للمؤمنين : كونوا على طريقتنا ، وإذا كان البعث والحساب والعقاب حقّا كما يقول محمّد فنحن نتحمّل ذنوبكم فنعذّب مرّتين مرّة بذنوبنا وأخرى بذنوبكم ، وهو سبحانه ردّهم وكذّبهم وبعد ذلك قال :
١٣ ـ (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً ...) أي أنّهم تضاعف أثقالهم بحملهم أثقال من تبعهم كما قال (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) أي وأثقالا أخر عمّن تسبّبوا له بالإضلال والحمل على المعصية من غير أن ينقص من أثقال تابعيهم شيء ، وبعد ذلك نسألهم بالتأكيد (عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) من الكذب والأباطيل والحيل لإضلال الناس.
* * *
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥))
١٤ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ...) ثم إنّه تعالى لما بيّن أقسام الناس من المؤمنين والكافرين ، وذكر أقسام الكفرة وأنّ منهم الذين كانوا مصرّين على الكفر والإلحاد بحيث لم يقنعوا بكفرهم فقط بل قالوا للمؤمنين ما حكى هو تعالى بقوله : (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) إلخ ... فأراد أن يذكر أن هذه السنّة السّيئة ما كانت مختصة بعصر النبيّ (ص) وأمّته ، بل هي جارية في الأمم السابقة أيضا ، وذكر أن من جملة المصرّين قوم نوح وكانوا أشدّ الأمم إصرارا على الكفر والإلحاد كما حكى الله قصتهم بقوله : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) فلم يؤمنوا به وأبوا أن يجيبوه ، إلّا ثمانين أو سبعين.
وعن محمد بن كعب أنه قال : عشر نفرات خمس نسوة وخمسة رجال.