كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩))
٥٢ ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى ...) فبعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بالآيات إلى الحق فلم يجيبوه أوحى الله تعالى إليه (أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) هذه الجملة بيان لما أوحي أي قلنا لموسى بطريق الوحي والإلهام : اخرج من مصر أنت ومن آمن بك ليلا (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي أن فرعون وجنوده يتّبعونكم ويتعقبونكم ، لكن لا يصلون إليكم.
٥٣ ـ (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ ...) أي بعث الجنود والخدم ليحشروا إليه الناس ويجمعوا الجيش ليقبضوا على موسى وقومه. ولما حضروا عنده قال للقوم :
٥٤ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ...) قليلون : جمع قليل. والشرذمة هي الطائفة القليلة وذكر (قَلِيلُونَ) للتأكيد. استقلّهم بالنسبة إلى جيشه إذ كان ألف ملك مع كل ملك ألف ، وكان قوم موسى عليهالسلام ستمائة وسبعين ألفا ، وعن الباقر عليهالسلام أنه كان يقول : عصبة قليلة ، وفسّر الشرذمة بالعصبة القليلة.
٥٥ ـ (وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ ...) أي لفاعلون ما يغيظنا إمّا بالمعاجز والآيات التي يعجز فرعون عن الإتيان بمثلها ، أو بما يقال من أن بني إسرائيل استعاروا من قوم فرعون الحليّ والألبسة الفاخرة بعنوان أنّ لهم عيدا فلما نزل الأمر بالإسراء ساروا من دون أن يردّوا عليهم ما استعاروا منهم.
٥٦ ـ (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ ...) أي شاكون في السّلاح ومعدّون للقتال ، أو معنى حاذرون من الحذر أي الخوف أو استعمال الحزم في الأمور والتيقظ. ثم أخبر تعالى عن كيفيّة إهلاكهم بقوله :
٥٧ و ٥٨ ـ (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ...) أي جعلنا فيهم داعية