إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بكبر وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(أَنْ تَقُولُوا) : حرف مصدري ناصب. تقولوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «تقولوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «كبر» أو يكون فاعل «كبر» ضميرا مستترا جوازا تقديره هو يعود على القول في الآية الكريمة السابقة أي كبر مقتا ذلك القول فيكون المصدر المؤول على هذا التقدير أي المصدر المنسبك من «أن تقولوا» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو قولكم أو مبتدأ .. خبره الجملة الفعلية «كبر ذلك القول مقتا» في محل رفع وجاء التكرير للتهويل والإعظام.

(ما لا تَفْعَلُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابقة بمعنى : عظم كرها شديدا وبغضا قولكم ..

(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم علامة النصب الفتحة.

(يُحِبُّ الَّذِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية بعده «يقاتلون ..» صلة الموصول لا محل لها.

** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ .. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) : هذان القولان الكريمان هما نصا الآيتين الكريمتين الثانية والثالثة وفيهما تأنيب لهم على كذبهم في طلب الجهاد وفي السؤال توبيخ لهم أي لما ذا تقولون قد فعلنا شيئا وأنتم في الحقيقة لم تفعلوه وفي تكرير القول «تقولون ما لا تفعلون دليل على التهويل والإعظام.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : وددنا لو أن الله دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به أي لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فأخبر الله تعالى نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن أحب الأعمال إلي إيمان بالله لا شك فيه

١٠١

وجهاد لأهل معصيته الذين جحدوا الإيمان به وإقرار برسالة نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلما نزل الجهاد كره ذلك ناس من المؤمنين وشق عليهم أمره .. وفي رواية : فلما أنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) ولوا الأدبار ـ أي انهزموا ـ يوم أحد. فجاء قوله تعالى تبكيتا ـ تعنيفا ـ لهم وقيل : نزلت في المنافقين ونداؤهم بالإيمان تهكم بهم وبإيمانهم. وقصد سبحانه في «كبر» التعجب من غيره لفظه. ومعنى التعجب : تعظيم الأمر في قلوب السامعين لأن التعجب لا يكون إلا في شيء خارج عن نظائره وأشكاله وبمعناه قال الشاعر :

رأيت النفس تكره ما لديها

وتطلب كل ممتنع عليها

يروى أن قاضيا كان مشهورا بحكمته وعدله حتى أحبه الناس حبا جما «أي كثيرا» فلما انتقل إلى رحمة الله أرسل مريدوه ومحبوه والمعجبون به طاقات من الزهور وضعت حول نعشه «وهي جمع طاق : أي قوس .. أو أطواق : جمع : طوق وهو المقصود أي ما يحاط بالعنق من حلي» أرسلوا له هذه الأطواق تعبيرا عن حبهم واحترامهم له. وجاء شيخ كبير ليحيي القاضي تحية الوداع الأخيرة فلقيه ابنه وقال له : انظر يا عم إلى هذه الأزهار الغضة الكثيرة التي بعث بها أصدقاء أبي فأجابه الشيخ : لقد قضى أبوك أيام حياته يبذر البذور التي أنبتت هذه الزهور.

** (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. إن الله يرضى عن الذين يقاتلون في سبيل نشر دينه وإعزاز كلمته صفوفا متراصة أو صافين أنفسهم أو مصفوفين كأنهم في تماسكهم بنيان متين لا يمكن للعدو اقتحامه أي دخوله أي ليس فيه فرجة يقتحمها العدو لتماسكهم كأنهم قطعة صلبة واحدة .. وبهذا المعنى قال الشاعر :

كونوا جميعا يا بني اذا اعترى

خطب ولا تتفرقوا أفرادا

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسرت أحادا

** (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : واذكر يا محمد حين قال موسى لقومه : أيها القوم لأي شيء تؤذونني وأنتم تعلمون أني رسول الله مبعوثا إليكم فلما ذا تعصونني؟ قال الزمخشري : قد هنا تفيد التعليل مثل «ربما» وهي في الآية الكريمة أبلغ من «كم» في التكثير .. فكما وردت «ربما» في التكثير على عكس معناها الأصلي في التقليل فكذلك وردت «قد» هنا لتكثير علمهم أي تحقيق تأكيده على عكس معناها الأصلي في تقليل الأصل.

** (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) : أي فحين مالوا عن الحق وانحرفوا عن الهدى والصواب منع الله سبحانه ألطافه عنهم أي أمال قلوبهم عن الحق جزاء لهم على فعلهم يقال : زاغ ـ يزيغ زيغا .. بمعنى مال عن الحق .. وهو من باب «باع» ومثله زاغ البصر : أي كل بمعنى : ضعف .. وزاغت الشمس : أي مالت وذلك إذا فاء الفيء .. ويزوغ زوغا .. أيضا لغة فيه والرباعي «أزاغ ـ إزاغة» فعل متعد كما في الآية المذكورة والثلاثي فعل لازم وقد يأتي متعديا أيضا فيقال : زاغه عن الشيء : أي صرفه.

١٠٢

** (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. وهو على لسان السيد المسيح ـ عليه‌السلام ـ مخاطبا بني إسرائيل مصدقا لما تقدمه من الكتب كالتوراة والزبور ومبشرا بمجيء رسول اسمه أحمد أي كثير الحمد لربه. المراد به هو الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأن «أحمد» من صفاته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد سمت العرب في الجاهلية أحمد. وسموا : حامدا وحميدا فحميد يمكن أن يكون تصغير «حمد» أو تصغير «أحمد» من الباب الذي يسميه النحويون ترخيم التصغير كما صغروا «أسود» فقالوا : سويدا و «أخضر» فقالوا : خضيرا. وسموا حميدان وحمادا. وقد سمت العرب في الجاهلية أيضا رجالا من أبنائها : محمدا وقيل : بلغ من سمي «محمدا» خمسة عشر رجلا و «محمد» مشتق من «الحمد» وهو مفعل وهذه اللفظة صفة تلزم من كثر منه فعل ذلك الشيء ـ أي الحمد ـ روى بعض نقلة العلم أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لما ولد أمر عبد المطلب بجزور فنحرت ودعا رجال قريش وكانت سنتهم في المولود إذا ولد في استقبال الليل كفئوا عليه قدرا حتى يصبح ففعلوا ذلك بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأصبحوا وقد انشقت هذه القدر وهو شاخص إلى السماء فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب : ما سميت ابنك هذا؟ قال : سميته محمدا قالوا : ما هذا من أسماء آبائك .. قال : أردت أن يحمد في السموات والأرض ؛ فمحمد : مفعل ـ اسم مفعول ـ لأنه حمد مرة بعد مرة كما تقول : كرمته وهو مكرم وعظمته وهو معظم إذا فعلت به ذلك مرارا. قال الشاعر :

امنن علينا رسول الله في كرم

فإنك المرء نرجوه وننتظر

يا خير طفل ومولود ومنتخب

في العالمين إذا ما حصل البشر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها

إذ فوك تملؤه من محضها الدرر

الشاعر هو رجل من بني سعيد بن بكر قد وفد بعد أن أصيبت هوازن في حنين .. مع قوم ممن أسلموا منهم وفدوا إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالوا : يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك. وقام رجل من هذه العشيرة الذين حاربوا قريشا في عكاظ ودخلوا الإسلام بعد وقعة حنين .. وكانت مع الوفد حليمة السعدية التي أرضعته ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال : يا رسول الله إن في الحظائر ـ حظائر الغنم ـ مع السبايا العانيات ـ أي الأسيرات ـ عماتك وخالاتك وحواضنك ـ جمع حاضنة ـ اللاتي كن يكفلنك .. ولو أنا ملحنا ـ أي أرضعنا ـ للحرث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به رجونا وفادته علينا .. وأنت خير المكفولين ثم أنشد الأبيات المذكورة آنفا واختتم الأبيات بقوله :

لا تجعلنا كمن شالت نعامته

واستبق منا فإنا معشر زهر

يقال : شالت نعامة القوم : إذا ذهب عزهم أو تفرقت كلمتهم أو ارتحلت جماعتهم. وقد نزل لهم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن كل ما ناله ونال عشيرته من سبيهم وذرا ربهم واستشفعوا به إلى المسلمين من جنده فنزل لهم المهاجرون والأنصار عن كل ما حازوه وأبى جماعة من الأعراب أن ينزلوا عما قسم لهم منهم. وكلمة «ملحنا مأخوذة من الممالحة وهي المواكلة والرضاع ومن أسماء «اللبن» : الملح.

١٠٣

** (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة وفيه تهكم بهم في إرادتهم إبطال الإسلام بقولهم في القرآن هذا سحر كمن ينفخ في نور الشمس ليطفئه والله متم الحق ومبلغه غايته .. وبأفواههم : أي بطعنهم فيه.

** سبب نزول الآية : قال ابن عباس رضي الله عنهما ـ : إن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أبطأ عليه الوحي أربعين يوما فقال كعب ابن الأشرف : يا معشر اليهود .. أبشروا .. فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه وما كان ليتم أمره .. فحزن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة واتصل الوحي بعدها المعنى : يطفئوا بتكذيبهم الرسل شرع الله أي دينه والله مظهر نوره أي دينه وكتابه.

** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة .. أي من جنودي المتوجهون إلى نصرة دين الله بمعنى من أنصاري من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة دين الله. وإلى : حرف جر للمصاحبة وهو هنا عند الأخفش بمعنى : مع الله بتقدير : من أنصاري منضمين إلى الله وقيل : لا يجوز الإنابة لأنه لا يطابق الجواب بدليل قراءة من قرأ : من أنصار الله .. بل هي على معنى : من ينضاف إلى النصر إلى الله .. وإضافة «أنصاري» خلاف إضافة «أنصار الله» فإن معنى «نحن أنصار الله» هو نحن الذين ينصرون الله .. ومعنى «من أنصاري» هو من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله وقالوا : نحن الذين ينصرون دين الله معك و «الحواريون» هم أصحاب عيسى ـ عليه‌السلام ـ وكان عددهم اثني عشر رجلا مفردها : حواري وهو الناصر وقيل : ناصر الأنبياء. وهو أيضا الناصح. قال النبي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الزبير ابن العوام ابن عمتي وحواري من أمتي».

(يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجار والمجرور «في سبيله» متعلق بيقاتلون والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه بمعنى في سبيل دينه.

(صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) : حالان متداخلتان أي إن معنى الأولى مشتمل على معنى الثانية .. الاولى منصوبة بالفتحة المنونة والثانية جملة في محل نصب و «صفا» بمعنى «صافين» أنفسهم أو بمعنى : مصفوفين. كأن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» يفيد التشبيه. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «كأن». بنيان : خبر «كأن» مرفوع بالضمة المنونة. مرصوص : صفة ـ نعت ـ لبنيان مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : كأنهم في تراصهم من غير فرجة ولا خلل.

(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٥)

١٠٤

(وَإِذْ قالَ مُوسى) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره اذكر. قال : فعل ماض مبني على الفتح. موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة الفعلية «قال موسى» في محل جر بالإضافة.

(لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ) : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. يا : أداة نداء. قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها كسرة تجانس الياء والياء المحذوفة خطا واختصارا ولفظا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه والكسرة دالة على الياء ..

(لِمَ تُؤْذُونَنِي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وتعرب إعراب «لم تقولون» في الآية الكريمة الثانية النون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به.

(وَقَدْ تَعْلَمُونَ) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. قد : حرف توكيد. تعلمون : تعرب إعراب «تؤذون».

(أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «أن». رسول : خبر «أن» مرفوع بالضمة الظاهرة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. إليكم : جار ومجرور متعلق بما في «الرسول» من معنى «الإرسال» أو يكون متعلقا بحال محذوفة من ضمير المتكلم بتقدير : مبعوثا إليكم والميم علامة جمع الذكور و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «تعلمون».

(فَلَمَّا زاغُوا) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. زاغوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «زاغوا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» بمعنى فحين مالوا عن الحق ..

١٠٥

(أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. قلوب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : منع الله ألطافه عنهم.

(وَاللهُ لا يَهْدِي) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. لا : نافية لا عمل لها. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الفاسقين : صفة ـ نعت ـ للقوم منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «لا يهدي القوم الفاسقين» في محل رفع خبر المبتدأ بمعنى : والله لا يوفق لمعرفة الخير والحق القوم الخارجين عن طاعته.

(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٦)

(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) : يعرب إعراب «وإذ قال موسى» في الآية الكريمة السابقة. ابن : بدل من «عيسى» مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف. مريم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والجملة المؤولة بعده «إني رسول الله ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(يا بَنِي إِسْرائِيلَ) : أداة نداء. بني : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه .. ـ أصله : بنين ـ للإضافة. إسرائيل : يعرب إعراب «مريم».

(إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. مصدقا : حال من ضمير المتكلم منصوب بما في «الرسول» من معنى الإرسال أي أرسلت إليكم في حال تصديقي وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

١٠٦

(لِما بَيْنَ يَدَيَ) : اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «مصدقا». بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر بمعنى لما تقدمني وهو مضاف. والجملة الفعلية «استقر بين يدي» صلة الموصول لا محل لها. يدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ـ أصله : يدين ـ والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه ثان. وحصل تشديد الياء للإدغام ولالتقاء الساكنين بمعنى لما تقدمني من التوراة.

(مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» و «من» حرف جر بياني. التقدير : حالة كونه من التوراة. ومبشرا : معطوف بالواو على «مصدقا» ويعرب مثله.

(بِرَسُولٍ يَأْتِي) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «مبشرا» أي على تأويل الفعل وبما فيها من معنى التبشير. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقدير هو.

(مِنْ بَعْدِي) : جار ومجرور متعلق بيأتي والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه. وجملة «يأتي من بعدي» في محل جر صفة ـ نعت ـ لرسول.

(اسْمُهُ أَحْمَدُ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية لرسول أو في محل نصب حال من «رسول» بعد تخصيصه بالوصف. اسمه : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. أحمد : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل.

(فَلَمَّا جاءَهُمْ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. جاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره

١٠٧

هو أي أحمد و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به وجملة «جاءهم» في محل جر بالإضافة.

(بِالْبَيِّناتِ قالُوا) : جار ومجرور متعلق بجاء بمعنى بالآيات الواضحات المعاني. قالوا : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. سحر : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسحر مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٧)

(وَمَنْ أَظْلَمُ) : الواو استئنافية. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أظلم : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن صيغة الفعل بمعنى ولا أحد أشد ظلما ..

(مِمَّنِ افْتَرى) : أصلها : من : حرف جر و «من» اسم موصول أدغم بنون «من» فحصل التشديد مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأظلم. افترى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «افترى» صلة الموصول لا محل لها بمعنى من الذي اختلق ..

(عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى. الكذب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي بأن أشرك به ..

(وَهُوَ يُدْعى) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يدعى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة

١٠٨

على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يدعى إلى الإسلام» في محل رفع خبر «هو».

(إِلَى الْإِسْلامِ) : جار ومجرور متعلق بيدعى بمعنى : إلى دين الله أي إلى توحيد الله وطاعته.

(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة .. أي الظالمين أنفسهم بسبب كفرهم.

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٨)

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «القوم الظالمين» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. اللام زائدة مع فعل الإرادة تأكيدا له والأصل : أن يطفئوا. يطفئوا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة. بأفواه : جار ومجرور متعلق بيطفئون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : بأقوالهم المفتراة .. والجملة الفعلية «يطفئوا نور الله» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة بعد اللام الزائدة وما بعدها بتأويل مصدر مجرور لفظا باللام الزائدة والجار والمجرور متعلق بيريدون منصوب محلا على أنه مفعول «يريدون».

(وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. متم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف إلى معموله ـ مفعوله ـ لأن الأصل تنوين «متم» ونصب «نوره» مفعولا به لاسم الفاعل «متم». نوره : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : والله متم الحق ومبلغه غايته.

١٠٩

(وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) : الواو حالية والجملة المؤولة بعده في محل نصب حال من ضمير «يطفئوا» لو : مصدرية. كره : فعل ماض مبني على الفتح. الكافرون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته و «لو» وما بعدها بمعنى مع كره الكافرين لذلك وجملة «كره الكافرون ..» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٩)

(هُوَ الَّذِي) : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول بمعنى : الله هو الذي أو هو الله الذي.

(أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. رسوله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. بالهدى : جار ومجرور متعلق بأرسل وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر أي بالقرآن يهدي به الضال.

(وَدِينِ الْحَقِ) : معطوف بالواو على «الهدى» ويعرب مثله وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. الحق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : الذي هو الهدى.

(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يظهره : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يظهره» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأرسل. على الدين : جار ومجرور متعلق بيظهر. كله : توكيد للدين مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى : ليعليه على الأديان كلها .. أي ليغلب هذا

١١٠

الدين على الأديان لأن «الدين» وإن كان مفردا إلا أنه بمعنى الأديان لأن «أل» للجنس. والهاء في «يظهره» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (١٠)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أي». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : صدقوا بالله ورسوله.

(هَلْ أَدُلُّكُمْ) : حرف استفهام لا محل له. أدلكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ) : جار ومجرور متعلق بأدل. تنجي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي و «كم» أعرب في «أدلكم» والجملة الفعلية «تنجيكم ..» في محل جر صفة ـ نعت ـ لتجارة بمعنى : تجارة رابحة لكم تؤدي بكم إلى دخول الجنة وتخلصكم ..

(مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) : جار ومجرور متعلق بتنجي. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : من عذاب مؤلم.

(تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١١)

(تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : الجملة الفعلية تفسيرية لما قبلها لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

١١١

بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتؤمنون. الواو عاطفة. رسوله : جار ومجرور متعلق بتؤمنون بمعنى وتصدقون برسوله. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وجملة «تؤمنون» هنا خبر في معنى الأمر ولهذا أجيب بقوله في الآية الكريمة التالية بقوله : «يغفر لكم» وقيل : هي بمعنى : آمنوا على جهة الإلزام كقوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) على تقدير : إن تقل لهم : أقيموا الصلاة يقيموها ويجوز أن تكون على إضمار لام الأمر أي لتؤمنوا ..

(وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) : معطوفة بالواو على «تؤمنون» وتعرب إعرابها. في سبيل : جار ومجرور متعلق بتجاهدون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بتجاهدون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. وأنفسكم : معطوف بالواو على «أموالكم» ويعرب مثله.

(ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. خير : خبر «ذلكم» مرفوع بالضمة المنونة بعد حذف ألفه ـ أصله أخير ـ طلبا للفصاحة. والميم في «ذلكم» علامة الجمع والإشارة على كل ما ذكر من الإيمان والجهاد. لكم : جار ومجرور متعلق بخير والميم علامة جمع الذكور بمعنى ذلكم الإيمان والجهاد أفضل لكم من أموالكم وأنفسكم ومن الدنيا.

(إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعلمون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعول «تعلمون» اختصارا كما حذف جواب

١١٢

الشرط لتقدم معناه. التقدير والمعنى : إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ أو إن كنتم لا تجهلون ذلك فافعلوا ..

(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١٢)

(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ في الآية الكريمة السابقة في قوله «تؤمنون» على معنى : آمنوا يغفر وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لكم : جار ومجرور متعلق بيغفر والميم علامة جمع الذكور. ذنوبكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ) : معطوف بالواو على «يغفر» وتعرب إعرابها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. جنات : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصب الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من «الأنهار» التقدير : تجرى الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) : معطوفة بالواو على «جنات» بمعنى ويسكنكم مساكن. منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعل». طيبة : صفة ـ نعت ـ لمساكن منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

١١٣

(فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) : جار ومجرور متعلق بيدخل أو بصفة ثانية من «مساكن». عدن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : في جنات إقامة.

(ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. الفوز : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسمية «هو الفوز» في محل رفع خبر «ذلك». العظيم : صفة ـ نعت ـ للفوز مرفوع مثله بالضمة بمعنى : ذلك الجزاء المذكور هو الظفر العظيم لكم في الآخرة.

(وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١٣)

(وَأُخْرى تُحِبُّونَها) : الواو استئنافية. أخرى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وخبره المقدم محذوف. التقدير والمعنى : ولكم إلى هذه النعمة المذكورة من المغفرة والثواب في الآجلة نعمة أخرى عاجلة محبوبة إليكم. وعلى هذا المعنى تكون «أخرى» صفة لمبتدإ محذوف حلت صفته محله. تحبونها : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لنعمة بمعنى : محبوبة إليكم وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعوله به.

(نَصْرٌ مِنَ اللهِ) : الجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها. نصر : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي نصر مرفوع بالضمة المنونة والجار والمجرور للتعظيم «من الله» متعلق بنصر أو بصفة محذوفة منه بمعنى : آت من الله لكم.

(وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) : معطوف بالواو على «نصر من الله» ويعرب إعرابه بمعنى وفتح عاجل أي قريب حصوله يتم على أيديكم.

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) : الواو عاطفة. بشر : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين .. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. المؤمنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر

١١٤

سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية معطوفة على جملة «تؤمنون» لأنه في معنى الأمر بمعنى : آمنوا وجاهدوا وبشر يا محمد المؤمنين بذلك أي بما أعده لهم من منزلة كريمة.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أعرب في الآية الكريمة العاشرة.

(كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) : فعل أمر ناقص مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. أنصار : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. بمعنى : كونوا أنصار دين الله.

(كَما قالَ عِيسَى) : الكاف حرف جر للتشبيه. ما : مصدرية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. عيسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة الفعلية «قال عيسى» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر محمول على المعنى في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف. التقدير : كونوا أنصار الله كينونة الحواريين أنصار عيسى أو يكون الكاف اسما للتشبيه بمعنى «مثل» مبنيا على الفتح في محل نصب خبرا ثانيا لكونوا أو بدلا من «أنصار الله» والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل جر بالإضافة.

(ابْنُ مَرْيَمَ) : بدل من «عيسى» مرفوع بالضمة وهو مضاف. مريم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة.

١١٥

(لِلْحَوارِيِّينَ) : جار ومجرور متعلق بقال وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والكلمة جمع «حواري» وهم أصفياؤه وأول من آمن به.

(مَنْ أَنْصارِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم وقدم الخبر لأن أسماء الاستفهام لها الصدارة في الكلام. أنصاري : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الكسرة المجانسة ـ المناسبة ـ للياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه.

(إِلَى اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال محذوفة من «الأنصار» بمعنى : متوجهين إلى نصرة دين الله أي من أنصاري من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة دين الله و «إلى» هنا حرف جر للمصاحبة وهي عند الأخفش بمعنى «مع» أي مع الله بتقدير : من أنصاري منضمين إلى الله .. وقال الزمخشري : لا يجوز الإنابة هنا لأنه لا يطابق الجواب والدليل قراءة من قرأ : من أنصار الله بل هي على معنى : من ينضاف إلى النصرة إلى الله؟

(قالَ الْحَوارِيُّونَ) : فعل ماض مبني على الفتح. الحواريون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. أنصار : خبر «نحن» مرفوع بالضمة. وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة وإضافة «أنصاري» خلاف إضافة «أنصار الله» فإن معنى «نحن أنصار الله» هو نحن الذين ينصرون الله ومعنى «من أنصاري» هو من الأنصار الذين يختصون بي ويكون معي في نصرة الله.

١١٦

(فَآمَنَتْ طائِفَةٌ) : الفاء استئنافية. آمنت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. طائفة : فاعل مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : آمنت بعيسى أي بدعوة عيسى ـ عليه‌السلام ـ.

(مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «طائفة» و «من» حرف جر بياني وعلامة جر «بني» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف وحذفت النون للإضافة أصله : بنين ـ إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة.

(وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «آمنت طائفة» وتعرب إعرابها بمعنى وكفرت به طائفة أي برسالته.

(فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) : الفاء استئنافية. للتسبيب. أيد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «آمنوا ..» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : فقوينا المؤمنين على أعدائهم بعد رفع عيسى.

(عَلى عَدُوِّهِمْ) : جار ومجرور متعلق بأيدنا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى على أعدائهم لأن الكلمة تأتي للمفرد والجمع والتذكير والتأنيث بلفظ واحد وهنا جاءت بمعنى الجمع لأنها مصدر.

(فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) : الفا عاطفة للتسبيب. أصبحوا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «أصبح» والألف فارقة. ظاهرين : خبر «أصبح» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى فظهر مؤمنوهم على كفرهم بالحجة .. أي فغلبوهم.

١١٧

سورة الجمعة

معنى السورة : الجمعة : يوم من أيام الأسبوع سمي بذلك لاجتماع الناس به وضم الميم لغة الحجاز وفتحها لغة بني تميم وإسكانها لغة عقيل وقرأ بها الأعمش وجمعها : جمع وجمعات مثل «غرف وغرفات» في وجوهها .. ويقال : جمع الناس : إذا شهدوا الجمعة كما يقال عيدوا إذا شهدوا العيد .. أما «الجمعة» بسكون الميم فاسم لأيام الأسبوع وأولها يوم السبت قال أبو عمر الزاهد في كتاب «المدخل» أخبرنا «ثعلب» عن ابن الأعرابي قال : أول الجمعة يوم السبت وأول الأيام يوم الأحد هكذا عند العرب. وقال الفيومي : الجمع هو الجماعة تسمية بالمصدر ويجمع على جموع .. والجماعة من كل شيء يطلق على الكثير والقليل .. ويقال لمزدلفة : جمع إما لأن الناس يجتمعون بها وإما لأن آدم اجتمع هناك بحواء.

تسمية السورة : سمى سبحانه وتعالى إحدى سور كتابه المجيد بالجمعة تيمنا بأول جمعة كانت في الإسلام .. قيل : إن الأنصار قالوا : هلموا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر الله فيه ونصلي واجعلوه يوم العروبة. فاجتمعوا إلى سعد بن زرارة فصلى بهم فسموا يوم الجمعة لاجتماعهم فيه وأنزل الله آية الجمعة .. فهي أول جمعة كانت في الإسلام. و «العروبة» كانت تطلق على «الجمعة» وقيل : إن أول من سماها جمعة هو كعب بن لؤي وكان يقال لها عروبة وقال تعالى في الآية الكريمة التاسعة من سورة «الجمعة» التي وردت مرة واحدة في القرآن الكريم فسميت السورة بها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم. وقال رسول الله محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : سيد الأيام : الجمعة. وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون الأول فالأول على مراتبهم. ومن أقواله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن هذا اليوم المبارك : «من مات يوم الجمعة كتب الله له أجر شهيد ووقي فتنة القبر».

١١٨

فضل قراءة السورة : قال الرسول الصفي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الجمعة أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين» وروى مسلم عن ابن عباس وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ : أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة «الجمعة» و «المنافقين».

إعراب آياتها

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (١)

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. اللام زائدة للتوكيد. الله لفظ الجلالة مجرور للتعظيم لفظا منصوب محلا بالفعل «يسبح» بمعنى : ينزه الله ويقدسه ويمجده ..

(ما فِي السَّماواتِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل أو يكون الفاعل محذوفا حل محله الاسم الموصول. التقدير : كل أو جميع ما وجد أو كان من المخلوقات في الكون. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «ما في السموات» ويعرب إعرابه.

(الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) : صفات ـ نعوت للفظ الجلالة وتعرب إعرابه سبحانه أي صاحب الملك المنزه عن كل شائبة الكامل الصفات.

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢)

(هُوَ الَّذِي) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» أو يكون «هو» خبرا والمبتدأ لفظ الجلالة. التقدير : الله هو الذي وعلى هذا التقدير تكون الجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر لفظ الجلالة و «الذي» خبر

١١٩

«هو» أو يكون المعنى : هو الله الذي فيكون لفظ الجلالة خبر «هو» والاسم الموصول في محل رفع صفة للفظ الجلالة.

(بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) : الجملة الفعلية مع المفعول صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الأميين : جار ومجرور متعلق ببعث وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته واللفظة هي صفة لموصوف محذوف حلت محله التقدير في القوم الأميين أو في العرب الأميين ـ أي الذين لا يقرءون ولا يكتبون.

(رَسُولاً مِنْهُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «رسولا» بمعنى رجلا يعلمون نسبه وأحواله وهو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أي بعث محمدا رسولا منهم أي من جملتهم وعلى هذا التقدير يكون مفعول «بعث» وهو «محمدا» محذوفا اختصارا لأنه معلوم ويكون «رسولا» حالا له.

(يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «رسولا» أو في محل نصب حالا من «رسولا» بعد تخصيصه ويجوز أن تكون حالا ثانيا من الموصوف «محمدا». يتلو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : قارئا. على : حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيتلوا. آياته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على «يتلو» وتعربان إعرابها وعلامة رفع الفعل الأول «يزكي» الضمة المقدرة

١٢٠