آيات أخر أنت مرسل بها إلى فرعون وقومه (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) هذه الجملة في موضع التعليل للإرسال إلى قوم يرتكبون المعاصي والآثام.
* * *
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤))
١٣ ـ (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً ...) من أبصر الطريق أي استبان ووضح. فهي ظاهرة واضحة ومستبانة ، فإن باب الإفعال كما استعمل متعديا كذا استعمل لازما كما مثّلنا ، وقال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) وكثر استعماله كذلك شعرا ونثرا بحيث لا يحتاج إلى مزيد بيان. فالآيات تكون واضحة وظاهرة لجميع من حضر بحيث يرون أنها أمور خارجة عن طاقة البشر وأنها كانت مما وراء الطبيعة وخارقة للعادة. ونصبها على الحالية عن الآيات. وهذا لا يحتاج إلى التأويلات والتكلّفات التي ارتكبها المفسّرون في تلك الكلمة وأتعبوا أنفسهم الشريفة في تصحيحها هذا بناء على ما هو المشهور من قراءتها بصيغة اسم الفاعل وفي المجمع روي عن السّجاد سلام الله عليه مبصرة بفتحها فيرتفع الخلاف في هذا الكلام والظرف في قوله في تسع آيات متعلق بالمقدّر أي اذهب الى فرعون في تسع آيات. ولكنهم قالوا إنها سحر.
١٤ ـ (وَجَحَدُوا بِها ...) أي أنكروها وكذّبوا بها (ظُلْماً) لأنفسهم (وَعُلُوًّا) ترفّعا عن الإيمان والانقياد (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) في الأرض من الغرق في الدّنيا والحرق في الآخرة.
* * *