وينازع فيها وينكرها (بِغَيْرِ عِلْمٍ) أي عن جهل وعن تقليد (وَلا هُدىً) ولا هاد من نبي أو وصيّ نبيّ حتى يأخذوا منه حجة أو برهانا من الله على مدّعاهم (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) ولا كتاب منزل من عند الله كان واضح الدّلالة على ما يقولون ويخاصمون النبيّ (ص) به.
٢١ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ... أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ ...) استفهام على سبيل التعجّب. وأدخلت على واو العطف همزة الاستفهام على وجه الإنكار. وجواب (لَوْ) محذوف تقديره : هل لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السّعير لاتّبعوه؟ والمعنى أن الشيطان يدعوهم إلى تقليد آبائهم وترك اتّباع ما جاءت به الرّسل ، وذلك موجب لهم دخول النار ، فهو في الحقيقة يدعوهم إلى النار وهم يتّبعونه في ذلك من حيث لا يشعرون فيقعون فيما كانوا يفرّون منه.
٢٢ ـ (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ ...) أي من فوّض وخلّى أمره إليه تعالى وتوجّه به إليه بكامل وجوده (وَهُوَ مُحْسِنٌ) أي كان عمله على الوجه الحسن ، وهو أن يكون موحّدا ومخلصا في عمله (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) أي المحكمة ، وهذا تمثيل للمعلوم بالمحسوس. ولعلّ المراد بالعروة الوثقى هو القرآن ، أو كلمة التوحيد ، أو ولاية العترة الطاهرة (وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) أي آخر كلّ شيء ، أو جزاء أعمال الناس خيرا وشرّا لأنّ الكلّ صائر إليه.
٢٣ ـ (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ ...) أي الباقي على الكفر أو الذي ارتدّ ورجع إلى الكفر ، فلا تحزن عليه لأن كفره لا يضرّك ولا ينفعه (إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) نخبرهم بأعمالهم المنسيّة وغيرها ونجازيهم بها. وهذه الشريفة تهديد للكفرة وتسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآله (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بما يضمره الإنسان فيجازيه عليه.
٢٤ ـ (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ ...) أي نعطيهم من متاع الدنيا