أيضاً فانكحوا منهنّ واحدة إلى أربع.
الوجه الثالث : أنّه كان الرجل منهم يتزوّج بالأربع والخمس وأكثر ، ويقول : ما يمنعني أن أتزوّج كما تزوّج فلان فإذا فنى مال نفسه مال إلى مال اليتيم الذي في حجره فنهاهم الله عن أن يتجاوز والأربع لئلاّ يحتاجوا إلى أخذ مال اليتيم ظلماً.
الوجه الرابع : أنّ المعنى « إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتيمة المربّاة في حجوركم فانكحوا ما طاب لكم من النساء ممّا أُحلّ لكم من يتامى قرباتكم مثنى وثلاث ورباع ».
فعلى هذا يكون ربط الشرط والجزاء هنا ظاهر لمن تدبّر الآيات السابقة واللاحقة عليها وما ورد في شأن نزولها ، فلا يبقى موضع لتقدير واحدة من الآيات فضلاً عن القول باسقاط ثلث القرآن بينها والعياذ بالله.
ومنها : ثلاث روايات تدلّ على حذف إثنى عشر ألف آية ، وقد نقل بعضها حتّى في مثل كتاب الكافي للكليني رحمهالله وذكرها المحدّث النوري في فصل الخطاب ضمن الدليل الحادي عشر على التحريف :
أحدها : ما رواه هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمّد صلىاللهعليهوآله سبعة عشر ألف آية » (١).
ثانيها : ما رواه المولى محمّد صالح المازندراني في شرح الكافي عن كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلّفه فلم يخرج به من بيته حتّى جمعه كلّه وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية عشر ألف آية (٢).
ثالثها : ما رواه أحمد بن محمّد السياري في كتاب القراءات عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال قال أبو عبدالله عليهالسلام : « القرآن الذي جاء به جبرئيل عليهالسلام إلى محمّد صلىاللهعليهوآله عشرة ألف آية ».
قال المحدّث النوري رحمهالله بعد نقل هذه الرّواية في فصل الخطاب : « كذا في نسختي وهي سقيمة والظاهر سقوط كلمة سبعة لاتّحاده متناً وسنداً لما في الكافي بل لا يبعد كون ما فيه
__________________
(١) فصل الخطاب للمحدّث النوري رحمهالله : أوائل الدليل الحادي عشر.
(٢) المصدر السابق :