٧٥ و ٧٦ ـ (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ ...) أي أعلى منازل أهل الجنة ومواضعها ، فإن الغرفة لغة العلّية وكلّ بناء عال فهو غرفة (بِما صَبَرُوا) أي الموصوفون بهذه الصّفات التسع التي مرّت في الآيات الكريمات السابقة ، يجزون الدرجات العالية الرفيعة بسبب صبرهم على الطاعات وقمع الشهوات وأذى الجهلة ومشاقّ الجهاد ، والفقر والمكاره في سبيله تعالى (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) يلقّون بالتشديد أي يعطون في الجنة ، وبتخفيف القاف أي يرون فيها ويدركون فيها التحية والسلام من الملائكة. والتحيّة كلّ قول يسرّ به الإنسان. والسّلام بشارة لهم بعظيم الثواب ، ويكون هؤلاء المؤمنون خالدين في هذا النعيم وفي أحسن مستقر وخير مقام.
* * *
(قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (٧٧))
٧٧ ـ (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي ...) أي ما يصنع بكم ، أو لا يكترث بكم ، أو ما يفعل. وسئل الباقر (ع) : كثرة القراءة أو كثرة الدعاء أيّهما أفضل؟ قال : كثرة الدعاء أفضل ، وقرأ هذه الآية. (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) بما أخبرتكم به حيث خالفتموه (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) أي لازما لكم جزاء تكذيبكم في الآخرة.