (١٢)

٤٧١

(وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ) : الواو عاطفة. بنى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. فوق : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق ببيننا وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(سَبْعاً شِداداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي سبع سماوات وبحذف المضاف إليه «سماوات» نون المفعول سبع لأنه نكرة. شدادا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «سبعا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهي جمع «شديدة» أي قوية الخلق محكمة ويجوز أن يكون التقدير : سماوات سبعا شدادا على حذف المفعول الموصوف «سماوات» وإقامة الصفة مقامه.

(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) (١٣)

معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : متلألئا ووقادا يعني الشمس جعلناها لكم مصباحا في السماء.

(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) (١٤)

(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) : الواو عاطفة. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. من المعصرات : جار ومجرور متعلق بأنزلنا بمعنى من السحائب إذا أعصرت أي شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر.

(ماءً ثَجَّاجاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ثجاجا : صفة ـ نعت ـ لماء منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ماء منصبا بكثرة وقيل : من المعصرات بمعنى بالمعصرات وقيل : المعصرات : هي الرياح ذوات الأعاصير ـ جمع إعصار ـ وقيل هنا هي السحب إذا أعصرت من قبل الرياح.

٤٧٢

(لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً) (١٥)

(لِنُخْرِجَ بِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. نخرج : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. به : جار ومجرور متعلق بنخرج وجملة «نخرج به حبا ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأنزلنا.

(حَبًّا وَنَباتاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ونباتا : معطوف بالواو على «حبا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) (١٦)

(وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) : معطوفة بالواو على «حبا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم. ألفافا : صفة ـ نعت ـ لجنات ـ منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة بمعنى : أشجارا يلتف بعضها ببعض وبمعنى وجنات ملتفة. واللفظة لا واحد ـ مفرد ـ لها وقيل : الواحد : لف .. أو لفيف. و «جنات» بمعنى : بساتين.

(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) (١٧)

(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. يوم : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الفصل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والجملة الفعلية بعده «كان ميقاتا» في محل رفع خبر «إن».

(كانَ مِيقاتاً) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ميقاتا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إن يوم الحكم كان في حكم الله وتقديره حدا توقت به الدنيا أو حدا للخلائق.

(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) (١٨)

(يَوْمَ يُنْفَخُ) : بدل من «يوم الفصل» أو عطف بيان له منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. ينفخ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «ينفخ في الصور» في محل جر بالإضافة.

٤٧٣

(فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ) : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل. الفاء عاطفة. تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى فتأتون من القبور جماعات مختلفة وطوائف.

(أَفْواجاً) : حال من الضمير في «تأتون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) (١٩)

(وَفُتِحَتِ السَّماءُ) : الواو عاطفة. فتحت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. السماء : نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وشققت وصدعت السماء.

(فَكانَتْ أَبْواباً) : الفاء عاطفة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. أبوابا : خبرها منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) (٢٠)

معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : وأزيلت عن أماكنها فصارت هباء منثورا شأنها في ذلك شأن السراب.

(إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) (٢١)

(إِنَّ جَهَنَّمَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. جهنم : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث وجملة «كانت مرصادا» في محل رفع خبر «إن».

(كانَتْ مِرْصاداً) : تعرب إعراب «كانت أبوابا» في الآية الكريمة التاسعة عشرة بمعنى : موضع رصد للكفرة.

(لِلطَّاغِينَ مَآباً) (٢٢)

(لِلطَّاغِينَ مَآباً) : جار ومجرور متعلق بكانت ويجوز أن يتعلق بحال مقدم من «مآبا». مآبا : خبر «كان» المحذوف لأن ما قبله دال عليه أي كانت للطاغين مآبا وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إن جهنم هي

٤٧٤

حد الطاغين الذي يرصدون فيه للعذاب وهي مرجعهم. أي جعلناها لهم مرجعا. وعلامة جر «الطاغين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) (٢٣)

(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) : حال من «الطاغين» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بلابثين بمعنى ماكثين أي منتظرين في الأرض. أحقابا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بلابثين بمعنى : دهورا أي حقبا بعد حقب والكلمة جمع الجمع أي جمع «حقب» مفردها حقبة. وقيل هو ثمانون سنة ويطلق أيضا على السنة. وقيل : دهورا أي أزمنة لا نهاية لها وغير محددة.

(لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً) (٢٤)

(لا يَذُوقُونَ فِيها) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «أحقابا». لا : نافية لا عمل لها. يذوقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيذوقون. بمعنى : أحقابا صفتها : لا يذوقون .. أي غير ذائقين فيها .. وعلى هذا المعنى يجوز أن تكون الجملة في محل نصب حالا وفيه وجه آخر وهو أن تكون «أحقابا» من «حقب عامنا» بمعنى : قل مطره وخيره .. يقال : حقب فلان : إذا أخطأه الرزق فهو حقب وجمعه أحقاب فتكون «أحقابا» على هذا حالا عنهم أي لابثين فيها حقبين جحدين فتكون جملة «لا يذوقون ..» تفسيرية لا محل لها.

(بَرْداً وَلا شَراباً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. شرابا : معطوف على «بردا» منصوب مثله بالفتحة المنونة. والبرد : النوم أو ما يبرد النار عنهم. ويروي ـ أي يكسر ـ عطشهم.

٤٧٥

(إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً) (٢٥)

(إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) : أداة استثناء. حميما : مستثنى بإلا منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه الفتحة المنونة ـ وهو استثناء منقطع ـ أي لا يذوقون فيها بردا ينفس عنهم حر النار ولا شرابا يسكن من عطشهم ولكن يذوقون فيها حميما أي ماء حارا. وغساقا : معطوف بالواو على «حميما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهو ما يسيل من صديدهم ـ صديد أهل النار.

(جَزاءً وِفاقاً) (٢٦)

(جَزاءً وِفاقاً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف لأن ما قبله دال عليه وعلامة نصبه الفتحة المنونة المعنى ويجزون جزاء. وفاقا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «جزاء» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : موافقا أو جزاء ذا وفاق. أي ذا وفاق لأعمالهم موافقا لها.

(إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً) (٢٧)

(إِنَّهُمْ كانُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.

(لا يَرْجُونَ حِساباً) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» والجملة الفعلية «كانوا لا يرجون حسابا» في محل رفع خبر «إن». لا : نافية لا عمل لها. يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. حسابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى لا يتوقعون محاسبتهم على أعمالهم.

(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) (٢٨)

(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) : الواو عاطفة. كذبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف

٤٧٦

فارقة. بآيات : جار ومجرور متعلق بكذبوا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. كذابا : مفعول مطلق ـ مصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : تكذيبا وهو أحد مصادر «فعل» بالتشديد أي من كذبه وأكذبه أي أخبر أنه كاذب.

(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) (٢٩)

(وَكُلَّ شَيْءٍ) : الواو عاطفة. كل : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده وعلامة نصبه الفتحة. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة أي وكل شيء من الأعمال.

(أَحْصَيْناهُ كِتاباً) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. كتابا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ في موضع «إحصاء» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو تكون جملة «أحصينا» بمعنى «كتبنا» لالتقاء الإحصاء والكتبة في معنى الضبط والتحصيل أي إن الكتابة والإحصاء يتشاركان في معنى الكتابة أو تكون كلمة «كتابا» حالا من الضمير «الهاء» في «أحصيناه» بمعنى : مكتوبا في اللوح وفي صحف الحفظة والمعنى : إحصاء معاصيهم وتسجيلها.

(فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً) (٣٠)

(فَذُوقُوا) : الفاء استئنافية للتسبيب. ذوقوا : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : فيقال لهم في الآخرة ذوقوا جزاءكم فحذف المفعول اختصارا وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فَلَنْ نَزِيدَكُمْ) : الفاء استئنافية. لن : حرف نصب وتوكيد واستقبال. نزيد : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

٤٧٧

(إِلَّا عَذاباً) : أداة حصر لا عمل لها. عذابا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) (٣١)

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. للمتقين : جار ومجرور متعلق بخبر «إن». المقدم المحذوف وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. مفازا : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فوزا أو موضع فوز وقيل : نجاة والكلمة مصدر «فاز».

(حَدائِقَ وَأَعْناباً) (٣٢)

(حَدائِقَ وَأَعْناباً) : بدل من «مفازا» وهو بدل كل من كل منصوبة مثله وعلامة نصبها الفتحة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف. وأعنابا : معطوفة بالواو على «حدائق» منصوبة مثلها بالفتحة المنونة.

(وَكَواعِبَ أَتْراباً) (٣٣)

الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى وفتيات متساويات في السن .. «لدات» وكواعب : جمع «كاعب» وهي الفتاة الناهدة الثدي. وأترابا : جمع «ترب». أترابا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «كواعب» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

(وَكَأْساً دِهاقاً) (٣٤)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة بمعنى : وكأسا ملأى من خمر لا يسكر ..

(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً) (٣٥)

(لا يَسْمَعُونَ فِيها) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب حال من «المتقين». لا : نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيسمعون.

٤٧٨

(لَغْواً وَلا كِذَّاباً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي أو تكون عاطفة ـ معطوفة ـ على «لا» الأولى وحذف الفعل «يسمعون» اختصارا اكتفاء بذكره أول مرة. كذابا : معطوف على «لغوا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى لا يسمعون في الجنة ما لا يعتد به من القول ولا يكذب بعضهم بعضا ولا يكذبه أو لا يكاذبه.

(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) (٣٦)

(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ) : مفعول مطلق ـ مصدر مؤكد ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والفعل المحذوف تقديره جازى الله المتقين بمفاز جزاء. من ربك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «جزاء» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى : ثوابا متفضلا به من ربك.

(عَطاءً حِساباً) : مفعول به منصوب بالمصدر «جزاء» بتأويل فعله أي جزاهم عطاء وعلامة نصبه الفتحة المنونة. حسابا : صفة ـ نعت ـ لعطاء منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : كافيا.

(رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) (٣٧)

(رَبِّ السَّماواتِ) : بدل من «ربك» في الآية الكريمة السابقة أو صفة ـ نعت ـ له مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) : معطوفة بالواو على «السموات» مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر .. أو وجد وهو مضاف. الهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه و «ما» علامة التثنية وجملة «وجد بينهما» صلة الموصول لا محل لها.

٤٧٩

(الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) : يعرب إعراب «رب السموات» وما بعده «لا يملكون منه خطابا» يعرب إعراب «لا يسمعون فيها لغوا» في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين أي لا يقدرون على سؤال الله شفاعة.

(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٣٨)

(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. متعلق بيملكون أو بيتكلمون. يقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الروح : فاعل مرفوع بالضمة وجملة «يقوم الروح» في محل جر بالإضافة بمعنى : يوم يقف.

(وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) : معطوف بالواو على «الروح» مرفوع مثله بالضمة. صفا : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مصطفين صفوفا.

(لا يَتَكَلَّمُونَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية. لا : نافية لا عمل لها. يتكلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(إِلَّا مَنْ أَذِنَ) : أداة حصر لا عمل لها. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من الضمير في «يتكلمون» ويجوز أن تكون «إلا» أداة استثناء و «من» في محل نصب مستثنى بإلا. أذن : فعل ماض مبني على الفتح والجملة الفعلية «أذن له الرحمن» صلة الموصول لا محل لها.

(لَهُ الرَّحْمنُ) : جار ومجرور متعلق بأذن. الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى أذن له في الكلام أو بالشفاعة.

(وَقالَ صَواباً) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. صوابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي ونطق بالحق والصدق.

(ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) (٣٩)

(ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اليوم : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو

٤٨٠