غير كذب قد ألّفه محمد (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) من أهل الكتاب مما في كتبهم. وهذا القول نظير قولهم : إنّما يعلّمه بشر كما مرّ في سورة النحل (فَقَدْ جاؤُ) أي فعلوا (ظُلْماً) تعدّيا وتجاوزا عن حدود الشرع (وَزُوراً) بهتانا بالنسبة إلى قوم آخرين لأنهم ما فعلوه.
٥ ـ (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ...) أي ما سطره المتقدّمون (اكْتَتَبَها) كتبها بنفسه أو استكتبها حيث إنّه صلوات الله عليه لا يعرف الكتابة والخط (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ) تقرأ عليه (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أي طرفي النّهار ليحفظها. والقول قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة وتابعيه من المشركين.
٦ ـ (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ) : أي يعلم الغيب والحاصل أن الكتاب الذي أعجزكم عن آخركم بفصاحته ، وتضمن مصالح العباد في المعاش والمعاد واشتمل على الإخبار عن المغيّبات مستقبلة ومستدبرة وأشياء مكنونة لا يعلمها إلّا علّام الغيوب والأسرار ، كيف يجعلونه أساطير الأولين؟ (إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) ولذا لا يعاجلكم بالعقوبة على أقوالكم وأعمالكم بما تستحقّونه مع كمال قدرته أن يصبّ عليكم العذاب صبّا.
* * *
(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٩) تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي