فإذاً الفرق بين مسألتي التجرّي والانقياد من هذه الناحية ظاهرة لا سترة عليه فلا يمكن قياس أحدهما بالآخر.
لا فرق في حرمة التجرّي بين مخالفة الأحكام الواقعيّة والظاهريّة ولا بين مخالفة العلم والظنّ المعتبر لأنّ حقيقة الجرأة على المولى موجودة في الجميع ، والأدلّة التي استدلّوا بها على حرمته تجري في الأحكام الظاهريّة والظنون المعتبرة أيضاً ولكن قد عرفت عدم صحّة شيء منها.
هذا تمام الكلام في أحكام التجرّي وأدلّتها والله العالم.
كان البحث إلى هنا عن القطع الطريقي ، وهيهنا قسم من القطع يسمّى بالقطع الموضوعي يؤخذ في موضوع الحكم بحيث لا يتحقّق الموضوع بدونه ، نحو « إذا قطعت بنجاسة ثوبك فلا تصحّ الصّلاة فيه » فالموضوع لبطلان الصّلاة في هذا المثال هو القطع بنجاسة الثوب مع كون الثوب نجساً في الواقع ، حيث إن القطع حينئذٍ جزء للموضوع ، كما هو المشهور في محلّه وقد أفتى المشهور بعدم مانعية النجاسة الخبثيّة الواقعيّة عن صحّة الصّلاة ، خلافاً للنجاسة الحدثيّة.
وهيهنا أبحاث ثلاثة :
ويقع البحث فيه في ثلاث مواضع :
أحدها : أن يؤخذ في موضوع نفس الحكم.
ثانيها : أن يؤخذ في موضوع ضدّ الحكم.
ثالثها : أن يؤخذ في موضوع مثل الحكم.