٣ ـ وممّا يدلّل
على أنّ للحزب الأموي ضلعا في اغتيال الإمام أنّ الأشعث بن قيس ، كان عينا لبني
اميّة وعميلا لهم في العراق ، وقد ساهم مساهمة إيجابية في اغتيال الإمام ، فقد
رافق ابن ملجم في أثناء قتله للإمام ، وقد شجّعه على ذلك ، وهو القائل له : النجا
فقد فضحك الصبح ، ولمّا سمعه حجر بن عدي صاح به ، وقال له :
قتلته يا أعور؟
وصلة الأشعث ببني اميّة معروفة ، وعداؤه للإمام مشهور ، وقد هدّد الإمام قبل قتله
بقليل.
إنّ المؤامرة
باغتيال الإمام قد احيطت بكثير من السرّ والكتمان ، فما الذي أوجب اطّلاع الأشعث
عليها ودعمه لها ، لو لا الايعاز إليه من الأمويّين؟
٤ ـ أنّ مؤتمر
الخوارج قد انعقد في مكّة أيام موسم الحجّ ، وهي حافلة ـ من دون شكّ ـ بالأمويّين
لأنّها الوطن المهم لهم ، وكانوا يبثّون الدعايات المضلّلة ضدّ الإمام ، ويشيعون
في أوساط الحجّاج الأكاذيب ضدّه ، وأغلب الظنّ أنّهم تعرّفوا على الخوارج الذين هم
من أعدى الناس للإمام.
وممّا يساعد على
تعرّف الأمويّين لابن ملجم أنّه أقام مع بقيّة الخوارج في مكّة بعد انقضاء موسم
الحجّ إلى شهر رجب ، واعتمروا بالبيت الحرام عمرة مفردة ، ثمّ نزحوا بعد ذلك إلى
تنفيذ مخطّطاتهم ، فمن المحتمل أنّ الخوارج اتّصلوا بالأمويّين ، ودفعوهم إلى
اغتيال الإمام.
٥ ـ أنّ ابن ملجم
كان معلّما للقرآن وكان يأخذ رزقه من بيت المال ، ولم تكن عنده سعة مالية ،
فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه بألف درهم؟
__________________