من هدى القرآن - ج ٨

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ٨

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-11-4
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٤٩٥

قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١)

٨١

فكيف كان نكير

هدى من الآيات :

في اطار الحديث عن اهداف الحركة الاسلامية ، والدعوة الى الله ، (موضوع الدرس السابق) يذكرنا السياق بالتأييد الالهي للرسالة ، وخذلانه لاعدائها المكذبين بها.

لم يكن الرسول بدعا من الرسل ، ولم يكن تكذيبه جديدا ، فلقد كذبت رسالات الله قوم نوح وعاد وثمود ، كذلك قوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين ، وهكذا كذب فرعون وقومه موسى عليه السّلام.

ان الرسالة وتكذيبها حقيقة تكررت ، وتراكمت حولها تجارب غنية ، أفلا ندرسها لنعتبر بها ، فلما ذا لا نسير في الأرض ، وننظر في عاقبة ذلكم التكذيب المتكرر ، على أولئك الكافرين ولا نغتر بتأخير العذاب ، إذ ان ربنا يملي لهم ، فيستدرجهم ليأخذهم بغتة؟

٨٢

فارغة من سكنتها ، وهنالك البئر المعطلة لا تستقي ، والقصر المبني لا يسكن.

إن التجارب التاريخية كثيرة ، والأبصار التي تراها كثيرة ، الا ان القلوب التي تعقلها وتستفيد منها هي القليلة. قد أصابها العمى وأنكر العمى عمى القلوب التي في الصدور.

ولان أفق البشر ضيق ، فهو لا يحسب لمستقبله حسابا ، فتراه يستعجل الرسول بالعذاب ، ولا يعلم بان صبر الله وإملاءه عظيم ، فاليوم هنالك كألف سنة مما يعده البشر هنا ، وان وعد الله لا يتخلف ، وها هي أمامنا القرى التي امهلها الله ، واملى لهم بالرغم من انها كانت ظالمة ثم أخذها واليه المصير!

وهذه رسالة الله تنذر الناس ، بمثل ذلكم العذاب ، وتبلغهم الإنذار ببيان واضح.

فالمؤمنون الذين يعملون الصالحات جزاؤهم مغفرة الذنوب التي ارتكبوها ، ورزق كريم للصالحات التي كسبوها. اما الذين يسعون في آيات الله معاجزين يتحدونها ، ويعوقون طريقها ، ويحسبون انهم يسبقون الرب ويعجزونه ، فأولئك أصحاب الجحيم ، يملكونها وتمتلكهم.

لقد غرتهم الفرصة ، فأخذهم الله في لحظة ، أخذ عزيز مقتدر ، وفي نهاية هذا الدرس تأكيد على مهمتي التبشير والإنذار في رسالات الله (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ، فالانذار عادة ما يسبق البشارة ، لان الإنذار يهدف الى خلق الارضية في نفس الإنسان ، فخشية الإنسان من فقده ما في يده ، أكثر من خشية فقده ما في يد غيره ، فالانذار مؤشر خطر عند الكفار لأنه ينذر بزوالهم وزوال نعمهم ، فلذلك يندفعون الى الايمان خوفا ، ومن ثم فان البشارة تأتي لتسد هذا الخوف مبشرة بالجنة.

٨٣

بينات من الآيات :

عاقبة المكذبين :

[٤٢ ـ ٤٣ ـ ٤٤] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ* وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ* وَأَصْحابُ مَدْيَنَ

التكذيب عادة جرت عليها إسلاف هؤلاء المذكبين ، وهذه امثلة من التاريخ حيث كذب هؤلاء الرسل وأصروا على منكرهم ، فلا ينبغي ان ننتظر ما دمنا في خط الرسل القبول السريع والمؤكد من أقوامنا ، ولكن لنطمئن ، فان طريقنا وتحركنا ينسجم والخط العام للحياة. لان الخط العام للكون وطريقنا آنئذ يسيران معا في اتجاه واحد ، الى (الله).

ليس من مسئوليات الرسول ان يكره الناس على قبول رسالته ، كما انه ليس عليه ان يقلق لتكذيبهم ، فانه عادة الناس ، ولكن واجب الرسول الصبر وانتظار الفرج ، وسواء استمع اليه الناس أم اعرضوا .. صدّقوه أم كذّبوه ، فدوره ينتهي بتبليغ الرسالة ، ومن ثم ، فالنتيجة بيد الله ، ان شاء عذبهم ، أو أمهلهم حتى حين.

وَكُذِّبَ مُوسى

لم يكذب موسى (ع) من قبل قومه وانما كذّبه فرعون وملائه ، ولذلك لم يعطف السياق على السابق وانما قال : «وَكُذِّبَ مُوسى».

فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ

اي أعطيتهم مهلة من الوقت قد تطول أو تقصر «ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ» فاجأهم العقاب المدمر.

٨٤

فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ

لقد سلط الله عذابه عليهم ، فمحقهم محقا ، ووضع حدا لما هم عليه من التكذيب والجحود ، وهكذا ينكر الله على الناس تكذيبهم إنكارا عمليا. أرأيتم كيف يكون نكير الله؟

[٤٥] ان الله سبحانه قد جعل في التاريخ حتمية لا محيص عنها ، وهي حتمية الانتقام من أعداء الله ، إذ ان سنن الله في الطبيعة تلتقي مع الحق في كل النقاط ، وتجاوز الحق ، تعد على تلك السنن ، فلا بد لها ان تنتقم بإرادة الله سبحانه ، وبأي شكل كان ، سواء على شكل صاعقة تنزل ، أو في صورة بر كان يتفجر ، أو حرب تدمّر ، أو قحط شامل ، أو طاعون ينشر الموت. وعلى الإنسان ان لا يأمن مكر الله ، فينسى نقمته ، ويظن ان ما يحيط به من نعمه وفضله وآلائه ، هو كل ما في الحياة ، كلا بل ان للحياة وجها آخر ، يتمثل في الانتقام الشديد.

بلى. من الصعب على الإنسان ان يصدق بان ذلك الإله الرحيم الكريم ، الذي تولى خلقه طورا فطورا ، وكان معه في كل حركة من حركاته ، والذي تتجلى رحمته وفضله عليه في كل شيء ، انه تعالى يمكر به وينتقم منه أشد الانتقام ، لذلك نجده تستدرجه النعم ، وتغرّه الاماني ، حتى إذا أحاط به ذنبه قال : رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً . فلكي لا يصبح هكذا يجب عليه ان يذّكر نفسه بما مضى من الام ، وما جرى عليهم ، وان يسير في الأرض بحثا عن تلك الحضارات التي سادت ويتساءل لماذا بادت. ان السير في الأرض ، وزيارة المتاحف الاثرية ، واطلال المدن الكبرى ، ودراسة التاريخ ، لا سيما تاريخ الحضارات البائدة ، كل ذلك يوحي إلينا بتلك الحقيقة التي لا تستهوينا ، ولا نريد معرفتها ، وهي ان الله يمكر بالإنسان إذا ظلم وطغى. وينتقم منه بأشد العذاب.

٨٥

وتؤكد آيات هذا الدرس على هذه الفكرة ، وتشير أيضا الى مصير أولئك الذين كذّبوا هذه الحقيقة الناصعة ، ولم ينفعهم النهي عن المنكر الذي قام به أنبياء الله (ع) ، ومن سار على دربهم.

فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ

تبيد الحضارة في بعض الأحيان بصورة طبيعية كما يموت الإنسان بعد ان يشيخ وتضعف بنيته الجسدية ، فتنطفئ شمعة الحياة شيئا فشيئا ، وقد تباد الحضارات بصورة فجائية وبعذاب الهي فتكون كما يموت الشاب بموت الفجأة بالرغم من ان جميع أعضاءه تبدو سالمة ، كل ما في الأمر ان الروح تفارق جسده ، هكذا حال الحضارات ، فعند ما تنحرف عن اهدافها المرسومة لها ، فان الله يوجه إليها ضربة قاضية في صورة زلزال مدمّر أو صاعقة من السماء ، فتبيد حضارتهم البشرية ، بالرغم من ان المظاهر المادية لهذه الحضارات تظل سالمة لتبقى عبرة للاجيال.

ولعلنا نستوحي هذه الفكرة من قوله سبحانه وَهِيَ ظالِمَةٌ التي تدل على ان الهلاك نزل بهم حين ظلمهم.

لقد خلق الله سبحانه الطبيعة بحيث لا تتلائم مع الانحراف والجريمة ، فهي تصبر زمنا ثم تتفجر غضبا ـ حين يشاء الله ـ لتعيد الأمور الى نصابها.

«فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها» اي خالية من ساكنيها بالرغم من سلامة أبنيتها وعمرانها. «وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» هي التي ما زال ينضح ماؤها ، ولكن امست بلا رواد. اما القصر المشيد فانه يرمز الى مباني الملوك والحكام الظلمة ، حيث ذهبوا ولم تغن عنهم قصورهم من الله شيئا.

٨٦

لقد هلك القوم وتداعت البيوت فيها فهي خالية ، وعروشها قد تهاوت ، اما البئر التي هي محور الحضارة في الصحراء ويعتبر مالكها سيد الناس ، فقد تعطلت بعد ان كانت مركز التجاذب وسبب الصراع ، بينما بقيت القصور المشيدة التي تعالت وتجصصت خالية ترمز الى فناء أهلها.

وفي الأحاديث ان العالم الصامت ، هو البئر المعطلة ، بينما العالم الناطق هو القصر المشيد (١) ، ولعل المناسبة بين هذا التأويل وذلك التفسير ليست مجرد التشبيه ، بل وأيضا : لان هلاك الظالمين انما هو بتعطيل العلم ، وذلك بعدم الاستفادة من العالم الصامت (البئر المعطلة) ولا من العالم الناطق (القصر المشيد).

ترى كيف يصور القرآن هذه الحقائق تصويرا بديعا بحيث لو أخذت ريشة وصورتها لخرجت مكتملة الملامح معبرة عن الفكرة ، أبلغ تعبير خذ الآن ريشة وحاول ان ترسم قرية خالية بأبنيتها وشوارعها ، ثم ارسم بئرا قد تدلى عليها دلوها وعليها بكرتها ولا أحد عندها ، ثم صور قصرا فخما مهجورا ، ثم انظر ماذا ترى ، انك ترى لوحة تنطق بالموت الرهيب وتعطي للذين غرّهم تقلبهم في الحياة ، العبرة الزاجرة.

حين يعمى القلب :

[٤٦] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ

اي لماذا لا يسيرون في الأرض ، ليعتبروا بآثار السابقين انهم يسيرون فيها ولكن لا يعتبرون.

__________________

(١) نور الثقلين / ج ٣ ـ ص ٥٠٦ / ٥٠٧.

٨٧

فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها

قد يكون اشتقاق (قلوب) لغويا من الفعل (قلب ـ يقلب) اي تقليب الأمر بشتى وجوهه واحتمالاته فيكون مدلول القلب قريبا من مدلول (الفكر) ، فيكون معنى الآية : أفلا يتفكرون في الحياة ، ويعقلون حقائقها ، وكيف حلّ بمن قبلهم لما عصوا وكانوا يعتدون.

أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها

الإنسان : اما ان تكون له القدرة على فهم الحقائق شخصيا ، واما ان يسمعها ويتلقاها ممن تفكر بها ، لذلك يقول القرآن : فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها بصورة مباشرة ، أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها بالاستفادة من علوم الآخرين وتجاربهم.

فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

حينما لا يوجد عند الإنسان فكر ، وينطفئ نور قلبه ، ولا يستوعب العبر ، فما ذا تنفع العين ، وماذا تعني الأذن؟!

ان تعبير «الَّتِي فِي الصُّدُورِ» يشير الى ان الفساد لا يصيب الظاهر من الإنسان ، ولكن الذي يفسد ـ في الحقيقة ـ هو داخل الإنسان ، نفسيته وروحه وكيانه. جاء في الحديث الشريف : عن أبي عبد الله الصادق عليه السّلام : وهو بذكرنا بعمى القلب وكيف يتم اتقاءه : تاه من جهل ، واهتدى من ابصر وعقل : ان الله عز وجل يقول : فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .

و كيف يهتدي من لم يبصر؟ وكيف يبصر من لم يتدبر؟!

اتبعوا رسول الله وأهل بيته ، أقروا بما نزل من عند الله واتبعوا اثار الهدى ،

٨٨

فإنهم علامات الامانة والتقى (١)

الزمن عند الله :

[٤٧] وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ

من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الإنسان يقول ، عند ما يرى ألوان النعم تصبّ عليه : اين هو عذاب الله؟ ولماذا لم يأت؟ فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه.

لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، ولكن يعطي الإنسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، ولو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف والاستغفار في قلبه محلا ، وحان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر.

جاء في الدعاء : (سبحانك ما أعجب ما اشهد به على نفسي ، واعدده من مكتوم أمري ، وأعجب من ذلك أناتك عني وابطاؤك عن معاجلتي ، وليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، وتفضلا منك على لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، واقلع عن سيئاتي المخلقة ، ولان عفوك عني أحب إليك من عقوبتي ...).

وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ

لو كان للزمن عند الله قيمة إذا لاهلكنا عند أول ذنب. ولكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات والأرض ، لا يبادر بالجزاء ويكون اليوم الواحد عنده كألف سنة.

__________________

(١) المصدر / ص ٥٠٧.

٨٩

انه سبحانه ليس كما نحن ، اننا محددون بالزمان والمكان ، وعلومنا وقدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، وهو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء ، فلما ذا العجلة ، وانما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه؟

[٤٨] ان تأخير العذاب ، وتلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة أعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته.

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ

اين يذهب هؤلاء أو ليس الى الله؟ بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، ومن لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام.

[٤٩] ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد. ان هم أصروا على المعصية. وبالرغم من ان الرسول بشير أيضا الا ان السياق أكد على جانب الإنذار لان الإطار العام للحديث هنا التكذيب والعذاب.

قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ

[٥٠] فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

من يقف بجانب الرسالة ويؤمن بها وبالرسول ويعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين : أولهما المغفرة وحط الذنوب ، وثانيهما الرزق الكريم ، انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب وأخرى مادية وهي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الإنسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، ويسبب له الهوان.

٩٠

وليس في الآية ما يدل على الآخرة فقط بل يشمل الدنيا أيضا. ذلك ان المغفرة وكفران الذنوب وتطهير الواقع الفردي والاجتماعي من أثار الانحراف والفساد ، وتزكية النفس من قذر العقد والأحقاد ، ان كل ذلك نعمة عظيمة يسبغها الله على المؤمنين في الدنيا أيضا.

كذلك الرزق الكريم يوفره الله لعباده المؤمنين ، الذين يرفضون الخضوع لأصحاب السلطة والثروة ، ويتعالون على الذلة والهوان ، أو لم يقل ربنا سبحانه :

«وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ»؟

[٥١] وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ

أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعجيز آيات الله ، حسب ظنهم ، اي عرقلة مسيرتها ، وتعويق تطبيقها ، وتحديها والتكذيب بها أو تأويلها ، انهم أصحاب الجحيم.

ويسعى هؤلاء نحو الحاق العجز بالآيات ، بتحديها ومواجهتها ، فهم بعكس المؤمنين الذين يسلّمون بالآيات ، ويقولون : كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا بلا مكابرة ولا جدال.

ويدخل ضمن هؤلاء :

أولئك الذين يكذبون بالآيات رأسا.

وأولئك الذين يأولونها ويحرفون مواضعها ، مثل خدم السلاطين من علماء السوء.

وأولئك الذين يعوقون تطبيقها كالحكام الظلمة.

٩١

وأولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة.

وكلمة «معاجزين» من معاجزة ، على وزن مفاعلة وهي صرف الشيء عن وجهه.

والإنسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله وشريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الأحكام والشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، وهذه هي المعاجزة.

يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول : صحيح ان القرآن يؤكد على محاربة الطاغوت ولكن الطاغوت المقصود في القرآن هم (فرعون ، نمرود ..) وليس هؤلاء طغاة اليوم ، والقرآن يحرم الربا ، ويقول المعاجز انما نأخذ الفائدة.

ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، ولا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال : انا ربكم الأعلى ، وفلان (...) حاكم قال مثل ذلك بعمله وتصرفاته. وهما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة والربا.

ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الإنسان وامراضه ، فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل ويقوم أيضا بمعالجة الإنسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض.

٩٢

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٤) وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (٥٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٥٧)

________________________

٥٥ [عقيم] : أي لا مثيل له في عظم أمره.

٩٣

كيف نتحدى التمني بالذكر؟

هدى من الآيات :

في اطار تذكرة سورة الحج بمواقف الناس من الهدى ، وبعد الحديث عن موقف التحدي (المعاجزة) عند البعض ، تبين آيات الدرس : خطأ التمنيّ ، وانه حتى الأنبياء والرسل لو تمنّوا ، القى الشيطان في أمانيهم ، بيد ان ربنا يعصمهم مما يلقيه الشيطان بآياته الحكيمة التي تنسخ إلقاءات الشيطان ، التي هي فتنة يتبعها مرضى القلب ، وقساته من الناس ، وذلك بسبب ظلمهم الذي يضلهم عن الطريق السوي بعيدا بعيدا.

اما المؤمنون فان هدى الله ينّور قلوبهم ، ويطهّرها من أماني الشيطان ، فيعلمون انه الحق من ربهم فيؤمنون به ، فتصبح قلوبهم خاضعة للحق ، مسلمة لأمر الله ، ويهديهم الله بإيمانهم الى صراط مستقيم ، بينما يفقد الكفار نعمة اليقين فتراهم لا يزالون في ريب منه برغم كل آيات الصدق ، حتى تأتيهم الساعة بغتة بالموت ، أو يأخذهم الرب ، بعذاب يوم عقيم.

٩٤

ويوم القيامة ، يتجلى ملكوت الله الذي يحكم بينهم ، ويكرم الذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم كما يهين الكفار الذين كذبوا بآيات الله ، فيلقيهم في عذاب أليم.

بينات من الآيات :

[٥٢] تعالج آيات هذا الدرس الكريم ثلاثة مواقف للإنسان تلقاء الذكر الحكيم :

الف : موقف التحدي والمعاجزة.

باء : موقف التمني.

جيم : موقف التسليم.

والموقفان الأولان خاطئان ، وهما متطرفان ذات اليمين وذات الشمال والمحجة السالمة ، الموقف الثالث.

ان على الإنسان ان يسلم نفسه للحق كله ، ويؤمن بحلوه ومره ، ثوابه وعقابه ، سهله وصعبه ، ويكيف ـ بالتالي ـ واقعه له انى كان.

ومن الناس من يصارع الحق ويسعون في آيات الله معاجزين متحدين. ومنهم من يتمنى فيخلط بين الحقائق والأحلام ، بين ما هو حق وواقع ، وبين ما يصبو اليه ويتطلع نحوه.

ولعل العلاقة بين المعاجزة والتمني ، هي ان كلا الموقفين نابعان من عدم التسليم للحق كما هو ، مع فارق في الطريقة ، فأصحاب المعاجزة يتحدون الحق ، ويكفرون به ، بينما اولي التمني يرفضون طريقة تحقيق الحق ، وتكريسه ، من

٩٥

السعي والاجتهاد والقتال .. ثم القبول بالنتائج.

ولا ينبغي ان يسترسل المؤمن مع زخم امنياته فيذهب مع رياح الأحلام ، انى اتجهت ، وحتى الأنبياء العظام ، والرسل الكرام لو تمنوا بطبعهم البشرى ، تمنوا مثلا ان لو هدى الله الناس جميعا ، أو أهلك الظالمين فورا ، أو أسعد الخلق بوافر نعمائه بلا سعي ولا عسر ، أو اخلد الصالحين ولم ينزل عليهم مصيبة الموت ، أو ما الى ذلك من أحلام تنبع من فرط حسم للخلق وللقيم الرسالية ، فان الشيطان يلقي في امنياتهم ، الا ان الله يعصمهم ويحكم آياته في واقعهم.

ولكن على المؤمنين ان يعرضوا هذه التمنيات على الحق الذي أنزله الله في آيات الكتاب فيلزموا أنفسهم حقائق الكتاب ويعرفوا ان الله قد خلق الدنيا دار ابتلاء ، ولم يجعلها دار جزاء ، حتى يعجل للكفار العذاب ، أو للمؤمنين بالثواب!

وان الهداية ليست كرها على الناس ، وان الله قد فرض القتال على المؤمنين لحكمة بالرغم من انهم له كارهون.

وهكذا جاء في الأحاديث ـ اضافة حكمة ولا محدث ، ولعله للدلالة على ان الربانيين من العلماء هم بدورهم معصومون من القاءات الشيطان ، مؤيدون بروح الايمان.

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ

ويبدو ان معنى ذلك ، ان النبي والرسول والامام المحدث يكاد يتمنى ، ولكنه لا يتمنى لقوله سبحانه :

فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ

٩٦

في روع الرسول لمقامه البشري الضعيف لولا تأييد الله ونصره.

ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ

بالعصمة التي تجعل الرسول لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى.

وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

فهو يحيط علما بالقلب البشري ، والقاءات الشيطان فيه وهو ينسخها من ضمير المؤيدين كالنبي والرسول و المحدث بحكمته. وهذه الآية أكبر شاهد على عصمة أنبياء الله وأئمة الهدى. ذلك لان الله لا يسمح للشيطان بأن يوسوس إليهم في صدورهم ، بل يعصم عزائمهم ، وامنياتهم وافكارهم من القاءات الشيطان. وتشبه هذه الآية آيات اخرى في القرآن الحكيم ، كقوله سبحانه :

«وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ» حيث تدل على ان يوسف عليه السّلام تعرض لطائف من الشيطان فعصمه الله رأسا ، وقوله تعالى :

وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً .

حيث ان الله لم يدع الضغوط الجاهلية تؤثر على مسيرة النبي المستقيمة.

ومن المفارقات الغريبة اننا نجد تلفيقات من القاءات الشيطان حول هذه الآية.

حيث جاء في بعض الاخبار المروية : ان رسول الله صلّى الله عليه وآله جلس في أحد نوادي مكة ، وقرأ على المشركين سورة (النجم) حتى إذا بلغ قوله تعالى : أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى أضاف إليها : وانهن لهن الغرانيق العلا وان شفاعتهن لهي التي ترتجى ومضى في قراءة السورة حتى انتهى الى السجدة في آخرها فسجد وسجد المشركون معه ، ولم يتخلف منهم أحد ، فاعلنت قريش

٩٧

رضاها ..!!!

وفي بعض الروايات ان رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يقرأ سورة النجم في الصلاة ، فعند ما كان يقرؤها فاذا بأحد خلفه يردد آيات الغرانيق فرددها الرسول عدة مرات على غفلة منه ، فنزلت هذه الآية.

وان هذه الرواية وأمثالها لا تحتمل التصديق لان سورة الجن نزلت في مكة وسورة الحج نزلت في المدينة ، عوضا عن ان الرسول يعلم علم اليقين ان سورة النجم التي تحتوي على سجدة واجبة لا تقرأ في الصلاة.

المهم جاءت هذه الآية لتؤكد بان شفاعة هذه الغرانيق لا ترتجى ، وان هذه القصة ليس سوى امنيات ألقاها الشيطان ليختبر بها الله عباده المؤمنين ، فما هي الا اسطورة لا أكثر ولا أقل. لان الرسول أرفع من ان ينزل الى مستوى الجهل با هم أصل من أصول رسالته ، الذي يعتبر الركيزة الاولى التي قام عليها الدين بأكمله وهي التوحيد ، فحتى لو أغمضنا العين بقول ان رسل الله معصومون عن الذنب ، والخطأ والسهو النسيان وبالذات رسول الله محمد خاتم النبيين صلّى الله عليه وآله الذي يقول عنه الرب سبحانه : «وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى». ان هذه الآية نقرأها في سورة النجم بالذات التي حولها هذه الاسطورة ثم هل من الممكن ان نتصور رسولا يبعثه الله لا بلاغ رسالة التوحيد ثم ينسى هذه الحقيقة ، ويبدلها بخرافة الشرك؟!

ان هذا الحديث الذي يقول عنه أبو بكر الزار لا نعلمه يروى عن النبي بإسناد متصل يجوز ذكره ، انما تقوّله الجاهليون الحاقدون على الرسول نكاية به ، وتناقله الجاهلون الذين لم يعرفوا رسول الله بل لم يعرفوا رسالات الله.

ولو افترضنا ـ جدلا ـ صحة هذه الرواية فلا بد ان يكون هذا الكلام من

٩٨

القاءات الشيطان في قلوب المشركين ، التي أضافوها الى الآيات ، واشاعوها بين الناس ، ليشبهوا على الناس ، الا ان الله سبحانه ـ الذي وعد بحفظ القرآن عن عبث العابثين وتحريف المبطلين ـ احكم آياته ، وفضح القاءات الشيطان ، وقد ذكر كثير من المفسرين هذا الاحتمال في هذه الرواية التاريخية.

[٥٣] ان قلوب الناس على ثلاثة أنواع : السليم ، والمريض ، والقاسي ، والقلب السليم يعصمه الله عما يلقي الشيطان في امنياته ، بينما القلب المريض والقاسي يلقيان ما يلقيه الشيطان ، ويصبح بالنسبة إليهما فتنة تستهويهما ويصعب عليهما التخلص منها.

لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ

ما هو القلب المريض والقاسي؟

لعل امراض القلب هي تلك العقد النفسية ، التي تظهر في الصفات الرذيلة كالحسد والحقد والكبر واليأس ، وحب الرئاسة ، والجدل في الله بغير حق.

واما قسوة القلب فهي التي تنشأ بسبب تراكم اثار الذنوب عليه ، فاذا به لا يستجيب للحق ، ولا يهتز للانذار والتبشير ، ولا يعتبر بمصير المجرمين ، ولا ينتفع بآيات الله في الافاق.

وكيف تصبح القاءات الشيطان بالنسبة إليهما فتنة؟

لأن القلب المريض أو القاسي يبحث أبدا عما يتوافق معه ، فأنه يستجيب سريعا لوساوس الشيطان ويكون مثله مثل الجسم المريض الذي تكاثرت فيه الجراثيم ، وضعفت مناعته الذاتية ، فاذا به يتلقف الجراثيم الجديدة بسهولة ، ان

٩٩

مقاومة هذا الجسم للمرض ضعيفة ، فخطر المرض عليه شديد ، كذلك القلب المريض أو القاسي ، يصعب عليه مقاومة الاشاعات الشيطانية التي تنتشر وتلقى هوى في النفس.

مثلا : انك ترى قلوب الجاهليين المريضة بحب «الغرانيق العلى» ، والتي تراكمت عليها أثار عبادة الأصنام ، وتحن الى أيام الصبا حيث كانوا يتساقطون امام الأصنام المزخرفة ، ويسحرون على وقع الاناشيد والطبول ، وفي احتفالات اللعب واللهو وبانتظار موائد الطعام والشرب والمسكرات ، ومع صبايا الحي الجميلات والصبيان الحسان.

انك تراها اليوم تتلهف الى اشاعة تروج في مكة ، بان النبي قد مدح هذه الأصنام ، ووقع ساجدا لها ، واعطى الشرعية من جديد لها ، وتتناقل الأفواه هذه الشائعة المفضوحة بشوق عظيم ، وإذا بها تصبح مادة اعلامية لكل من سولت نفسه النيل من مقام سيد البشر ومنار الهداة وقدوة الصالحين محمد بن عبد الله الطهر الطاهر المطهر ، الذي عصمه الله من كل ذنب ، صلى الله عليه وعلى آله المعصومين.

وتستمر الأفواه تتناقلها حتى اليوم حيث تتلقفها أقلام المستشرقين وتنسج حولها بيوت العنكبوت ومن راجع كلمات المستشرقين ومحاور تركيزهم وجدها تدور في الأغلب حول تلك الاشاعات الكاذبة التي روجتها أفواه الحاقدين على الرسول (ص) ، ثم دخلت في كتب التاريخ اما بسهو أو عبر أصحاب القلوب المريضة الذين تظاهروا بالإسلام ، وهم ينوون النيل من الإسلام كبني أمية ، وأحزابهم.

ومع الأسف استرسلت أقلام بعض المفسرين مع هذه التقولات الكاذبة حتى صنعت من الرسول شخصية مفروزة ، ولم تلتفت الى الحديث المجمع عليه والمأثور

١٠٠