على تلك المصيبة (١).
ان البكاء يعكس الارتباط القلبي باهل البيت وسيد الشهداء. والدموع تروي القلب ، وتزيل الظمأ وهي حصيلة محبّة اهل البيت ، ومن الطبيعي ان التعاطف الروحي مع الائمة يستوجب مشاركتهم في حزنهم وفي فرحهم. ومن علامة الشيعة انهم : «يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا» (٢).
لا شكّ ان القلب الطافح بمحبّة الحسين يبكي عند ذكر مظلوميّته واستشهاده. فالدموع لسان القلب ودليل المحبّة.
ان البكاء على مصيبة سيّد الشهداء تجديد للبيعة مع عاشوراء وثقافة الشهادة ، واستمداد الطاقة الفكرية والروحية من هذه المدرسة. وسكب الدموع هو نوع من اقرار العهد ، وتصديق على ميثاق المودّة مع سيّد الشهداء. وقد اكد ائمة الشيعة كثيرا على البكاء على مظلومية أهل البيت. واعتبروا شهادة الدموع كدليل على صدق المحبّة. قال الإمام الصادق عليهالسلام : «من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر» (٣).
وأكّد الائمة كثيرا على البكاء على الحسين عليهالسلام ، قال الإمام الرضا عليهالسلام لريّان بن شبيب في حديث طويل :
«يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب فانه ذبح كما يذبح الكبش ...» (٤). وقال في حديث آخر : «ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، واضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله حرمة في امرنا. ان يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا
__________________
(١) بحار الانوار ٤٥ : ٢٢٠ وما بعدها ، سفينة البحار ١ : ٩٧.
(٢) ميزان الحكمة ٥ : ٢٣٣.
(٣) وسائل الشيعة ١٠ : ٣٩١.
(٤) بحار الانوار ٤٤ : ٣١٣.