أمّا مدير شرطة الإمام فهو من خيار الرجال ، وهو معقل بن قيس الرياحي (١).
أمّا كاتبه فهو سعيد بن نمران سيّد همدان (٢) ، وكان الإمام يقول للكاتب : « فرّج ما بين السّطور ، وقرّب بين الحروف » (٣).
ومن الجدير بالذكر أنّ الخلفاء الذين سبقوا الإمام كانوا يستكتبون بعض الأشخاص من الذين خانوهم ، فكان مروان كاتبا لعثمان وقد خانه ، وهو الذي أشعل الرعية حربا عليه ، ولكن لمّا آل الأمر إلى عليّ اشتدّ في الأمر ، وبذل المزيد من الاهتمام بما لم ير مثله (٤).
وكان من كتّابه عبيد الله بن أبي رافع مولى النبيّ صلىاللهعليهوآله (٥).
والشيء البارز في سياسة الإمام عليهالسلام التزام الصراحة والصدق في جميع شئون حياته ، فلم يوارب ولم يخادع ولم يداهن في دينه ، وسار على منهج أخيه وابن عمّه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولو أنّه التزم بالأعراف السياسية السائدة في عصره وغيره لمّا آلت الخلافة إلى عثمان بن عفّان ، فقد ألحّ عليه عبد الرحمن بن عوف أن يبايعه شريطة أن يسير بسيرة الشيخين ، فامتنع من إجابته ، وصارحه أنّه يسوس الأمّة بمنهاج الكتاب والسنّة وليس غيرهما رصيدا يستند إليه في عالم السياسة والحكم ، لقد أبى
__________________
(١) المجد : ٣٧٣.
(٢) المجد : ٣٧٧. لطائف المعارف : ٥٩.
(٣) تاج العروس ٥ : ٢٠٤.
(٤) رسائل الجاحظ ٢ : ١٨٩.
(٥) صبح الأعشى ١ : ١٢٦.