والراسخون في العلم على ما صرّح في بعض الأدعية المنسوبة إلى مولانا عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ؛ ولا ينافي ما قلناه ما قيل وما روي فيها من المعاني فإن للقرآن بطونا على ما في الروايات فيمكن حملها على تلك المعاني والبطون والله أعلم (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) إشارة إلى آي السّورة (وَكِتابٍ مُبِينٍ) أي مبيّن للحق من الباطل والكتاب هو اللوح أو القرآن.
٢ و ٣ ـ (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ...) هدى من الضّلالة إلى الحق ، وبشرى لهم بالثواب والجنة. وبشرى وهدى : مصدران بمعنى الفاعل ، أي هاد ومبشّر للمؤمنين. (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يؤدونها في أوقاتها وبحدودها المشروعة من واجبات ومنافيات وغيرها ، والجملة صفة للمؤمنين (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) بتمامها وكمالها ، وهذه صفة بعد صفة (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) صفة ثالثة ، والواو ربما احتملت فيها الحالية كما يحتمل العطف. ويلاحظ أن تغيير النظم وتكرار الضمير قد كانا إيذانا بإيقانهم وإيمانهم بيوم الحساب وبالجنّة والنار والثواب والعقاب.
٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ ...) تزيين الأعمال يكون إمّا بتخلية الشيطان حتى يزيّنها لهم كما صرّح به في الآية ٣٤ من هذه السورة (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) ، إلخ ... وإمّا بجعلها مشتهاة لطبائعهم محبوبة لأنفسهم (فَهُمْ يَعْمَهُونَ) أي متحيّرون فيها لمن ضلّ الطريق ، لا يدركون ما يتبعها. والعمه هو التحيّر في الطريق أو الأمر مطلقا ، والتردد في الضّلال. وقيل معنى قوله زيّنا لهم إلخ : حرمناهم التوفيق عقوبة على كفرهم فتزيّنت أعمالهم في أعينهم وحليت في صدورهم فهم لا يشعرون بما يفعلون ولا يدركون أنّ أعمالهم وبال عليهم وهذا غاية العمه والضلالة أعاذنا الله منهما.
٥ ـ (أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ ...) أي العذاب في الدنيا كالقتل والأسر والفدية عوضا عنهما كما في وقعة بدر بقرينة قوله تعالى : (وَهُمْ فِي