وإعطائي على
المكروه مالي |
|
وأخذي الحمد
بالثّمن الرّبيح |
وقولي كلّما
جشأت وجاشت |
|
مكانك تحمدي أو
تستريحي |
وقد ردّه هذا الشعر إلى الصبر والثبات كما كان يتحدّث بذلك أيام الملك والسلطان.
ولمّا بان الانكسار الهائل في معسكر الطاغية ابن أبي سفيان ، وتفلّلت جميع كتائبه العسكرية قام الإمام عليهالسلام خطيبا في جيشه فقال بعد حمد الله تعالى والثناء عليه :
« أيّها النّاس ، قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم ، ولم يبق منهم إلاّ آخر نفس ، وإنّ الامور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأوّلها ، وقد صبر لكم القوم على غير دين حتّى بلغنا منهم ما بلغنا ، وأنا غاد عليهم بالغداة احاكمهم إلى الله عزّ وجلّ ... ».
واحتدم القتال كأشدّه ، وزحف القائد العام مالك الأشتر وقد أحرز الفتح ، ولم يبق على الاستيلاء على معاوية الذي فرّق كلمة المسلمين وألقاهم في شرّ عظيم إلاّ حلبة شاة أو عدوة فرس ، وقد شاءت المقادير عكس ذلك.
إنّ أبشع مهزلة في التاريخ البشري وأسوأ كارثة مني بها المسلمون على امتداد التأريخ هي مكيدة رفع المصاحف ، وقد وصفها « راوجوست ميلر » بأنّها من أبشع المهازل وأسوئها في التاريخ البشري (١).
__________________
(١) العقيدة والشريعة في الإسلام : ١٩٠.