من هدى القرآن - ج ١

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ١

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-04-1
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٧٣٦

١
٢

الاهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

أهدى ثواب كتابي هذا الى روح زوجتي الوفية (أم صالح) التي اختطفتها المنية في شبابها تقديراً لمساعدتها لي على صعوبات الحياة. وأسال العلى القدير ان يتغمدها برحمة الواسة.

محمد تقي

٣
٤

المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

وبعد :

قبــل أكــثر من ست سنوات حين عزمت على تسجيل تأملاتي التي استفدتها من القرآن ، كتبت ما يلي :

أبتدىء في تفسير القرآن الحكيم ، في بيت من بيوت الله ، في يوم السبت الموافق ١/٤/١٣٩٨ هـ ، ١١/٣/١٩٧٨ م فــي مــدينة (الكويت). وعلى الله أتوكل في اتمامه.

واعتمدت فيه على منهج التدبر المباشر ، انطلاقا مما بينته في (التمهيد) أي منهج الاستلهام مباشرة من الآيات والعودة الى القرآن ذاته كلما قصرنا عن فهم بعض آياته وفق المنهج الذي علمنا اياه الرسول الكريم (ص) وائمة اهل البيت عليهم السلام

٥

حيث امرونا بتفسير القرآن ببعضه.

وانــى احاول ربط الواقع الراهن بآيات الذكر. حيث ان ذلك هو الهدف من تفسير القرآن.

أوليس مثل القرآن مثل الشمس تطلع كل نهار باشراقة جديدة على عالم جديد.

ولا ادعي انني أبين هنا معاني كلام الله كاملا ، بل انما حاولت ان اسجل فقط تلك البصائر التي استفدتها شخصيا عبر تدبري في القرآن.

ولا انسى دور اخوتي من تلاميذ درس التفسير الذي كنت القيه في بلورة رؤاي وأفكاري (والله الموفق وعليه التوكل).

هذا ما كتبته قبل اكثر من ستة اعوام اما اليوم فقد اكملت التدبر في القرآن كله وسجلــت خلاصــة الافكار التي استلهمتها من التدبر في هذا التفسير ، وذلك عبر مرحلتين :

ألف : من بداية القرآن وحتى سورة النحل كتبت التفسير بيدي ، حيث كنت آوي الى مســجد أو مــقام هادىء ، حاملا معي القرآن والقلم والقرطاس ، وربما هموما كثيرة ، مما تخص الامة ، فأجلس كالتلميذ أمام كتاب ربي وأقرأ مجموعة آيات ، وأتدبر فيها ، واذا لم يسعدني ذكائي لفهم أبعاد آية كريمة سألت الله سبحانه أن يعينني على ذلك ، ثم أسجل في البدء خلاصة الافكار التي استوحيها منها ، وبعدئذ أتدبر في آية آية وأسجل تأملاتي فيها بتفصيل أكثر.

وفي بعض الاحيان كانت الافكار تتزاحم وأجدني عاجزا عن تسجيلها فأختار منها البعض فقط ليتناسب مع المنهج الموجز الذي اخترته لهذا التفسير ، بينما

٦

انتفع بالبقية في أحاديثي العامة أو في سائر كتاباتي.

ولم أكن أكتب كل يوم أكثر من درس واحد :

اولا : لان مشاغلي كانت تمنعني من ذلك.

ثانيا : لخوفي من أن تصبح تأملاتي هزيلة.

باء : وبعد ثلاث سنوات شعرت بالحاجة الى الاسراع في إتمام التفسير ، وكنت أخشى الا اوفق لاكماله ، فاخذت اسلوب القاء دروس في التفسير ، تسجل على الشريط ثم تكتب وربما تعاد صياغتها بصورة تتناسب مع أدب التأليف ، وهكذا وفقني الله سبحانه وتعالى لمتابعةالتفسير عبر المحاضرات ابتداء من سورة النحل وحتى اخر القرآن.

وكانت فائدة ذلك مضافا الى سرعة العمل ، ايجاد مكتبة صوتية في تفسير القرآن ، وهكذا كان حيث احتمل أكثر من خمسمائة شريط كاسيت تفسيرا موجزا لكل اي الذكر الحكيم وانتشرت في البلاد الاسلامية بفضل الله.

ولعل القاريء يجد بعض المفارقات بين نصفي التفسير ، حيث يعتمد النصف الاول منه على ضغط الكلمات ، بينما يعتمد النصف الثاني على الشرح والتفصيل.

علما بأن أحد الاخوة كان يحمل معه مرة تفسير سورة الرعد ، فنسيه في سيارة أجرة مما دعاني لتفسيرها مرة اخرى ولكن هذه المرة عبر المحاضرة ، ولعل ذلك كان خيرأ لي.

واليوم تم إعداد أربعة أجزاء للطبع هي التي تحتوي على سور الحمد والبقرة وآل

٧

عمــران (جــزء) وســورتـــي النساء والمائدة (جزء) وسورتي لانعام والاعراف (جزء) وسور الانفال والتوبة ويونس وهود ويوسف والرعد وابراهيم والحجر والنحل (جزء).

وفي الختام أسجل الملاحظات التالية :

اولا : ان لآيات القرآن الحكيم أبعادا مختلفة وحسب تعبير تراجمة الوحي وأئمة الهدى عليهم السلام ان له تخوما وبطونا تصل الى السبعين ، ويكاد لا يستطيع شخص مثلي أن يطلع على بعد واحد منها فكيف بسائرها؟! لذلك فحين أكتب معنى الآية فلا أدعي انه كل معانيها وأبعادها ، بل لا أدعي أنه بالتأكيد المعنى الاقرب ، انما أسجل فقط وفقط ما فهمته من الآيات ، مع اعترافي بقصور فهمي والواقع ان كل التفاسير القرآنية ليس الا بيانا لبعض الموضوعات التي تصدق عليها الآيات كما تصدق على غيرها ، وان القرآن سيظل فوق التفاسيرلا يحيط بكنه معانيه الا الله ، ومن ارتضاه الله لغيبه.

ثانيا : كان منهجي في التفسير تدبر الآيات قبل الرجوع الى التفاسير التي نادرا ما كنت أرجــع الــيها ، وذلك لاني كنت أخشى أن اضع بيني وبين القرآن حجابا من كلام البشر.

ثالثا : بعد إتمام التفسير إقترحت على بعض الاخوة ، استخراج معاني مفردات القرآن من تفسير مجمع البيان للعلامة الطبرسي ، الذي أعتبره الاكمل من بين التفاسير المعتبرة ، وقد فعلوا ذلك مشكورين ، حيث وضعت تحت رسم القرآن تسهيلا للمراجعة ، إكمالا للفائدة.

رابعا : اني مدين في إعداد التفسير للطباعة لاخوتي الافاضل في مؤسسة دار الهدى ، واخوتي في مكتبي ، والاخوة في دار البصائر ، وأسأل الله أن يجزيهم عن

٨

القرآن الحكيم خير الجزاء.

خامسا : أرجو من القراء الكرام أن يهدوا إلي عيوب كتابي ويبتغوا بذلك مرضاة الله سبحانه وتعالى لان ذلك يعتبر مساهمة في تقريب الناس الى الذكر الحكيم.

سادسا : اعتمدنا في كتابة القرآن على المصحف المعروف في العالم الاسلامي وبالذات في الدول العربية والمعتمد من قبل دور الفتوى ووزارات الاوقاف.

وأسأل الله سبحانه أن يجعل هذا الجهد القليل وسيلة لي إليه ويتقبله مني وينفعني به يوم الجزاء الاكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون ، يوم يجعل الولدان شيبا وان ينفع به أمتنا الاسلامية وبالذات المجاهدين منهم في سبيل الله ، بحق محمد سيد النبيين وآله الهداةالميامين

وصلى الله عليه وعليهم وسلم تسليما كثيرا ..

محمد تقي المدرسي

١٣ / ١٢ / ١٤٠٥ هـ

٣٠ / ٨ / ١٩٨٥ م

٩
١٠

بحوث تمهيدية

١١

قبل ان نبدأ تفسير القرآن الحكيم لابد من بحوث تمهيدية تتناول :

الف / ما هو القرآن؟ ولماذا يعجز فهم البشر عن الاحاطة بأبعاد القرآن الحكيم.

وهكــذا يــبين القرآن في آيات الذكر وفي السنة واخيرا نبين لماذا ندعوا الى القرآن.

باء / نذكر مجموعة بحوث قرآنية مقتبسة من كتابنا السابق بحوث في القرآن الحكيم وهي البحث عن القرآن والتفسير بالرأي ، والقرآن بين التزكية والتعليم ، والقرآن بين الظاهر والباطن ، وبين المحكم والمتشابه.

ومعنى الاحرف السبعة في القرآن وكيفية اثبات معاني القرآن.

جيم / كيفية التدبر في القرآن حيث نقتبس ـ مرة اخرى ـ من كتابنا (بحوث في القرآن الحكيم) منهجا موجزا في كيفية الاستلهام من القرآن ، الذي يعتبر اساس تفسيري للذكر الكريم.

حيث يتناول موضوعا عن التدبر والصفات النفسية ، ثم عن التدبر والصفات العقلية ، ثم عن السياق ودوره في فهم القرآن.

ثم عن كيفية ربط القرآن بالواقع وكيف يمكن تطبيق القرآن واخيرا نبين موجزا لمنهج التدبر.

١٢

الفصل الاول

ما هو القرآن ولماذا ندعوا اليه

ـ القرآن في آيات الذكر

ـ القرآن في السنة

ـ لماذا ندعوا الى القرآن

١٣
١٤

القرآن في آيات الذكر

قبل ان نبدأ تفسير القرآن الحكيم ، لا بد من بحوث تمهيدية ، نتناول عبرها كيفية التدبر في آيات القرآن الحكيم ، والتي تعتبر أيضا المنهج الذي اتبعته في تفسير القرآن.

وقبل كل شيء نتساءل ما هو القرآن؟ ولماذا يعجز فهم البشر عن الاحاطة بأبعاد القرآن الحكيم؟

ان القرآن لم ينزل لجيل واحد أو لقرن ، بل هو كلام الله العظيم الذي يمتد مع الزمن من يوم انشأه الله الى يوم يرث الأرض ومن عليها. ويمتد مع البشرية من يوم نزل من السماء مكمّلا لرسالات الله وحتى يوم البعث. لذلك فانه كتاب يسع الجميع ولا يسعه أحد.

ولأن البشر يتكامل فلا بد ان يبقى القرآن امامه دون ان يبلغه انى تقدم حضاريا أو توغل في أفاق المعرفة ، وإذا عجز العقل البشري المحدود عن الاحاطة بأسرار القرآن

١٥

جميعا ، أفلا تعجز لغته عن صفة القرآن؟ بلى. ان القرآن حين يصف نفسه يفتح أمامنا آفاقا من المعرفة. إذا أوغلنا فيها فسوف نستطيع ان نعرف المزيد من خصائص القرآن ومن صفاته المثلى.

ولا يعني ذلك عجزنا عن معرفة اي شيء من القرآن ، كلّا ، بل يعني ضرورة السير قدما في آفاق المعرفة القرآنية ، دون ان نقف عند حد أو ان يصيبنا كلل.

ان القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يتعب منه قارئه. وكلّما ازداد تلاوة له كلما ازداد اليه شوقا ، لماذا؟

لأنه مع كل قراءة يجده طريا جديدا ، ويجد فيه علما طارفا ، وأفقا حديثا ، بلى ، قد يتعب الإنسان في استيعاب المزيد من معارف القرآن ، دون ان يمل القرآن عن العطاء ، والعطاء بغزارة. كما السحب الخيرة المعطاءه ، تفيض الأرض ببركاتها المستمرة دون ان تتوقف هي عن العطاء.

اذن علينا ان نبحر في محيط القرآن الواسع ، الذي تتلاشى الشواطئ أمام أمواجه.

ونتساءل بماذا نستعين اذن في فهم كتاب الله المجيد؟

والجواب : بالقرآن ذاته ، لأنه لم يترك بعدا في المعارف الا وأوسعه هدى وبينات ومن أبرزها. البعد المختص بمعرفة القرآن ذاته.

فما هو القرآن وكيف وصف القرآن نفسه؟

أكثر من مائة آية تبين خصائص القرآن. وإذا أضفنا إليها عشرات الآيات التي تحدثنا عن الشؤون المختلفة للقرآن الحكيم ، فانه سيكون ذخيرة علمية غنية نحصل

١٦

بالتدّبر فيها على معرفة واسعة بالقرآن. وبما اننا قد فسرنا هذه الآيات ضمن تفسيرنا الشامل للقرآن ، فانّ علينا ونحن في بحوث تمهيدية للتفسير ، ان علينا مجرّد ذكر مجموعة من هذه الآيات لنذكر بعدئذ بعض الأحاديث الشريفة ، التي تعتبر بحق شرحا للآيات القرآنية ، لأنها تستلهم منها النور والبصائر. اذن كيف وصف القرآن نفسه؟

القرآن نور ، القرآن كتاب مبين ، القرآن سلام ، القرآن صراط مستقيم. هذه هي الصفات التي جاءت في الآية التالية :

«قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (١٥ ـ ١٦ / المائدة) وفي القرآن بصائر تعطي المؤمن قدرة على رؤية الحقائق مباشرة ، ومن دون حجاب.

وفي القرآن هدى يبين الاتجاه السليم في الحياة.

وفي القرآن رحمة وفلاح لمن آمن به واتّبع هداه.

هكذا جاء في الآية التالية :

«هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (٢٠٣ / الأعراف)

ولا بد أن يتفكر الناس ، لكي يحصلوا على المعرفة من خلال أمثال القرآن ، هكذا يقول القرآن :

«لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ

١٧

الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (٢١ / الحشر) ولقد عجزت كل الأقاويل التي حاولت تفسير ظاهرة القرآن ، الّا انه وحي من الله فلا هو بقول شاعر يسبح في غمرات احلامه ، ولا هو بقول كاهن يتخرص فيقول كلاما مجملا لا يعني من ورائه شيئا. هكذا يقول القرآن :

«فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ» (٣٨ ـ ٤٢ / الحاقة)

وجاء القرآن ليتدبر فيه الناس ، شريطة أن يفكوا عن قلوبهم أقفالها ليروا الحقيقة مباشرة.

«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها» (٢٤ / محمد)

ومن يتدبر في القرآن يعرف انه من الله ، لأنه لا اختلاف فيه :

«أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً» (٨٢ / النساء)

والقرآن موعظة يهز اعماق الضمير ، والقرآن شفاء يطهر الصدور من الحقد والحسد والعقد :

«يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» (٥٧ / يونس)

والقرآن كتاب الله الذي أعجز الخلق عن ان يأتوا بمثله :

«قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً» (٨٨ / الإسراء)

١٨

وفي القرآن من كل مثل عبرة ، ومن كل سبيل منار ، ومن كل علم درس ، ولكل خير قدوة ، ولكل معروف وسيلة. يعطي لكل حادثة مثلا سابقا ، ولكل ظاهرة قانونا عاما ، ولكل مشكلة طارفة حلا واقعيا تليدا :

«وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً» (٨٩ / الإسراء)

والقرآن آيات مبينات ، القرآن مثل من واقع التاريخ الغابر للحاضر «وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ» (٣٤ / النور)

ولو ان القرآن انزل على الجبال لخشعت ، لأن القرآن يذكر الإنسان بالله الذي يخشاه كل شيء «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ»

١٩

القرآن في السنه

لقد تحدثنا في الدرس الذي مضى عن وصف القرآن لنفسه في آيات الذكر الحكيم. وها نحن نتحدث لكم عن وصف الحديث للقرآن. ولا ريب ان الحديث يعتبر شرحا وافيا أو مقتضبا لآيات الذكر الحكيم.

جاء في حديث مأثور عن عكرمة ، ان ابن عباس كان يقول : «ان لله عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء : كتابه وهو نوره وحكمته ، وبيته الذي جعله للناس قبلة لا يقبل الله من أحد وجها الى غيره ، وعترة نبيكم».

وجاء في حديث مسند ومروي عن النبي ، قال رسول الله (ص): «كأني قد دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله تبارك وتعالى حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

» في حديث مسند آخر عن النبي (ص) ، قال رسول الله : «يا ايها الناس انكم في زمان هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع فقد رأيتم الليل والنهار والشمس

٢٠