(لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) بل يكونون ثابتين مستمرّين في الحروب (وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) عن الوفاء به.
١٦ ـ (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ ...) أي لن تمتنعوا بالفرار (مِنَ الْمَوْتِ) حتف الأنف (أَوِ الْقَتْلِ) في وقت معيّن سبق به القضاء وجرى عليه قلم التقدير ، فإذا جاء الأجل لا يؤخّر ساعة ولا يقدّم ولا يمهل ، و (إِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) تمتيعا في زمان قليل بعد هذا الفرار ثم تموتون قتلا أو موتا طبيعيّا.
١٧ ـ (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ ...) أي من الذين يحميكم ويمنعكم (مِنْ دُونِ اللهِ) جلّ وعلا (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) إذا كان قد قضى بما تكرهون وبما يسوؤكم (أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) والمراد بالرحمة النّصر الذي هو نعمة على المسلمين ، فإنه ما من أحد يردّ ذلك من مشيئة الله تعالى (وَ) هم (لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) غيره (وَلِيًّا) ينفعهم (وَلا نَصِيراً) يدفع عنهم الضّر والسوء.
* * *
(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٨) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ