إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : كفروا برسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أي الله سبحانه هو الذي أخرج اليهود.

(مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) : جاران ومجروران متعلقان بأخرج و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه واللام هنا بمنزلة «في» أي في أول الحشر أو عند أول الحشر أي في أول جمعهم. الحشر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا) : نافية لا عمل لها. ظننتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. أن : حرف مصدري ناصب. يخرجوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «يخرجوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «ظن».

(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ) : الواو عاطفة. ظنوا : تعرب إعراب «كفروا». أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «ظنوا».

(مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «أن». مانعة : خبر مقدم مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه وهو من إضافة اسم الفاعل إلى معموله ـ مفعوله ـ حصون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة و «هم» أعرب. وقد قدم الخبر على المبتدأ لفرط وثوقهم بحصانتها ومنعها إياهم أي تحميهم من الله.

(مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق باسم الفاعل «مانعة» الفاء استئنافية. أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى فأتاهم عذاب الله.

٤١

(مِنْ حَيْثُ) : حرف جر. حيث : اسم مبني على الضم في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأتى بمعنى فجاءهم العذاب من جهة لا يتخيلونها.

(لَمْ يَحْتَسِبُوا) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يحتسبوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : من جهة لم يعلموها.

(وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) : الواو عاطفة. قذف : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في قلوب : جار ومجرور متعلق بقذف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الرعب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وألقى أو وأثبت وركز في قلوبهم الفزع.

(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بيوت : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. بأيدي : جار ومجرور متعلق بيخرجون و «هم» أعرب في «بيوتهم».

(وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) : معطوف بالواو على «بأيديهم» ويعرب مثله أي وبأيدي المؤمنين لكي لا ينتفع بها وبأيدي المؤمنين بسبب دواعي القتال وعلامة جر «أيدي» الكسرة المقدرة على الياء للثقل وعلامة جر «المؤمنين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. اعتبروا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فاتعظوا بما دبر الله ويسر من أمر إخراجهم وتسليط المؤمنين عليهم من غير قتال. يا : أداة نداء. أولي : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والكلمة تكتب بواو لا تلفظ وهي جمع بمعنى «ذوي» لا واحد له

٤٢

وقيل هو اسم جمع واحده : ذو بمعنى صاحب. الأبصار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) (٣)

(وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لوجود ـ أن : حرف مصدري. كتب : فعل ماض مبني على الفتح.

(اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ) : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «كتب الله عليهم الجلاء» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ التقدير : لو لا كتابة الله وخبر المبتدأ محذوف وجملة «كتابة الله ..» ابتدائية لا محل لها. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بكتب. الجلاء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجلاء : أي الطرد من مساكنهم.

(لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم فلا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو لا» عذب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. في الدنيا : جار ومجرور متعلق بعذب وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى لعذبهم بالقتل والسبي.

(وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف والجار والمجرور «في الآخرة» متعلق بالعذاب ويجوز أن يكون في محل نصب حالا لأنه متعلق بصفة مقدمة من عذاب.

(عَذابُ النَّارِ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. النار : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

٤٣

** (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية .. يقال : حشر ـ يحشر الناس ـ من باب «ضرب» وباب «نصر» بمعنى : جمعهم والمراد بأهل الكتاب هنا : طائفة من اليهود كانت تناصب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ العداء وهم من يهود بني النضير كانوا يقيمون في المدينة فأجلاهم الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن جزيرة العرب ولأول الحشر : أي في أول حشرهم بمعنى جمعهم من جزيرة العرب إذ لم يصبهم هذا الذل قبل ذلك وقيل : إن أول حشرهم هو حشرهم للقتال أو الجلاء إلى الشام وآخر حشرهم : هو إجلاء عمر ـ رضي الله عنه ـ إياهم من خيبر .. ومن ديارهم : بمعنى : من مساكنهم. وقال صاحب «التفسير الوجيز» الحشر : هو إخراج جمع من مكان إلى مكان آخر وأضيف «أول» إليه كإضافة «جميل» للصبر أي الصبر الجميل والحشر الأول .. وقيل : أخرجوا في زمن عمر ـ رضي الله عنه ـ من جزيرة العرب إلى الشام .. كان بنو النضير من اليهود قد عاهدوا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على ألا يكونوا له ولا عليه فلما انهزم المسلمون يوم أحد نكثوا عهدهم وذهب قائدهم كعب بن الأشرف إلى مكة وحالف قريشا على حرب رسول الله فقاتلهم الرسول وانتصر عليهم وأجلاهم إلى سورية لأنهم غدروا بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وبعد أن حاصرهم الرسول رضوا بالجلاء من جزيرة العرب.

** (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة بمعنى : أي شيء قطعتم من نخلة كريمة و «لينة» جمعها : لين وهي الدقل وهو ضرب من النخل. قال الأخفش : هو جمع واحدته : لينة ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء وأصلها لونة.

** سبب نزول الآية : قال اليهود للنبي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : كنت تنهى عن الفساد في الأرض فكيف تأمر بقطع النخيل؟ فنزلت هذه الآية الكريمة تقول : إن ذلك كان بأمر الله لنكاية الكافرين.

** (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة .. و «اليتامى» جمع «يتيم» وثمة جمع آخر هو «الأيتام» وقيل من أحب ولده رحم الأيتام. و «أحب» يتعدى إلى المفعول نحو : أحبه فهو محب ـ بفتح الحاء اسم مفعول ـ وبكسرها اسم فاعل ومثله الفعل «حب» نحو : يحبه فهو محبوب ـ اسم مفعول و «حاب» اسم فاعل وهو من باب «ضرب» وحببته ـ أحبه ـ من باب «تعب» لغة وفيه لغة لهذيل : حاببته حبابا ـ من باب قاتل ـ فهو محبوب وحبيب ـ فعيل بمعنى مفعول ـ وهي حبيبة ـ وهن حبائب وجمع المذكر : أحباء ـ على وزن أفعلاء ـ وكان القياس أن يجمع على «فعلاء» مثل «شرفاء» ولكن استكره لاجتماع المثلين ـ أي الباءين ـ فقالوا : كل ما كان على وزن «فعيل» من الصفات فإن كان غير مضاعف فبابه : فعلاء مثل ـ شريف .. وشرفاء ـ وإن كان مضاعفا فبابه : أفعلاء .. مثل : حبيب ـ أحباء .. طبيب ـ أطباء .. خليل ـ أخلاء. قال الشاعر :

إذا شئت أن تقلى فزر متواترا

وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا

أي إذا أردت أن تبغض أو تكره فزر زيارات متتابعة ـ أي زيارة بعد زيارة ـ أما «الغب» بكسر الغين فهو أن تزور يوما وتدع يوما وذلك فيه راحة للزائر والمزور .. قال البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ سمعت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا

٤٤

يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه ـ أو أبغضهم الله» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعلى ذكر «البغض» قال الشاعر :

أحبب حبيبك حبا رويدا

فقد لا يعولك أن تصرما

وأبغض بغيضك بغضا رويدا

إذا أنت حاولت أن تحكما

وعن الإغباب قال الشاعر :

عليك بإغباب الزيارة ؛ إنها

إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا

ألم تر أن القطر يسأم دائما

ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا

والمراد بقوله تعالى «فلله» هو : فهو لله أي في سبيل الله أو فلله الأمر فيه .. والمراد بذي القربى : ذي القرابة أي أقرباء الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من بني هاشم وبني المطلب الذين لا تحلل لهم الصدقة حفظا لمكانتهم ومنزلتهم .. وقيل : لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينفق منه على أهله وأقربائه ولليتامى والمساكين ..

** (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة التاسعة وقد أضيف «الشح» إلى «النفس» لأنه غريزة فيها أي ومن غلب ما أمرته به بمعونة الله .. وأفرد الفعل «يوق» والضمير ـ الهاء ـ في نفسه على لفظ «من» وجاء بصيغة الجمع في «أولئك هم المفلحون» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى. والشح هو أشد البخل .. قال الشاعر :

يمارس نفسا بين جنبيه كزة

إذا هم بالمعروف قالت له مهلا

أي إن نفس الرجل كزة حريصة على المنع واللؤم. والكزازة : هي اليبس والانقباض.

يقال : هذا رجل كز اليدين : إذا كان بخيلا. الشاعر يصف رجلا بالبخل والشح المطاع وأنه إذا هم يوما أن يسمح بمعروف قالت له نفسه : مهلا فيطيعها ويمتنع عن الخير. وقيل : ثلاثة تبغضهم الناس من غير ذنب إليهم : الشحيح والأكول والمتكبر : يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا لأنه كالواقف على التل.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن المنذر عن زيد الأصم : أن الأنصار قالوا : يا رسول الله أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال : لا .. ولكن تكفونهم المئونة وتقاسمونهم الثمرة والأرض أرضكم فقالوا : رضينا فأنزل الله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) بمعنى : سكنوا المدينة واعتقدوا الإيمان لأن الإيمان لا يتبوأ ..

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٤)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثالثة عشرة من سورة «الأنفال» بمعنى : ذلك الإجلاء لهم.

(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) (٥)

٤٥

(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم بقطعتم بمعنى : أي شيء .. قطعتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بما. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. من : حرف جر بياني «من .. البيانية». لينة : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» التقدير : أي شيء قطعتموه حالة كونه من لينة وهي جمع «لين» وهو الدقل ـ ضرب من النخل.

(أَوْ تَرَكْتُمُوها) : معطوفة بأو حرف العطف للتخيير «قطعتم» وتعرب إعرابها. الواو لإشباع الميم و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به يعود على «ما» لأنه في معنى اللينة وهي النخلة.

(قائِمَةً عَلى أُصُولِها) : حال من الضمير «ها» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. على أصول : جار ومجرور متعلق بقائمة على تأويل الفعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فَبِإِذْنِ اللهِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم الفاء واقعة في جواب الشرط. بإذن : جار ومجرور متعلق بخبر لمبتدإ محذوف اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. التقدير : فقطعها بإذن الله وأمره. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) : الواو عاطفة على فعل محذوف تقديره : أذن الله لكم في القطع والترك ليذل اليهود ويغيظهم اللام حرف جر للتعليل. يخزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الفاسقين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «يخزي الفاسقين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بالفعل المقدر.

٤٦

(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٦)

(وَما أَفاءَ اللهُ) : الواو عاطفة. ما : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أفاء». أفاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بما. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى ما أرجعه وأعاده الله.

(عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) : جار ومجرور متعلق بأفاء والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «ما» التقدير والمعنى : أي شيء أرجعه الله على رسوله حال كونه منهم أي من أموال الكافرين اليهود.

(فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم فعلها منفي بما مسبوقة بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. أوجفتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. عليه : جار ومجرور متعلق بأوجفتم بمعنى : فما أجريتم في تحصيله أو أسرعتم أو أعملتم على غنمه.

(مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الضمير «الهاء» في «عليه» و «من» حرف جر بياني لبيان جنس الضمير في الذي أوجفوا عليه وتمييز له بتقدير : خيلا ولا ركابا. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. ركاب : معطوف على «خيل» ويعرب إعرابه بمعنى ولا إبلا أي ولا تعبتم في القتال عليه وإنما مشيتم إليه على أرجلكم. والوجيف : سرعة السير. أما «الركاب» فهو ما يركب من الإبل.

(وَلكِنَّ اللهَ) : الواو استدراكية. الله لفظ الجلالة اسم «لكن» الحرف المشبه بالفعل منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

٤٧

(يُسَلِّطُ رُسُلَهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. رسله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

(عَلى مَنْ يَشاءُ) : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيسلط. يشاء : تعرب إعراب «يسلط» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف مفعول «يشاء» اختصارا.

(وَاللهُ عَلى كُلِ) : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٧)

(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. القرى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : ما أخذ من أموال الكفار الأعداء من غير قتال.

(فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مبتدأ محذوف. التقدير : فهو لله أي في سبيل الله. الواو عاطفة. للرسول : يعرب إعراب «لله».

(وَلِذِي الْقُرْبى) : الواو عاطفة. لذي : يعرب إعراب «للرسول» وعلامة جر «ذي» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. القربى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

٤٨

(وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) : الأسماء الثلاثة تعرب إعراب «للرسول» وعلامة جر «اليتامى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. السبيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) : أداة نصب. لا : نافية لا عمل لها. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «الفيء» دولة : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى كيلا يكون الفيء أو الغنيمة متداولا أو دائرة أو دولة جاهلية أو بمعنى أخذه غلبة أو دائرة جاهلية. أي لا تكون الغنائم دائرة بين الأغنياء دون الفقراء كما هي الحال في الجاهلية.

(بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيكون أو بدولة ـ على تأويل فعله ـ وهو مضاف. الأغنياء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. منكم : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الأغنياء» التقدير : حالة كونهم منكم والميم علامة جمع الذكور.

(وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) : معطوف بالواو على «ما» ويعرب مثله. أتاكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر فعل الشرط في محل جزم بما. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور بمعنى : وما أعطاكم إياه الرسول من قسمة غنيمة. الرسول : فاعل مرفوع بالضمة.

(فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. خذوه : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وما نهاكم : معطوف بالواو على «ما آتاكم» ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «الرسول» بمعنى ونهاكم الرسول عن أخذه منها.

٤٩

(عَنْهُ فَانْتَهُوا) : جار ومجرور متعلق بنهى. فانتهوا : تعرب إعراب «فخذوا» بمعنى : فانتهوا عنه ولا تتبعه أنفسكم.

(وَاتَّقُوا اللهَ) : الواو استئنافية. اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم (إِنَ) منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(شَدِيدُ الْعِقابِ) : خبر «إن» مرفوع بالضمة. العقاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (٨)

(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ) : جار ومجرور بدل من قوله «لذي القربى» والمعطوف عليه أو يكون بدلا ممن تقدم ذكره بإعادة حرف الجر أو هو بدل من «المساكين» خاصة. المهاجرين : صفة ـ نعت ـ للفقراء مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : فيعطى الفيء لذوي الحاجة ..

(الَّذِينَ أُخْرِجُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ثانية للفقراء. أخرجوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة.

(مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بأخرجوا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه. وأموالهم : معطوف بالواو على «ديارهم» ويعرب إعرابه والجملة الفعلية بعده «يبتغون فضلا» في محل نصب حال من ضمير الغائبين.

٥٠

(يَبْتَغُونَ فَضْلاً) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فضلا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(مِنَ اللهِ وَرِضْواناً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيبتغون أو بصفة محذوفة من «فضلا». ورضوانا : معطوف بالواو على «فضلا» ويعرب مثله. وحذفت الصلة اختصارا واكتفاء بذكرها أول مرة بمعنى يطلبون فضلا من الله ورضوانا منه سبحانه.

(وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) : معطوفة بالواو على «يبتغون فضلا» وتعرب إعرابها الواو عاطفة. رسوله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

(أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. الكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الصادقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم الصادقون» في محل رفع خبر «أولئك» بمعنى : أولئك هم الصادقون في إيمانهم وجهادهم.

(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٩)

(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا) : الواو عاطفة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر معطوف على «المهاجرين» وهم الأنصار. ويجوز أن تكون الواو استئنافية و «الذين» في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية «يحبون من ..» في محل رفع خبره. تبوءوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(الدَّارَ وَالْإِيمانَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «تبوءوا الدار والإيمان» صلة الموصول لا محل لها. والإيمان : معطوف

٥١

بالواو على «الدار» منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى وسكنوا الدار أي المدينة وأخلصوا أو ولزموا الإيمان بمعنى : وجعلوا الإيمان مستقرا ومتوطنا لهم وهنا حذف عامل معطوف بالواو على ما قبله مع بقاء الواو وبقاء معطوفها والمعطوف عليه لأن الكلام دال عليه بمعنى : واعتقدوا الإيمان لأن الإيمان لا يتبوأ أو يكون بمعنى : دار الهجرة ودار الإيمان فأقيم لام التعريف في «الدار» مقام المضاف إليه وحذف المضاف من دار الإيمان ووضع المضاف إليه مقامه.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بتبوءوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه أي من قبل المهاجرين أو هجرتهم.

(يُحِبُّونَ مَنْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية بعده «هاجر إليهم» صلة الموصول لا محل لها.

(هاجَرَ إِلَيْهِمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إليهم : جار ومجرور متعلق بهاجر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بإلى بمعنى : من لحق بهم.

(وَلا يَجِدُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يجدون : تعرب إعراب «يحبون» بمعنى ولا يعلمون.

(فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً) : جار ومجرور متعلق بيجدون أو بحال مقدمة من «حاجة» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. حاجة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى في أنفسهم حسدا.

(مِمَّا أُوتُوا) : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «حاجة» أوتوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو

٥٢

الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : مما أوتوه أي أعطوه من الغنيمة أو مما أوتي المهاجرون بمعنى : أعطوه من الفيء وغيره.

(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) : معطوفة بالواو على «يحبون» وتعرب مثلها. على أنفس : جار ومجرور متعلق بيؤثرون و «هم» أعرب.

(وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) : الواو حالية. لو : مصدرية والجملة بتأويل مصدر في محل نصب حال من الضمير في «يؤثرون» أي مفروضة خصاصتهم أي خلتهم أو حاجتهم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «كان» المقدم المحذوف. خصاصة : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة وجملة «كان بهم خصاصة» صلة حرف مصدري لا محل لها.

(وَمَنْ يُوقَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يوق : فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(شُحَّ نَفْسِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. نفسه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط وما بعدها «أولئك هم المفلحون» يعرب إعراب «أولئك هم الصادقون» في الآية الكريمة السابقة.

(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١٠)

٥٣

(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ) : يعرب إعراب «والذين تبوءوا من قبلهم يحبون» الوارد في الآية الكريمة السابقة.

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ رب : منادى مضاف بأداة نداء محذوفة. أصله : يا ربنا حذفت أداة النداء اكتفاء بالمنادى للتوقير منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اغفر : فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باغفر.

(وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ) : الواو عاطفة. لإخوان : جار ومجرور متعلق باغفر. و «نا» أعرب في «ربنا». الذين : اسم موصول في محل جر صفة للإخوان.

(سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) : تعرب إعراب «جاءوا» و «نا» ضمير المتكلمين المتصل في محل نصب مفعول به. بالإيمان : جار ومجرور متعلق بسبقوا.

(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا) : الواو عاطفة. لا : حرف دعاء جازم. تجعل : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. في قلوب : جار ومجرور متعلق بتجعل و «نا» أعرب في «ربنا».

(غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «غلا». آمنوا : تعرب إعراب «جاءوا».

(رَبَّنا إِنَّكَ) : أعرب. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم إن.

(رَؤُفٌ رَحِيمٌ) : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.

٥٤

** (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : ألم تنظر يا محمد إلى المنافقين أي الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر يقولون لطائفة من اليهود والله لئن أخرجكم محمد لنخرجن معكم من ديارنا.

** سبب نزول الآية : قال السدي : أسلم ناس من أهل قريظة وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لأهل النضير : «لئن أخرجتم ..» فنزلت هذه الآية الكريمة والمراد بالمنافقين : عبد الله بن أبي وصحبه كانوا يقولون لإخوانهم الكفرة من اليهود كبني النضير وغيرهم .. ذلك القول وهم كاذبون فيما يقولون يقال : خرج ـ يخرج ـ خروجا .. من باب «دخل» يدخل دخولا ويتعدى الفعل الرباعي «أخرج» نحو : أخرجه من داره و «المخرج» بضم الميم وفتح الراء : يكون مصدر «أخرج» ومفعولا به واسم مكان واسم زمان نحو : أخرجه مخرج صدق مخرجه .. ومنه الفعل المزيد «تخرج» و «خرج» نحو : خرج الولد في المدرسة وخرجه في اللغة : بمعنى : دربه وعلمه فتخرج وصار مخرجا ـ اسم مفعول ـ وخريجا ومتخرجا .. ومن أقوالهم غير الفصيحة : تخرج من الكلية .. والصواب تخرج في الكلية لأن المعنى : تدرب وتعلم في الكلية فتخرج فيها .. ويقولون خطأ : ألقي القبض على جماعة من الخارجين عن القانون. والصواب : على القانون لأن الخارج على القانون هو المتمرد المجاوز حده.

** (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : لئن أخرج اليهود من مساكنهم لا يخرج معهم المنافقون كما زعموا لهم ولئن قوتلوا لا يؤازرونهم ولئن نصروهم وساندوهم مضطرين ـ على الفرض ـ لينهزمن والعبارة : كناية عن الهزيمة والنكوص.

** (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. المعنى : مثل اليهود كمثل من سبقوهم في زمان قريب أي عوقبوا أو قتلوا قريبا منهم أي ذاقوا عذاب القتل في الدنيا والأصل سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم للرسول الكريم .. يقال : وبل المرتع ـ يوبل ـ وبلا ووبالا فهو وبيل : أي ثقيل وخيم والوابل : المطر الشديد ويقال : وبلت السماء .. من باب «وعد» قال الأخفش ومنه قوله تعالى : «أخذا وبيلا» أي شديدا ومثله عذاب وبيل : بمعنى : شديد .. وأصل «الوبال» الثقل والشدة ويقال : العمل السيئ وبال على صاحبه : أي سيئ العاقبة.

** (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى يوم القيامة وقد عبر سبحانه عن الآخرة بالغد كأن الدنيا والآخرة نهاران : يوم وغد .. وسمى سبحانه يوم القيامة باليوم الذي يلي يومنا تقريبا له أي ليوم القيامة. وعن الحسن : لم يزل يقربه حتى جعله كالغد وجاءت اللفظة نكرة على تقدير : فلتنظر نفس واحدة في ذلك أي إن تفكيرها استقلال للأنفس النواظر فيما قدمن للآخرة .. وأما سبب مجيء «الغد» نكرة وهو يعني به يوم القيامة فلتعظيمه وإبهام أمره كأنه قيل : لغد لا يعرف كنهه ـ سره ـ لعظمه.

٥٥

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١١)

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا) : الألف ألف استفهام لفظا ومعناه التقرير. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى : ألم تنظر أيها النبي. إلى : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بترى. نافقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «نافقوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. لإخوان : جار ومجرور متعلق بيقولون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه.

(الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) : أعرب في الآية الكريمة الثانية والاسم الموصول «الذين» هنا في محل جر لأنه صفة للإخوان.

(لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) : الجملة المؤولة مع جوابها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ و «إن» حرف شرط جازم. أخرجتم : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : أخرجتم من دياركم وجملة «إن أخرجتم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها.

٥٦

(لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) : الجملة الفعلية جواب القسم المقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو جواب القسم سد مسد الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. نخرجن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها. مع : ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع في محل نصب على الظرفية متعلق بنخرجن وهو مضاف الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.

(وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. نطيع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. فيكم : جار ومجرور متعلق بنطيع والميم علامة جمع الذكور بمعنى : لنخرجن معكم من ديارنا ولا نطيع في قتالكم.

(أَحَداً أَبَداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أبدا : ظرف زمان للمستقبل يدل على الاستمرار والتأكيد متعلق بنطيع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة بمعنى لا نطيع أحدا يأمرنا بقتالكم.

(وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) : معطوف بالواو على «إن أخرجتم لنخرجن» ويعرب إعرابه. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

(وَاللهُ يَشْهَدُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يشهد : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «إن» اللام : لام التوكيد ـ المزحلقة ـ كاذبون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : لكاذبون في مواعيدهم وقولهم.

٥٧

(لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) (١٢)

(لَئِنْ أُخْرِجُوا) : اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. أخرجوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة والفعل فعل الشرط في محل جزم بإن والجملة «إن أخرجوا» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها بمعنى ولئن أخرج اليهود من ديارهم.

(لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ) : الجملة الفعلية جواب قسم مقدر محذوف لا محل لها. التقدير : والله لا يخرج المنافقون مع اليهود كما يدعون لهم. ودخلت لام القسم في «أخرجوا» لأنه شرط للجملة بعده وحذف جواب الشرط لأنه دل عليه القسم المقدر أو جواب القسم سد مسد الجوابين. لا : نافية للتوكيد. يخرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. مع : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بيخرجون وهو دال على المصاحبة والاجتماع وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه.

(وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ) : معطوف بالواو على «لئن أخرجوا لا يخرجون» ويعرب إعرابه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ) : أعرب. نصروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط في محل جزم بإن. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «هم» أعرب وجملة «إن نصروهم» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها وجملة القسم المحذوف ابتدائية لا محل لها بمعنى : وإن نصروهم ـ على الفرض ـ لأن قبلها «لا ينصرونهم».

(لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) : الجملة الفعلية جواب القسم المقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو جواب القسم سد مسد

٥٨

الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يولن : فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الإعراب. الأدبار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) : حرف عطف. لا : نافية لا عمل لها. ينصرون : فعل مضارع مبني على للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : لا ينصرون بعد ذلك.

(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (١٣)

(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ) : اللام لام الابتداء والتوكيد. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ في محل رفع مبتدأ. أشد : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره ـ كونه اسما نكرة ـ لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل.

(رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. في صدور : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رهبة» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه بمعنى : في قلوبهم.

(مِنَ اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق برهبة بمعنى : إن رهبتم في السر فأنتم أشد من خوفهم أو رهبتهم من الله التي يظهرونها لكم دلالة على نفاقهم .. والرهبة : بمعنى : الخوف.

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء حرف جر. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم «أن» و «أن» وما في حيزها من اسمها وخبرها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» المحذوف. التقدير والمعنى : ذلك حاصل بسبب جهلهم.

٥٩

(قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) : خبر «أن» مرفوع بالضمة المنونة. لا : نافية لا عمل لها. يفقهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يفقهون» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لقوم وحذف مفعول الفعل اختصارا بمعنى : لا يعلمون الله وعظمته حتى يخشوه حق خشيته.

(لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (١٤)

(لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لقوم. لا : نافية لا عمل لها. يقاتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به مبني على الضم ـ ضمير المخاطبين ـ والميم علامة جمع الذكور. جميعا : حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون توكيدا لضمير المخاطبين بمعنى : لا يقدرون على مقاتلتكم مجتمعين متساندين.

(إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ) : أداة حصر أو حرف تحقيق بعد النفي لا عمل له. في قرى : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطبين بمعنى : إلا كائنين في قرى منيعة أو محصنة بالخناق. وعلامة جر «قرى» الكسرة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها لأنها اسم مقصور نكرة. محصنة صفة ـ لقرى ـ مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المنونة الظاهرة على آخرها والصفة «محصنة» تتبع الموصوف «قرى».

(أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ) : حرف عطف للتخيير. من وراء : جار ومجرور معطوف على «في قرى» ويعرب مثله وعلامة جر «وراء» الكسرة الظاهرة على آخره. جدر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من خلف أسوار أي حيطان ـ جمع جدار ـ بمعنى حائط وذلك لخوفهم منكم .. والمراد بهم : اليهود.

٦٠