٤ ـ العام والخاصّ
وقبل الورود في أصل البحث لابدّ من الإشارة إلى عدّة امور :
الأمر الأوّل : في تعريف العام والخاصّ
فقد ذكر للعام تعاريف عديدة فقال في المحاضرات : إنّ العام معناه الشمول لغةً وعرفاً ، وأمّا اصطلاحاً
فالظاهر إنه مستعمل في معناه اللغوي والعرفي ، ومن هنا فسّروه بما دلّ على شمول الحكم لجميع أفراد مدخوله ، وسيأتي عدم تماميّة هذا التعريف لأنّ المطلق أيضاً يشتمل جميع أفراده إلاّ أنّه بسبب جريان مقدّمات الحكمة فلا بدّ من تقييد الشمول في المقام بقيد يوجب إخراج المطلق ، ولذلك نقول : « العام ما كان شاملاً بمفهوم اللفظ لكلّ فرد يصلح أن ينطبق عليه » (١).
أقول : ويمكن أن يعرّف العام أيضاً بأنّه ما يكون مستوعباً لجميع الأفراد التي يصدق عليها بمفهوم اللفظ.
لكن المحقّق الخراساني رحمهالله ذكر هنا أيضاً ما مرّ منه كراراً من أنّ التعاريف المذكورة تعاريف لفظيّة من قبيل شرح الاسم ثمّ بسط الكلام بما حاصله : إنّ كلمة « ما » التي تقع في جواب السؤال عن الأشياء على قسمين : ما الشارحة وما الحقيقيّة ، والمستعمل في هذه التعاريف هي الاولى ، فتكون التعاريف الواقعة في جواب السؤال عن العام شارحة لفظية لا حقيقية ماهويّة ، ثمّ استدلّ له بوجهين :
الوجه الأوّل : اعتبار كون المعرّف في التعريف الحقيقي أجلى من المعرّف ، ومن أنّ المعرّف
__________________
(١) المحاضرات : ج ٤ ، ص ١٥١.