وقال الفضل (١) :
حقيقة هذا الخبر ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في السنة الثامنة من الهجرة بعث أبا بكر الصدّيق أميرا للحاجّ ، وأمره أن يقرأ أوائل سورة « براءة » على المشركين في الموسم (٢) ، وكان بين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبائل العرب عهود ، فأمر أبا بكر بأن ينبذ إليهم عهدهم إلى مدّة أربعة أشهر ، كما جاء في صدر سورة « براءة » عند قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) (٣).
وأمر أيضا أبا بكر بأن ينادي في الناس أن لا يطوف بالبيت عريان ، ولا يحجّ بعد العام مشرك.
فلمّا خرج أبو بكر إلى الحجّ بدا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمر تبليغ
__________________
_ أحمد بن حنبل على المسند : ٣٥٣ ح ١٤٦ ، تفسير الطبري ٦ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ح ١٦٣٨٦ و ١٦٣٨٩ و ١٦٣٩٢ ، الأموال ـ لأبي عبيد ـ : ٢١٥ ح ٤٥٧ ، أنساب الأشراف ٢ / ٨٥٧ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٧ ح ١٢٥٩٣ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٨ / ٢٢٢ ح ٦٦١٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٣ ح ٤٣٧٤ ، ما نزل نم القرآن في عليّ : ٩٤ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٩ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٨ ، تفسير الماوردي ٢ / ٣٣٧ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٣٢ ـ ٢٤٣ ح ٣٠٩ ـ ٣٢٧ ، تفسير البغوي ٢ / ٢٢٥.
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٢٠.
(٢) لا يخفى عدم صحة قول الفضل هذا ، فإنّ سورة التوبة نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وبعد غزوة تبوك ، ولا خلاف في هذا ؛ انظر مثلا : تفسير الفخر الرازي ١٥ / ٢٢٦ ، الكشّاف ٢ / ١٧٢.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٢.