مُنْظَرُونَ) أي هل لنا من نظرة : أي مهلة لنعود فنصدّق ونعمل عملا صالحا يرضي الله؟ وذلك بعد فوات الأوان ولكنهم يتحسّرون ويتأسّفون على ما فرّطوا حين كذّبوا النبيّ (ص) ورفضوا دعوته.
* * *
(أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (٢٠٤) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (٢٠٧) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (٢٠٩) وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (٢١٠) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢) فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣))
٢٠٤ ـ (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ ...) هذا توبيخ لهم بتهكّم. أي كيف يستعجله من إذا أنزل به سأل النّظرة؟
٢٠٥ إلى ٢٠٧ ـ (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ...) أي أخبرنا عن حالهم ، لو صيّرناهم ينتفعون ويعيشون متلذّذين بدنياهم زمانا طويلا (ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) أتاهم عذابنا الذي وعدناهم به (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) أي لم يغن عنهم تمتّعهم المتطاول في دفع العذاب أو تخفيفه. وجواب الاستفهام محذوف ، وحاصل المعنى أنه هل ينفعهم تمتّعهم المتطاول ويغنيهم ويدفع عنهم العذاب؟ فالجواب أنه لا يدفع ، وما أغنى عنهم ذلك ، وهذا الاستفهام للتقرير.