إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

العظمى .. فامرأتا نوح ولوط قد أبطنتا الكفر وتظاهرتا على الرسولين نوح ولوط وهما نبيان .. وامرأة فرعون تقية صالحة وهي زوجة عدو الله «فرعون» وهذان المثلان أبلغ دليل على أن الشفاعة لا تنفع لمن لا يستحقها وقيل : لما قالت «آسية ..» امرأة فرعون : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) أريت بيتها في الجنة يبنى .. وقيل : إنه من درة .. فقد استجاب سبحانه لدعائها وهي التي آمنت بالله وبرسالة موسى حين سمعت بتلقف عصا موسى ـ عليه‌السلام ـ الإفك. فعذبها فرعون أشد العذاب. وقيل : هي عمة موسى ـ عليه‌السلام ـ

(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (٣)

(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُ) : الواو استئنافية. إذ : زائدة مثل قوله تعالى في سورة «البقرة» : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى) بمعنى : وواعدنا موسى. ويجوز أن تكون «إذ» اسما منصوبا على المفعولية أي اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : واذكر حين .. أسر : فعل ماض مبني على الفتح. النبي : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «أسر النبي» في محل جر بالإضافة بمعنى : حين قال النبي سرا.

(إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ) : جار ومجرور متعلق بأسر. أزواجه : مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ثان.

(حَدِيثاً فَلَمَّا) : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة. الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى حين في محل نصب متعلق بالجواب.

(نَبَّأَتْ بِهِ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أي زوجته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حفصة. به : جار ومجرور متعلق بنبأت وحذف مفعول «نبأت» اختصارا بمعنى : أخبرت به عائشة ويجوز أن تكون الباء زائدة على معنى : أفشته أي الخبر.

(وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. أظهره : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. عليه : جار ومجرور متعلق بأظهر بمعنى

٢٠١

اطلع الله النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على ما فعلت أي إفشاء الحديث على لسان جبريل ـ عليه‌السلام ـ أو يكون المعنى : أظهر الله الحديث على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(عَرَّفَ بَعْضَهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بعضه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وحذف المفعول به الأول للفعل «عرف» اختصارا. أي عرفها بعضه بمعنى عرف حفصة بعضه أو ببعض ما قالته. وقيل : المعنى : أعلم ببعض الحديث وأعرض عن بعض تكرما وفي هذا التقدير لا ضرورة لتقدير مفعول محذوف لأن الغرض ليس بيان من المذاع إليه ومن المعرف وإنما هو ذكر وجود الإنباء بالحديث وإفشائه من قبل «حفصة» بدليل قوله تعالى (فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا) حيث ذكر المنبأ وأتى بضميره.

(وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «عرف» وتعرب مثلها. عن بعض : جار ومجرور متعلق بأعرض أي وترك بعضه تكرما.

(فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ) : أعرب. نبأ : الجملة الفعلية أعربت أيضا وفاعل «نبأ» ضمير مستتر جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. قالت : تعرب إعراب «نبأت» وجملة «قالت» جواب شرط غير جازم لا محل لها والجملة الاسمية بعدها «من أنبأك هذا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ و «به» جار ومجرور متعلق بنبأ.

(مَنْ أَنْبَأَكَ هذا) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أنبأك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «من» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان.

٢٠٢

(قالَ نَبَّأَنِيَ) : تعرب إعراب «عرف» والجملة الفعلية «قال ..» استئنافية لا محل لها. نبأني : فعل ماض مبني على الفتح والنون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به مقدم.

(الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) : فاعل مرفوع بالضمة. الخبير : صفة ـ نعت ـ للعليم مرفوع مثله بالضمة. والجملة الفعلية «نبأني العليم ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤)

(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) : حرف شرط جازم. تتوبا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون. الألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ المخاطبتين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. إلى الله : جار ومجرور متعلق بتتوبا. والخطاب موجه إلى زوجتي الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عائشة وحفصة.

(فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بقد مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. قد : حرف تحقيق. صغت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة. وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها. قلوب : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبتين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه و «ما» علامة التثنية بمعنى فقد مالت قلوبكما أي فقد وجد منكما ما يوجب التوبة. أي تقبلا. أي فقد حدث ذلك منكما.

(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) : معطوفة على «إن تتوبا إلى الله» وتعرب إعرابها وأصلها : تتظاهرا فحذفت إحدى التاءين تخفيفا واختصارا. عليه : جار ومجرور متعلق بتظاهرا بمعنى وإن تتعاونا عليه بما يسوءه في إفشاء سره.

٢٠٣

(فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) : الجملة المؤولة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مولاه : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الاسمية «هو مولاه» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : وليه وناصره.

(وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) : الواو عاطفة. جبريل : مبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. وصالح : معطوف بالواو على «جبريل» ويعرب مثله. المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ومن صلح من المؤمنين.

(وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ) : معطوف على «جبريل» ويعرب مثله. بعد : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بحال محذوفة من الملائكة وهو مضاف. والعطف هنا هو من العطف العام على الخاص.

(ذلِكَ ظَهِيرٌ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. ظهير : خبر المبتدأ وما عطف عليه مرفوع بالضمة المنونة بمعنى والملائكة على تكاثر عددهم بعد نصرة الله وناموسه وصالحي المؤمنين فوج له مظاهر له أي معين والظهير : المعين ويطلق على الواحد والجمع.

(عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) (٥)

(عَسى رَبُّهُ) : فعل ماض ناقص فعل جامد معناه : التوقع والرجاء من أخوات «كان» مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. ربه : اسم «عسى» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى لعل ربه.

٢٠٤

(إِنْ طَلَّقَكُنَ) : الجملة الشرطية اعتراضية بين اسم «عسى» وخبره لا محل لها. إن : حرف شرط جازم. طلق : فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبات ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والنون نون ـ النسوة ضمير الإناث الغائبات لا محل له هنا لأنه علامة جمع الإناث فضمير النسوة هو الكاف وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه ..

(أَنْ يُبْدِلَهُ) : حرف مصدري ناصب. يبدله : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «يبدله أزواجا ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب خبر «عسى» وهناك تقديرات لخبر «عسى» شرحت بأوجهها المتعددة في الآية الكريمة الثانية بعد المائة من سورة «التوبة».

(أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. خيرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أزواجا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة. منكن : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» والنون علامة جمع الإناث المخاطبات.

(مُسْلِماتٍ ..) وأبكارا : الأسماء من «مسلمات» إلى نهاية الآية الكريمة صفات ـ نعوت ـ للموصوف «أزواجا» بمعنى : زوجات منصوبات مثلها وعلامة نصبها الكسرة المنونة بدلا من الفتحة لأن كلا منها جمع مؤنث سالم ما عدا «أبكارا» المنصوبة بالفتحة المنونة. وعطفت «أبكارا» بالواو على «ثيبات» في حين أخليت الصفات كلها عن العاطف لأنهما صفتان متنافيتان لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات فلم يكن بد من الواو.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٦)

٢٠٥

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : مناداه مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان أو بدل من «أي» على الموضع لا اللفظ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أنفس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. وأهليكم : معطوف بالواو على «أنفسكم» ويعرب إعرابه وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون ـ أصله : أهلين ـ للإضافة بمعنى : احفظوا أنفسكم بترك المعاصي وفعل الطاعات وأهليكم بما تأخذون به أنفسكم.

(ناراً وَقُودُهَا) : مفعول به ثان منصوب بقوا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وقود : مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والجملة الاسمية «وقودها الناس» في محل نصب صفة ـ نعت ـ لنارا.

(النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) : خبر «وقودها» مرفوع بالضمة. والحجارة : معطوفة بالواو على «الناس» مرفوعة مثلها بالضمة بمعنى : نوعا من النار لا يتقد إلا بالناس والحجارة. والمراد بالحجارة : الأصنام المعبودة.

(عَلَيْها مَلائِكَةٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية للموصوف «نارا» عليها : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف بمعنى يلي أمرها وتعذيب أهلها. ملائكة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة أي الزبانية وأعوانهم.

(غِلاظٌ شِدادٌ) : صفتان ـ نعتان ـ لملائكة مرفوعان مثلها وعلامة رفعهما الضمة المنونة أي غلاظ الأقوال شداد الأفعال.

٢٠٦

(لا يَعْصُونَ اللهَ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثالثة لملائكة. لا : نافية لا عمل لها. يعصون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(ما أَمَرَهُمْ) : مصدرية. أمر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «أمرهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب بدل من لفظ الجلالة بمعنى : لا يعصون أمر الله لهم أو تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل نصب مفعولا به ثانيا على حذف حرف الجر أي في ما أمرهم الله بمعنى : لا يعصون أمر الله سابقا ولا حقا.

(وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) : الواو عاطفة. يفعلون : تعرب إعراب «يعصون» ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يؤمرون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما يؤمرونه أو في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير فيما يؤمرون أو يكون العائد ـ أي الصلة ـ حرف جر محذوفا .. بتقدير : ما يؤمرون به. أي ما يأمرهم الله سبحانه به.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٧)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا) : أعرب في بداية الآية الكريمة السابقة مع الفارق في المعنى.

(لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) : ناهية جازمة. تعتذروا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف آخره ـ النون ـ لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اليوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتجزون أي يقال لهم

٢٠٧

ذلك عند دخولهم النار .. لا تعتذروا لأنه لا ينفعكم الاعتذار إذ لا عذر لكم. فالجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره يقال.

(إِنَّما تُجْزَوْنَ ما) : كافة ومكفوفة أو تكون حرف تحقيق. تجزون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : إنما تجزون ما كنتم تعملونه أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «كنتم تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها .. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعولا به لتجزون. التقدير : تجزون أعمالكم التي كنتم تعملونها.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٨)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ) : أعرب في الآية الكريمة السادسة. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتوبوا.

(تَوْبَةً نَصُوحاً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. نصوحا : صفة ـ نعت ـ لتوبة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة. عنكم : جار ومجرور متعلق بيكفر والميم علامة جمع الذكور والكاف في

٢٠٨

«ربكم» و «سيئاتكم» ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور وعلامة جر «سيئاتكم» الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ) : معطوفة بالواو على جملة «يكفر» وتعرب إعرابها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. جنات : تعرب إعراب «سيئات» وهي مفعول به ثان.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» التقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيدخل. لا : نافية لا عمل لها والجملة الفعلية «يخزي الله» في محل جر بالإضافة تعرب إعراب «تجري الأنهار» ولفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(النَّبِيَّ وَالَّذِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على «النبي» والجملة الفعلية بعده «آمنوا معه» صلة الموصول لا محل لها بمعنى في رد شفاعته ..

(آمَنُوا مَعَهُ) : أعربت. معه : ظرف مكان منصوب على الظرفية يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بآمنوا وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. أي آمنوا بالله ورسوله.

(نُورُهُمْ يَسْعى) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من النبي والمؤمنين .. أو تكون في محل رفع خبر لاسم الموصول «الذين» بعد أن

٢٠٩

تكون الواو استئنافية و «الذين» في محل رفع مبتدأ. نور : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة. يسعى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «نورهم» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيسعى وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : نورهم يسير أمامهم على الصراط ويضيء لهم الطريق إلى الجنة.

(وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ) : شبه الجملة معطوف بالواو على «بين أيديهم» ويعرب إعرابه بمعنى : على جهتهم اليمنى والباء هي باء المجاورة بمعنى : عن أيمانهم ـ جمع يمين ـ يقولون : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : قائلين.

(رَبَّنا أَتْمِمْ) : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير اكتفاء بالمنادى سبحانه. أي يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أتمم : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعل به ـ مقول القول ـ وهي فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(لَنا نُورَنا) : جار ومجرور متعلق بأتمم و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام. نور : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

٢١٠

(وَاغْفِرْ لَنا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أتمم لنا نورنا» وتعرب إعرابها وحذف مفعول «اغفر» اختصارا بمعنى : واغفر لنا ذنوبنا والجار والمجرور «لنا» متعلق باغفر. أو واغفر لنا خطايانا.

(إِنَّكَ عَلى كُلِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٩)

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ) : أعرب في الآية الكريمة الأولى. جاهد : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى : جاهد الكفار بالسيف أو بالحجة أو باللسان.

(الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) : معطوف بالواو على «الكفار» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته .. أما «الكفار» فهو مفعول «جاهد» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) : معطوفة بالواو على جملة «جاهد» وتعرب مثلها وعلامة بناء الفعل السكون الظاهر على آخره. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق باغلظ بمعنى : واستعمل الغلظة والخشونة على الفريقين فيما تجاهدهما به من القتال والمحاجة.

(وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) : الواو استئنافية. مأوى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. جهنم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

٢١١

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : الواو استئنافية. بئس : فعل ماض جامد مبني على الفتح لانشاء الذم. المصير : فاعل مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم لأن ما قبله يدل عليه.

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (١٠)

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. مثلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مثل الله سبحانه حال الكفار في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين معاقبة مثلهم من غير محاباة بحال امرأة نوح وامرأة لوط. وضرب : بمعنى : جعل.

(لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بضرب. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(امْرَأَتَ نُوحٍ) : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. نوح : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(وَامْرَأَتَ لُوطٍ) : معطوف بالواو على امرأة نوح وتعرب إعرابها بمعنى : ضرب امرأة نوح وامرأة لوط مثلا أي جعلهما مثلا.

(كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من المرأتين بمعنى كانتا زوجتين لنبيين صالحين .. وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنتين الغائبتين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». تحت : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «كان» المحذوف وهو

٢١٢

مضاف. عبدين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عبدين» و «من» حرف جر بياني و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. صالحين : صفة ـ نعت ـ لعبدين مجرور مثله ويعرب إعرابه.

(فَخانَتاهُما) : الفاء عاطفة. خانتا : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنتين الغائبتين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به و «ما» علامة التثنية أي بالنفاق في أمر الدين.

(فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما) : الفاء استئنافية. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يغنيا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. عنهما : جار ومجرور متعلق بيغنيا و «ما» علامة التثنية بمعنى : فلم يدفعا عنهما من عذاب الله.

(مِنَ اللهِ شَيْئاً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال مقدمة من «شيئا» شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون نائبا عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف أو صفة له أي إغناء شيئا.

(وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ) : الواو استئنافية. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى : وقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة. ادخلا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنتين المخاطبتين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل «أدخل» وجملة «ادخلا ..» في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل». النار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

٢١٣

(مَعَ الدَّاخِلِينَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بادخلا أو بحال محذوف من ضمير «ادخلا» بمعنى : ادخلا سائرتين مع الداخلين وهو مضاف. الداخلين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١١)

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) : معطوف بالواو على «وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح» في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه وعلامة جر «فرعون» الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة.

(إِذْ قالَتْ رَبِ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بضرب. قالت : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. رب : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير والتعظيم وأصله : يا ربي .. اكتفاء بالمنادى تكريما وتعظيما وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة تجانس الياء وتناسبها والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ في محل جر مضاف إليه وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة. وامرأة فرعون : هي آسية ..

(ابْنِ لِي عِنْدَكَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لي : جار ومجرور متعلق بابن أو يكون في محل نصب حالا مقدمة من «بيتا». عندك : ظرف مكان منصوب على

٢١٤

الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بحال محذوفة من «بيتا» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. في الجنة : جار ومجرور متعلق بابن.

(وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ) : معطوفة بالواو على جملة «ابن» وتعرب إعرابها والنون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ في محل نصب مفعول به. من فرعون : جار ومجرور متعلق بنجني وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة. وعمله : معطوف بالواو على «فرعون» ويعرب مثله وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى من عمل فرعون وهو الكفر وعبادة الأصنام.

(وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : معطوفة بالواو على «نجني» الأولى وتعرب إعرابها. من القوم : جار ومجرور متعلق بنجني. الظالمين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) (١٢)

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ) : معطوف بالواو على «امرأة فرعون» وتعرب مثلها أي منصوبة بضرب وعلامة النصب الفتحة ويجوز أن تكون «مريم» مفعولا لفعل محذوف تقديره واذكر مريم. ابنة : صفة ـ نعت ـ والأفصح أن يكون بدلا منها منصوبا بالفتحة وهو مضاف. عمران : مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة وكذلك الاسم «مريم» لم ينون لأنه ممنوع من الصرف على العجمة ولأنه على وزن «مفعل» وميمه زائدة.

٢١٥

(الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ لمريم. أحصنت : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. فرج : مفعول به منصوب بالفتحة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى حفظت نفسها وكرامتها.

(فَنَفَخْنا فِيهِ) : الفاء عاطفة للتسبيب. نفخ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. فيه : جار ومجرور متعلق بنفخنا والله تعالى أعلم كيف نفخ.

(مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ) : جار ومجرور متعلق بنفخنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. وصدقت : معطوفة على «أحصنت» وتعرب مثلها.

(بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ) : جار ومجرور متعلق بصدقت. رب : مضاف إليه مجرور بالكسرة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ في محل جر مضاف إليه ثان. وكتبه : معطوف بالواو على «كلمات ربها» ويعرب إعرابه والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) : الواو عاطفة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. من القانتين : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المحذوف وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : من القوم القانتين أو القنوت صفة تشمل الجنسين فغلب ذكوره على إناثه.

***

٢١٦

سورة الملك

معنى السورة : الملك : هو العظمة والسلطة والتصرف المطلق. يقال : ملك على الناس أمرهم ـ يملك ـ ملكا .. من باب «ضرب» إذا تولى السلطنة فهو ملك ـ فعل بمعنى فاعل ـ والاسم : الملك ـ بضم الميم وتسكين اللام ـ والملكوت : من الملك كالرهبوت من الرهبة يقال : له ملكوت السموات والأرضين : بمعنى : له ملك الكون كله .. ويقال : فلان ما في ملكه شيء ـ بفتح الميم وكسرها وما في ملكته شيء ـ بفتح الميم واللام : بمعنى : لا يملك شيئا وفلان حسن الملكة : بمعنى : حسن الصنيع إلى مماليكه. وفي الحديث : «لا يدخل الجنة سيئ الملكة».

تسمية السورة : سمى سبحانه وتعالى إحدى سور كتابه الكريم تيمنا بما جاء في آيتها الكريمة الأولى : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) صدق الله العظيم بمعنى : تعالى وتعاظم عن صفات المخلوقين الذي بيده ملك الكون كله .. وذكر «اليد» هنا كناية عن الإحاطة بالملك والاستيلاء على كل موجود لأن الله تعالى منزه عن الجوارح ـ الأعضاء ـ فالله جلت قدرته له الملك المطلق والتصرف التام في كل شيء .. وهو تبارك وتعالى الملك القدوس وهو عزوجل مالك يوم الدين المعبود وحده ولا معبود سواه .. ومن أسماء هذه السورة الشريفة أيضا : الواقية .. المنجية .. لأنها تقي أي تحفظ وتنجي أي تخلص قارئها من عذاب القبر. ولفظة «الملك» وردت كثيرا في التنزيل الحكيم وتأتي اللفظة أيضا مصدرا نحو : ملك الشيء ـ ملكا ـ بمعنى : احتواه قادرا على التصرف والسيطرة. والمالك :

اسم فاعل من الفعل «ملك» واسم المفعول منه هو المملوك والملكوت أيضا : هو الملك والعز والسلطان ومنه الملكوت السماوي : وهو محل القديسين في السماء وهو أعظم الملك وهو بصيغة «فعلوت» من الملك الأعظم وهو مختص بملك الله والتاء للمبالغة.

٢١٧

فضل قراءة السورة : قال الرسول السراج محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) فكأنما أحيا ليلة القدر» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكان رسول الله الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا أمسى ليلا قال : أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله وحده لا شريك له.

إعراب آياتها

(تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١)

(تَبارَكَ الَّذِي) : فعل ماض مبني على الفتح. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى تعظم وتبارك وتعالى الله الذي بيده الملك عن صفات المخلوقين. والجملة الاسمية بعده صلة الموصول لا محل لها.

(بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ) : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. الملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الواو حرف عطف. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

(عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : جار ومجرور متعلق بقدير. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (٢)

(الَّذِي خَلَقَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من «الذي» في الآية الكريمة السابقة أو يكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «خلق الموت والحياة» صلة الموصول لا محل لها. والحياة : معطوفة بالواو على «الموت» وتعرب مثله بمعنى : أوجد الموت والحياة.

٢١٨

(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. يبلو : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «يبلوكم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بخلق بمعنى ليختبركم أي ليمتحنكم التقدير : ليبلوكم أي لاختباركم أو لامتحانكم. أي : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور والجملة الاسمية «أيكم أحسن عملا» في محل نصب مفعول به ثان ليبلو لأن الفعل بمعنى العلم بمعنى : ليعلمكم أيكم أحسن عملا.

(أَحْسَنُ عَمَلاً) : خبر «أيكم» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. عملا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الغفور : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. أو يكون «الغفور» صفة للعزيز.

(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) (٣)

(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ) : تعرب إعراب «الذي خلق الموت» في الآية الكريمة السابقة أو يكون «الذي» في محل رفع صفة ثانية للعزيز في الآية الكريمة السابقة.

** (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : تعالى وزاد خير الله ونما بره وهو الذي بيده الملك ـ ملك الكون كله ـ وبيده الملك : كناية عن الإحاطة بملك السموات والأرضين والاستيلاء على الملك لأن ذكر اليد لفظة مجازية عن الإحاطة بالملك لأنه سبحانه تعاظم عن صفات المخلوقين ومنزه عن الجوارح ـ الأعضاء ـ.

٢١٩

** (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة وفيه يكون الأصل : ما ترى فيهن أو في خلقهن من تفاوت فوضع مكان الضمير قوله «خلق الرحمن» تعظيما لخلقهن وتنبيها على سبب سلامتهن من التفاوت .. و «طباقا» بمعنى : مطابقة بعضها فوق بعض. و «تفاوت» بمعنى : مخالفة أو اختلاف وعدم تناسب وهي جمع «طبق» أو «طبقة» و «الطباق» في علم البلاغة العربية هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام نحو : ليل ونهار .. كريم وبخيل .. فقير وغني .. وهو على نوعين : طباق الإيجاب : نحو قوله تعالى في سورة «الكهف» : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) وطباق السلب نحو : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) سورة النساء آية : ١٠٨ ويقال : أطبق الرجل الشيء : بمعنى : غطاه وجعله مطبقا فتطبق .. ويأتي الفعلان «أطبق» و «غطا» بمعنى واحد في قولنا : أطبق الليل : أي أظلم.

** (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. أي يرجع إليك مطرودا وهو كليل والمراد هنا : بعيدا عن إصابة المطلوب أي وهو منقطع النظر .. ولم يقل : ينقلب إليك خاسئا ـ بوضع المضمر ـ وأعاد «البصر» أي وضع الظاهر موضع المضمر لأن الذي يرجع خاسئا حسيرا وهو «النظر» غير مدرك أو وهو ضعيف ومعنى «التثنية» : التكرير بكثرة. أي المراد والمقصود بها : التكثير لا العدد اثنان حصرا. وأصل «الكرة» الحملة في الحرب ومنه «الكرار» بمعنى الشديد أو الكثير المنازلة أو الكثير الكر في القتال والمنازلة وهو من صيغ المبالغة ـ فعال بمعنى : فاعل ـ و «الكرار» هو صفة من صفات الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يقال : كر ـ يكر ـ كرا .. من باب «رد» بمعنى : رجع. يروى عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه صاح بغلامه كرات فلم يجبه أو يلبه فنظر فإذا هو بالباب فقال له : ما لك لم تجبني؟ قال لثقتي بحلمك وأمني من عقوبتك. فاستحسن جوابه وأعتقه.

** (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة. أي زينا السماء القريبة من الأرض بكواكب مضيئة .. و «الدنيا» مؤنث «الأدنى» أي الأقرب بمعنى السماء أو أقرب السموات إلى الأرض وجعلناها قذائف نرجم بها الشياطين كلما اقتربت من السماء لتتسمع أقوال الملائكة وتعلنها ـ تشيعها ـ في الأرض و «رجوما» جمع «رجم» وهو ما يرجم به وأصله : مصدر بمعنى : راجمات أي مرجوما بها كالحجارة للشياطين .. و «رجم» مصدر سمي به ما يرجم به. وقيل : الشياطين هنا : الأعداء ومعنى كون الكواكب مراجم للشياطين أن الشهب التي تنقض لرمي المسترقة منهم منفصلة من نار الكواكب لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها لأنها قارة في الفلك على حالها وما ذلك إلا كقبس يؤخذ من نار والنار ثابتة كاملة لا تنقض والمسترقة ـ اسم فاعلة ـ أي تتسرق السمع. وقيل : من الشياطين المرجومة التي ترجم من يقتله الشهاب ومنهم من يخبله. وقيل : معناه : وجعلناها ظنونا ورجوما بالغيب لشياطين الإنس وهم النجامون. وعن محمد بن كعب : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم ولكنهم يبتغون الكهانة «أي التحدث بالغيب».

** (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. المعنى : تتمزق غضبا وهو تصوير لشدة اشتعالها وجعلت جهنم كالمغتاظة عليهم لشدة غليانها بهم. يقال : فلان يتميز غيظا ويتقصف غضبا ويجوز أن يراد غيظ الزبانية وخزنتها ـ جمع خازن ـ هم مالك وأعوانه من الزبانية أي الموكلون بها.

٢٢٠