وهو مكتوب ومبيّن في اللوح. ويشتّم من الكريمة أنها لدفع شبهة مقدّرة وهي أنه تعالى كيف يعلم ما تكنّ الصّدور ومنويّات البشر مع غاية خفائها؟ فأجاب عن هذه الشبهة بأنه ما من خافية إلّا وهي مسطورة ومقومة في كتابنا ، فكلّ شيء مبيّن وظاهر عندنا قبل ظهوره وبروزه عندكم.
* * *
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١))
٧٦ و ٧٧ ـ (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ ...) أي يبيّن لهم ما يختلفون فيه من جهلهم وعدم إدراكهم كأمر عزير وقصة مريم وعيسى وأحوال المعاد الجسماني والرّوحاني وصفات الجنّة والنار ، والقرآن بحدّ ذاته وبما فيه هدى ورحمة لمن آمن وصدّق.
٧٨ ـ (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ...) أي بين من آمن من بني إسرائيل ومن كفر منهم (بِحُكْمِهِ) بما يقتضي به عدله (وَهُوَ الْعَزِيزُ) فلا يغلب (الْعَلِيمُ) بالقضاء بالحق.
٧٩ ـ (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ...) أمر نبيّه بعد ظهور نبوّته وإظهار حججه بأن يتوكّل على الله ولا يعتني بأعدائه فقال سبحانه : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ