ووقع على الأرض إلى ثلاثة أيام ، فلما أفاق من غشوته تاب وصار من زهّاد زمانه بحيث صار مشهورا بزهده وتقواه وكان اسمه عتبة ولقبه غلام. وروى أبو سعيد الخدري عن النبي (ص) في تفسير الآية الكريمة أن النار تشويهم فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرّته.
* * *
(أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (١٠٧) قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١))
١٠٥ ـ (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ...) أي ألم تكن تقرأ عليكم آياتي في القرآن ، أو الحجج والبراهين الدالّة على وجود الصانع وتوحيده؟ ويقال لهم هذا تذكيرا بما قصّروا فيه بحق أنفسهم وتوبيخا لهم وتقريعا.
١٠٦ ـ (قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ ...) الشّقوة والشّقاوة معناهما واحد ، وهو المضرّة اللاحقة بالعاقبة. والسعادة ضدّها وهي المنفعة التي تلحق بالعاقبة. والمعنى : استعلت علينا سيئاتنا التي