الظهور اللفظي وعدمه ، ولكن لا فرق بين المبنيين بالنسبة إلى هذه الصورة فإنّ النتيجة واحدة.
أمّا الصورة الخامسة : وهي ما إذا شكّ في قرينية الموجود كالإستثناء المتعقّب للعمومات المتعدّدة فهي مبنيّة على ما مرّ من النزاع آنفاً ، فبناءً على كون أصالة عدم القرينة حجّة تعبّداً فلا إشكال في الأخذ بالعمومات السابقة على العام الأخير ، وبناءً على أصالة الظهور يصبح الكلام مجملاً وتسقط العمومات السابقة عن الحجّية لاحتفافها بما يحتمل القرينية ، وبما أن بناء العقلاء استقرّ على حجّية الظواهر فقط فلا بدّ لإثبات حجّية أصالة عدم القرينة تعبّداً من دليل يدلّ عليها وإلاّ لزم الرجوع إلى أصالة الظهور لا محالة.
أمّا الصورة الثالثة : وهي الشكّ في هيئة الجملة فالمرجع فيها هو علم النحو والمعاني والبيان ، ولكن بما أن عدداً كثيراً من هيئات الجمل لم يبحث عنها في هذه العلوم بحثاً كافياً لابدّ من البحث عنها في مبادىء علم الاصول ، والمتداول اليوم التكلّم عنها في مباحث الألفاظ.
وأمّا الصورة الثانية : وهي الشكّ في هيئة المفردات فالمرجع فيها هو علم الصرف كالبحث عن الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول ، أو بين اسم الفاعل والصفة المشبهة ، أو الفرق بين أبواب الثلاثي المزيد.
نعم يبحث عن عدّة منها في علم الاصول كالبحث عن المشتقّ.
بقيت الصورة الاولى وهي الشكّ في مادّة اللغة ، فالمعروف والمشهور أنّ المرجع فيها هو قول اللغوي وأنّه حجّة فيها بل ادّعى فيه إجماع العلماء ، لكن خالف فيه المحقّق الخراساني رحمهالله وقال بعدم حجّية قول اللغوي ، وسيأتي أنّ شيخنا الأعظم الأنصاري رحمهالله مال إلى الحجّية مع تأمّله فيها أخيراً ، فعلينا أن نلاحظ الأدلّة وأنّه ما هو مقتضى الدليل؟
استدلّ للحجّية بوجوه ثلاثة :
الوجه الأوّل : إجماع العلماء ( بل جميع العقلاء ) على ذلك ، فانّهم قديماً وحديثاً يرجعون في استعلام اللغات إلى كتب أهل اللغة ، ولذلك ينقلون في الفقه أقوال اللغويين بالنسبة إلى موضوع من موضوعات الأحكام كالغنيمة والكنز حتّى من أنكر حجّية قولهم كالمحقّق الخراساني رحمهالله ، كما يرجعون إليهم في فهم الحديث وتفسير الكتاب الكريم.
لكن يرد عليه : أنّ الإجماع هذا لا يكون كاشفاً عن قول المعصوم عليهالسلام بما أنّه دليل تعبّدي