والبعض من الناس ينذر انّه اذا تحققت رغبته ان «يطبّر» ، وبعض الناس ينذر عن الاطفال الصغار فيضربون على رءوسهم بالمدي حتّى تسيل الدماء من رءوسهم.
والتطبير ، شأنه شأن الضرب بالسلاسل ، والتشابيه و... الخ كان منذ القديم موضع اختلاف بين العلماء والاتباع والمقلّدين ، وكثر الاستفتاء والافتاء في جوازه أو عدمه ، وهذه الشعائر ليس لها أساس ديني من الوجهة الشرعية ، وانما تجري وفقا لما يكنّه الشيعة من محبّه لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، والعلماء يجيزونها في حالة عدم ضررها ، بينما لا يجيزها عدد آخر من الفقهاء بسبب تأثيراتها السلبية على افكار الآخرين ، وما توجبه من وهن المذهب ، والظروف الزمانية لها دورها أيضا في هذا المجال ، أجاب أحد الفقهاء على السؤال الذي وجه إليه بهذا الخصوص قائلا : «في الظروف الحالية لا ينبغي التطبير ...».
وقال فقيه آخر لدى لقائه بعلماء الدين على اعتاب ايام محرم عام ١٩٩٤ م ضمن حديث مسهب بخصوص ازالة الخرافات من شعائر العزاء على سيد الشهداء عليهالسلام وقال : «ان التطبير من الممارسات السلبية ، ... ومن الخطأ ان يمسك جماعة بالسيوف ويضربون على رءوسهم حتّى تسيل الدماء. وأي جانب من هذه الممارسة يرتبط بالعزاء؟ هذا تزوير ، وهذا من جملة الامور التي لا تمتّ إلى الدين بصلة ...» واعتبره بدعة وخرافة. واجاب على سؤال امام جمعة اردبيل : ان هذا العمل ينطوي اليوم على ضرر فادح. ولهذا فانّ التطبير العلني المشفوع بالتظاهر بهذا العمل حرام وممنوع.
وتأييدا لهذا الموقف اعتبره العلماء الآخرون أيضا غير مشروع ، وسببا في وهن المذهب.
من الطبيعي ان امثال هذه المشاعر الدينية التي تؤدي فيها محبّة الحسين عليهالسلام إلى ممارسة هذه الاعمال يجب ان توجه في المسار الصحيح وتستثمر بشكل ايجابي لتكون سببا في زيادة اسباب الحماس وخلق حوافز الجهاد