وعلى كل حال كانت واقعة عاشوراء الدامية اعظم مظاهر الفداء والتضحية المخلصة في سبيل الدين ، وتقديم اغلى واعز الناس في سبيل الحق والعدالة واحياء الدين. وكان لها تأثير بارز في ايقاظ الشعوب على مدى التاريخ تستلهم منها الشعوب والاشخاص الدروس على طريق مقارعة الظلم. واذا كانت لنا في الاسلام بضعة ايام مجيدة وتستوجب الثناء فاحدها يوم عاشوراء الذي صار رمزا لتكريم الانسان على الملائكة. ويكفي أمّة محمد صلىاللهعليهوآله فخرا بان لها قدوات كالحسين عليهالسلام وشهداء كربلاء.
روي في حديث مناجاة موسى عليهالسلام ، «قال : يا رب لم فضلت امة محمد صلىاللهعليهوآله على سائر الامم؟ فقال الله تعالى : فضلتهم لعشر. قال موسى : وما تلك الخصال التي يعملونها حتى امر بني اسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى : «الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والجمعة والجماعة والقرآن والعلم وعاشوراء ...».
واعجباه! لقد جعل عاشوراء في مصاف الصلاة والحج والجهاد والقرآن التي فضلت بها امة الاسلام على الامم الاخرى. وهذا هو سر عظمة عاشوراء وكونه من أيّام الله.
ثم ان موسى عليهالسلام سال بعد ذلك : «يا رب وما عاشوراء؟ قال : البكاء والتباكي على سبط محمد صلىاللهعليهوآله والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى. يا موسى ، ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزّى على ولد المصطفى إلّا وكانت له الجنّة ثابتا فيها. وما من عبد انفق من ما له في محبّة ابن بنت نبيّه طعاما وغير ذلك كان معافا في الجنّة وغفرت له ذنوبه» (١).
ـ عاشوراء
__________________
(١) مجمع البحرين ، كلمة عشر.