اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (٢٠))
١١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ ...) أي بالكذب العظيم (عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) أي جماعة (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) لا تظنّوه أي الكذب أمرا سيئا لكم (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) لاكتسابكم به الثواب العظيم وظهور ما نزل من القرآن في براءة ساحتكم وتشديد الوعيد في من تكلّم بهذا الأمر (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) أي جزاء ما اكتسب منه بقدر ما خاض فيه (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) أي تحمّل معظمه (مِنْهُمْ) من الخائضين وهو عبد الله بن أبيّ فإنه بدأ به وأذاعه بين الناس عداوة لرسول الله (لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) في الآخرة أو في الدنيا من جلده ووهنه وردّ شهادته في أنظار الناس وشهرته بالنفاق وغير هذه من المفاسد وفي الجوامع أنّ عائشة ضاع عقدها في غزوة بني المصطلق وكانت قد خرجت لقضاء حاجة فرجعت طالبة له ، وحمل هودجها على بعيرها ظنا منهم أنّها في الهودج. وذلك أنّ عائشة كانت حديثة السّن خفيفة الجثّة بحيث ما كان يعرف هودجها هل هي فيه أم لا إلّا بدقة وخصوصا عند من لا يعتاد حمل هودجها فإنه لا يعرف أنها فيه أم لا. فلا يستبعد الأمر ، لكن كيف يتصوّر أن يتحرّك النبيّ (ص) ولا يستخبر حالها وأنها هل حملت مع الجيش أم لا ، فهذا مطلب آخر يمكن أن يجاب بأنه إذا أراد الله شيئا فتدابير العبد لا تردّه ، فإذا أراد سبحانه شيئا يقول له كن فيكون ، وفي قضية الإفك مصالح كثيرة. والحاصل حمل الهودج فلما عادت إلى الموضع وجدتهم قد رحلوا. وكان صفوان غالبا يتأخّر عن الجيش