فصل الخطاب ( وهي ١٨٨ ) رواية بناءً على إحصاء مؤلّف كتاب « برهان روشن » ) بحيث ينبغي أن يلقّب ببطل التحريف ، وقد عبّر المحدّث النوري رحمهالله عن هذه الرّوايات بالروايات المعتبرة مع أنّ أحمد بن محمّد السياري كما صرّح به علماء الرجال : ضعيف فاسد المذهب مجهول الرّواية كثير المراسيل (١) ، فمع كونه بهذه الدرجة من فساد العقيدة وكذب الأقوال كيف يكون أميناً على التنزيل ويقبل قوله بعنوان كلمات المعصومين.
وأمّا كتاب « فصل الخطاب » فقال المحدّث النوري رحمهالله في مقدّمته : « وبعد فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمّد تقي النوري الطبرسي جعله الله تعالى من الواقفين ببابه المتمسّكين بكتابه : هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان وسمّيته فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب » ثمّ ذكر مباحثه ضمن ثلاث مقدّمات وبابين ، وذكر في الباب الأوّل إثنى عشر دليلاً بزعمه على وقوع التحريف في كتاب الله العزيز ، وفي الباب الثاني أجاب عن أدلّة القائلين بعدم تطرّق التغيير فيه بأجوبة واهيّة لا تسمن ولا تغني.
وقام تلميذه المحدّث الطهراني رحمهالله في مقام الدفاع عن الاستاذ في موضعين : مقدّمة المستدرك والذريعة (٢) ، وإليك عبارته في مقدّمة المستدرك ملخّصاً : « إنّ شيخنا النوري كان يقول ( حسبما شافهناه به وسمعناه من لسانه في أواخر أيّامه ) أخطأت في تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمّى بفصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب وذلك لأنّي أثبتّ فيه أنّ كتاب الإسلام الموجود بين الدفتين المنتشر في أقطار العالم وحي إلهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من لدن جمعه حتّى اليوم وقد وصل إلينا المجموع الأولي بالتواتر القطعي ، ولا شكّ لأحد من الإماميّة فيه ، فبعد ذا من الإنصاف أن يقاس الموصوف بهذه الأوصاف بالعهدين أو الأناجيل المعلومة أحوالها لدى كلّ خبير. هذا
__________________
(١) راجع الفهرست للشيخ ؛ ورجال النجاشي ؛ والخلاصة للعلاّمة.
(٢) فصل الخطاب : ج ١٦ ، مادّة الفاء.