والمنافقون (بَصِيرٌ) شديد البصر لما يفعلونه من معاندتك ومقاتلتك من أجل كفرهم (يَعْلَمُ) يعرف بدقة متناهية (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) ما فعلوه سابقا وما سيفعلونه آتيا (إِلَى اللهِ تُرْجَعُ) تعود (الْأُمُورُ) كلّها فيحكم فيها ويجازي عليها الجزاء العادل.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨))
٧٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...) خطاب منه تعالى للمؤمنين اعتناء بهم ليركعوا له ويسجدوا إجلالا لعظمته ، وليعبدوا ربّهم وخالقهم من أجل أن يكونوا من المصلحين الناجحين الفائزين بمرضاته.
٧٨ ـ (وَجاهِدُوا فِي اللهِ ...) الجهاد على أقسام ثلاثة : الأول ما هو المعروف من الجهاد مع أعداء الدّين ، وهو الظاهر من الآيات والروايات ولو أطلق على غير هذا يكون بقرينة. والثاني الجهاد مع النفس الأمّارة ، أي مخالفتها في مشتهياتها من أوامرها ونواهيها ، وهذا هو الجهاد الأكبر الذي يخاف منه وترتعد منه الفرائص وتقشعرّ منه الجلود وتندكّ منه الجبال وتكبّ عنده الرجال أعاذنا الله من النّفس الأمّارة. والثالث : هو الجهاد بمعنى