إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

بخبر «كان» المقدم المحذوف والميم علامة جمع الذكور بمعنى قد كانت لكم قدوة حسنة ..

(أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. حسنة : صفة ـ نعت ـ لأسوة مرفوعة مثلها بالضمة المنونة.

(فِي إِبْراهِيمَ) : جار ومجرور متعلق بأسوة على تأويل الفعل «ائتسى» بمعنى : اقتدى. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة بمعنى : تقتدون بها في إبراهيم وعلى هذا المعنى أيضا يجوز أن يتعلق الجار والمجرور بصفة محذوفة من «إسوة».

(وَالَّذِينَ مَعَهُ) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر لأنه معطوف على مجرور. مع : ظرف مكان منصوب على الظرفية يدل على المصاحبة والاجتماع متعلق بفعل محذوف تقديره آمنوا وهو مضاف والهاء ضمير ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «آمنوا معه» صلة الموصول لا محل لها وهم الأنبياء عليهم‌السلام.

(إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بكانت. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لقوم : جار ومجرور متعلق بقالوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه وجملة «قالوا ..» في محل جر بالإضافة.

(إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ) : الجملة المؤولة من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». براء : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. منكم : جار ومجرور متعلق ببراء والميم علامة جمع الذكور.

(وَمِمَّا تَعْبُدُونَ) : الواو عاطفة. مما : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. تعبدون : الجملة الفعلية

٨١

صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير والمعنى إنا بريئون مما تعبدونه من الآلهة ومنكم .. أي من آلهتكم المعبودة وهي الأصنام.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حالة كونها آلهة من دون الله و «من» حرف جر بياني. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(كَفَرْنا بِكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال بمعنى : قد كفرنا بكم وبما تعبدون من دون الله من آلهتكم أو تكون الجملة في محل رفع خبرا ثانيا لإن. كفر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. بكم : جار ومجرور متعلق بكفرنا والميم علامة جمع الذكور أي بآلهتكم.

(وَبَدا بَيْنَنا) : الواو عاطفة. بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق ببدا وهو مضاف و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ) : معطوف بالواو على «بيننا» ويعرب مثله. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. العداوة : فاعل مرفوع بالضمة.

(وَالْبَغْضاءُ أَبَداً) : معطوف بالواو على «العداوة» ويعرب مثله. أبدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية يدل على التأكيد والاستمرار في المستقبل وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة بمعنى : البغض أبد الآبدين.

(حَتَّى تُؤْمِنُوا) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى أن. تؤمنوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «تؤمنوا» صلة حرف مصدري لا محل لها.

٨٢

(بِاللهِ وَحْدَهُ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتؤمنوا. وحده : حال من لفظ الجلالة منصوب على الظرف عند أهل الكوفة وعلى المصدر عند أهل البصرة وعلى معنى «منفردا» وقد شرح بإسهاب أكثر في الآية الكريمة السبعين من سورة «الأعراف».

(إِلَّا قَوْلَ) : أداة استثناء. قول : اسم مستثنى بإلا استثناء منقطعا منصوب وعلامة نصبه الفتحة أو يكون مستثنى من قوله «أسوة حسنة» لأنه أراد بالأسوة الحسنة قولهم الذي حق عليهم أن يأتوا به ويتخذوه سنة يستنون بها وهو مضاف بمعنى ولكن استثناء قول إبراهيم من القدوة الحميدة.

(إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة. لأبيه : جار ومجرور متعلق بقول وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الأسماء الخمسة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول بمعنى لأبيه الكافر «آزر».

(لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) : الجملة في محل نصب بدل من «قول إبراهيم» أي مستثنى من القول الذي هو «أسوة حسنة» والقصد منها إلى موعد الاستغفار له وما بعده مبني عليه وتابع له بمعنى : أنا استغفر لك وما في طاقتي إلا الاستغفار. اللام لام التوكيد. أستغفرن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لك : جار ومجرور متعلق باستغفر. ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب بمعنى : لا أطلب المغفرة لك من الله لأني لا أستطيع أن أدفع عنك من الله عذابا.

(وَما أَمْلِكُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. أملك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(لَكَ مِنَ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بأملك. من الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال من «شيء» لأنه متعلق بصفة مقدمة منه.

٨٣

(مِنْ شَيْءٍ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. شيء : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول «أملك» أي شيئا.

(رَبَّنا) : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة. التقدير : يا ربنا. حذفت أداة النداء اكتفاء بالمنادى للتوقير و «نا» أعرب في بيننا.

(عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا) : جار ومجرور متعلق بتوكلنا. توكل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : فوضنا إليك أمرنا.

(وَإِلَيْكَ أَنَبْنا) : معطوف بالواو على «عليك توكلنا» ويعرب إعرابه بمعنى وإليك رجعنا والجار والمجرور متعلق بأنبنا.

(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) : الواو عاطفة. إليك : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. المصير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. أي وإليك سبحانك المآل يوم القيامة.

(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٥)

(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. لا : حرف دعاء وتضرع بصيغة طلب وهو جازم. تجعل : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. فتنة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة المنونة.

(لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «فتنة». كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَاغْفِرْ لَنا) : الواو استئنافية. اغفر : فعل دعاء وتضرع مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اللام حرف جر و «نا» ضمير

٨٤

المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باغفر أي خطايانا.

(رَبَّنا إِنَّكَ) : أعرب. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل نصب اسم «إن».

(أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن». أنت : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الحكيم : خبرا «أنت» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. أو يكون الضمير «أنت» في محل نصب توكيد ـ الكاف ـ في «إنك» ويكون «العزيز الحكيم» خبري «إن» خبرا بعد خبرا.

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (٦)

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ) : اللام لام التوكيد أو واقعة في جواب قسم مقدر. قد : حرف تحقيق. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. لكم : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» المقدم المحذوف والميم علامة جمع الذكور.

(فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بكان. أسوة : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. حسنة : صفة ـ نعت ـ لأسوة مرفوعة مثلها بالضمة المنونة. ويجوز أن يكون الجار والمجرور «فيهم» متعلقا بحال مقدمة من «أسوة» والضمير يعود على «إبراهيم والذين معه» أي قدوة حسنة.

(لِمَنْ كانَ يَرْجُوا) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب بدل من «لكم». كان : أعرب : واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «كان يرجو الله» صلة الموصول لا محل لها. يرجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي ثواب الله.

٨٥

(اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) : لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «يرجو الله ..» في محل نصب خبر «كان» الواو عاطفة. اليوم : مفعول به منصوب بيرجو وعلامة نصبه الفتحة. الآخر : صفة ـ نعت ـ لليوم منصوب بالفتحة.

(وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الرابعة والعشرين من سورة «الحديد».

(عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٧)

(عَسَى اللهُ) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر. الله لفظ الجلالة : اسم «عسى» مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة والفعل «عسى» هنا معناه : يتوقع ويرجى وبمعنى «لعل» وهو فعل جامد.

(أَنْ يَجْعَلَ) : حرف مصدري ناصب. يجعل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «يجعل ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر وهذا المصدر بتأويل مشتق «جاعلا» في محل نصب خبر «عسى» وقبل هذا التقدير يكون التأويل بالمصدر غير واف بالمعنى إذ لا معنى لقولنا : «عسى الله جعلا ـ مصدر جعل ـ كما لا يمكن أن يتألف من الاسم والخبر بهذه الصورة جملة مفيدة عند نزع الفعل الناقص فلا يقال : الله جعل. بل الصحيح أن يقال : الله جاعل بمعنى أنه يجب تأويل المصدر المؤول بمشتق حتى يستقيم المعنى وهناك أوجه لإعرابها في الآية الثانية بعد المائة من سورة «التوبة» دونت فيها.

(بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيجعل أو بحال مقدمة من «مودة» وعلامة نصب الفتحة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. وبين : معطوف بالواو على «بين» ويعرب مثله وهو مضاف.

٨٦

(الَّذِينَ عادَيْتُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. عاديتم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْهُمْ مَوَدَّةً) : حرف جر بياني ـ من .. البيانية ـ و «هم» ضمير متصل في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» التقدير : حالة كونهم منهم. مودة : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(وَاللهُ قَدِيرٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. قدير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : معطوف بالواو على «الله قدير» ويعرب إعرابه. رحيم : خبر ثان للفظ الجلالة مرفوع بالضمة المنونة.

(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (٨)

(لا يَنْهاكُمُ اللهُ) : نافية لا عمل لها. ينهى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكر حرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(عَنِ الَّذِينَ) : حرف جر كسر آخره لالتقاء الساكنين. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بينهى.

(لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يقاتلوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «كم» أعرب في «ينهاكم». في الدين : جار ومجرور متعلق بيقاتلوكم بمعنى بسبب الدين بمعنى : لا ينهاكم الله عن الكافرين الذين لم يقاتلوكم.

٨٧

(وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) : معطوفة بالواو على «لم يقاتلوكم». من ديار : جار ومجرور متعلق بيخرجوا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(أَنْ تَبَرُّوهُمْ) : حرف مصدري ناصب. تبروا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به وجملة «تبروهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بدل من «الذين لم يقاتلوكم» بمعنى : لا ينهاكم عن مبرة هؤلاء أي عن الإحسان إليهم وإكرامهم.

(وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) : معطوفة بالواو على «تبروا» وتعرب إعرابها. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بتقسطوا بمعنى : وتعدلوا معهم بمعنى ولا ينهاكم عن معاملتهم بالعدل.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة اسم «إن» منصوب وعلامة النصب الفتحة.

(يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المقسطين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٩)

(إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. إنما : كافة ومكفوفة بمعنى : عن موادة الكافرين الذين.

(قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل نصب

٨٨

مفعول به والميم علامة جمع الذكور. في الدين : جار ومجرور متعلق بقاتلوا بمعنى : بسبب الدين. أي عن بر الذي قاتلوكم.

(وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) : معطوفة بالواو على «قاتلوكم» وتعرب مثلها. من دياركم : جار ومجرور متعلق بأخرجوا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور أي أخرجوكم وعاونوا أعداءكم على إخراجكم.

(وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ) : تعرب إعراب «اخرجوا» والألف فارقة. على إخراجكم : جار ومجرور متعلق بظاهروا. و «كم» أعرب في «دياركم».

(أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ) : تعرب إعراب «أن تبروهم» في الآية الكريمة السابقة. الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(يَتَوَلَّهُمْ) : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به بمعنى : ومن يتخذهم أولياء وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» و «ظاهروا» بمعنى عاونوا ..

(فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. هم : ضمير مفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ ثان وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الظالمون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هم الظالمون» في محل رفع خبر «أولئك» أي الظالمون أنفسهم.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١٠)

٨٩

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا) : أعرب في الآية الكريمة الأولى. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه والجملة الفعلية «جاءكم المؤمنات» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا».

(جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) : فعل ماض مبني على الفتح. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ المؤمنات : فاعل مرفوع بالضمة وقد ذكر الفعل لأنه فصل عن فاعله بفاصل. مهاجرات : حال من «المؤمنات» منصوب بالكسرة المنونة لأنه جمع مؤنث سالم.

(فَامْتَحِنُوهُنَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم فلا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. امتحنوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى مهاجرات من مكة إلى المدينة فاختبروهن هل هن مؤمنات أم لا.

(اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل بمعنى : أعلم منكم. بإيمان : جار ومجرور متعلق بأعلم و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث ـ النسوة .. الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. علمتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. والواو لإشباع

٩٠

الميم. و «هن» أعرب في «امتحنوهن». مؤمنات : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه جمع مؤنث سالم وأعرب مفعولا ثانية لأن «علم» من أفعال القلوب بمعنى «الظن» أي فإن ظننتموهن مؤمنات بمعنى : تحققتم صدقهن.

(فَلا تَرْجِعُوهُنَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بنهي مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. لا : ناهية جازمة. ترجعوا : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» أعرب بمعنى : فلا تردوهن إلى أزواجهن الكفار بعد اختبارهن هل هن مؤمنات أم لا.

(إِلَى الْكُفَّارِ) : جار ومجرور متعلق بترجعوا وحذف الموصوف اختصارا وحلت الصفة «الكفار» محله المعنى : أزواجهن الكفار.

(لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ) : الجملة الاسمية في محل نصب حال. لا : نافية لا عمل لها. هن : ضمير منفصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حل : خبر «هن» مرفوع بالضمة المنونة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بحل ـ بتأويل فعله ـ أو بصفة محذوفة من «حل».

(وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. يحلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل اللام حرف جر و «هن» ضمير النسوة ـ الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيحلون .. ويجوز أن تكون الجملة الاسمية «لا هن حل لهم» والجملة المعطوفة عليها تفسيرية لا محل لها.

(وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) : الواو عاطفة. آتوا : تعرب إعراب «امتحنوا» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول. ما : اسم

٩١

موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. أنفقوا : تعرب إعراب «آمنوا» والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما أنفقوه. بمعنى وأعطوا أزواجهن مثل ما دفعوا إليهن من المهور.

(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) : الواو استئنافية. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». جناح : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا بمعنى : لا إثم كائن. عليكم : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف والميم علامة جمع الذكور.

(أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) : حرف مصدرية ونصب. تنكحوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هن» ضمير النسوة ـ الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. وجملة «تنكحوهن» أي تتزوجوهن صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : في أن تنكحوهن. التقدير والمعنى : فلا إثم عليكم في زواجهن.

(إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) : أعرب. آتيتموهن : تعرب إعراب «علمتموهن». أجور : مفعول به ثان منصوب بآتيتم المتعدي إلى مفعولين و «هن» سبق إعرابه في «إيمانهن» وجملة «آتيتموهن أجورهن» في محل جر بالإضافة وحذف جواب «إذا» اختصارا ولتقدم معناه. التقدير : إذا آتيتموهن أجورهن فلا جناح عليكم أن تنكحوهن.

(وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) : الواو عاطفة. لا تمسكوا : تعرب إعراب «لا ترجعوا». بعصم : جار ومجرور متعلق بتمسكوا. الكوافر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : إياكم وإياهن ولا تكن بينكم وبين الكافرات عصم : جمع «عصمة».

(وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ) : تعرب إعراب «وآتوا ما» والجملة الفعلية «أنفقتم» صلة الموصول لا محل لها وتعرب إعراب «علمتم» والعائد ـ الراجع ـ إلى

٩٢

الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما أنفقتموه من مهور أزواجكم.

(وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا) : الواو عاطفة. اللام لام الأمر ـ الطلب ـ يسألوا : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه : حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما أنفقوا : أعربت بمعنى ما دفعوه من مهور نسائهم.

(ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والميم علامة الجمع. حكم : خبر «ذلكم» مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة والإشارة إلى جميع ما ذكر في الآية.

(يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «حكم الله» على حذف الضمير .. أي يحكمه الله أو جعل «الحكم» حاكما على المبالغة أو تكون الجملة الفعلية استئنافية لا محل لها. يحكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بين : ظرف مكان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية متعلق بيحكم وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عليم حكيم : خبران للفظ الجلالة بالتتابع أي خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة.

(وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (١١)

(وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. فات : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن الكاف ضمير متصل ـ

٩٣

ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. شيء : فاعل مرفوع بالضمة المنونة بمعنى وإن سبقكم وانفلت منكم أحد منهن.

(مِنْ أَزْواجِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «شيء» لأن «من» هنا حرف جر بياني. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ) : جار ومجرور متعلق بفات. عاقبتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى فجاءت عقبتكم من أداء المهر أو نوبتكم من أداء المهر والفاء في «فعاقبتم» حرف عطف.

(فَآتُوا الَّذِينَ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. آتوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. والجملة الفعلية بعده «ذهبت أزواجهم» صلة الموصول لا محل لها.

(ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أزواج : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : فرت أزواجهم إليكم. وأزواج : أي زوجات.

(مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) : مفعول به ثان منصوب بآتوا المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. أنفقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير

٩٤

متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : فآتوا من فاتته امرأته إلى الكفار قدر مالها من مهر المهاجرة.

(وَاتَّقُوا اللهَ) : الواو استئنافية. اتقوا : تعرب إعراب «آتوا». الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم بالفتحة.

(الَّذِي أَنْتُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «أنتم به مؤمنون» صلة الموصول لا محل لها.

(بِهِ مُؤْمِنُونَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «أنتم». مؤمنون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٢)

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ) : أعرب في الآية الكريمة العاشرة. النبي : صفة ـ نعت ـ لأي مرفوع بالضمة على لفظ «أي».

(يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «المؤمنات» وهي فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى يعاهدنك. على : حرف جر. أن : حرف مصدري ناصب.

(لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) : نافية لا عمل لها. يشركن : تعرب إعراب «يبايعن». بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيشركن والفعل في محل نصب

٩٥

بأن. شيئا مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي على معنى المصدر ـ إشراكا ـ أو يكون صفة للمصدر المحذوف أو نائبا عنه. بمعنى يعاهدنك على عدم الشرك أي لا يعبدن غير الله ولا يتخذن من دونه إلها آخر والجملة الفعلية «لا يشركن بالله شيئا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى. التقدير على عدم الشرك والجار والمجرور متعلق بيبايعن.

(وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ) : الجمل الفعلية معطوفات بالواو على «لا يشركن» وتعرب إعرابها وحذف مفعول «يسرقن» اختصارا لأنه معلوم. أولاد : مفعول «يقتلن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ) : جار ومجرور متعلق بيأتين. يفترينه : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لبهتان وهي تعرب إعراب «يبايعن» والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

(بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) : شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في «يفترينه» أو في محل جر صفة لبهتان. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيفتري وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف. هن : ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان الواو عاطفة. أرجلهن : معطوف على «أيديهن» ويعرب إعرابه. وعلامة جر «الأرجل» الكسرة الظاهرة.

(وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) : معطوفة بالواو على جملة «لا يأتين» وتعرب مثلها. في معروف : جار ومجرور متعلق بيعصين. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ في محل نصب مفعول به.

٩٦

(فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء رابطة لجواب الشرط. بايع : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : فعاهدن. واستغفر : معطوفة بالواو على «بايع» وتعرب مثلها.

(لَهُنَّ اللهَ) : اللام حرف جر و «هن» ضمير الإناث الغائبات مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باستغفر. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. غفور رحيم : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (١٣)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً) : أعرب في الآية الكريمة الأولى بمعنى : لا تتخذوا قوما أولياء لكم.

(غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» بمعنى : قوما مغضوبا عليهم. غضب : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بغضب.

(قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية للموصوف «قوما» ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من «قوما» بعد وصفهم. قد : حرف تحقيق. يئسوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من الآخرة : جار ومجرور متعلق بيئسوا بمعنى يئسوا من أن يكون لهم حظ في الحياة أو من خير الآخرة ونعيمها لكفرهم بها.

٩٧

(كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. التقدير : يئسوا يأسا مثل يأس الكفار. أو تكون الكاف حرف جر للتشبيه و «ما» مصدرية والجملة الفعلية «يئس الكفار» صلة حرف مصدري لا محل لها. يئس : فعل ماض مبني على الفتح. الكفار : فاعل مرفوع بالضمة و «ما» وما بعدها بتاويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف ـ التقدير : يئسوا يأسا كيأس الكفار وهم المغضوب عليهم.

(مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الكفار» و «من» حرف جر بياني. التقدير حال كونهم من أصحاب القبور بمعنى : كما يئس الذين قبروا من خير الآخرة لأنهم تبينوا قبح حالهم وسوء منقلبهم. القبور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي يئسوا من موتاهم أن يبعثوا ويرجعوا أحياء وعلى هذا المعنى يكون الجار والمجرور من «أصحاب القبور» متعلقا بيئس.

***

٩٨

سورة الصف

معنى السورة : الصف : لفظة تأتي مصدرا واسما من الفعل «صف» نحو : صف الشيء ـ يصفه صفا .. من باب «رد» بمعنى : أقامه صفا. وصف القوم : أي أقامهم صفا فاصطفوا. و «الصف» جمعه : صفوف. ومن معاني الفعل أيضا .. يقال : صف الشيء ـ يصفه ـ صفا أي نظمه طولا مستويا .. واسم الفاعل هو صاف. واسم المفعول هو مصفوف .. وقد يستعمل الفعل «صف» لازما ومتعديا نحو : صففت الجند : بمعنى : أقمتهم صفوفا في الحرب فصفوا هم. وصف الطائر ـ يصف أيضا : أي بسط جناحيه في طيرانه فلم يحركهما وفي حديث : «كل ما دف ودع ما صف» أي كل ما لا يحرك جناحيه في طيرانه كالحمام .. ولا تأكل ما صف جناحيه كالنسر والصقر .. أما «المصف» بفتح الميم والصاد فهو موقف الحرب وجمعه مصاف .. وهذه اللفظة ممنوعة من الصرف.

تسمية السورة : سمى سبحانه إحدى سور القرآن المجيد بهذه اللفظة «الصف» وقد أطلقها على المؤمنين الساعين إلى نشر دينه جلت قدرته وهو الإسلام وجاءت الكلمة في آية من آيات هذه السورة في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) صدق الله العظيم. وفي سبيله : بمعنى : في سبيل نشر دينه وهو الإسلام وإعزاز كلمته نزلت هذه الآية الكريمة يوم ولى المسلمون الأدبار يوم أحد تبكيتا لهم بعد أن قالوا : لو علمنا أحب الأعمال إلى الله لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا. فأراد الله تعالى منهم أن يعلموا أن الله يحب الذين يعزون دينه ويقاتلون في سبيله كأنهم في تساندهم وتماسكهم بنيان متين لا منفذ فيه لاقتحام عدو .. أي يقاتلون صفوفا متراصة أو بمعنى : صافين أنفسهم أو مصفوفين.

فضل قراءة السورة : قال الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الصف» كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن

٩٩

سلام قال : «تذاكرنا أيكم يأتي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيسأله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ فلم يقم أحد منا فأرسل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلينا رجلا فقرأ علينا هذه السورة الكريمة» يعنى سورة «الصف» كلها.

إعراب آياتها

(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآيتين الكريمتين الأوليين من سورتي «الحديد» و «الحشر».

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) (٢)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أي». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لا وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة .. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أما «ها» فحرف زائد للتنبيه.

(لِمَ تَقُولُونَ) : اللام حرف جر وهي لام الإضافة داخلة على «ما» الاستفهامية والميم أصلها «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتقولون وسقطت ألفها لأنها مجرورة بحرف جر. تقولون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(ما لا تَفْعَلُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا : نافية لا عمل لها. تفعلون : تعرب إعراب «تقولون» والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : لا تفعلونه.

(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) (٣)

(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ) : فعل ماض مبني على الفتح وفيه معنى التعجب من غير لفظه. مقتا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة. عند : ظرف مكان

١٠٠