فإن يفعلوا أصدم
عليّا بجبهة |
|
تغتّ عليه كلّ
رطب ويابس |
وإنّي لأرجو خير
ما نال نائل |
|
وما أنا من ملك
العراق بآيس (١) |
وحكى هذا الشعر تصميمه على حرب الإمام لأنّ الشام انقادت له وأطاعته إطاعة عمياء ، وإنّه ليطمع في حكم العراق والاستيلاء عليه.
وأجاب معاوية على رسالة الإمام عليهالسلام بهذا الكتاب :
من معاوية بن صخر إلى عليّ بن أبي طالب ، أمّا بعد .. فلعمري لو بايعك القوم الذين بايعوك ، وأنت بريء من دم عثمان ، لكنت كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين ، ولكنّك أغريت بدم عثمان المهاجرين ، وخذّلت عنه الأنصار ، فأطاعك الجاهل ، وقوي بك الضعيف ، وقد أبى أهل الشام إلاّ قتالك حتّى تدفع إليهم قتلة عثمان ، فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين ، وإنّما كان الحجازيون هم الحكّام على الناس والحقّ فيهم ، فلمّا فارقوه كان الحكّام على الناس أهل الشام.
ولعمري ما حجّتك عليّ كحجّتك على طلحة والزبير لأنّهما بايعاك ولم ابايعك ، وما حجّتك على أهل الشام كحجّتك على أهل البصرة لأنّ أهل البصرة أطاعوك ، ولم يطعك أهل الشام ، فأمّا شرفك في الإسلام وقرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآله وموضعك من قريش فلست أدفعه .. ثمّ ختم رسالته بأبيات لكعب بن جعيل :
أرى الشام تكره
ملك العراق |
|
وأهل العراق لهم
كارهينا |
وكلاّ لصاحبه
مبغض |
|
يرى كلّ ما كان
من ذاك دينا |
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٣ : ٧٨. ربيع الأبرار ٤ : ٢٤٣.