إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

إعراب آياتها

(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) (١)

(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ لالتقاء الساكنين.

(أُوحِيَ إِلَيَ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. إلي : جار ومجرور متعلق بأوحي والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل نصب مفعول به.

(أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب اسم «أن». استمع : فعل ماض مبني على الفتح. نفر : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. وجملة «استمع نفر» في محل رفع خبر أن والجملة المؤولة من «أن» مع اسمها وخبرها في محل رفع نائب فاعل للفعل «أوحي» بمعنى استمع إلى القرآن جماعة.

(مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نفر» الفاء عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : قالوا لقومهم حين رجوعهم.

(إِنَّا سَمِعْنا) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». سمعنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(قُرْآناً عَجَباً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عجبا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : قرآنا بديعا وهو مصدر يوضع موضع «العجيب» وفيه مبالغة.

(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً) (٢)

٣٤١

(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة أخرى لقرآن وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إلى الرشد : جار ومجرور متعلق بيهدي أي يرشد بمعنى : يدعو إلى الصواب وقيل : إلى التوحيد والإيمان.

(فَآمَنَّا بِهِ) : الفاء سببية. آمن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بآمنا بمعنى بالقرآن أو يعود الضمير على الله سبحانه لأن قوله «بربنا» يفسره أو بمعنى فصدقنا أن القرآن من عند الله.

(وَلَنْ نُشْرِكَ) : الواو عاطفة. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. نشرك : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن بمعنى ولن نعود إلى ما كنا عليه من الإشراك به.

(بِرَبِّنا أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بنشرك و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ في محل جر مضاف إليه. أحدا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

** (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : قل يا محمد قد أوحى الله إلى أنه أصغى إلى القرآن جماعة من الجن .. ونفر : جماعة ما بين الثلاثة إلى العشرة .. وقيل : كانوا من الشيصبان وهم أكثر الجن عددا وعامة جنود إبليس منهم .. فلما عادوا إلى قومهم ذكروا لهم أنهم سمعوا قرآنا بديعا في فصاحته عجيبا في بلاغته و «عجبا» مصدر يوضع موضع «العجيب» وفيه مبالغة والجن : هم عناصر مخلوقة من نار في حين أن الملائكة خلقوا من نور .. و «عجبا» في الآية الكريمة المذكورة بمعنى العجاب ـ بضم العين ـ أيضا وهو ما جاوز حد العجب والعجب هو انفعال نفساني. يعتري الإنسان عند استعظامه أو استطرافه أو إنكاره ما يرد عليه. ويقال : عجب عجاب وعجيب في المبالغة ويستعمل التعجب على وجهين .. أحدهما : ما يحمده الفاعل ومعناه : الاستحسان والإخبار عن رضاه به والثاني : ما يكرهه ومعناه : الإنكار والذم له .. ففي الاستحسان يقال : أعجبني ـ الفعل الرباعي ـ وفي الذم والإنكار يقال : عجبت ـ الفعل الثلاثي ـ نحو : عجبت من الشيء أو من الأمر عجبا وتعجبت منه واستعجبت منه : بمعنى : أخذني العجب منه وهذا شيء عجيب : أي شيء يعجب منه .. وأعجب الرجل بنفسه : بمعنى : ترفع وتكبر. وأعجب الرجل بالشيء : أي سره الشيء وعجب منه و «العجب» من الله سبحانه هو الرضى. وقول هذا النفر من الجن

٣٤٢

معناه أنهم سمعوا قرآنا مباينا لسائر الكتب بديعا في حسن نظمه وصحة معانيه فيه معاني الإعجاز .. ومن مرادفات الفعل «أعجب» الفعل «راق» نحو : راقني هذا الكتاب ولا نقول : راق لي هذا الكتاب لأنه فعل يتعدى بنفسه إلى مفعوله والمعنى : أعجبني هذا الكتاب فالكتاب رائق ـ اسم فاعل ـ وأنا مروق ـ اسم مفعول ـ قال الشاعر :

فيا عجبا لمن ربيت طفلا

ألقمه بأطراف البنان

أعلمه الرماية كل يوم

فلما استد ساعده رماني

وكم علمته نظم القوافي

فلما قال قافية هجاني

الشاعر هنا عنى من يسيء إليك وقد أحسنت إليه .. فاتق شر من أحسنت إليه. والألف في قول الشاعر «فيا عجبا» بدل من ياء الإضافة ـ ياء المتكلم ـ وكان الأصل فيه : فيا عجبي وياء الإضافة يجوز قلبها ألفا في النداء نحو : يا غلاما في «يا غلامي» وقد نودي العجب وهو غير عاقل لأن المنادى الحقيقي محذوف تقديره يا هؤلاء .. أو يا قوم اشهدوا عجبي من الشيء .. ومثله «يا ليتني» التقدير : يا هؤلاء مثلا .. وكما قيل : يا لعنة الله على الظالمين. أي يا قوم لعنة الله على الظالمين. وقيل يجوز أن يكون قد نادى العجب اتساعا ومجازا فكأنه قال : يا عجبي تعال واحضر فإن هذا أوان إتيانك وحضورك.

** (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : تعاظم وارتفع جلال وملك وسلطان ربنا وغناه عن الصاحبة والولد و «الجد» هو العظمة من قولك : جد فلان في عيني : بمعنى : عظم. والصاحبة : مؤنث «الصاحب» أي المرافق والملازم والمعاشر وهنا بمعنى : الزوجة وكما في قوله تعالى في سورة «المعارج» (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ) وعلى ذكر «الصاحب» والصاحبة قالت العرب في أمثالها : رب كلمة تقول لصاحبها دعني. أي اتركني. فصار هذا المثل أو القول مثلا يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار. وقصة هذا المثل كما جاء في ـ مجمع الأمثال ـ أن ملكا من ملوك حمير خرج متصيدا ومعه نديم له كان يقربه ويكرمه فأشرف على صخرة ملساء ووقف عليها فقال له النديم : لو أن إنسانا ذبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه؟ فقال الملك : اذبحوه عليها ليرى دمه إلى أين يبلغ! فذبح عليها فقال الملك : رب كلمة تقول لصاحبها دعني.

** (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. وشطط بمعنى : قولا بعيدا عن الصواب أي قولا ذا شطط كنسبة الصاحبة والولد إلى الله تعالى. وسفيهنا : معناه : كبيرنا أو جاهلنا أو طائشنا .. وقيل المراد : مردة الجن أو إبليس أو غيره من الجن .. وإبليس مأخوذ من «أبلس» بمعنى : سكت وآيس وهو اسم أعجمي وقيل : عربي مشتق من الإبلاس وهو اليأس وسمي «إبليس» بالسفيه في هذه الآية الكريمة أو من كان على شاكلته من سفه ـ يسفه ـ سفها من باب «تعب» فهو سفيه وهي سفيهة وهم سفهاء .. والسفه : نقص في العقل وأصله : الخفة والاضطراب والسفه : مصدر واسم بمعنى : رداءة الخلق وهو نقيض الحلم. وقيل : إن اسم «إبليس» هو عزازيل وكنيته : أبو مرة. وقال إبليس : أأسجد لمن هو دوني لأنه من طين وخلقتني من نار تغلب الطين وتأكله.

٣٤٣

** (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة. المعنى : كانوا يلجئون لرجال أو يستجيرون برجال من الجن فزاد رجال الجن المستعيذين بهم سفها وطغيانا وكفرا والاستعاذة هي الاستجارة برجال من الجن في السفر .. قال التفسير الوجيز : «كان العرب إذا نزل الرجل بواد قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جواره حتى يصبح» وسمي الجن ناسا .. كانت العرب تقول : رأيت ناسا من الجن .. لكن غلب استعماله في الإنس. وقوله تعالى في سورة «الناس» : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) فيه تفسير الناس بالجن والإنس وسمي الجن ناسا كما سموا رجالا في الآية الكريمة في سورة «الجن» و «الناس» و «البشر» لفظتان تدلان على اسمين وضعا للجمع وتطلقان على العقلاء مع اختلاف بسيط في التخريج والمعنى .. فلفظة «الناس» هي اسم وضع للجمع كالقوم والرهط وواحده ـ مفرده ـ : إنسان .. من غير لفظه .. مشتق من الفعل «ناس ـ ينوس ـ نوسا .. من باب «قال» أي تدلى وتحرك .. وقال الصحاح : الناس : قد يكون من الإنس ومن الجن وأصله : أناس فخفف. وأما «البشر» فهو جمع «بشرة» وهو ظاهر الجلد ثم أطلق على الإنسان واحده ـ مفرده ـ وجمعه .. ولكن العرب ثنوه ولم يجمعوه ويقال : باشر الرجل الأمر : بمعنى : تولاه ببشرته وهي يده. ويقال : أناس الشيء ينوسه ـ إناسة : بمعنى : حركه .. ومنه سمي نسيج العنكبوت نواسا لاضطرابه وبه كني الشاعر المعروف ـ أبو نواس ـ بضم النون وتخفيف الواو .. أما «النواس» بفتح النون وتشديد الواو فمعناه : المضطرب المسترخي.

** (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. ولم يقل «شدادا ـ جمع شديد ـ لأن الموصوف «حرسا» جاء بصيغة الجمع والصفة تتبع الموصوف وذلك لأن «الحرس» اسم مفرد في معنى «الحراس» ولهذا جاءت الصفة شديدا» على المفرد أي على اللفظ ولم يقل شدادا على المعنى.

** (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة بمعنى : كنا نجد في السماء بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب من أجل الاستماع أو استراق السمع إلى كلام الملائكة. و «رصدا» بمعنى : مرصدا أو راصدا له يمنعه الاستماع ويهوي عليه فيهلكه. و «مقاعد» اسم مكان وهو معمول للفعل «قعد» أو لأنه مصوغ من مصدر عامله .. فكلمة «مقعد» مشتقة من «القعود» قال العرب في أمثالها ضربه ضربة ابنة اقعدي وقومي .. أي ضربة يقال لها : اقعدي وقومي .. يعني ضربة أمة لقيامها وقعودها في أثناء خدمتها لمخدومها. يقال : رصده : أي رقبه وقعد على الطريق للإيقاع بمن يرصد.

** (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة وفيه جاء الفعل «أسلم» بصيغة المفرد على لفظ «من» وجاء اسم الإشارة «أولئك» والضمير في «تحروا» بصيغة الجمع على معنى «من» لأن «من» مفرد لفظا مجموع معنى و «القاسطون» أي الجائرون أو الظالمون وهي جمع «قاسط» وهو اسم فاعل وفعله : قسط يقسط ـ قسطا .. من باب «جلس» بمعنى : جار وعدل عن الحق .. وأقسط فهو مقسط : بمعنى عدل فهو عادل.

٣٤٤

(وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) (٣)

(وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ) : الواو عاطفة. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الشأن ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «أن» وأن وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب معطوف على محل الجار والمجرور في «آمنا به» بتقدير : صدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا بمعنى عظم أو تعالى عظمته. تعالى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وجملة «تعالى جد ربنا» في محل رفع خبر «أن» و «أن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. جد : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف.

(رَبِّنا مَا اتَّخَذَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى تعالت عظمته وهو من قولهم : جد فلان في عيننا : أي عظم أو ملكه وسلطانه وغناه عن الصاحبة والولد. ما : نافية لا عمل لها. اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «ما اتخذ ..» بيان للقول السابق أو تفسيرية.

(صاحِبَةً وَلا وَلَداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : زوجة : الواو عاطفة. لا : نافية أو زائدة لتأكيد معنى النفي. ولدا : معطوف على «صاحبة» ويعرب إعرابها.

(وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً) (٤)

(وَأَنَّهُ كانَ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «السفيه» والجملة الفعلية «كان .. مع خبرها» في محل رفع خبر «أن».

(يَقُولُ سَفِيهُنا) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة. سفيه : فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه بمعنى إبليس أو غيره من الجن.

٣٤٥

(عَلَى اللهِ شَطَطاً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيقول. شططا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون صفة لمصدر محذوف فيه معنى التوكيد أو سادا مسد المفعول بمعنى : قولا شططا ..

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً) (٥)

(وَأَنَّا ظَنَنَّا) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «أن» مبني على السكون في محل نصب اسم «أن». ظننا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(أَنْ لَنْ تَقُولَ) : زائدة لأن العرب إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما أو تكون مخففة من «أن» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه ضمير الشأن المستتر بتقدير : أنه بمعنى أن أحدا من الإنس والجن و «أن» المخففة واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي «ظن». لن : حرف نفي ونصب واستقبال. تقول : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة.

(الْإِنْسُ وَالْجِنُ) : فاعل مرفوع بالضمة. والجن : معطوف بالواو على «الإنس» ويعرب مثله وجملة «لن تقول الإنس والجن ..» في محل رفع خبر «أن» المخففة. وأنث الفعل «تقول» على لفظ «الإنس» لا معناه.

(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتقول. كذبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة .. أو يكون صفة لمصدر محذوف بتقدير : قولا كذبا أي مكذوبا فيه أو نصب المصدر لأن الكذب نوع من القول.

(وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً) (٦)

(وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. والهاء هاء الغيبة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. رجال : اسم «كان» مرفوع بالضمة المنونة وجملة «كان رجال ..» مع الخبر في محل رفع خبر «أن».

٣٤٦

(مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رجال» و «من» حرف جر بياني. يعوذون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) : جار والمجرور متعلق بيعوذون. من الجن : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رجال» و «من» بيانية.

(فَزادُوهُمْ رَهَقاً) : الفاء للتسبيب. زادوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. رهقا : مفعول به ثان منصوب بزادوا المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى يستجيرون برجال من الجن فزادوها سفها وطغيانا.

(وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) (٧)

(وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا) : الواو حرف عطف. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب اسم أن والجملة الفعلية «ظنوا» في محل رفع خبر «أن» وهي فعل ماض مبني على الضم والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(كَما ظَنَنْتُمْ) : الكاف حرف جر للتشبيه. ما : مصدرية. ظننتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور وجملة «ظننتم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلق بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف بتقدير : أنهم ظنوا ظنا كظنكم أي شكوا.

(أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) (٨)

٣٤٧

(وَأَنَّا لَمَسْنَا) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «أن» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «أن». لمس : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل وجملة «لمسنا السماء» في محل نصب خبر أن.

(السَّماءَ فَوَجَدْناها) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها. فوجدنا : معطوفة بالفاء على جملة «لمسنا» وتعرب إعرابها و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

(مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لوجد وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. حرسا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. شديدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «حرسا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى قويا. وشهبا : معطوف بالواو على «حرسا» ويعرب مثله.

(وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً) (٩)

(وَأَنَّا كُنَّا) : أعرب في الآية السابقة. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» وجملة «كنا نقعد» في محل رفع خبر «أن».

(نَقْعُدُ مِنْها) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. منها : جار ومجرور متعلق بنقعد.

(مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ) : اسم مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو معمول لقعد أو لأنه مصوغ من مصدر عامله فالمقعد مشتق من القعود. للسمع : جار ومجرور متعلق بنقعد أو يكون في محل نصب مفعولا لأجله بمعنى كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب فنقعد من أجل الاستماع أو استراق السمع إلى الملائكة.

٣٤٨

(فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يستمع : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بيستمع. وجملة «يستمع ..» صلة الموصول لا محل لها.

(يَجِدْ لَهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها وهي فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. له : جار ومجرور متعلق بيجد أو متعلق برصدا بمعنى : راصدا له. أي من أجله.

(شِهاباً رَصَداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. رصدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «شهابا» منصوب مثله بالفتحة المنونة. أو يكون اسم جمع للراصد على معنى ذوي شهاب راصدين بالرجم وهم الملائكة الذين يرجمونهم.

(وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (١٠)

(وَأَنَّا لا نَدْرِي) : أعرب في الآية الكريمة الثامنة. لا : نافية لا عمل لها. ندري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن وجملة «لا ندري ..» في محل رفع خبر «أن».

(أَشَرٌّ أُرِيدَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به لندري. الهزة همزة استفهام. شر : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. أريد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «أريد ..» في محل رفع خبر المبتدأ.

(بِمَنْ فِي الْأَرْضِ) : الباء حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأريد والجار والمجرور «في

٣٤٩

الأرض» متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر .. أو هو مستقر في الأرض وجملة «استقر في الأرض» صلة الموصول لا محل لها بمعنى بأهل الأرض.

(أَمْ أَرادَ بِهِمْ) : حرف عطف ـ أم : المتصلة ـ لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. أراد : فعل ماض مبني على الفتح الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأراد.

(رَبُّهُمْ رَشَداً) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر مضاف إليه. رشدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) (١١)

(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ) : أعرب. من : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. الصالحون : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .. والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «منا الصالحون» في محل رفع خبر «أن».

(وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) : معطوف بالواو على «منا» ويعرب مثله بمعنى ومنا قوم دون ذلك فحذف المبتدأ المؤخر «قوم». دون : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بصفة لقوم الموصوف المحذوف وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف للخطاب. بمعنى : منا الأبرار الصالحون ومنا قوم دون ذلك أي من هم أقل من الصالحين منزلة أي غير العاملين في الصلاح ..

(كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) : الجملة الفعلية تفسيرية أو بيانية لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». طرائق : خير «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» بمعنى : كنا ذوي مذاهب متفرقة مختلفة أو كنا في طرائق

٣٥٠

مختلفة بحذف الجار أو كانت طرائقنا طرائق على حذف المضاف «طرائق» وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه. قددا : صفة ـ نعت ـ لطرائق منصوبة مثلها بالفتحة المنونة وهذا الوصف دليل على معنى التقطع والتفرق.

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) (١٢)

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة وفاعل «نعجز» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(اللهَ فِي الْأَرْضِ) : لفظ الجلالة مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. في الأرض : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المتكلمين بمعنى : لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها. وظننا : بمعنى : اعتقدنا.

(وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) : معطوفة بالواو على جملة «نعجز الله» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. هربا : مصدر في موضع الحال بمعنى ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء أو وإن كنا هاربين في السماء.

(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) (١٣)

(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا) : تعرب إعراب «وأنا ظننا» في الآية الكريمة الخامسة. وجملة «سمعنا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» أما خبر «أن» فهو الجملة الفعلية «آمنا به». لما : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب. أو تكون «لما» اسم شرط غير جازم في محل نصب متعلقا بالجواب وفي هذا التقدير تكون الجملة من الشرط والجواب في محل رفع خبر «أن».

(الْهُدى آمَنَّا بِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. آمنا : تعرب إعراب «سمعنا» وجملة «آمنا» جواب شرط غير جازم لا محل لها. به : جار ومجرور متعلق بآمنا بمعنى صدقنا بالقرآن.

(فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر

٣٥١

«من». يؤمن : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بربه : جار ومجرور متعلق بيؤمن والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

(فَلا يَخافُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. لا : نافية لا عمل لها. يخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «لا يخاف» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو أي فهو لا يخاف بمعنى فهو غير خائف.

(بَخْساً وَلا رَهَقاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بمعنى : نقصا. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. رهقا : معطوف على «بخسا» ويعرب مثله بمعنى : نقصا لحقه أو ظلما أو ذلة تلحقه أو جزاء بخس ولا رهق لأنه لم يبخس أحدا حقا ولا رهق ظلم أحد فلا يخاف جزاءهما.

(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) (١٤)

(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية عشرة بمعنى وأنا منا المسلمون أي المنقادون لأمر الله ومنا الكافرون الجائرون عن الحق.

(فَمَنْ أَسْلَمَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. أسلم : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بمن فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. تحروا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة. وبقيت الفتحة دالة على الألف. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. رشدا :

٣٥٢

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والكاف في «أولئك» حرف خطاب بمعنى توخوا طريق الهداية.

(وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (١٥)

(وَأَمَّا الْقاسِطُونَ) : الواو استئنافية. أما : حرف شرط وتفصيل وسميت حرف شرط لأن الفاء الرابطة للجواب لا تفارقها و «القاسطون» مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي الظالمون.

(فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «القاسطون» الفاء واقعة في جواب «أما». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. اللام حرف جر. جهنم : اسم مجرور باللام وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للمعرفة والتأنيث. والجار والمجرور متعلق بكانوا أو بصفة محذوفة من «حطبا» قدم عليه فصار حالا. حطبا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (١٦)

(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) : الواو عاطفة. أن : مخففة من «أن» الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب اسمها أي وأن الشأن والحديث. التقدير : وأنه وخبرها جملة فعلية فعلها متصرف وغير دعاء وقد وجب فصله من «أن» بلو أي أوحى أن الشأن والحديث والجملة في محل رفع خبر «أن» المخفف .. وهو حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ وكسرت الواو لالتقاء الساكنين. استقاموا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وجملة «استقاموا» ابتدائية لا محل لها.

(عَلَى الطَّرِيقَةِ) : جار ومجرور متعلق باستقاموا بمعنى : لو استقام الجن على الطريقة المثلى وهي طريق الإسلام.

٣٥٣

(لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». أسقى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول. ماء : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. غدقا : صفة ـ نعت ـ لماء منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : كثيرا أي لأنعمنا عليهم ولوسعنا رزقهم.

(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) (١٧)

(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) : اللام حرف جر للتعليل. نفتن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. فيه : جار ومجرور متعلق بنفتن. وجملة «نفتنهم فيه» صلة حرف مصدري لا محل لها بمعنى لنختبرهم فيه و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأسقينا.

(وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة عشرة مع اختلاف المعنى. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء فلا محل لها وهي فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به أول بمعنى ومن يصد عن عبادة ربه أو عن موعظته أو عن وحيه يدخله .. عذابا : مفعول به ثان منصوب بيسلك وعلامة نصبه الفتحة المنونة. صعدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والأصل : في عذاب فعدي إلى مفعولين إما بحذف الجار وإيصال الفعل إليه كقوله تعالى «اختار

٣٥٤

موسى قومه» وإما بتضمينه معنى : يدخله. و «صعدا» مصدر وصف به العذاب لأنه يتصعد المعذب.

(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (١٨)

(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) : الواو عاطفة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. المساجد : اسم «أن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر «أن» المحذوف بمعنى : خاصة لله و «أن» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها معطوفة على «أوحي إلي» في الآية الكريمة الأولى في محل رفع لأنها معطوفة على مرفوع لأنها من جملة الموحى أو في محل نصب على معنى «لأن المساجد» على أن اللام متعلقة بلا تدعوا.

(فَلا تَدْعُوا) : الفاء استئنافية أو سببية. لا : ناهية جازمة. تدعوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : فلا تعبدوا.

(مَعَ اللهِ أَحَداً) : مفعول فيه ـ ظرف مكان ـ منصوب على الظرفية يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بتدعوا وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : في المساجد لأنها خاصة لعبادته سبحانه.

** (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى لنختبرهم فيه ومن يصد عن عبادة ربه أو عن موعظته أو عن وحيه يدخله عذابا شاقا يعلوه ويغلبه وهو مصدر وصف به وقيل : الأصل : في عذاب فعدي إلى مفعولين إما بحذف الجار وإيصال الفعل إليه كقوله تعالى في سورة «الأعراف» (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) أي من قومه وإما بتضمينه معنى «يدخله» وبعد حذف «من» عدي الفعل «اختار» إلى مفعولين. وعن القوم قال الشاعر :

إن رام تقليد الأجانب قومنا

فليقتدوا بالعلم لا الجلباب

ابنوا المدارس علموا أبناءكم

طرق العلى من شيبها وشباب

باب التفرنج أو صدوه فإنه

يجني على الجنسين شر عذاب

** (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة المعنى : إن المساجد خاصة بالله سبحانه فلا تعبدوا مع الله أحدا من الخلق لأنه سبحانه خالق الخلق كله. وهي جمع «مسجد» اسم مكان للعبادة يقال سجد ـ يسجد ـ سجودا ..

٣٥٥

من باب دخل بمعنى خضع ومنه سجود الصلاة : وهو وضع الجبهة على الأرض والاسم : السجدة ـ بكسر السين.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قالت الجن : يا رسول الله ائذن لنا .. فنشهد معك الصلوات في مسجدك .. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.

** (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العشرين .. المعنى قل لهم يا محمد إني أعبد ربي ولا أشرك به سبحانه أحدا من الخلق.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة حينما قال كفار قريش للنبي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن بخيرك. فنزل قوله تبارك وتعالى في هذه الآية.

** (إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. المعنى : إلا التبليغ عن الله وإلا رسالته التي شرفني بحملها وجاء الفعل «يعص» والضمير الهاء في «له» بصيغة الإفراد على لفظ «من» وبصيغة الجمع في «خالدين» على معناها لأن «من» مفرد لفظا مجموع معنى.

** سبب نزول الآية : أخرج ابن جرير عن حضرمي أنه ذكر أن جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال إنما يريد محمد أن يجيره الله وأنا أجيره. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة الثانية والعشرين.

(وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) (١٩)

(وَأَنَّهُ لَمَّا) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة عشرة والهاء في «أنه» ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب اسم «أن».

(قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح. عبد : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة والمراد به الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يدعوه : الجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل «قام» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : يعبد الله سبحانه.

(كادُوا يَكُونُونَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض ناقص من أخوات «كان» ومن أفعال المقاربة مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كاد» والألف

٣٥٦

فارقة. يكونون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون» والجملة الفعلية «يكونون عليه لبدا» في محل نصب خبر «كادوا» بمعنى : اجتمع الكافرون عليه اجتماع الشيء المتلبد تعجبا مما يرون.

(عَلَيْهِ لِبَداً) : جار ومجرور متعلق بيكونون أو بحال مقدمة من «لبدا». لبدا : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يزدحمون عليه متراكمين تعجبا مما رأوا من عبادته وهي جمع «لبدة» أي ما تلبد بعضه فوق بعض.

(قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) (٢٠)

(قُلْ إِنَّما) : أعربت في الآية الكريمة الأولى أي قل لهم يا محمد. إنما : كافة ومكفوفة والجملة الفعلية «أدعو ربي» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(أَدْعُوا رَبِّي) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. ربي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة تجانس الياء وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر مضاف إليه.

(وَلا أُشْرِكُ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. أشرك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

(بِهِ أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بأشرك. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) (٢١)

(قُلْ إِنِّي) : أعربت. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن» وبعد حذف نون الوقاية تخفيفا كسر نون «إن» لكسرة تجانس الياء. والجملة الفعلية بعده في محل

٣٥٧

رفع خبر «إن» وإن وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول.

(لا أَمْلِكُ لَكُمْ) : نافية لا عمل لها. أملك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. لكم : جار ومجرور متعلق بأملك.

(ضَرًّا وَلا رَشَداً) : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. رشدا : معطوف على «ضرا» ويعرب مثله بمعنى : لا أملك لكم أي لا أستطيع أن أدفع عنكم غيا ولا أجلب لكم نفعا.

(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (٢٢)

(قُلْ إِنِّي) : أعرب في الآية الكريمة السابقة وهذه الآية الكريمة أي جملة «قل إني .. وما بعدها» اعتراضية بين الآية الكريمة السابقة والآية الكريمة التالية .. اعترض بها لتأكيد نفي الاستطاعة عن نفسه على معنى أن الله تعالى إن أراد به سوءا من مرض أو موت أو غيرهما لم يصح أن يجيره منه أحد.

(لَنْ يُجِيرَنِي) : الجملة الفعلية من الفعل المنفي والفاعل والمفعول في محل رفع خبر «إن». لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يجيرني : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. النون نون الوقاية ـ تقي الفعل من الكسر ـ والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى : لن يفيدني أحد ويدفع عني عذاب الله إن عصيته.

(مِنَ اللهِ أَحَدٌ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيجير. أحد : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) : معطوفة بالواو على «لن يجير» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. من دونه : جار ومجرور متعلق بأجد. ملتحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ملتجأ ألجأ إليه أي ملاذا يأوي إليه. والهاء في «دونه» في محل جر بالإضافة.

(إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) (٢٣)

٣٥٨

(إِلَّا بَلاغاً) : أداة استثناء. بلاغا : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي تبليغا من الله ويجوز أن يكون بدلا من «ملتحدا» و «إلا» أداة حصر لا عمل لها. بمعنى : لن أجد من دونه سبحانه منجى إلا أن أبلغ عنه ما أرسلني به بمعنى لا أملك لكم إلا التبليغ.

(مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بصفة محذوفة من «بلاغا» بمعنى : بلاغا كائنا أو مستفادا من الله. ورسالاته : معطوفة بالواو على «بلاغا» منصوبة مثله وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه أي رسالاته التي أرسلني بها إليكم.

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يعص : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه للتعظيم الفتحة. الواو حرف عطف. رسوله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية «يعص الله ..» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) : الجملة المؤولة جواب شرط جازم مسبوق بإن مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. له : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» المقدم المحذوف. نار : اسم «إن» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة. جهنم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للتعريف والتأنيث.

(خالِدِينَ فِيها أَبَداً) : حال من «من» لأنها بمعنى الجمع منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين. أبدا : ظرف زمان يدل على الاستمرار والاستقبال منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بخالدين.

٣٥٩

(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) (٢٤)

(حَتَّى إِذا رَأَوْا) : حرف ابتداء وغاية لا عمل له. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. رأوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(ما يُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يوعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : ما يوعدونه من يوم بدر أو يوم القيامة.

(فَسَيَعْلَمُونَ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. السين حرف تسويف ـ استقبال ـ يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أي سيدركون.

(مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً) : الجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعولي «يعلمون». من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أضعف : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل. ناصرا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو تكون «من» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل نصب مفعول «يعلمون» و «أضعف» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو أضعف ناصرا» صلة الموصول لا محل لها.

(وَأَقَلُّ عَدَداً) : معطوف بالواو على «أضعف ناصرا» ويعرب إعرابه بمعنى فسيعلمون حينئذ ذلك. من من الفريقين أضعف أعوانا وأقل عددا المؤمنون أم هم؟

٣٦٠