« لا حاجة لي في أمركم ، فمن اخترتم رضيت به .. ».
أجل ، إنّه لا حاجة له ولا رغبة له في الخلافة ما لم يحقّق أهدافه النبيلة .. وقد أعرب الإمام عليهالسلام في بعض أحاديثه عن الأسباب التي دعته لمنازعة الخلفاء فقال :
« اللهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان ، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ».
وعلى أي حال فقد أحاطت الجماهير بالإمام وهي تعلن رغبتها الملحّة في ولايته قائلة :
لا إمام لنا غيرك ..
وهتفت ثانية :
ما نختار غيرك ..
ولم يعن بهم الإمام وأصرّ على الامتناع من إجابتهم ، وذلك لعلمه بما يعانيه من المصاعب والمشاكل وما يطرحه المنحرفون من الفتن والأضاليل في سبيل أطماعهم. لقد خلق الحكم العثماني فئة لا تفقه من أحكام الإسلام شيئا ، وقد تسلّطت على المسلمين وبيوت الأموال فنهبت ما شاءت ، وأذلّت من شاءت ، وأنّها سوف تهبّ في وجه الإمام وتناجزه الحرب وتعمل كلّ ما تستطيعه ضدّه.
وعقدت القوّات المسلّحة مؤتمرا خاصّا بها بعد امتناع الإمام من إجابتها ، وقد بحثت ما تواجهه الأمّة من الأخطار إن بقيت بلا إمام ، وقد قرّرت إحضار المدنيّين وذوي النفوذ والوجوه ، فلمّا حضروا قالوا لهم :
أنتم أهل الشورى ، وأنتم تعقدون الإمامة ، وحكمكم جائز على الأمّة ،