إن
تمّ اعتزلك كلّه ، وإن نقص لم يلحقك ثلمه ، وما أنت والفاضل والمفضول ، والسّائس
والمسوس ، وما للطّلقاء وأبناء الطّلقاء والتّمييز بين المهاجرين الأوّلين ،
وترتيب درجاتهم ، وتعريف طبقاتهم؟!
هيهات
لقد حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم
فيها من عليه الحكم لها! ألا تربع أيّها الإنسان على ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ،
وتتأخّر حيث أخّرك القدر! فما عليك غلبة المغلوب ، ولا لك ظفر الظّافر ، وإنّك
لذهّاب في التّيه ، روّاغ عن القصد ، ألا
ترى ـ غير مخبر لك ، ولكن بنعمة الله احدّث ـ أنّ قوما استشهدوا في سبيل الله
تعالى من المهاجرين والأنصار ، ولكلّ فضل حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل سيّد الشّهداء
، وخصّه رسول الله صلىاللهعليهوآله بسبعين تكبيرة عند
صلاته عليه !
أولا
ترى أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل الله ولكلّ فضل حتّى إذا فعل بواحدنا ما فعل
بواحدهم ، قيل الطّيّار في الجنّة وذو الجناحين! ولو لا
ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه ، لذكر ذاكر
فضائل جمّة تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجّها آذان السّامعين.
فدع
عنك من مالت به الرّميّة ، فإنّا صنائع ربّنا ، والنّاس بعد
__________________