والذي يخطر بالبال في الجواب عن الإشكال ( على العجالة إلى أن يتأمّل فيه ) أحد وجهين :
الوجه الأوّل : أن يخصّص قوله « فينا » بخصوص معرفة الله ونلتزم بعدم تصوّر القصور فيها لشهادة الوجدان وحكم الفطرة في هذا الباب.
الوجه الثاني : أن نقول : أنّ المراد بالجهاد هنا هو نهاية السعي والاجهاد لا مجرّد المقدار الواجب على الإنسان في هذه الامور بل أقصى جهده وآخر ما يمكن منه فيكون معنى الآية كلّ من بذل نهاية مجهوده وأقصى جهده يهتدي إلى سبيل الحقّ ويصل إلى المقصود وليس جميع القاصرين يجهدون هذا المبلغ من الجهاد.
ويتصوّر على خمسة وجوه :
الأوّل : جبران ضعف السند بدليل ظنّي كما إذا قامت الشهرة على العمل برواية ضعيفة.
الثاني : عكس الأوّل ، أي وهن سند معتبر بدليل ظنّي قام على خلافه كإعراض المشهور عن العمل برواية معتبرة بحسب السند.
الثالث : تأثير الظنّ في تقوية الدلالة ، كما إذا قامت الشهرة على أخذ أحد الاحتمالات في مدلول الرّواية.
الرابع : عكس الثالث ، أي وهن الدلالة بإعراض المشهور مثلاً.
الخامس : ترجيح إحدى الروايتين على الاخرى بدليل ظنّي كالشهرة.
هذه موارد مبتلى بها في الفقه ويبحث عن الصورة الأخيرة في أبواب التعادل والتراجيح ( فانتظر ) ، وقد أشرنا إلى باقي الوجوه إجمالاً في تضاعيف ما مرّت من الأبحاث السابقة ، وينبغي أن يبحث عنها في فصل مستقل وينفتح لها عنوان على حدة ، ولذلك نقول :
أمّا الوجه الأوّل : فالإنصاف أنّه لا إشكال في جبر ضعف الرّواية الضعيفة بعمل مشهور قدماء الأصحاب ، وذلك لما مرّ في مبحث حجّية خبر الواحد من أنّ السيرة العقلائيّة قامت على حجّية الخبر الموثوق به ( ولو لم تكن رواته ثقات ) وأنّ الملاك في الحجّية هو الوثوق بنفس الخبر وصدوره عن المعصوم لا الوثوق بالمخبر ، والإنصاف أنّ الشهرة القدمائيّة توجب