الباعة ، ويوصيهم بتقوى الله تعالى ، وينهاهم عن معصيته ، ويأمرهم بالاستقامة في معاملاتهم وكان يقول لهم : أحسنوا ، أرخصوا بيعكم على المسلمين فإنّه أعظم للبركة.
كان عليهالسلام يسير في الأسواق وفي يده الدرّة ، ويقول للتجّار :
« يا معشر التجّار! خذوا الحقّ وأعطوا الحقّ تسلموا » (١).
كان عليهالسلام يمشي وحده في الأسواق ، ويأمر الناس بتقوى الله ، وحسن البيع ويقول : « أوفوا الكيل والميزان ولا تنفخوا اللّحم » (٢).
ووفد غالب بن صعصعة أبو الفرزدق فقال له الإمام :
« ما فعلت بإبلك الكثيرة؟ ».
فقال غالب : ذعذعتها الحقوق ، أي فرّقتها ، فقد أنفقتها في أداء حقوق الناس. وأثنى عليه الإمام قائلا :
« ذاك أحمد سبيلها » (٣).
كان رجل مجنون في عهد الإمام يمشي أمام الجنائز وينادي : الرحيل
__________________
(١) أخبار القضاة لوكيع ١ : ١٩٦. وفي ربيع الأبرار ٤ : ١٤٤ زيادة على ذلك : « ولا تردّوا قليل الحقّ فتحرموا كثيره ، ما منع من حقّ إلاّ ذهبت في باطل أضعافه ».
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ق ١ / ١٨.
(٣) خزانة الأدب ١ : ٢٢٢.