وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١))
٣٨ ـ (إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ...) أي عارف بمضمراتها ، فغيرها أولى بأن يعلمه فلا يخفى عليه شيء من أسرار السّماوات وخفيّات الأرضين.
٣٩ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ ...) أي : يا معاشر الكفرة إن الله تعالى أنعم عليكم بعد نعمة الوجود بأن جعلكم خلفاء في أرضه مكان من كان قبلكم في التصرّف فيها والتسلّط عليها ، وذلك لكي تقرّوا بتوحيده وتطيعوا ولاة أمره ونهيه من الأنبياء العظام والرّسل الكرام وأوصيائهم عليهمالسلام ، وكان هذا شكر تلك النعمة العظيمة والموهبة الجسيمة (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) أي جزاء كفره وضرره في الدّنيا بأن ينقصها بأخذها منه عاجلا ، وفي الآخرة بنار الخلود الّتي لا يخفّف عذابها بل يزاد في سعيرها كما يشير إليه بقوله تعالى (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ) الآية ، والمقت هو أشدّ البغض ، والخسار هو الخسران في الآخرة. والأمران بيان لجملة (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) والتكرير لبيان أن كلّ واحد من الأمرين له اقتضاء خاصّ لكفر ناشئ عن اقتضاء قبحه. والحاصل أن العمر كرأس المال ، فمن اشترى رضاء الله ربح ، ومن اشترى به سخطه خسر خسرانا مبينا.
٤٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ ...) أي يا محمد قل لهؤلاء المشركين أخبروني عن الأوثان التي تعبدونها من دون الله (ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ)