قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

154/266
*

إلى الهجرة إلى الحبشة ، ولمّا أعزّ الله دينه ، ونصر عبده ورسوله ، وأرغم انوف القرشيّين ، دخلوا في الإسلام لا إيمانا به ، وإنّما كان خوفا من حدّ السيف.

وعرض الإمام عليه‌السلام في رسالته إلى من هو أولى بأمر الامّة ، وأحقّ بخلافتها ، وهم العترة الطاهرة ، وذلك لقربها من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بالإضافة إلى علمها بكتاب الله تعالى ، وإحاطتها بسنّة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وغير العترة لا نصيب لها من العلم والفضل.

وختم الإمام رسالته بالدعوة إلى جمع الكلمة ، والمحافظة على دماء المسلمين.

وانتهت نسخة الإمام إلى معاوية فأجاب :

أمّا بعد .. فإنّه :

ليس بيني وبين قيس عتاب

غير طعن الكلى وضرب الرّقاب

ولمّا قرأ الإمام عليه‌السلام هذا الجواب تلا قوله تعالى : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) (١).

زحف معاوية لصفّين :

وتهيّأت لمعاوية جميع الوسائل التي يستطيع بها على محاربة الإمام من العدد والعدّة ، فقد استطاع بمكره وخداعه أن يغري أهل الشام بأنّ الإمام عليه‌السلام هو الذي قتل عثمان بن عفّان فكان ينشر قميصه الملطّخ بدمه على المنبر فيضجّ الشاميّون بالبكاء والعويل ، وكان كلّما فتر حزنهم يقول له ابن العاص بسخرية واستهزاء بهم :

حرّك لها حوارها تحن.

فيخرج لهم قميص عثمان ـ الذي هو كعجل بني إسرائيل ـ فيعود لهم الحزن

__________________

(١) القصص : ٥٦.