أمّا قبائل همدان فقد عرفت بالولاء والإخلاص للإمام ، وقد زحفت إلى المدينة بقيادة زعيمها رفاعة بن وائل ، وهي تقدّم ولاءها للإمام ودعمها الكامل لحكومته ، وكان ممّا قاله رفاعة زعيم الوفد :
نسير إلى عليّ
ذي المعالي |
|
بخير عصابة يمن
كرام |
ومن جملة الوفود المهنّئة وفد جهينة بزعامة كيسون بن سلمة الجهني ، وقد أنشد عند مقابلته للإمام أبياتا منها هذا البيت :
أجبنا عليّا بعل
بنت نبيّنا |
|
على كلّ حنذيذ
من الخيل سابح |
ووفدت بجيلة على الإمام ترفع تهانيها له ، وعلى رأسها شاعرها رويبة العجلي وهو ينشد :
أجبناه دون
الهاشميّ سوابح |
|
ومواه براق
مقفرات موادخ (١) |
هذه بعض الوفود التي أقبلت إلى المدينة ، وهي تهنّئ الإمام عليهالسلام بالخلافة ، ولم يعهد نظير ذلك في بيعة الخلفاء الذين سبقوا الإمام.
أمّا الإمام عليهالسلام فهو أوّل خليفة دعي له على المنابر بالتأييد والنصر ، ولم يحظ بمثل ذلك غيره ، وكان أوّل من دعا له عبد الله بن عباس ، فقال :
__________________
(١) حياة الإمام الحسن عليهالسلام ١ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠.