إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

(الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. تنزيلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ يفيد التوكيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : تنزيلا مفرقا منجما.

(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) (٢٤)

(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) : الفاء استئنافية. اصبر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لحكم : جار ومجرور متعلق باصبر. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى فاصبر يا محمد بتأخير نصرك على الكفار ..

(وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تطع : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وأصله : تطيع .. حذفت الياء تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بتطع أو متعلق بصفة لمفعول به محذوف بتقدير : ولا تطع أحدا منهم.

(آثِماً أَوْ كَفُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أو : حرف عطف بمعنى ولا .. كفورا : معطوف على «آثما» ويعرب إعرابه ويجوز أن تكون الكلمتان حالين من ضمير الغائبين في «منهم» لأن «من» حرف جر بياني بتقدير : ولا تطع أحدا حال كونه منهم أو بمعنى ولا تطع منهم راكبا لما هو إثم داعيا لك إليه أي مجاهرا بعصيانه أو فاعلا لما هو كفر داعيا لك إليه أي مغاليا في كفره.

(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٢٥)

(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) : الواو عاطفة. اذكر : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اسم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ربك : أعرب في الآية السابقة.

٤٤١

(بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق باذكر بمعنى أول ساعات النهار. وأصيلا : معطوفة بالواو على «بكرة» وتعرب إعرابها. واللفظة بمعنى : الوقت الذي قبل غروب الشمس بمعنى : وداوم على صلاتي الفجر والعصر.

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) (٢٦)

(وَمِنَ اللَّيْلِ) : الواو عاطفة. من : حرف جر للتبعيض. الليل : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف يفسره ما بعده بمعنى : وبعض الليل فصل له أي أدخل «من» على ظرف الزمان للتبعيض وحذف مفعول «صل» لأن «من» التبعيضية دالة عليه أو يكون المراد : صلاتي المغرب والعشاء.

(فَاسْجُدْ لَهُ) : الفاء استئنافية. اسجد : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. له : جار ومجرور متعلق باسجد.

(وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) : معطوفة بالواو على جملة «اسجد» وتعرب مثلها والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ليلا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بسبح. طويلا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ليلا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً) (٢٧)

(إِنَّ هؤُلاءِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إن» أي إن هؤلاء الكفرة.

(يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. العاجلة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى يحبون الدنيا ويؤثرونها على الآخرة.

(وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ) : معطوفة بالواو على جملة «يحبون» وتعرب إعرابها. وراء : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق

٤٤٢

بيذرون وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه بمعنى : ويتركون أمامهم أو قدامهم يوما شديدا لا يعبئون به.

(يَوْماً ثَقِيلاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ثقيلا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «يوما» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة واستعير الثقل لشدته وهوله وهو يوم القيامة.

(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) (٢٨)

(نَحْنُ خَلَقْناهُمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. خلقنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «نحن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) : معطوفة بالواو على جملة «خلقنا» وتعرب إعرابها. أسر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : وقوينا إحكام خلقهم.

(وَإِذا شِئْنا) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. شئنا : تعرب إعراب «خلقنا» وجملة «شئنا» في محل جر بالإضافة.

(بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً) : تعرب إعراب «خلقنا» والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. أمثالهم : تعرب إعراب «أسرهم» أي وإذا شئنا إهلاكهم أهلكناهم و «بدلنا أمثالهم» بمعنى : بدلنا أمثالهم في شدة الأسر يعني النشأة الأخرى. وقيل : المعنى : بدلنا غيرهم ممن يطيع. تبديلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي وإذا شئنا أهلكناهم وجئنا بآخرين غيرهم.

(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٢٩)

٤٤٣

(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إن». تذكرة : خبرها مرفوع بالضمة بمعنى : إن هذه الآيات الكريمة المتقدمة عبرة وعظة لمن أراد أن يتذكر.

(فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وحذف مفعول «شاء» اختصارا بمعنى فمن شاء أي اختار الخير لنفسه وحسن العاقبة والجملة الفعلية «شاء» صلة الموصول لا محل لها. اتخذ : تعرب إعراب «شاء» وجملة «اتخذ ..» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها من الإعراب. أو بمعنى فمن اختار النجاة من عذاب الآخرة ..

(إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) : جار ومجرور متعلق باتخذ والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب في محل جر مضاف إليه. سبيلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى طريقا يتقرب به إلى الله تعالى بالطاعة.

(وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (٣٠)

(وَما تَشاؤُنَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. تشاءون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : وما تشاءون شيئا من ذلك أي من اتخاذ السبيل بالتقرب بالطاعة.

(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) : أداة حصر لا عمل لها. أن : حرف مصدرية ونصب. يشاء : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وجملة «يشاء الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب متعلق بظرف زمان محذوف. التقدير : إلا وقت مشيئة الله ذلك.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

٤٤٤

(كانَ عَلِيماً حَكِيماً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليما حكيما : خبرا «كان» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة ويجوز أن يكون «حكيما» صفة لعليم.

(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (٣١)

(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لإن وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يدخل» وجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف مفعولها اختصارا بمعنى يدخل من يشاء إدخاله من عباده.

(فِي رَحْمَتِهِ) : جار ومجرور متعلق بيدخل والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه بمعنى : في جنته.

(وَالظَّالِمِينَ) : الواو عاطفة. الظالمين : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره «أعد لهم» بتقدير : أعد أو هيأ أو بمعنى «يعذب» وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(أَعَدَّ لَهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأعد.

(عَذاباً أَلِيماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أليما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

***

٤٤٥

سورة المرسلات

معنى السورة : المرسلات ـ بضم الأول وفتح ما قبل الآخر هو جمع «مرسلة» مؤنث «مرسل» واللفظة اسم مفعول .. المعنى : الملائكة المرسلات .. فحذف الموصوف المقسم به أي وحق المرسلات أو ورب المرسلات .. وأقيمت الصفة «المرسلات» مقام الموصوف المحذوف «الملائكة» وقيل : المعنى : والرياح المرسلات. فعلى التقدير الأول يكون القسم بطوائف من الملائكة أرسلوا بأوامر الله تعالى إلى أنبيائه لإبلاغهم ما يريد سبحانه تبليغهم إياه و «عرفا» بمعنى للإحسان بالمعروف وهو نقيض «النكر» وقيل : المرسلات : من أسماء الخيل.

تسمية السورة : وردت لفظة «المرسلات» مرة واحدة في كتاب الله الكريم فسميت إحدى سور القرآن الكريم بها تشريفا وتكريما للملائكة المرسلات أو الرياح المرسلات العاصفات سمى الله سبحانه هذه السورة الشريفة بهذا الاسم لشدة الرياح المهلكة .. وقيل : المعنى أسماء الخيل .. وكان لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فرس خاص وردت صفاته في حوار جرى بين علي بن الهيثم وبياع الدواب ويسمى النخاس .. وذلك حين دخل ابن الهيثم سوق الدواب فقال له النخاس : هل من حاجة أقضيها لك؟ قال : نعم. أردت فرسا قد انتهى صدره وتقلقلت عروقه يشير بأذنيه ويتعاهدني بطرف عينيه ويتشوف برأسه ويعقد عنقه ويخط بذنبه ويناقل برجليه حسن القميص جيد الفصوص وثيق القصب تام العصب كأنه موج لجة أو سيل حدود. فقال النخاس : هكذا كان فرس رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وإذا كان معنى «المرسلات» : والملائكة المرسلات فقد سموا في سورة «الصافات» (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أي المصطفين أو الملائكة الصافين أو الصافات وفي آية كريمة أخرى وردت اللفظة بالتذكير على لسان الملائكة (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) أي المصطفون في أداء طاعة الله وتنفيذ أوامره أي نصف أقدامنا في الصلاة

٤٤٦

أو أجنحتنا في الهواء وقيل : إن المسلمين إنما اصطفوا في الصلاة منذ نزول هذه الآية الكريمة والتأنيث جاء على اللفظ والتذكير على المعنى.

فضل قراءة السورة : قال نبي الرحمة وخاتم النبيين محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «والمرسلات» كتب له أنه ليس من المشركين» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وعن أم الفضل ـ أم ابن عباس ـ أنها سمعت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا وإنها لآخر ما سمعت من رسول الله ـ يقرأ بها في المغرب.

إعراب آياتها

(وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) (١)

(وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) : الواو واو القسم حرف جر. المرسلات : مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف واللفظة اسم مفعول أي والملائكة المرسلات أي أقسم سبحانه بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره أو أقسم عزوجل برياح عذاب. عرفا : حال من «المرسلات» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : متتابعة كشعر العرف أو تكون مفعولا له بمعنى : العرف الذي هو نقيض النكر أي أرسلهن للإحسان والمعروف. وتقدير القسم : ورب المرسلات أو وحق المرسلات.

(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) (٢)

(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) : معطوفة بالفاء على «المرسلات» وتعرب إعرابها. عصفا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ يفيد التوكيد منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فأسرعن بمضيهن كما تعصف الرياح أو أقسم سبحانه برياح عذاب أرسلهن فعصفن عصفا أي اشتد جريانها وفي هذه الآيات حذف الموصوف وحلت الصفة محله.

(وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) (٣)

٤٤٧

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب «فالعاصفات عصفا» بمعنى : والناشرات أجنحتهن في الجو عند نزولهن بالوحي أو الناشرات الشرائع في الأرض أو هن رياح الرحمة نشرت السحاب في الجو ومن ثم المطر.

(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) (٤)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب «فالعاصفات عصفا» بمعنى : فرقن بما أو حين بين الحق والباطل أو برياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه أو بسحائب نشرت الشرائع أو بالملائكة التي تنشر أو تنزل بالوحي ففرقن بين الحق والباطل أي فرقن بين من يشكر لله تعالى وبين من يتنكر له سبحانه.

(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) (٥)

تعرب إعراب «فالعاصفات». ذكرا : مفعول به لاسم الفاعلات «الملقيات» منصوب بالفتحة المنونة أي فالملائكة الموحيات إلى الرسل ذكرا.

(عُذْراً أَوْ نُذْراً) (٦)

(عُذْراً أَوْ نُذْراً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من «عذر ـ يعذر ـ عذرا : إذا محا الإساءة. نذرا : معطوف بأو على «عذرا» ويعرب إعرابه ويجوز أن تكون «عذرا» جمع «عذير» بمعنى المعذرة و «نذرا» جمع «نذير» بمعنى : الإنذار أو بمعنى العاذر والمنذر وتكونا بدلين من «ذكرا» أو مفعولا لهما وعلى الوجه الآخر حالين أي عاذرين ومنذرين.

** (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : والملائكة المرسلات أي يقسم سبحانه بطوائف من الملائكة يرسلن بأوامره الكريمة وقيل : المراد بالمرسلات : الرياح متتابعات يتبع بعضها بعضا وقيل : إن «عرفا» هنا إما نقيض «النكر» أي أرسلن للإحسان والمعروف وإما بمعنى : متتابعة مأخوذة من عرف الفرس .. ولأن من أسماء «الخيل» : المرسلات أيضا. يقال : هذا فرس حصان : أي بين التحصين والتحصن .. وقيل : سمي حصانا لأنه لا يعدو إلا على كريمة أصيلة ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا وإن لم يكن عتيقا. وقيل : سمي الحصان الفرس العتيق لأن ظهره كالحصن لراكبه.

٤٤٨

** (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. المعنى : فالملائكة الفارقات أي فرقن بما أو حين بين الحق والباطل أو بسحائب نشرن في السماء أو ففرقن بين من يشكر الله تعالى وبين من يتنكر له .. يقال : فرق بين الشيئين ـ يفرق ـ فرقا .. من باب «نصر» وفرقانا أيضا ومثله فرق الشيء تفريقا وتفرقة فانفرق وافترق وتفرق وقوله تعالى في سورة «الإسراء» : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) قال الجوهري : من قرأ «فرق» بتخفيف الراء قال : بيناه من فرق ـ يفرق ـ ومن شدد قال : أنزلناه مفرقا في أيام. وقال ابن الأعرابي : يقال : فرقت بني الكلامين فافترقا ـ بتخفيف الراء وفرقت بين الرجلين فتفرقا .. فجعل المخفف في المعاني والمثقل في الأعيان وافترق القوم والاسم منه : الفرقة بضم الفاء وليس بكسرها لأن الفرقة ـ بكسر الفاء ـ تعني طائفة من الناس وبضم الفاء هو الافتراق أما الفعل «فرق» بكسر الراء ومصدره : فرقا ـ بفتحتين فمعناه : خاف خوفا وهو من باب «طرب» و «الفارق» هو اسم فاعل. ولهذا نقول : لا فرق بين أسلوبك وأسلوبه ولا نقول لا فارق بين الأسلوبين.

** (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى وإذا عين للرسل أي ضرب لهم موعد أو عين لهم وقت تحضر فيه للشهادة على أممهم وأنث الفعل «أقتت» على اللفظ أي جماعة الرسل لا على المعنى ـ جمع رسول ـ ومعنى توقيت الرسل هو تبيين وقتهم الذي يحضرون فيه للشهادة على تبليغهم الأمم رسالات الله تعالى. والوجه أن يكون «وقتت» بمعنى : بلغت ميقاتها. و «أقتت» أصله بالواو أي وقتت فأبدلت الواو همزة لثقل الضمة على الواو.

** (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : فيقال : لأي يوم أجلت الرسل؟ أي لأي يوم عظيم أخر الرسل للشهادة على أممهم ونكر «يوم» تعظيما له وتعجيبا من هوله. فيقال : أجلت ليوم الفصل أي ليوم الحكم الذي يفصل فيه بين الخلائق أي إلى يوم الفصل فيفصل بينهم .. أي بين من يدخل الجنة ومن يدخل جهنم.

** (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى : هلاك وعذاب يوم القيامة للمكذبين بهذا اليوم وجاءت اللفظة مبتدأ وهي نكرة حيث لا يجوز الابتداء بالنكرة وسبب ذلك هو أن اللفظة في الأصل مصدر سد مسد فعله ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. وقيل جاءت نكرة لأنها متضمنة معنى الفعل بدعاء مثل قولنا : سلام عليك وقيل : هي قريبة من المعرفة. وقيل الويل في الأصل مصدر لا فعل له معناه : تحسر وهلاك .. وقيل : هو اسم واد في جهنم. ويقابل هذه اللفظة لفظة «ويح» واللفظتان مصدران إن أضيفا وجب نصبهما على المفعولية المطلقة وإن لم يضافا جاز فيهما النصب والرفع على الابتداء نحو : ويحك يا رجل. اللفظة هنا مفعول مطلق منصوب على المصدرية بفعل محذوف تقديره : أوبخك وهو مضاف ومثلها لفظة «ويلا لك» وقيل هما من المصادر التي لا أفعال لها ونصبهما على أصل المصدر ويجوز أن يكون النصب على النداء وقيل : اللفظتان بمعنى واحد. وقيل : ويل : كلمة عذاب .. وويح : كلمة رحمة وإن نصبهما ورفعهما على الابتداء : نحو : الويل لك وويلا لك .. والجار والمجرور هنا متعلق بصفة محذوفة من «ويلا» التقدير : ألزمك الله ويلا مستحقا لك .. ونحوه : ويل زيد وويح زيد ومثلهما لفظة «تعسا» و «بعدا» ونحوهما وهما منصوبتان دائما فنقول : تعسا له .. وبعدا له. ولفظة «ويح» كلمة ترحم

٤٤٩

وتوجع وقد تأتي بمعنى المدح والتعجب والاستحسان ومثلها لفظة «ويل» فجاءت» بمعنى التعجب والاستحسان كقولنا : قاتله الله ما أشجعه! وهي في الأصل بمعنى الدعاء على الشخص. قال الحطيئة : ويل للشعر من راوية السوء و «الراوية» اسم فاعل .. للفعل «روى» بمعنى : نقل وذكر فهو راو والتاء فيه للمبالغة بمعنى الكثير الرواية مثل «علامة» بمعنى : الكثير العلم.

** (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين. أي وجعلنا فيها جبالا رواسخ ثابتات عالية فحذف الموصوف «جبالا» وحلت الصفة «رواسي» محله وجعلنا لكم سقيا ماء عذبا جدا يكسر العطش. يقال : فرت الماء ـ يفرت ـ فروتة .. من باب «سهل» سهولة : إذا عذب ولا يجمع إلا نادرا على فرتان ـ بكسر الفاء ـ والفرات ـ كما ذكر الفيومي ـ نهر عظيم مشهور يخرج من حدود الروم ثم يمر بأطرف الشام ثم بالكوفة ثم بالحلة ثم يلتقي مع دجلة في البطائح ويصيران نهرا واحدا ثم يصير عند شط العرب. وقيل : الفرات : نهر الكوفة. والفراتان : هما الفرات ودجيل ـ قال الأزهري : دجيل : نهر صغير يتخلج من دجلة. يقال : عبرت دجلة ـ بدون ألف ولام ـ للعلمية والتأنيث ولهذا لا تنصرف هذه اللفظة ـ أي لا تنون ـ لأنها اسم علم والأعلام ممنوعة من آلة التعريف. والتقدير : عبرت نهر دجلة فحذف المفعول المضاف «نهر» وحل المضاف إليه «دجلة» محله. أما الدال فيجوز فيها الفتح والكسر فالفتح ذكره الفيومي ـ صاحب المصباح والكسر ذكره الجوهري ـ صاحب الصحاح ـ وقيل : سمي بذلك لأنه غطى الأرض بمائه حين فاض .. لأننا نقول : دجل أو دجل الرجل الشيء : بمعنى : غطاه. واللفظة يجوز فيها التذكير والتأنيث فالتأنيث على اللفظ والتذكير على نية النهر .. ويقال : هذا ماء فرات وهذه مياه فرات. وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : رفعت إلى السدرة ـ أي سدرة المنتهى ـ لكونه ينتهي إلى ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالى كما قال ابن مسعود : ومعنى الرفع تقريب الشيء» فإذا أربعة أنهر نهران ظاهران ونهران باطنان. فأما الظاهران فالفرات «نهر الكوفة» والنيل «نهر مصر» وأما الباطنان فنهران في الجنة «أي هما السلسبيل» والكوثر فيما قاله مقاتل فأوتيت بثلاثة أقداح : قدح فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر فأخذت الذي فيه اللبن فشربت فقيل لي : أصبت الفطرة أنت وأمتك ـ وهو علامة الإسلام والاستقامة. وقد وردت كلمة «الفرات» في وصف ابن عباس عليا ـ رضي الله عنهما ـ عند ما قال : كان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الباهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر : أشبه من القمر ضوؤه وبهاءه ومن الأسد شجاعته ومضاءه ومن الفرات جوده وسخاءه ومن الربيع خصبه وحياءه.

** (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ..) كأنه جملت صفر : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين .. المعنى إن جهنم ترمي بشرر كالبناء العظيم المرتفع شبه سبحانه الشرر بالقصر لارتفاعه تعظيما وتخويفا من النار وإرهابا للكفرة .. وشبهه أيضا بالجمالات الصفر ـ جمع جمل ـ وصفر : أي سود تضرب إلى الصفرة.

** (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : فإن كان بإمكانكم عمل كيد ـ حيلة ـ هنا في دفع العذاب عنكم نتيجة ما كنتم تعملون للمؤمنين في الدنيا فأتوا به لإنقاذ أنفسكم .. يقال لهم هذا القول من باب التقريع لهم والتوبيخ على كيدهم لدين الله والتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة.

٤٥٠

** (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. المعنى : إذا قيل لهم اخشعوا لله وتواضعوا له باتباع دينه لا يصلون. قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود» قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذا القول بعد نزول الآية الكريمة المذكورة. وبعد إصرارهم على استكبارهم.

** سبب نزول الآية : قيل : نزلت هذه الآية الكريمة في ثقيف حين أمرهم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالصلاة .. فقالوا : لا نجبي فإنها مسبة علينا. فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود» يقال : جبى المصلي ـ يجبي ـ تجبية .. بمعنى : وضع يديه على ركبتيه أو على الأرض وقت السجود.

(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) (٧)

(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» والجملة من «إن» وما بعدها من اسمها وخبرها جواب القسم لا محل لها. توعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها فهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل .. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : توعدونه من مجيء يوم القيامة. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ واقع : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة أي لكائن نازل ..

(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) (٨)

(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه وجواب «إذا» في الآية الكريمة الخامسة عشرة «ويل يومئذ للمكذبين» ويجوز أن يكون الجواب محذوفا. النجوم : نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده أي فإذا طمست النجوم مرفوع وعلامة رفعه الضمة. طمست : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وجملة «طمست» تفسيرية لا محل لها والجملة الفعلية «طمست النجوم» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» بمعنى : محيت ومحقت أو محق نورها أي ذهب به.

٤٥١

(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) (٩)

الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : تصدعت وانشقت.

(وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) (١٠)

تعرب إعراب الآية الكريمة الثامنة بمعنى : نسفت كالحب إذا نسف بالمنسف وصارت هباء في الجو.

(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) (١١)

تعرب إعراب الآية الكريمة الثامنة وأصله : وقتت بالواو التي أبدلت همزة لثقل الضمة على الواو ومعنى توقيت الرسل : تبيين وقتهم الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم وأنث الفعل على اللفظ لا المعنى أي على معنى «جماعة الرسل» والوجه أن يكون «وقتت» بمعنى : بلغت ميقاتها.

(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) (١٢)

(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف يفسره ما بعده. يوم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة و «أي» اسم استفهام مجرور باللام. أجلت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي على معنى «جماعة» الرسل .. و «أجلت» بمعنى : أخرت.

(لِيَوْمِ الْفَصْلِ) (١٣)

(لِيَوْمِ الْفَصْلِ) : جار ومجرور متعلق بأجلت والفعل محذوف تقديره أجلت ليوم الفصل على معنى فيقال أجلت ليوم الفصل أي يكون جوابا لسؤال سابق. الفصل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والجواب هو بيان ليوم التأجيل وهو يوم الحكم الذي يفصل فيه بين الخلائق أي إلى يوم الفصل.

(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ) (١٤)

٤٥٢

تعرب إعراب (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) الآية الثالثة من سورة «الحاقة». الفصل : مضاف إليه مجرور بالكسرة. بمعنى وما أعلمك ما يوم الفصل؟ وفي الاستفهام تهويل لشدته وتعظيم لشأنه.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (١٥)

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة وهو في الأصل مصدر ساد مسد فعله وجاز الابتداء به وهو نكرة للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. يوم : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالفعل العامل في «ويل» وهو مضاف و «إذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره في محل جر بالإضافة وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين بمعنى ويل يوم القيامة.

(لِلْمُكَذِّبِينَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى عذاب وهلاك يوم القيامة لمن كذب بهذا اليوم.

(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) (١٦)

(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) : الهمزة همزة إنكار دخلت على المنفي فرجع إلى معنى التقرير. لم : حرف نفي وجزم وقلب. نهلك : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. الأولين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وهم كفار الأمم السابقة مثل قوم نوح وعاد وثمود كذبوا رسلهم.

(ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) (١٧)

(ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) : حرف عطف للاستئناف. نتبع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول حرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الآخرين : مفعول به ثان منصوب بنتبع وعلامة نصبه الياء

٤٥٣

لأنه جمع مذكر سالم .. والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وجملة «نتبعهم الآخرين» استئنافية لا محل لها. بمعنى : ثم أتبعناهم بمن بعدهم من كفار مكة وقوم لوط وشعيب وموسى.

(كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) (١٨)

(كَذلِكَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «نفعل بالمجرمين» في محل رفع خبر المبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى : مثل ذلك الفعل الشنيع نفعل بالكافرين. أو يكون الكاف في محل نصب صفة لمصدر محذوف أو نائبا عنه بتقدير : نفعل فعلا مثل ذلك الفعل الشنيع.

(نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. بالمجرمين : جار ومجرور متعلق بنفعل وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (١٩)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة وقد كررت هنا وفي آيات أخرى من السورة وفي هذا التكرير توكيد للتهديد والوعيد بالعذاب والهلاك لكل من كذب بآيات الله ورسله وبيوم الحساب.

(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) (٢٠)

(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ) : أعرب في الآية الكريمة السادسة عشرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) : جار ومجرور متعلق بنخلق. مهين : صفة ـ نعت ـ لماء مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : من ماء حقير مستقذر.

(فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ) (٢١)

٤٥٤

(فَجَعَلْناهُ) : الفاء عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أي هذا الماء ..

(فِي قَرارٍ مَكِينٍ) : جار ومجرور متعلق بجعلنا وهو في مقام المفعول به الثاني لأن المعنى : فصيرناه في موضع أو مكان حصين. مكين : صفة ـ نعت ـ لقرار مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة.

(إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) (٢٢)

(إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) : جار ومجرور متعلق بجعلنا. معلوم : صفة ـ نعت ـ لقدر مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : إلى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به. أي إلى وقت الولادة.

(فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) (٢٣)

(فَقَدَرْنا) : الفاء عاطفة. قدر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع و «نا» متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى فقدرنا عن ذلك أو بمعنى فقدرناه.

(فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) : الفاء عاطفة. نعم : فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء المدح. القادرون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وحذف المخصوص بالمدح اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي فنعم القادرون عليه نحن. أي القادرون على تصويره وخلقه.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٢٤)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة بمعنى : عذاب وهلاك لمن لم يصدق بقدرة الله على الخلق.

(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) (٢٥)

٤٥٥

(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) : أعربت في الآية الكريمة السادسة عشرة. الأرض كفاتا : مفعولا «نجعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة والفتحة المنونة بمعنى جامعة لهم وهو مصدر من كفت الشيء : إذا ضمه وجمعه أريد به اسم الفاعل أو هو الموضع الذي يكفت فيه الشيء بمعنى : يضم. أي وعاء.

(أَحْياءً وَأَمْواتاً) (٢٦)

(أَحْياءً وَأَمْواتاً) : مفعول به منصوب بكفات بتقدير : كافتة أحياء وأمواتا وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو منصوب بفعل محذوف يدل عليه وهو تكفت. وأمواتا : معطوف بالواو على «أحياء» ويعرب إعرابه بمعنى : تكفت أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها ويجوز أن تكون الكلمتان حالين من الضمير على معنى تكفتهم أحياء وأمواتا أي تشتمل عليهم أو تضم الأحياء على ظهرها والأموات في بطنها.

(وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) (٢٧)

(وَجَعَلْنا فِيها) : الواو عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بجعلنا.

(رَواسِيَ شامِخاتٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكلمة ممنوعة من الصرف بمعنى : جبالا رواسخ ثابتات فحذف الموصوف «جبالا» وحلت الصفة «رواسي» محله. شامخات : صفة ثانية للموصوف المحذوف منصوبة وعلامة نصبها الكسرة المنونة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم.

(وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) : معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب مثلها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور. ماء : مفعول به ثان منصوب بأسقينا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. فراتا : صفة ـ نعت ـ لماء منصوبة مثلها بالفتحة المنونة بمعنى جعلنا لكم سقيا ماء عذبا.

٤٥٦

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٢٨)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة بمعنى : هلاك وعذاب للمكذبين بآلاء الله ـ أي بنعمه على خلقه.

(انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (٢٩)

(انْطَلِقُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «انطلقوا ..» في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : يقال لهم انطلقوا ..

(إِلى ما كُنْتُمْ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بفعل انطلقوا. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور وجملة «كنتم به تكذبون» صلة الموصول لا محل لها.

(بِهِ تُكَذِّبُونَ) : جار ومجرور متعلق بكنتم أو بخبر «كان». تكذبون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى إلى ما كذبتم به من العذاب.

(انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) (٣٠)

(انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة. ظل : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة المنونة أي إلى دخان.

(ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) : صفة ـ نعت ـ لظل مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. ثلاث : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. شعب : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : إلى ظل دخان ذي ثلاثة أفرع وهو جمع «شعبة» والمراد به ظل دخان جهنم.

٤٥٧

(لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) (٣١)

(لا ظَلِيلٍ وَلا) : نافية لا عمل لها. ظليل : صفة ـ نعت ـ لظل مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة وهو تهكم أي إن ظلهم غير ظل المؤمنين. الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها بمعنى : غير دائم الظل.

(يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجار والمجرور «من اللهب» متعلق بيغني. والجملة الفعلية «لا يغني من اللهب» في محل جر صفة ثانية للموصوف «ظل» الوارد في الآية الكريمة السابقة. و «من اللهب» معناه : غير مغن عنهم من حر اللهب شيئا .. أي من لهب جهنم.

(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) (٣٢)

(إِنَّها تَرْمِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». ترمي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

(بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) : جار ومجرور متعلق بترمي. والجملة الفعلية «ترمي بشرر ..» في محل رفع خبر «إن» الكاف حرف جر للتشبيه. القصر : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من شرر أو تكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل جر صفة لشرر و «القصر» مضافا إليه مجرورا بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى بشرر كالدار العظيمة العالية في الارتفاع والعظمة.

(كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) (٣٣)

(كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) : الجملة في محل جر صفة ثانية لشرر. كأن : حرف مشبه بالفعل يفيد التشبيه ـ من أخوات إن ـ والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «كأن». جمالات : خبر «كأن» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى «جمال» وهي جمع «جمل». صفر : صفة ـ نعت ـ لجمالات

٤٥٨

مرفوعة بالضمة المنونة بمعنى جمال صفر وقال «صفر» على إرادة الجنس .. وقيل : صفر أي سود تضرب إلى الصفرة.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٣٤)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. بمعنى هلاك وعذاب يوم القيامة للمكذبين بوعيد الله وبهول هذا اليوم.

(هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) (٣٥)

(هذا يَوْمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يوم : خبر «هذا» مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

(لا يَنْطِقُونَ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. لا : نافية لا عمل لها. ينطقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى لا ينطق الكفار المكذبون في ذلك اليوم ـ يوم القيامة دفاعا عن تكذيبهم.

(وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (٣٦)

(وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يؤذن : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «يؤذن».

(فَيَعْتَذِرُونَ) : الفاء عاطفة. يعتذرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والفعل معطوف على «يؤذن» منخرط في سلك النفي بمعنى ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له. أو تكون الفاء استئنافية وجملة «يعتذرون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : فهم يعتذرون عما اقترفوه من جرائم في دنياهم بعد أن أنذروا فلم يرعووا وتمادوا في كفرهم.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٣٧)

أعربت في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. بمعنى : عذاب وهلاك يوم القيامة لمن كذب بحدوث هذا اليوم.

٤٥٩

(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) (٣٨)

(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يوم : خبر «هذا» مرفوع بالضمة. الفصل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : هذا اليوم يوم الحكم.

(جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) : الجملة الفعلية تفسيرية لجملة «هذا يوم الفصل» لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. والأولين : معطوف بالواو على ضمير المخاطبين في «جمعناكم» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هذا يوم الفصل» في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف أي يقال لهم هذا يوم الحكم جمعناكم فيه أنتم ومن سبقكم من المكذبين قبلكم.

(فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) (٣٩)

(فَإِنْ كانَ لَكُمْ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. كان : فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المقدم المحذوف والميم علامة جمع الذكور.

(كَيْدٌ فَكِيدُونِ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة. الفاء واقعة في جواب الشرط. كيدون : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية والياء المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لفواصل الآيات ـ رأس آية ـ ضمير الواحد المطاع في محل نصب مفعول به والكسرة دالة على الياء المحذوفة والجملة الفعلية «فكيدون» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. وفي القول الكريم تقريع لهم وتوبيخ على كيدهم لدين الله وتسجيل عليهم بالعجز والاستكانة.

٤٦٠