إلّا وصف تلك البقرة ، والعارف باللّغة إذا سمع تلك الأوصاف استحال أن لا يعرفها.
ولو كانوا يطلبون البيان التفصيلي ، لذكره الله تعالى إزالة للتهمة. (١)
وفيه نظر ، فإنّ الفور وإن لم يكن الأمر موضوعا له ، لكنّه كما يصدق مع التراخي يصدق معه ، ويجوز للمكلّف الإتيان به على الفور ، بل هو أولى ، وهذا هو وقت الحاجة إلى البيان ، كما في التراخي.
ومخالفة الأصل يجوز مراعاة لحفظ أصل آخر ، وهو الإطلاق في النكرة ، وأنّ المأمور به مبيّن لا مجمل.
وقول ابن عباس تفسير لما دلّ اللّفظ عليه ، لا (٢) أنّه معارض له.
ويمنع أنّهم طلبوا البيان بل التّفهم ، ولا شكّ في أنّهم طلبوا البيان التفصيليّ ، لأنّ الإجماليّ حصل بالجواب عن السؤال الأوّل.
وعن الثالث : بأنّ لفظة «ما» لمن لا يعقل ، فلا يدخل المسيح ولا الملائكة.
ولأنّ قوله (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ)(٣) خطاب مع العرب ، وهم ما كانوا يعبدون المسيح والملائكة بل الأوثان.
ولأنّ العقل هنا مخصّص للعموم ، فإنّه دلّ على خروج الملائكة
__________________
(١) الاستدلال للرازي في محصوله : ١ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥.
(٢) في «أ» : إلّا.
(٣) الأنبياء : ٩٨.