تبّان (١) ، وذلك لإهانته حتى يرتدع الناس من شرب الخمر ، ولم يقم أي وزن لمدح النجاشي له ، ومن جيّد شعره في الإمام قوله مخاطبا معاوية :
واعلم بأنّ عليّ
الخير من بشر |
|
شمّ العرانين لا
يعلوهم بشر |
نعم الفتى هو
إلاّ أنّ بينكما |
|
كما تفاضل نور
الشّمس والقمر |
وما أظنّك إلاّ
لست منتهيا |
|
حتّى يمسّك من
أظفارهم ظفر |
إنّي امرؤ قلّما
اثني على أحد |
|
حتّى أرى بعض ما
يأتي وما يذر |
لا تحمدنّ امرأ
حتّى تجرّبه |
|
ولا تذمّنّ من
لم يبله الخبر (٢) |
كان للإمام عليهالسلام منهج خاصّ متميّز في سياسته المالية ، ومن أبرز مناهجه أنّه كان يرى المال الذي تملكه الدولة مال الله تعالى ومال المسلمين ، ويجب إنفاقه على تطوير حياتهم ، وإنقاذهم من غائلة البؤس والحاجة ، ولا يختصّ ذلك بالمسلمين ، وإنّما يعمّ جميع من سكن بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والصابئة ، فإنّ لهم الحقّ فيها كما للمسلمين ، وقد تقدّم في البحوث السابقة ما يدعم ذلك. كان الإمام عليهالسلام يرى الفقر كارثة اجتماعية مدمّرة يجب القضاء عليه بجميع الوسائل ، وقد اثر عنه أنّه لو كان رجلا لأجهز عليه ..
ونلمّح ـ بإيجاز ـ إلى بعض معالم سياسته المالية :
من المناهج في السياسية المالية التي انتهجها الإمام عليهالسلام في حكومته توزيع الأموال التي تجبى للخزينة المركزية حين وصولها ، فكان يبادر إلى إنفاقها على
__________________
(١) التبّان : سراويل صغيرة تستر العورة فقط يستعملها الملاّحون.
(٢) خزانة الأدب ١ : ٤٢٠.