إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

(كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» يفيد التشبيه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «كأن». خشب : خبرها مرفوع بالضمة المنونة. مسندة : صفة ـ نعت ـ لخشب مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة. والجملة في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم أو تكون استئنافية لا محل لها.

(يَحْسَبُونَ كُلَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين في «كأنهم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. كل : مفعول به أول منصوب بيحسبون وعلامة نصبه الفتحة.

(صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور في مقام المفعول به الثاني ليحسبون بمعنى كل صيحة يسمعونها يحسبونها واقعة عليهم وذلك لجبنهم وهلعهم فيكون الجار والمجرور متعلقا بالمفعول الثاني المحذوف.

(هُمُ الْعَدُوُّ) : ضمير رفع منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ حرك آخره بالضم للوصل وإشباع الميم ولالتقاء الساكنين. العدو : خبر «هم» مرفوع بالضمة بمعنى : هم الأعداء الكاملون في العداوة لك و «العدو» يأتي للمفرد والجمع بلفظ واحد والجملة الاسمية «هم العدو» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف. التقدير : هؤلاء المنافقون هم الأعداء ويجوز أن تكون الجملة الاسمية في محل نصب مفعول «يحسبون» الثاني كما لو طرح الضمير وأن يقدر مضاف أي يحسبون كل أهل صيحة ..

(فَاحْذَرْهُمْ) : الفاء استئنافية. احذر : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى : فاحذرهم ولا تغتر بظاهرهم.

(قاتَلَهُمُ اللهُ) : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضمة للوصل ـ

١٤١

التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة دعاء عليهم بمعنى : عاقبهم الله وأهلكهم ولعنهم وطردهم من رحمته.

(أَنَّى يُؤْفَكُونَ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بحال محذوفة. يؤفكون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : كيف يعدلون عن الحق؟ وفي الجملة تعجب من جهلهم وضلالتهم .. أي يصرفون عن الحق والإيمان.

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (٥)

(وَإِذا قِيلَ) : الواو عاطفة. إذا : أعرب. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والجملة الفعلية «قيل ..» في محل جر بالإضافة.

(لَهُمْ تَعالَوْا) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقيل. تعالوا : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. وعده جماعة من النحويين في أسماء الأفعال .. والصواب أنه فعل أمر بدليل أنه دال على الطلب وتلحقه ياء المخاطبة وأن آخره مفتوح في جميع أحواله وقد شرح شرحا وافيا في الآية الكريمة الحادية والخمسين بعد المائة من سورة «الأنعام».

(يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه سكون آخره. لكم : جار ومجرور متعلق بيستغفر والميم علامة جمع الذكور. رسول : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى يستغفر لكم عن ذنوبكم.

(اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. لووا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل

١٤٢

والألف فارقة. رءوس : مفعول به منصوب بالفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «لووا رءوسهم» جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى : عطفوا رءوسهم وأمالوها. والتشديد للمبالغة.

(وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ) : الواو عاطفة. رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «يصدون» في محل نصب حال لأن الفعل «رأى» هنا بمعنى : أبصر أي هي «رأى» البصرية وليست القلبية بمعنى : الظن وعلامة رفع الفعل ثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى يعرضون.

(وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. مستكبرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي عن التوبة.

(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٦)

(سَواءٌ عَلَيْهِمْ) : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسواء.

(أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باستغفرت وحذف حرف الاستفهام ـ همزة التسوية ـ لأن «أم» المتصلة تدل عليه والجملة بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر. التقدير : استغفارك لهم وعدمه سواء عليهم لأنهم كفرة بمعنى يستوي الأمران عندهم.

١٤٣

(أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) : حرف عطف وهي «أم» المتصلة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تستغفر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لهم : أعرب والجملة الفعلية بتأويل مصدر معطوف على المصدر الأول «استغفارك» بتقدير : أم عدم استغفارك لهم.

(لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) : حرف نفي ونصب واستقبال. يغفر : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. لهم : أعرب. والجار والمجرور «لهم» متعلق بيغفر أي لن يغفر لهم لكفرهم.

(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. لا : نافية لا عمل لها. يهدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الفاسقين : صفة ـ نعت ـ للقوم منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «لا يهدي القوم ..» في محل رفع خبر إن.

(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (٧)

(هُمُ الَّذِينَ) : ضمير رفع منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر «هم».

(يَقُولُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(لا تُنْفِقُوا) : ناهية جازمة. تنفقوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «لا تنفقوا ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول.

١٤٤

(عَلى مَنْ) : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتنفقوا.

(عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره : كان .. والجملة الفعلية «كان عند ..» صلة الموصول لا محل لها. رسول : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه ثان مجرور للتعظيم بالكسرة.

(حَتَّى يَنْفَضُّوا) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى أن أو يكون للتعليل بمعنى : كي. ينفضوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «ينفضوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بلا تنفقوا بمعنى حتى يتفرقوا وحذف مفعول «تنفقوا» اختصارا لأنه معلوم. المعنى يقولون لأصحابهم الأنصار في المدينة لا تنفقوا على فقراء المهاجرين.

(وَلِلَّهِ خَزائِنُ) : الواو استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم محذوف. خزائن : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف بمعنى : ولله مفاتيح خزائن أي بيده سبحانه مفاتيح خزائن.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن». المنافقين : اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(لا يَفْقَهُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن». لا : نافية لا عمل لها. يفقهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وحذف المفعول به اختصارا بمعنى : لا يفهمون ذلك لجهلهم.

١٤٥

(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٨)

(يَقُولُونَ لَئِنْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة. إن : حرف شرط جازم.

(رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» فعل الشرط في محل جزم بإن و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. إلى المدينة : جار ومجرور متعلق برجعنا وجملة «إن رجعنا إلى المدينة» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه فلا محل لها.

(لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) : الجملة جواب القسم المقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يخرجن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها. الأعز : فاعل مرفوع بالضمة.

(مِنْهَا الْأَذَلَ) : جار ومجرور متعلق بيخرجن. الأذل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ) : الواو استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم محذوف. العزة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) : الواو عاطفة. لرسوله : جار ومجرور متعلق بخبر محذوف وحذف المبتدأ المؤخر اكتفاء بذكره أول مرة أي لأن ما قبله دال عليه أي ولرسول الله العزة. وللمؤمنين : جار ومجرور معطوف بالواو على «لرسوله» ويعرب إعرابه بمعنى : ولرسوله العزة وللمؤمنين كذلك وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

١٤٦

(وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) : أعرب في نهاية الآية الكريمة السابقة بمعنى لا يعلمون لجهلهم أن العزة أي الغلبة لله.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٩)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مفرد مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أي» على الموضع لا على اللفظ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة .. أي آمنوا بالله ورسوله.

(لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ) : ناهية جازمة. تلهكم : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. والميم علامة جمع الذكور. أموال : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى عن تذكر الله وهو أداء الفرائض ..

(وَلا أَوْلادُكُمْ) : الواو عاطفة. لا أولادكم : معطوف على «لا تلهكم أموالكم» ويعرب إعرابه بمعنى : ولا تلهكم أولادكم فحذف الفعل لأن ما قبله دال عليه أو اكتفاء بذكره أول مرة ويجوز أن تكون «لا» زائدة للتأكيد فتكون «أولادكم» معطوفة على «أموالكم» وتعرب إعرابها.

(عَنْ ذِكْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتلهكم. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يفعل : فعل مضارع مجزوم بمن لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه

١٤٧

سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى ومن يفعل الشغل بالدنيا عن الدين .. أو ومن يفعل ذلك اللهو ..

(فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم : ضمير رفع منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الخاسرون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم الخاسرون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» وجيء بالفعل «يفعل» بالأفراد وذلك على لفظ «من» وباسم الإشارة بصيغة الجمع وكذلك الضمير «هم» و «الخاسرون» على معنى «من».

(وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (١٠)

(وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) : الواو استئنافية. أنفقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من : حرف جر للتبعيض. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأنفقوا وحذف مفعول «أنفقوا» لأن «من» التبعيضية دالة عليه بمعنى : بعض ما رزقناكم أي بعض الذي رزقناكم من النعم. رزقناكم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ما رزقناكم إياها في سبيل الخير أو من النعم.

١٤٨

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ) : جار ومجرور متعلق بأنفقوا. أن : حرف مصدري ناصب. يأتي : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «يأتي أحدكم الموت» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر «إتيان» في محل جر بالإضافة.

(أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) : مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. الموت : فاعل مرفوع بالضمة.

(فَيَقُولَ رَبِ) : الفاء عاطفة للتسبيب. يقول : فعل مضارع معطوف على «يأتي» ويعرب مثله والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. رب : منادى بأداة نداء محذوفة أصله : يا ربي حذفت أداة النداء اكتفاء بالمنادى توقيرا وتعظيما. وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها كسر تجانس الياء والياء المحذوفة خطا واختصارا ولفظا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هلا أخرت موتي.

(لَوْ لا أَخَّرْتَنِي) : حرف تحضيض يفيد الدعاء بمعنى : هلا وفيها معنى الاستفهام لا عمل له. أخرتني : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل والنون نون الوقاية لا محل له والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به. وفي «لو لا» معنى التمني.

(إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ) : جار ومجرور متعلق بأخرت. قريب : صفة ـ نعت ـ لأجل مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة الكسرة المنونة. الفاء سببية لأنها مسبوقة بلو لا أي جاءت جوابا لها. أصدق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعند الكوفيين منصوب بالفاء لأنها خرجت عن باب العطف والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والجملة الفعلية «أصدق» صلة حرف مصدري لا محل لها وأصله : أتصدق حذفت التاء تخفيفا أو أدغمت في الصاد فشدد الصاد و «أن» المصدرية

١٤٩

المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر منتزع من الكلام السابق بمعنى فأتصدق بمالي بالزكاة وغيرها.

(وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) : الواو عاطفة. أكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه معطوف على محل «أصدق» على تقدير : إن أخرتني أصدق وأكن والأصل : لو لا أخرتني أتصدق وأكن وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. من الصالحين : جار ومجرور متعلق بخبر «أكن» المحذوف أي صالحا من الصالحين أو عبدا من عبادك الصالحين وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١١)

(وَلَنْ يُؤَخِّرَ) : الواو استئنافية. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يؤخر : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة.

(اللهُ نَفْساً) : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. نفسا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِذا جاءَ أَجَلُها) : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أجل : فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وجملة «جاء أجلها» في محل جر بالإضافة وحذف جواب الشرط لتقدم معناه. التقدير والمعنى : إذا جاءت ساعة موتها المقدرة لها فلا سبيل إلى تأخيره عن وقته.

(وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. خبير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة الباء حرف جر و «ما» مصدرية. تعملون : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» وما بعدها بتأويل مصد ر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبير. التقدير والله مطلع على عملكم.

١٥٠

سورة التغابن

معنى السورة : التغابن : لفظة مستعارة من «تغابن الناس في التجارة» وهو أن يغبن بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .. وفيه تهكم بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن. يقال : غبن البائع المشتري يغبنه ـ غبنا .. من باب «ضرب» بمعنى : خدعه في البيع وقد غبن فهو مغبون ـ اسم مفعول .. وهو المشتري بمعنى : مخدوع وغبن رأيه ـ بكسر الباء ـ لأنه من باب «طرب» أي نقصه فهو غبين ـ أي ضعيف الرأي ـ فعيل بمعنى مفعول ـ والغبينة من «الغبن» كالشتيمة من الشتم. وغبنه : مثل غلبه فانغبن فهو مغبون : أي منقوص في الثمن أو غيره .. وغبن رأيه : بمعنى : قلت فطنته وذكاؤه .. وقيل : سفه نفسه وغبن رأيه وبطر عيشه وألم بطنه ووفق أمره ورشد أمره .. كان الأصل : سفهت نفس زيد ورشد أمره فلما حول الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه .. لأن الأصل : صار في معنى «سفه نفسه .. هذا قول البصريين ومثل قول بعضهم : ضقت به ذرعا .. وطبت به نفسا .. والمعنى : ضاق ذرعي به وطابت نفسي به لأن الفعل لما حول من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مفسرا بأنه فيه.

تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية لأنها اسم من أسماء يوم القيامة .. وقد اختير هذا الاسم لهول ذلك اليوم وسمي بذلك لأن أهل الجنة يغبنون أهل النار لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .. وفيه تهكم ـ أي سخرية ـ بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن. قال تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) صدق الله العظيم.

فضل قراءة السورة : قال عبد الله ورسوله محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «التغابن» دفع عنه موت الفجأة» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي ذلك اليوم يظهر فيه غبن الكافر بتركه الإيمان وغبن المؤمن بتقصيره في الإحسان.

١٥١

إعراب آياتها

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١)

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور للتعظيم بيسبح أو تكون اللام زائدة ويكون لفظ الجلالة مجرورا لفظا منصوبا محلا بيسبح بمعنى : ينزه الله ويمجده كل ما في الكون.

(ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. استقر أو هو مستقر .. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها. وما في الأرض : معطوف بالواو على «ما في السموات» ويعرب إعرابه.

(لَهُ الْمُلْكُ) : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. الملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والجملة الاسمية في محل نصب حال من الله لفظ الجلالة وقدم الظرف «له» في «له الملك» و «له الحمد» ليدل بتقديمهما على اختصاص الملك والحمد بالله تعالى.

(وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ) : معطوف بالواو على «له الملك» ويعرب إعرابه. الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

(عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : جار ومجرور متعلق بقدير. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢)

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» أو يكون لفظ الجلالة خبر «هو» و «الذي» في محل رفع صفة للفظ الجلالة أو يكون لفظ الجلالة بدلا من «هو» والاسم الموصول في محل رفع خبر لفظ الجلالة بمعنى هو الله وحده الذي .. خلقكم : الجملة الفعلية صلة الموصول

١٥٢

لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : أوجدكم.

(فَمِنْكُمْ كافِرٌ) : الفاء استئنافية. منكم : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف والميم علامة جمع الذكور. كافر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : جاحد بالله.

(وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) : معطوفة بالواو على الجملة الاسمية «منكم كافر» وتعرب مثلها بمعنى : ومنكم مصدق بالله.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم. الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق ببصير. تعملون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بصير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير والمعنى : والله مطلع وعالم بأعمالكم.

** (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى. المعنى : ينزه الله ويقدسه كل ما في الكون. فيكون اللام في «لله» حرف جر زائدا ويكون لفظ الجلالة مفعول «يسبح» وحذف فاعل «يسبح» وهو «كل» أو جميع وحل محله المضاف إليه «ما» الاسم الموصول وقدم الظرفان في «له الملك وله الحمد» ليدل بتقديمهما على معنى اختصاص الملك والحمد بالله عزوجل.

** (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة بمعنى : ألم يجئكم خبر الكافرين من قبلكم .. وبعد حذف المضاف إليه ضمير المخاطبين بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه عن الإضافة فذاقوا وخامة عاقبة أمرهم .. يقال : وبلت السماء ـ توبل ـ وبلا .. من باب «وعد» ووبولا : بمعنى : اشتد مطرها وكان الأصل : وبل مطر السماء فحذف للعلم به ولهذا يقال للمطر : وابل. والوبيل : الوخيم وزنا ومعنى. و «الوبال» كما يقول الفيومي من وبل المرتع وبالا ووبالة بمعنى : وخم سواء كان المرعى رطبا أو يابسا .. ولما كان عاقبة المرعى الوخيم إلى شر قيل في سوء العاقبة : وبال. والعمل السيئ وبال على صاحبه. قال الأخفش : ومنه قوله تعالى في سورة «المزمل» : (أَخْذاً وَبِيلاً) أي شديدا وضرب وبيل وعذاب وبيل أي شديد.

١٥٣

** (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. وقد حذف المشار إليه «الوبال» الصفة أو البدل لاسم الإشارة لأن ما قبله يدل عليه. وأنث الفعل «كانت» مع اسمها «الرسل» وهو لفظة مذكرة «جمع رسول» وذلك لأنه فصل عنه بفاصل أو جاء التأنيث على لفظ «الرسل» بمعنى «جماعة» وليس على معناها فقالوا : كيف يهدينا بشر أي أنكروا كون الرسل بشرا و «البشر» هم الخلق لا واحد له من لفظه ويأتي للمفرد والجمع. وقيل : إن لفظة «بشر» مفردة لفظا في بعض آي الذكر الحكيم وجمع على المعنى في آيات أخرى وفي الآية الكريمة المذكورة جاء الفعل «يهدوننا» بصيغة ـ الجمع. قال بعض النحاة : يقال : بشر يهدوننا ـ على المعنى ـ وبشر يهدينا ـ على اللفظ ـ وأجازوا أن يقال : حضر ثلاثة نفر إلى عشرة نفر لأن لفظة «نفر» بمعنى جماعة وهي من الواحد إلى العشرة واللفظة : اسم جمع. ولم يجيزوا القول : حضر ثلاثة قوم ولا ثلاثة بشر .. ومثل «نفر» لفظة «رهط» وإنما أجازوا ثلاثة نفر وثلاثة رهط لأن هاتين اللفظتين تشيران إلى عدد قليل. و «بشر» تعني العدد الكثير ولفظة «قوم» تعني الكثير والقليل وهو لا واحد له من لفظه شأنه في ذلك شأن لفظة «الخلق».

** (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة يقال : زعم ـ يزعم ـ زعما .. من باب «نصر» بمعنى : قال والمصدر «زعما» ثلاثي الزاي أي تظهر الحركات الثلاث : الضم والفتح والكسر على الزاي .. وقيل : فتح الزاي للحجاز وضمها لأسد وكسرها لغيرهما أي لأهل قيس ويطلق الفعل بمعنى القول ويطلق على الظن نحو : في زعمي كذا ويطلق على الاعتقاد ومنه قوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة. وقال الأزهري : وأكثر ما يقال أو يطلق الزعم فيما يشك فيه ولا يتحقق وقال بعضهم : هو كناية عن الكذب وقال المرزوقي : أكثر ما يستعمل فيما كان باطلا أو فيه ارتياب. وقال ابن القوطية : يقال : زعم زعما : بمعنى : قال خبرا لا يدري أحق هو أو باطل .. ومن أخطائهم قولهم : تزعم الرجل قومه .. وهم يريدون به : صار زعيما .. وصوابه القول : زعم ـ زعامة .. فعل مجرد أما الفعل المزيد «تزعم» فيعني : تكذب .. احترف الكذب أو تكلفه وإن أجاز بعض المصادر هذا الفعل بهذا المعنى أي بمعنى : صار زعيما للقوم إلا أن الفعل الثلاثي «زعم» هو الأفصح.

** (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة. والمراد بالنور : القرآن الكريم. وفي مواضع أخرى من الذكر الحكيم سميت «الحجة» برهانا لبياضها وإنارتها من قولهم للمرأة البيضاء : برهرهة ـ بتكرير العين واللام معا ـ والدليل على زيادة النون قولهم : أبره الرجل : إذا جاء بالبرهان. ونظيره : تسميتهم إياها أي الحجة : سلطانا .. من «السليط» وهو الزيت لإنارتها. و «النور» هو الضوء أيا كان وهو خلاف «الظلمة» وقيل : النور : هو كيفية تدركها الباصرة «العين» أولا وبواسطتها سائر المبصرات .. وقيل : إن سواد العين هو نورها .. وقد تناول الشعراء ذلك في أشعارهم فقال الشاعر في تفضيل سواد العين على بياضها :

وإن سواد العين في العين نورها

وما لبياض العين نور فيعلم

وقال شاعر آخر :

رب سوداء وهي بيضاء معنى

يحسد المسك عندها الكافور

مثل حب العيون يحسبه النا

س سوادا وإنما هو نور

١٥٤

هذا الشاعر ادعى أن ما يحسبه الناس سوادا إنما هو البياض فقال هذين البيتين.

ويقال : تنور المكان : أي أضاء وهو فعل لازم ومثله في المعنى الفعل المتعدي «نور» الذي يجيء لازما ومتعديا نحو : نور الشيء : أي أضاء ونور الصبح : بمعنى : ظهر نوره ونور المصباح المكان : أي أناره وأضاءه فالمصباح منور ـ اسم فاعل والمكان منور ـ اسم مفعول ونحوه : نور الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مدينة يثرب بمقدمه وهجرته ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إليها فهي منورة وسميت المدينة المنورة وهي المدينة التي هاجر إليها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سنة اثنتين وعشرين وستمائة ميلادية واستقر بها واجتمع إليه المسلمون المهاجرون والأنصار ومنها انتشر الإسلام وفي هذه المدينة الواقعة شمالي مكة المكرمة ـ مسجد الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال الشاعر :

سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا

محياك أخفى ضوؤه كل شارق

شارق : بمعنى : شمس .. ومحياك : أي وجهك سمي بذلك لأنه يخص بالذكر عند التسليم نحو : حي الله وجهك.

** (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة التاسعة أفرد الفعلان «يؤمن» و «يعمل» والضمير الهاء ـ ضمير الغائب ـ في ـ يكفر عنه سيئاته ويدخله ـ وذلك على لفظ «من» وجيء بصيغة الجمع في «خالدين» وذلك على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى. ونون آخر «أبدا» بعد انقطاعه عن الإضافة وأصله : أبد الآبدين .. أبد الدهر .. وهو ظرف زمان للمستقبل ولهذا لا يصح أن يقال : ما زرته أبدا بل يقال : ما أزوره أبدا وفي الماضي يقال ما زرته قط والظرف «أبدا» يفيد الاستقبال نفيا وإثباتا .. نحو : لا أفعله أبدا أو أفعله أبدا. ومن معاني «الأبد» الدهر .. القديم .. الأزلي .. الدائم. يقال : لا آتيه أبد الآبدين وأبد الدهر أما «الأبدي» فهو الشيء الذي لا نهاية له. وسميت «الآخرة» : الأبدية لأنها دوام لا نهاية له وقال الرماني : إذا قلت : لا أكلمه أبدا .. لن أكلمه أبدا .. فمعنى ذلك : لا يحصل ذلك دهرا أو إلى آخر العمر .. ولا نقول : لا أكلمه ولن أكلمه إطلاقا فهذه اللفظة وهي مصدر الفعل أطلق لها معان أخرى. نحو : أطلق الأسير إطلاقا : أي خلي سبيله .. وهذه العبارة أفصح من قولنا : أطلق سراح الأسير. و «يكفر عنه سيئاته» بمعنى : يمح سيئاته أي ذنوبه ومنه : الكفارة وهي أعمال البر والخير التي تمحو الذنوب. و «السيئات» جمع «السيئة» أي الأعمال السيئات وهي من الصفات التي تجري مجرى الأسماء مثل الحسنات.

** (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة. و «أصحاب النار» بمعنى : أهل جهنم .. لأن «النار» من أسماء جهنم وضرب بها الأمثال .. نحو : ما النار للفتيلة بأحرق من التعادي للقبيلة .. و «القبيلة» جمعها : قبائل قال تعالى في سورة «الحجرات» : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) أي خلقناكم لا لتتقاتلوا وتتعادوا ولكن خلقناكم لتتعارفوا وتتحابوا. و «الشعوب» جمع «الشعب» والشعب ـ بتسكين العين ـ هو جيل من الناس وهو أيضا الطبقة الأولى من الطبقات التي عددها : ست عند العرب .. وهي الشعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والفصيلة .. فالشعب يجمع القبائل. والقبيلة : تجمع العمائر والعمارة : تجمع البطون .. والبطن : تجمع الأفخاذ .. والفخذ : تجمع الفصائل .. فخزيمة ـ كما ذكر ذلك

١٥٥

الزمخشري : شعب وكنانة : قبيلة .. وقريش : عمارة .. وقصي : بطن .. وهاشم : فخذ .. والعباس : فصيلة. وسميت «الشعوب» لأن القبائل تشعبت منها. وقيل : وقد زادوا طبقة سابعة وهي العشيرة : وهم بنو الأب الأقربون.

** (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة وكلمتا «شكور حليم» مجازيتان .. أي إن الله تعالى يفعل بكم ما يفعل المبالغ في الشكر من عظيم الثواب ويفعل بكم ما يفعل من يحلم عن المسيء فلا يعاجلكم بالعذاب. وإقراض الله قرضا : هو كناية وتلطف به في الاستدعاء.

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (٣)

(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها داخلة في صلة الموصول «الذي» في الآية الكريمة السابقة وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السموات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة بمعنى : هو الذي أوجدهما ..

(بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «السموات والأرض» بمعنى : ملتبسة بالحق أو يكون متعلقا بصفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ بتقدير : خلقا ملتبسا بالحق بمعنى : بالغرض الصحيح والحكمة البالغة. وصور : معطوفة بالواو على جملة «خلق» وتعرب مثلها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) : معطوفة بالفاء على جملة «صور» وتعرب إعرابها. صور : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) : الواو استئنافية. إليه : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. المصير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٤)

١٥٦

(يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها داخلة في صلة الموصول «الذي» في الآية الكريمة الثانية وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في السموات والأرض : أعرب في الآية الكريمة الأولى بمعنى يعلم الله ما ..

(وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ) : معطوفة بالواو على «يعلم ما ..» وتعرب إعرابها. تسرون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما تسرونه بمعنى ما تخفونه. وما تعلنون : معطوفة بالواو على «ما تسرون» وتعرب إعرابها بمعنى ويعلم ما تظهرونه من الأقوال والأعمال والله عالم بما تخفيه الضمائر والقلوب ..

(وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عليم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. بذات : جار ومجرور متعلق بعليم. الصدور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٥)

(أَلَمْ يَأْتِكُمْ) : الهمزة همزة تعجيب من جهلهم بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يأت : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور والخطاب لكفار مكة.

(نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : فاعل مرفوع بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه بمعنى خبرهم. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو

١٥٧

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : كفروا بالله ورسوله. أي خبر الكفار قبلكم كقوم نوح وعاد وثمود ..

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم في محل جر بمن. وبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة أي من قبلكم والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» التقدير حالة كونهم من قبلكم.

(فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) : الفاء سببية. ذاقوا : تعرب إعراب «كفروا». وبال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. أمر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : فذاقوا وخامة عاقبة أمرهم : أي كفرهم.

(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (٦)

(ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب بمعنى ذلك الوبال. الباء حرف جر. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن والحديث مبني على الضم في محل نصب اسم «أن» و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» المحذوف التقدير والمعنى : ذلك الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعد لهم من العذاب في الآخرة مستحق أو واقع عليهم بسبب قولهم .. لأن جملة «كانت تأتيهم رسلهم» مفسرة لضمير الشأن أو واقع عليهم بسبب إنكارهم كون الرسل بشرا. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة

١٥٨

لا محل لها واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره : هي يعود على «رسل» لفظا والجملة الفعلية «كانت تأتيهم رسلهم» في محل رفع خبر أن.

(تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. رسل : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا) : جار ومجرور متعلق بتأتي بمعنى بالآيات الواضحات والجملة الفعلية «تأتيهم رسلهم بالبينات» في محل نصب خبر «كان» الفاء عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول.

(أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. بشر : فاعل لفعل محذوف جوازا هو من جنس الفعل الموجود بتقدير : أيهدينا بشر يهدوننا ويجوز أن يكون «بشر» مبتدأ والجملة الفعلية بعده «يهدوننا» في محل رفع خبره ولكن كونه فاعلا لفعل محذوف أعرب وأولى بسبب وجود همزة الاستفهام. يهدوننا : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى أبشر مثلنا يهدوننا؟ أي يتولون هدايتنا.

(فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا) : الفاء سببية. كفروا : تعرب إعراب «قالوا» بمعنى : فكفروا به. وتولوا : معطوفة بالواو على «كفروا» وتعرب إعرابها. وحذفت الألف من الفعل «تولى» لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة بمعنى وأعرضوا عن الإيمان.

(وَاسْتَغْنَى اللهُ) : الواو عاطفة. استغنى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : فاستغنى الله عنهم أو عن إيمانهم وطاعتهم.

١٥٩

(وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. غني حميد : خبرا المبتدأ مرفوعان بالضمة المنونة بمعنى والله سبحانه غني عن الناس محمود عندهم لأن «حميد» فعيل بمعنى مفعول.

(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) (٧)

(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) : مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير شأن تقديره : أنه والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «أن» و «أن» وما في حيزه من اسمه وخبره قائم مقام مفعولي «زعم» لأن «زعم» بمعنى «ظن» وهو ادعاء العلم يتعدى إلى مفعولين تعدي «علم» أو «ظن». لن : حرف نصب ونفي واستقبال. يبعثوا : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة بمعنى : لن يعادوا إلى الحياة بعد موتهم.

(قُلْ بَلى) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. أصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول بلى : حرف جواب لا محل له وفيه إثبات لما بعد «لن» وهو البعث. أي بلى تبعثون وحق الله ربي.

(وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ) : الواو واو القسم حرف جر. ربي : مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. اللام واقعة في جواب القسم. تبعثن : فعل مضارع مبني للمجهول مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. وسبب بنائه

١٦٠