٧٩ ـ (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ...) قال القمي : في الثياب المصبّغات يجرّها على الأرض ، وقيل على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة آلاف على زيّه ، وقيل كيفيّات أخر في زينته ولا كثير فائدة في نقلها بل الأولى تركها لأنها متعارضة ولا طائل تحتها (قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ) تمنّوا مثله لا عينه حذرا من الحسد.
٨٠ ـ (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ...) أي الخلّص من أصحاب موسى كيوشع وأصحابه (وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) وهذه كلمة زجر عما هو غير مرضيّ. والشريفة تدلّنا على وظيفتنا المهمة وهي النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وتدلّ على أنهما لا يختصّان بشريعة دون شريعة بل كانا واجبين في جميع الأديان والشرائع حيث نرى أن أرباب العلم وأصحاب التوحيد من أتباع موسى لمّا رأوا الناس تمنّوا مثل ما كان لقارون وعلموا أن فيه هلاكهم كما كان هلاك قارون فيه ، زجروهم عمّا تمنّوا من الدنيا الفانية المهلكة ونهوهم عن ذلك ودعوهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم دنيا وآخرة وهو ثواب الله الباقي ، وأمروهم بالحقيقة بتحصيله والأخذ به (وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ) أي لا ينالها غيرهم ، أو لا يوفّق لها وللعمل بهذه الكلمة التي ألقاها العلماء ، سوى الذين صبروا على الطاعات وعن المعاصي واستغنوا بقليل الدّنيا عن كثيرها.
٨١ ـ (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ ...) أي ابتلعته وداره وما فيها من كنوز وصناديق من الذهب والفضة ومختلف الجواهر القيّمة بأمرنا لئلّا يقول الناس بعد هلاكه إن موسى أهلكه ليرث ميراثه حيث إن موسى كان ابن عمّه فلذا لم يبق على وجه الأرض شيء من أمواله (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ) أي من أعوان يدفعون عنه العذاب. وفي العياشي عن الباقر عليهالسلام قال : إن يونس عليهالسلام لمّا آذاه قومه ، وساق الحديث إلى أن قال : فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السّبعة حتى صار إلى البحر المسجور ، وبه يعذّب قارون. فسمع قارون دوّيا فسأل الملك عن