صنائع لنا (١) لم يمنعنا قديم عزّنا ولا عاديّ طولنا (٢) على قومك أن اخلطناكم بأنفسنا ؛ فنكحنا وأنكحنا ، فعل الأكفاء ، ولستم هناك! وأنّى يكون ذلك كذلك (٣) ومنّا النّبيّ ومنكم المكذّب (٤)؟
ومنّا أسد الله (٥) ومنكم أسد الأحلاف (٦)؟
ومنّا سيّدا شباب أهل الجنّة (٧) ومنكم صبية النّار (٨) ، ومنّا خير نساء العالمين (٩) ، ومنكم حمّالة الحطب (١٠) ، في كثير ممّا لنا وعليكم! فإسلامنا قد سمع ، وجاهليّتكم لا تدفع ، وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا ، وهو قوله سبحانه وتعالى :
__________________
(١) معنى هذه الكلمات أنّ الله تعالى اصطفى أهل البيت عليهمالسلام بفضله فجعل النبوّة فيهم ، ومنهم فاضت الهداية على الامم والشعوب.
(٢) عادي طولنا : أي قديم فضلنا.
(٣) أنّى يكون ذلك كذلك : أي كيف يكون شرفكم كشرفنا؟.
(٤) المكذّب من بني اميّة هو زعيم المنافقين ورأس الضلال هو أبو سفيان ، وقيل : هو أبو جهل ، وهو اشتباه فإنّه ليس من بني اميّة وإنّما هو من بني مخزوم.
(٥) أسد الله هو الشهيد الخالد حمزة بن عبد المطّلب عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله .
(٦) أسد الأحلاف : هو عتبة بن ربيعة ، ويعني به أنّه أسد الأجمة المعادية للإسلام.
(٧) سيّدا شباب أهل الجنّة هما ريحانتا رسول الله الحسن والحسين عليهمالسلام.
(٨) صبية النار : هم صبية بني أميّة.
(٩) خير نساء العالمين : هي زهراء الرسول صلىاللهعليهوآله .
(١٠) حمّالة الحطب : هي أمّ جميل عمّة معاوية لقّبت بحمّالة الحطب لأنّها كانت تضع الشوك في طريق النبيّ.